انهى علي عبدالله صالح يوم 22 يناير حكمه الذي دام 33 عاما كرئيس لليمن و غادر على متن طائرة متجها الى عمان و قد يتجه بعدها الى امريكا. و قد انهى ذلك على الاقل مؤقتا صراع عنيف على السلطة مزقها صراع اهلي لسنوات طويلة، و انتفضت الجماعات المعارضة قبل عام في ثورة مفتوحة على خطى شباب الثورتين التونسية و المصرية.
كتبت مجلة الايكونوميست الامريكية الشهيرة في عددها الورقي الذي يصدر يوم غدا 28 يناير 2012, كتبت مقالا يتحدث عن افول زعيم عربي اخر. و قد استخدمت المجلة مثل انجليزي ليحمل عنوان المقال bites the dust و هي مثل شائع يعني انتهاء الشئ او موته و هي تشير بذلك الى انتهاء عهد صالح كرئيس لليمن
السيد صالح الذي اضعفته الاصابة التي تعرض لها في التفجير الذي استهدفه في شهر يونيو، ظل متشبثا بالسلطة ، و بدت اليمن لشهور عدة و كانها تنزلق نحو الفوضى الدموية ، و لم ينحصر صراع القوات لموالية للسيد صالح على الطلاب المحتجين بل امتد ليشمل المجاميع القبلية و المنشقين من العسكر، تاركين الجماعات المتطرفة تعمل على تاسيس معاقل لها في شمال و جنوب البلاد .
و قد قام دبلوماسيون غربيون الى جانب زعماء خليجيون بابرام صفقة افضت الى رحيل صالح. و جاء رحيله بعد اتفاق قضى بمنح صالح و اعوانه حصانة من الملاحقة القضائية ، كما تم تاجيل التوقيع على الاتفاق لعدة اشهر حتى يتم تكريس و اصدار قانون من البرلمان اليمني بهذا الشان .
و يعتقد ان رحيل السيد صالح سيعمل على التخفيف من حدة الاحتقان السياسي الذي تمر به اليمن ، و قد نجح مبعوث الامم المتحدة في اقناع الفصائل المتنافسة بخطة تفصيلية لتقاسم السلطة و استثنى فيها الجهاديين ، و بالرغم من ذلك فلم يتقبل صالح الهزيمة في الوقت الذي يعتزم فيه العيش في المنفى و يقول انه ينوي العودة الى اليمن، الامر الذي من المرجح ان يعطل العملية البالغة الدقة لانتقال السلطة .
صالح الذي رحل ترك خلفه وطن مفلس و متصلب ، و لعقود استطاع ان يحكم قبضته على السلطة من خلال تفضيل بعض القبائل على بعضها الاخر و ايقاف الانفاق على بعض المسؤولين المصنفين بالمستقلين تماما ، و قد وعدت حركة الاحتجاج التي تزداد قوة بانها ستدفع باتجاه اصلاحات سياسية جوهرية ، و تعهدت باسقاط المسؤولين الفاسدين من وزارة الدفاع و الخطوط الجوية الوطنية و حتى من مدارس الفتيات .
و انتقد بعض المعارضين العملية الانتقالية التي وصفوها بسياسة حافة الهاوية التي تتبناها النخب طالما و ان هناك مرشح توافقي و حيد لهذا المنصب هو نائب الرئيس صالح ، لكن الحوار الوطني الذي يجري الاعداد له، امامه الان على الاقل فرصة للنجاح حيث ان الزعيم – و هو من قدامى المحاربين – قد ترك منصبه و اصبح نظامه في موقف دفاعي .
ان رحيل السيد صالح لا يمثل خطوة واضحة نحو الديمقراطية لكنها تسوية قد تجنب اليمن الدمار الذي حل بليبيا و سوريا في العام الذي انقضى ، قليل من الناس يحتفلون اليوم في العاصمة صنعاء لكن الكثير قد تحقق و كان اكثر من المتوقع .
*ترجمة : مهدي الحسني
كتبت مجلة الايكونوميست الامريكية الشهيرة في عددها الورقي الذي يصدر يوم غدا 28 يناير 2012, كتبت مقالا يتحدث عن افول زعيم عربي اخر. و قد استخدمت المجلة مثل انجليزي ليحمل عنوان المقال bites the dust و هي مثل شائع يعني انتهاء الشئ او موته و هي تشير بذلك الى انتهاء عهد صالح كرئيس لليمن
السيد صالح الذي اضعفته الاصابة التي تعرض لها في التفجير الذي استهدفه في شهر يونيو، ظل متشبثا بالسلطة ، و بدت اليمن لشهور عدة و كانها تنزلق نحو الفوضى الدموية ، و لم ينحصر صراع القوات لموالية للسيد صالح على الطلاب المحتجين بل امتد ليشمل المجاميع القبلية و المنشقين من العسكر، تاركين الجماعات المتطرفة تعمل على تاسيس معاقل لها في شمال و جنوب البلاد .
و قد قام دبلوماسيون غربيون الى جانب زعماء خليجيون بابرام صفقة افضت الى رحيل صالح. و جاء رحيله بعد اتفاق قضى بمنح صالح و اعوانه حصانة من الملاحقة القضائية ، كما تم تاجيل التوقيع على الاتفاق لعدة اشهر حتى يتم تكريس و اصدار قانون من البرلمان اليمني بهذا الشان .
و يعتقد ان رحيل السيد صالح سيعمل على التخفيف من حدة الاحتقان السياسي الذي تمر به اليمن ، و قد نجح مبعوث الامم المتحدة في اقناع الفصائل المتنافسة بخطة تفصيلية لتقاسم السلطة و استثنى فيها الجهاديين ، و بالرغم من ذلك فلم يتقبل صالح الهزيمة في الوقت الذي يعتزم فيه العيش في المنفى و يقول انه ينوي العودة الى اليمن، الامر الذي من المرجح ان يعطل العملية البالغة الدقة لانتقال السلطة .
صالح الذي رحل ترك خلفه وطن مفلس و متصلب ، و لعقود استطاع ان يحكم قبضته على السلطة من خلال تفضيل بعض القبائل على بعضها الاخر و ايقاف الانفاق على بعض المسؤولين المصنفين بالمستقلين تماما ، و قد وعدت حركة الاحتجاج التي تزداد قوة بانها ستدفع باتجاه اصلاحات سياسية جوهرية ، و تعهدت باسقاط المسؤولين الفاسدين من وزارة الدفاع و الخطوط الجوية الوطنية و حتى من مدارس الفتيات .
و انتقد بعض المعارضين العملية الانتقالية التي وصفوها بسياسة حافة الهاوية التي تتبناها النخب طالما و ان هناك مرشح توافقي و حيد لهذا المنصب هو نائب الرئيس صالح ، لكن الحوار الوطني الذي يجري الاعداد له، امامه الان على الاقل فرصة للنجاح حيث ان الزعيم – و هو من قدامى المحاربين – قد ترك منصبه و اصبح نظامه في موقف دفاعي .
ان رحيل السيد صالح لا يمثل خطوة واضحة نحو الديمقراطية لكنها تسوية قد تجنب اليمن الدمار الذي حل بليبيا و سوريا في العام الذي انقضى ، قليل من الناس يحتفلون اليوم في العاصمة صنعاء لكن الكثير قد تحقق و كان اكثر من المتوقع .
*ترجمة : مهدي الحسني