الرئيسية / ثقافة وفن / سيدي صموئيل---حياتنا عبث
سيدي صموئيل---حياتنا عبث

سيدي صموئيل---حياتنا عبث

02 مارس 2007 05:56 مساء (يمن برس)
تحية لك سيدي صموئيل بيكيت. أوتظن نفسك سيد العبث. أنت لم تتعرف على أمتي بعد نحن أمة العبث --- حياتنا مماتنا عبث في عبث. مواطننا ---- عبث---- فاقد لرشده مختل ضائع كل ما يفعله فقد معناه يسير على غير هدى أفكاره فارغة المضمون العشى والعمى يُصيب عينيه فقد رؤية الأشياء في حجمها الطبيعي الصرصور يراه طاغية والطاغية يراه اله والإله يراه خياطاً يُرتق الفروج الفجلة يراها بطيخة والبطيخة يراها كرة أرضية خادماً مطيعاً لتكنولوجيا الغرب قطعة ميكانيكية أصبح تدور ضمن قطعة أكبر منها عبث حياتنا مماتنا عبث لبنان العراق فلسطين عبث نفرح نرقص نهلل نمد سرادق العزاء لطغاتنا نرفع صور القتلة رموزنا ابن لادن الزرقاوي القرضاوي عبث فضائياتنا تبث صور قتلانا وضحايانا لا خجل ولا شفقة ولا انسانية عبث دمنا يسيل في العراق عبث بناتنا تنتهك أعراضهن في مصر عبث ننتظر ذبحنا تهجيرنا حرقنا على يد أخوتنا عبث حياتنا عبث قمة ثلاثية وقمة خماسية وأخرى سداسية عبث في مستنقع الوطن الضحل تطفو حياتنا مثل زنبقة عظيمة تطفو ببطء شديد، مضى أكثر من ألف وأربعمائة عام وحياتنا عبث تمر، شبحا أحمر قاني عبر نهر الفتاوى الأسود مضى أكثر من ألف وأربعمائة عام ونيران الإرهاب تستعر تُغذيها أنفاس دراكولا أيا حياتنا الضائعة ! أيا حياتنا الرائعة أجل هكذا كنا نتمناك! ولكن الرياح العاتية تُسقط أمانينا وتدمر أحلامنا عبث حياتنا حريتنا المنتهكة طغاتنا حكامنا مزقوا صدرنا الصغير المفعم بالإنسانية والرقة والطفولة والبراءة لأنه ذات يوم ذات ليلة ذات وقت ما ركبوا على ظهورنا والى الساعة إلى اليوم لم ينزلوا عنها عبث شكوانا ديمقراطيتنا علمانيتنا لبراليتنا عبث وجودنا عبث ولأنه ذات يوم ذات مساء ذات وقت ما نزل من السماء مرسال قال اقرأ واقتل واذبح فإني مباهي بك المغول والتتر واليانكي والفايكنغ عبث أيتها الحرية عبث تقرعين أبواباً أوصدها قادتنا بأقفال فولاذية وختمها فقهاؤنا بآيات دموية معذرة أيها التاريخ لوثنا أيامك ولياليك وربيعك وصيفك وخريفك سماؤنا تحت الأرض حدائقنا قبورنا الجماعية شمسنا مطفأة قمرنا حزين نحن أمة العبث لا تنسانا متى كتبت عن أمة كرهت الزهور وحقدت على الإنسان وقرفت من النظافة ومرغت بالوحل الطهارة وأفتت بقطف وردة الحياة وحاربت الموسيقى ورسمت أشلاء أبنائها على صفحات كتبها وعلمت أطفالها أن قدوتهم فخرهم عزهم خالد ابن الوليد قتل الزوج وامتطى الزوجة وأنه السيف المسلول وعلة المعلول عبث وأُنهي عبثي مع أزهار الشر وبودلير عندما يقول: سأصبح نعشك أيتها النتانة الودود عزيزي السم الذي يضنيني، يا حياة وموت قلبي ! دمشق في أول الربيع 1-3-007
شارك الخبر