ارتفعت وتيرة الجدل الدائر في جنوب اليمن بشأن الانتخابات الرئاسية القادمة، وذلك بعد إعلان فصائل في الحراك الجنوبي مقاطعة تلك الانتخابات ودعوة أنصارها لرفض إقامتها في عموم محافظات الجنوب.
وفي هذا الإطار شهدت مدن جنوبية خلال اليومين الماضيين مظاهرات احتجاجية لأنصار الحراك الجنوبي المطالب بالانفصال لرفض الانتخابات المزمع انعقادها في 21 فبراير/شباط المقبل، قام خلالها المشاركون بإحراق بطاقات انتخابية تعبيراً منهم عن المقاطعة.
وقال القيادي في الحراك الجنوبي العميد علي السعدي "نحن نرفض إقامة الانتخابات في جميع مناطق الجنوب، وسنصعد من فعاليات الاحتجاجات بشكل إيجابي وسلمي للتعبير عن هذا الرفض". معتبرا أن "هذه الانتخابات لا تحمل أي معنى ديمقراطي ولا تعني شعب الجنوب".
وأضاف السعدي -في حديث للجزيرة نت- "نحن نبارك لـعبد ربه منصور هادي اختياره مرشحا لرئاسة الجمهورية العربية اليمنية" في الشمال أما نحن كشعب جنوبي لا زلنا نناضل من أجل استقلال دولة الجنوب على حد قوله. وتبلغ عدد المحافظات الجنوبية سبع محافظات من أصل 21 محافظة يمنية ستشهد عمليات الاقتراع للانتخابات الرئاسية المبكرة في فبراير/شباط المقبل.
ويخشى ناشطون وسياسيون في اليمن من أحداث عنف قد ترافق تلك الانتخابات في الجنوب في ظل تهديد أطراف في الحراك الجنوبي باستخدام القوة لمنع تلك الانتخابات.
مساع أممية
وتأتي هذه التخوفات بالتزامن مع مساعٍ يبذلها دبلوماسيون أجانب -منذ مغادرة الرئيس علي عبد الله صالح البلاد للولايات المتحدة- لاحتواء التمرد المسلح لجماعة الحوثي في أقصى الشمال ونزاعات الانفصال في الجنوب.
وبحسب عضو مجلس الرئاسة اليمني ووزير الخارجية الأسبق سالم صالح محمد، فإن حوارات وصفها بالجادة والمسؤولة تجري بين شخصيات سياسية لم يسمها وبين الأحزاب وقادة الحراك في الداخل والخارج بهدف توحيد الموقف الجنوبي بشكل ناضج يتماشى مع التغيرات الكبيرة الحاصلة في اليمن.
وبحسب صالح -الذي كان يتحدث للجزيرة نت- فإن "التوجه الدولي والإقليمي في اليمن والتغيرات القائمة بالنسبة للمنطقة تحمل معاني كثيرة تفرض على أي سياسي في البلد استيعابها".
وحول الجدل القائم في الجنوب بشأن الانتخابات، أكد على أن ذلك لا يعبر عن موقف شخصي من أي طرف جنوبي تجاه الفريق عبده ربه منصور الذي يحظى بإجماع محلى ودولي، وإنما يعبر عن قضايا مختلفة.
وأضاف "هناك أطراف في الحراك ترفض التعامل مع المتغيرات الحالية في إطار التسوية، وترى بأنه لا بد أولاً من حل القضية الجنوبية وفقاً للاتفاقيات السابقة، والبعض يطرح قضية الاستقلال وحق تقرير المصير في الجنوب".
انقسام الآراء
ويشهد جنوب اليمن انقساماً في آراء السياسيين حول عملية الانتخابات، حيث ترى أحزابٌ وتكتلات ثورية ضرورة إجرائها في موعدها، في حين ترفض قوى الحراك وفصائله ذلك، وتطالب "بفك الارتباط مع دولة الوحدة التي تمت بين شمال اليمن وجنوبه عام 1990".
ووفقاً لرئيس تكتل أحزاب اللقاء المشترك في محافظة عدن -كبرى مدن الجنوب-عبد الناصر باحبيب، فإن أهمية إجراء الانتخابات في موعدها المحدد تمثل البداية الصحيحة لتحقيق مطلب الثوار في التغيير وإنجاز أول أهداف الثورة بإسقاط رأس النظام.
وأضاف باحبيب -للجزيرة نت- أن إقامة الانتخابات في الجنوب ونجاحها لا يعني بالضرورة مصادرة حق الآخرين في التعبير عن أرائهم وقناعاتهم بصورة حضارية وسلمية بعيدا عن العنف والإرهاب.
وكانت اللجان الإشرافية لإدارة الانتخابات الرئاسية قد باشرت عملها في عدد من المحافظات اليمنية استعداداً لها.
وقال رئيس اللجنة الإشرافية للانتخابات في عدن عبد العزيز يحيى محمد إن اللجنة أنجزت ما نسبته 80% من عملية الإعداد والتحضير للاقتراع.
*عن الجزيرة نت