لايخفي المشتركون في خدمة الإنترنت نوع adsal في المنازل عبر يمن نت سخطهم من سوء الخدمة في اليمن بل يعيبون عليها ارتفاع تكلفتها وقلة جودتها ،معتبرين أن خطط وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات تخفيض تعرفة الاشتراك في شبكة الإنترنت من أول شهر مارس المقبل غير مجدية، لان المشتركين لا يستفيدون أصلا من هذه الخدمة لانقطاع الكهرباء عن منازلهم طوال اليوم سوى من ساعة إلى ساعتين ،خاصة في العاصمة صنعاء ،مطالبين الوزارة أن تفتح المجال للمنافسة في تزويد خدمة الإنترنت لليمن بما يؤدي لإلغاء الاحتكار المفروض من يمن نت لهذه الخدمة من جهة وتخفيض الأسعار من جهة أخرى ،إن كانت لديها الجدية في تطوير قطاع الاتصالات في اليمن ليواكب الدول المجاورة ويرفد خزينة الدولة بموارد مالية جديدة ،ويفتح المجال لفرص عمل جدية يستطيع الآلاف من الشباب اليمني شغرها.
المشكلة
تكمن المشكلة مع مشتركي الخدمة الإنترنت في المنازل عبر الاشتراك الفضي في خدمة adsal في ارتفاع تعرفته الشهرية مقابل الاستفادة التي يتمكنون من الحصول عليها ،فخلال العام الماضي 2011م وحتى الآن لاتزال مشكلة الكهرباء تمنع التصفح الكبير للإنترنت وبالتالي يفقد المشتركون سعة التنزيل المخصصة لهم بدون جدوى لانهم لم يستهلكوا باقتهم سوى لساعات محدودة ،وهكذا يسددون الفاتورة ولم يستهلكوا سوى اقل من 50 من باقتهم ،يقول محمد الحيمي مهندس إنشاءات: بسبب انقطاع الكهرباء لا أتمكن من التصفح سوى ساعة إلى ساعتين في اليوم لكن فاتورة الخط اسددها كاملة 5700 ريال شهريا وانا لا استهلك سوى 3 ميجا من الباقة المخصصة لي .
كما يفيد علي فضل طه متخصص نظم إحصائية بأنه لم يستفد من الباقة المخصصة له سوى بـ20% فيما سدد كامل المبلغ 3700 ريال لخط سرعته 256كيلوبت.
وعلى الرغم من أن هذه المعضلة جديدة وآنية فهي تضاف إلى سجل الشكاوى المرتبطة بخدمة إنترنت يمن نت فمنذ فترة ليست بالقليلة زادت شكاوى المشتركين من هذه الخدمة من ناحيتين الأولى ضعف سرعته والثانية غلاء سعره مقارنة بالدول المجاورة ، يقول ماجد العريقي تاجر: الخط ينقطع بين الحين والآخر كما أن السرعة ضعيفة فالمشترك بخط منزلي 256 لا يستطيع تحميل أي فيديو من يو تيوب او فيس بوك ،وفي أوقات الذروة من الساعة 3 عصرا إلى الساعة 12 مساء يكون الإنترنت ضعيفا جدا، أما سعر التعرفة فهي خيالية ومع ذلك السعة محدودة بـ 7جيجا في الشهر هذه كنت احملها في يومين لما كنت في الهند.
وفيما يشير إلى أن اقصى سرعة لدينا في اليمن يمكن للمستخدم الوصول إليها الآن وهي 4ميجا نجد أن فاتورة الاشتراك مرتفعة إذ لا تقل عن 40 دولارا شهريا وهي أسعار تزيد عن دولا قريبة مثل السعودية بأضعاف مضاعفة فيما تصل عندهم سرعة خط الإنترنت في الشبكات الأرضية إلى 100 ميجا والى 20 ميجا في الشبكات المتنقلة.
الاحتكار
بدأت مشكلة المطالبة بتحديث وتطوير خدمة الإنترنت بما يتوافق مع رغبات المشتركين في التوسع خلال العامين الماضيين عندما فشلت الحكومة في إدخال مزود جديد لخدمة الإنترنت لليمن كما يقول المهندس فهمي المقطري مختص تطوير برمجيات ،حيث أبقت على احتكار يمن نت الحكومية لهذه الخدمة كما هو، الأمر الذي فاقم صعوبة التطوير والتسويق نظرا للاحتكار الذي لم يجلب لليمن سوى الخسارة وفقدان مليارات الريالات كان يمكن أن تدخل خزينة الدولة جراء فتح المنافسة وتقديم خدمات متطورة يشترك فيها الآلاف من اليمنيين المتعطشين للالتحاق بالشبكة العنكبوتية دون جدوى.
2011م
يعتبر عام 2011م عاما مأساويا لخدمة الإنترنت في اليمن كما يقول المهندس علاء السماوي مطور مواقع ويب ففيه تضاءلت السرعة وتردت الخدمة للمشتركين وتعرضت الكثير من المواقع للحجب وما فاقم الأمر تمثل في اندلع الثورة الشبابية والتي استخدمت الإنترنت لأول مرة كسلاح حي ،حيث وضعت القائمين على تزويد خدمة الإنترنت في موقف حرج ،لكن نظرا لاحتكار الحكومة لهذه الخدمة فقد ساندها امتلاكها للخدمة في توسيع الإجراءات الكفيلة بخفض السرعة وحجب المواقع الصحفية والشخصية والثورية الإلكترونية، وهذا بدوره كما يوضح المهندس علاء أدى إلى تزايد الانتقادات والذمر في أوساط المشتركين والشباب من يمن نت الأمر الذي جعلهم ينشئون الصفحات على الفيس بوك المطالبة بتحسين خدمة الإنترنت ورفض الاحتكار من يمن نت وهي صفحات تضم في جنباتها الآلاف من الأعضاء من مختصين وخبراء في المعلوماتية وعلوم الكمبيوتر والبرمجة والنشر الإلكتروني ويتزايد أعضاؤها يوما بعد آخر .
التخفيضات
مع بداية الأسبوع الماضي أرسلت وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات إشارات إلى رغبتها في تخفيض تعرفة الإنترنت في اليمن لمشتركي adsal وحسب التصريحات الصحفية التي نقلت عن الوزير بن دغر فإن الخفض سيسري اعتباراً من مطلع مارس المقبل، وسيستفيد منه مستخدمو النطاقات العريضة. وأشار إلى أن الوزارة قررت خفض قيمة الاشتراك الشهري في خدمات الإنترنت بنسبة تتراوح بين 20 و 40 %، ورسوم الاشتراك في الخدمة للمرة الأولى بنسبة 50 % لتبلغ 3 آلاف ريال يمني أي ما يعادل (13.5 دولار).
ورغم أن المهندس عامر هزاع مدير عام الإنترنت وتراسل المعطيات بمؤسسة الاتصالات رفض إعطاء المزيد من التوضيح حيال الخطة المستهدفة وفوائدها على المشتركين مكتفيا بالإشارة إلى انهم سيعلنون عنها في حينه ،أوضح أن يمن نت تعمل لإلغاء الاشتراك في فئة سرعة 256 كيلوبايت بحيث تكون فئة 512 كيلوبت هي الفئة الأدنى وهو ما يعني أن المشتركين في فئة الـ 256 سيكونون ملزمين بدفع 4 آلاف ريال غير الضرائب للبقاء متصلين بالشبكة وهذا إرهاق جديد يضاف لميزانيتهم الشهرية.
وبالرغم من أن الوزير بن دغر اكد أن هذه التخفيضات تستهدف التوسّع في خدمة الإنترنت، وليس مجرّد الربح فقط ، تبدو الأمور ميدانيا في الشارع اليمني غير مرحبة بالأسعار الجديدة لأنها وفق ما يقول الباحث عبد الكريم الوصابي ستضيف مبالغ جديدة على كاهل مشتركي المنازل لأن المشترك في الفئة الأدنى سيجد نفسه مضطرا للانتقال للفئة الأعلى بسعر اعلى.
مقارنات
للمشتركين في خدمة إنترنت يمن نت adsal العديد من الشكاوى تتنوع بين التذمر من عجز سرعة الخدمة إلى ضعف الشبكة وانقطاعها إلى عمليات الحجب والقرصنة وانتهاء بالأسعار المرتفعة التي يجمع الكل أنها مرتفعة.
فمن حيث السرعة المنخفضة في اليمن يقارن أنيس باقدرين طالب دراسات عليا في أوكرانيا الخدمة هناك والخدمة في اليمن فيقول أنزلت الشركات الاوكرانية المزودة لخدمة الإنترنت عرضا جديدا مع بداية العام 2012م للمشتركين هناك تمثل في خدمة السرعة الدائمة والمخصصة للمشترك هي 33 ميغا في الشهر ،وتحصل على إمكانية التحميل بسرعة 100 ميغا لكن الباندوث محدد وهو 33 جيجا في الشهر وتستطيع ان تتحكم في السرعة من خلال لوحة تحكم خاصة بك (تغيير السرعة بين 33 و100 ميغا ) كما تحصل على عنوان لمشاهدة التليفزيون مجانا وبدقة HD وعدد الأقنية حوالي 120 قناة ،كما يحصل المشترك على 200 دقيقة مجانية للاتصال بالتلفونات الأرضية .
من جانبه يقول فارس يحيى الدهببي هناك شركات كثيرة تقدم إنترنت غير محدود و سرعات عالية و بسعر بخس فمثلا في التشيك سرعة 33 ميجا غير محدود سعرها بـ 20 دولارا و بعض الشركات تقدم إنترنت تليفزيون و غيرها من الخدمات بزيادة 5 دولارات فوق الـ 20 دولارا وهناك إنترنت موبايل مقابل 10 دولارات شهريا ،مضيفا : تعرفة الإنترنت في العالم كامل أصبحت رخيصة رخص التراب.
فيما قال علي العبسي معلقا على تلك المعلومات سرعة تنزيل تصل إلى 100 ميجا وتبدأ من 33 .. والله يمن نت شكلها نائمة.
بدون منافس
توصف خدمة الإنترنت في اليمن بأنها تزود من قبل مزود واحد فقط وهو يمن نت التابعة للحكومة ويقول رئيس المؤسسة اليمنية للمعلوماتية المهندس أوس الإرياني أن الاحتكار يمارس في اليمن بشكل سلبي في خدمة تزويد الإنترنت وأوضح بأن احتكار الإنترنت في اليمن أدى عدم وجود جودة في الخدمة وارتفاع أسعار الخدمة وهذا هو النوع السلبي من الاحتكار يجب أن ينتهي ويسمح بدخول مزودي خدمة الانترنت من القطاع الخاص لكي يحصل الناس على خيارات متعددة ،ويرى أن مثل هذه الخطوة ستمكن من قيام شركات متخصصة توفر فرص عمل للمئات من الشباب القادرين والمؤهلين للعمل في تقنية المعلومات حيث لدينا المئات من الشباب والشابات الخريجين في هذا التخصص، كما طالب المهندس الإرياني بالتخلي عن احتكار الإنترنت وإن لم يكن فبالتخلي عن البيروقراطية والروتين والعمل بمنهجية تجارية وليست حكومية الاحتكار.
وعند البحث عن سر الاحتكار إلى هذا الوقت من قبل يمن نت يقول عامر هزاع مدير الانترنت وتراسل المعطيات: لم تدخل أي شركة للقيام بالاستثمار في هذا المجال رغم أن الحكومة أعلنت عن فتح المجال لذلك منذ عدة سنوات في حين تقول المؤسسة اليمنية للمعلوماتية أن عدم التوجه لمثل هذا الاستثمار أصرت عليه الحكومات السابقة وكان برغبة حازمة اصرت عليها دوافع جهات أمنية عليا في البلد والتي تخاف بشدة من تأثيراتها على انفتاح اليمنيين على العالم،الامر الذي عقد محاولات فتح هذا المجال للاستثمار .
الدعم الفني
لا يوفر مزود الخدمة في اليمن أي دعم فني بالمعنى العلمي والاقتصادي ويقول المهندس صالح الحماطي إن الدعم الفني الذي تقدمه يمن نت رديء للغاية وأن الرد الذي يحصل عليه المستخدم في النهاية هو لا توجد لدينا أي مشكلة وأن الدعم الفني لا يعتمد أنظمة حديثة مثل نظام التذاكر والتخاطب المباشر مع العملاء عبر الموقع وطالب بإدخال مثل هذه الأنظمة الحديثة.
الحجب العشوائي
يرى المهندس محمد الشرفي أن يمن نت تقوم بعملية الحجب العشوائي للمواقع سواء اليمنية أو الخارجية الأمر الذي يقوم بتشويه صورة المواقع الإلكترونية ومنع الوصول إليها وظهور عبارة تشير إلى أن هذا الموقع إباحي ويقول: هذا الحجب طال العديد من المواقع اليمنية سواء تلك المعارضة أو الحكومية ويضيف المهندس زكريا: كما يتم حجب خدمات التواصل الصوتي عبر الإنترنت مثل برامج الياهو ماسنجر والسكاي بي وغيرها ،ومن الغريب تلك الحجوبات التي تعرض لها مواقع الترجمة.
الخدمات
هناك مطالبات كثيرة بتنويع خدمات الانترنت ويقول المهندس عبد الرحمن أبو طالب عن الخدمات التي تقدمها يمن نت وواقع تلك الخدمات بأنه لم يعد من الفخر أن نقول بأن اليمن من أوائل الدول في المنطقة التي قدمت خدمة الإنترنت في اليمن في ظل الوضع الحالي الذي وصل إليه الإنترنت في اليمن وطالب بإيجاد نظام نقطة الاتصال الواحدة كما قام بالمقارنة بين الأسعار في اليمن والسعودية والذي أتضح من خلال مقارنته مدى الفارق الكبير في السعر بين اليمن والسعودية .
خدمة اقتصادية
مطلوب أن تكون خدمة الإنترنت خدمة نافعة للمشتركين بالمعنى الاقتصادي لهذه يطالب خبراء اقتصاد حكومة الوفاق أن تنظر لقطاع الاتصالات وتقنية المعلومات بعين الاعتبار لأنه قطاع استراتيجي سيدر على البلد موارد مالية كبيرة إن تم استغلالها اقتصاديا من خلال فتح هذا القطاع للاستثمار المحلي والأجنبي بشفافية ومرونة ،ووضع إدارة استراتيجية وخطط حديثة لتطويره وتحديثه .
ويضيفون لدى اليمن المئات من الشباب القادر على الأبداع في مجال البرمجة والدعم الفني والهندسة المتخصصة بتكنولوجيا المعلومات فلو تم استغلالهم بالتزامن مع تطوير قطاع الاتصالات والإنترنت لتمكنت اليمن من تحقيق موارد وفرص عمل كبيرة لأبنائها.
كما ينبه الخبراء إلى أن الخدمة الاقتصادية للانترنت تعني أن يتمكن مستخدموها من خدمة أنفسهم في الوصول إلى بنوك المعلومات صوتا وصورة وفيديو وتكست ثم إمكانية تنزيلها بسهولة ونشرها أيضا بنفس الوقت ،كما تعني إمكانية استخدام الخدمة في التعليم الأساسي والثانوي والجامعات ومراكز البحث العلمي والمستشفيات والتجارة الإلكترونية وخدمات الحكومة والتعاملات البنكية والتربوية.
*الاقتصادي اليمني
المشكلة
تكمن المشكلة مع مشتركي الخدمة الإنترنت في المنازل عبر الاشتراك الفضي في خدمة adsal في ارتفاع تعرفته الشهرية مقابل الاستفادة التي يتمكنون من الحصول عليها ،فخلال العام الماضي 2011م وحتى الآن لاتزال مشكلة الكهرباء تمنع التصفح الكبير للإنترنت وبالتالي يفقد المشتركون سعة التنزيل المخصصة لهم بدون جدوى لانهم لم يستهلكوا باقتهم سوى لساعات محدودة ،وهكذا يسددون الفاتورة ولم يستهلكوا سوى اقل من 50 من باقتهم ،يقول محمد الحيمي مهندس إنشاءات: بسبب انقطاع الكهرباء لا أتمكن من التصفح سوى ساعة إلى ساعتين في اليوم لكن فاتورة الخط اسددها كاملة 5700 ريال شهريا وانا لا استهلك سوى 3 ميجا من الباقة المخصصة لي .
كما يفيد علي فضل طه متخصص نظم إحصائية بأنه لم يستفد من الباقة المخصصة له سوى بـ20% فيما سدد كامل المبلغ 3700 ريال لخط سرعته 256كيلوبت.
وعلى الرغم من أن هذه المعضلة جديدة وآنية فهي تضاف إلى سجل الشكاوى المرتبطة بخدمة إنترنت يمن نت فمنذ فترة ليست بالقليلة زادت شكاوى المشتركين من هذه الخدمة من ناحيتين الأولى ضعف سرعته والثانية غلاء سعره مقارنة بالدول المجاورة ، يقول ماجد العريقي تاجر: الخط ينقطع بين الحين والآخر كما أن السرعة ضعيفة فالمشترك بخط منزلي 256 لا يستطيع تحميل أي فيديو من يو تيوب او فيس بوك ،وفي أوقات الذروة من الساعة 3 عصرا إلى الساعة 12 مساء يكون الإنترنت ضعيفا جدا، أما سعر التعرفة فهي خيالية ومع ذلك السعة محدودة بـ 7جيجا في الشهر هذه كنت احملها في يومين لما كنت في الهند.
وفيما يشير إلى أن اقصى سرعة لدينا في اليمن يمكن للمستخدم الوصول إليها الآن وهي 4ميجا نجد أن فاتورة الاشتراك مرتفعة إذ لا تقل عن 40 دولارا شهريا وهي أسعار تزيد عن دولا قريبة مثل السعودية بأضعاف مضاعفة فيما تصل عندهم سرعة خط الإنترنت في الشبكات الأرضية إلى 100 ميجا والى 20 ميجا في الشبكات المتنقلة.
الاحتكار
بدأت مشكلة المطالبة بتحديث وتطوير خدمة الإنترنت بما يتوافق مع رغبات المشتركين في التوسع خلال العامين الماضيين عندما فشلت الحكومة في إدخال مزود جديد لخدمة الإنترنت لليمن كما يقول المهندس فهمي المقطري مختص تطوير برمجيات ،حيث أبقت على احتكار يمن نت الحكومية لهذه الخدمة كما هو، الأمر الذي فاقم صعوبة التطوير والتسويق نظرا للاحتكار الذي لم يجلب لليمن سوى الخسارة وفقدان مليارات الريالات كان يمكن أن تدخل خزينة الدولة جراء فتح المنافسة وتقديم خدمات متطورة يشترك فيها الآلاف من اليمنيين المتعطشين للالتحاق بالشبكة العنكبوتية دون جدوى.
2011م
يعتبر عام 2011م عاما مأساويا لخدمة الإنترنت في اليمن كما يقول المهندس علاء السماوي مطور مواقع ويب ففيه تضاءلت السرعة وتردت الخدمة للمشتركين وتعرضت الكثير من المواقع للحجب وما فاقم الأمر تمثل في اندلع الثورة الشبابية والتي استخدمت الإنترنت لأول مرة كسلاح حي ،حيث وضعت القائمين على تزويد خدمة الإنترنت في موقف حرج ،لكن نظرا لاحتكار الحكومة لهذه الخدمة فقد ساندها امتلاكها للخدمة في توسيع الإجراءات الكفيلة بخفض السرعة وحجب المواقع الصحفية والشخصية والثورية الإلكترونية، وهذا بدوره كما يوضح المهندس علاء أدى إلى تزايد الانتقادات والذمر في أوساط المشتركين والشباب من يمن نت الأمر الذي جعلهم ينشئون الصفحات على الفيس بوك المطالبة بتحسين خدمة الإنترنت ورفض الاحتكار من يمن نت وهي صفحات تضم في جنباتها الآلاف من الأعضاء من مختصين وخبراء في المعلوماتية وعلوم الكمبيوتر والبرمجة والنشر الإلكتروني ويتزايد أعضاؤها يوما بعد آخر .
التخفيضات
مع بداية الأسبوع الماضي أرسلت وزارة الاتصالات وتقنية المعلومات إشارات إلى رغبتها في تخفيض تعرفة الإنترنت في اليمن لمشتركي adsal وحسب التصريحات الصحفية التي نقلت عن الوزير بن دغر فإن الخفض سيسري اعتباراً من مطلع مارس المقبل، وسيستفيد منه مستخدمو النطاقات العريضة. وأشار إلى أن الوزارة قررت خفض قيمة الاشتراك الشهري في خدمات الإنترنت بنسبة تتراوح بين 20 و 40 %، ورسوم الاشتراك في الخدمة للمرة الأولى بنسبة 50 % لتبلغ 3 آلاف ريال يمني أي ما يعادل (13.5 دولار).
ورغم أن المهندس عامر هزاع مدير عام الإنترنت وتراسل المعطيات بمؤسسة الاتصالات رفض إعطاء المزيد من التوضيح حيال الخطة المستهدفة وفوائدها على المشتركين مكتفيا بالإشارة إلى انهم سيعلنون عنها في حينه ،أوضح أن يمن نت تعمل لإلغاء الاشتراك في فئة سرعة 256 كيلوبايت بحيث تكون فئة 512 كيلوبت هي الفئة الأدنى وهو ما يعني أن المشتركين في فئة الـ 256 سيكونون ملزمين بدفع 4 آلاف ريال غير الضرائب للبقاء متصلين بالشبكة وهذا إرهاق جديد يضاف لميزانيتهم الشهرية.
وبالرغم من أن الوزير بن دغر اكد أن هذه التخفيضات تستهدف التوسّع في خدمة الإنترنت، وليس مجرّد الربح فقط ، تبدو الأمور ميدانيا في الشارع اليمني غير مرحبة بالأسعار الجديدة لأنها وفق ما يقول الباحث عبد الكريم الوصابي ستضيف مبالغ جديدة على كاهل مشتركي المنازل لأن المشترك في الفئة الأدنى سيجد نفسه مضطرا للانتقال للفئة الأعلى بسعر اعلى.
مقارنات
للمشتركين في خدمة إنترنت يمن نت adsal العديد من الشكاوى تتنوع بين التذمر من عجز سرعة الخدمة إلى ضعف الشبكة وانقطاعها إلى عمليات الحجب والقرصنة وانتهاء بالأسعار المرتفعة التي يجمع الكل أنها مرتفعة.
فمن حيث السرعة المنخفضة في اليمن يقارن أنيس باقدرين طالب دراسات عليا في أوكرانيا الخدمة هناك والخدمة في اليمن فيقول أنزلت الشركات الاوكرانية المزودة لخدمة الإنترنت عرضا جديدا مع بداية العام 2012م للمشتركين هناك تمثل في خدمة السرعة الدائمة والمخصصة للمشترك هي 33 ميغا في الشهر ،وتحصل على إمكانية التحميل بسرعة 100 ميغا لكن الباندوث محدد وهو 33 جيجا في الشهر وتستطيع ان تتحكم في السرعة من خلال لوحة تحكم خاصة بك (تغيير السرعة بين 33 و100 ميغا ) كما تحصل على عنوان لمشاهدة التليفزيون مجانا وبدقة HD وعدد الأقنية حوالي 120 قناة ،كما يحصل المشترك على 200 دقيقة مجانية للاتصال بالتلفونات الأرضية .
من جانبه يقول فارس يحيى الدهببي هناك شركات كثيرة تقدم إنترنت غير محدود و سرعات عالية و بسعر بخس فمثلا في التشيك سرعة 33 ميجا غير محدود سعرها بـ 20 دولارا و بعض الشركات تقدم إنترنت تليفزيون و غيرها من الخدمات بزيادة 5 دولارات فوق الـ 20 دولارا وهناك إنترنت موبايل مقابل 10 دولارات شهريا ،مضيفا : تعرفة الإنترنت في العالم كامل أصبحت رخيصة رخص التراب.
فيما قال علي العبسي معلقا على تلك المعلومات سرعة تنزيل تصل إلى 100 ميجا وتبدأ من 33 .. والله يمن نت شكلها نائمة.
بدون منافس
توصف خدمة الإنترنت في اليمن بأنها تزود من قبل مزود واحد فقط وهو يمن نت التابعة للحكومة ويقول رئيس المؤسسة اليمنية للمعلوماتية المهندس أوس الإرياني أن الاحتكار يمارس في اليمن بشكل سلبي في خدمة تزويد الإنترنت وأوضح بأن احتكار الإنترنت في اليمن أدى عدم وجود جودة في الخدمة وارتفاع أسعار الخدمة وهذا هو النوع السلبي من الاحتكار يجب أن ينتهي ويسمح بدخول مزودي خدمة الانترنت من القطاع الخاص لكي يحصل الناس على خيارات متعددة ،ويرى أن مثل هذه الخطوة ستمكن من قيام شركات متخصصة توفر فرص عمل للمئات من الشباب القادرين والمؤهلين للعمل في تقنية المعلومات حيث لدينا المئات من الشباب والشابات الخريجين في هذا التخصص، كما طالب المهندس الإرياني بالتخلي عن احتكار الإنترنت وإن لم يكن فبالتخلي عن البيروقراطية والروتين والعمل بمنهجية تجارية وليست حكومية الاحتكار.
وعند البحث عن سر الاحتكار إلى هذا الوقت من قبل يمن نت يقول عامر هزاع مدير الانترنت وتراسل المعطيات: لم تدخل أي شركة للقيام بالاستثمار في هذا المجال رغم أن الحكومة أعلنت عن فتح المجال لذلك منذ عدة سنوات في حين تقول المؤسسة اليمنية للمعلوماتية أن عدم التوجه لمثل هذا الاستثمار أصرت عليه الحكومات السابقة وكان برغبة حازمة اصرت عليها دوافع جهات أمنية عليا في البلد والتي تخاف بشدة من تأثيراتها على انفتاح اليمنيين على العالم،الامر الذي عقد محاولات فتح هذا المجال للاستثمار .
الدعم الفني
لا يوفر مزود الخدمة في اليمن أي دعم فني بالمعنى العلمي والاقتصادي ويقول المهندس صالح الحماطي إن الدعم الفني الذي تقدمه يمن نت رديء للغاية وأن الرد الذي يحصل عليه المستخدم في النهاية هو لا توجد لدينا أي مشكلة وأن الدعم الفني لا يعتمد أنظمة حديثة مثل نظام التذاكر والتخاطب المباشر مع العملاء عبر الموقع وطالب بإدخال مثل هذه الأنظمة الحديثة.
الحجب العشوائي
يرى المهندس محمد الشرفي أن يمن نت تقوم بعملية الحجب العشوائي للمواقع سواء اليمنية أو الخارجية الأمر الذي يقوم بتشويه صورة المواقع الإلكترونية ومنع الوصول إليها وظهور عبارة تشير إلى أن هذا الموقع إباحي ويقول: هذا الحجب طال العديد من المواقع اليمنية سواء تلك المعارضة أو الحكومية ويضيف المهندس زكريا: كما يتم حجب خدمات التواصل الصوتي عبر الإنترنت مثل برامج الياهو ماسنجر والسكاي بي وغيرها ،ومن الغريب تلك الحجوبات التي تعرض لها مواقع الترجمة.
الخدمات
هناك مطالبات كثيرة بتنويع خدمات الانترنت ويقول المهندس عبد الرحمن أبو طالب عن الخدمات التي تقدمها يمن نت وواقع تلك الخدمات بأنه لم يعد من الفخر أن نقول بأن اليمن من أوائل الدول في المنطقة التي قدمت خدمة الإنترنت في اليمن في ظل الوضع الحالي الذي وصل إليه الإنترنت في اليمن وطالب بإيجاد نظام نقطة الاتصال الواحدة كما قام بالمقارنة بين الأسعار في اليمن والسعودية والذي أتضح من خلال مقارنته مدى الفارق الكبير في السعر بين اليمن والسعودية .
خدمة اقتصادية
مطلوب أن تكون خدمة الإنترنت خدمة نافعة للمشتركين بالمعنى الاقتصادي لهذه يطالب خبراء اقتصاد حكومة الوفاق أن تنظر لقطاع الاتصالات وتقنية المعلومات بعين الاعتبار لأنه قطاع استراتيجي سيدر على البلد موارد مالية كبيرة إن تم استغلالها اقتصاديا من خلال فتح هذا القطاع للاستثمار المحلي والأجنبي بشفافية ومرونة ،ووضع إدارة استراتيجية وخطط حديثة لتطويره وتحديثه .
ويضيفون لدى اليمن المئات من الشباب القادر على الأبداع في مجال البرمجة والدعم الفني والهندسة المتخصصة بتكنولوجيا المعلومات فلو تم استغلالهم بالتزامن مع تطوير قطاع الاتصالات والإنترنت لتمكنت اليمن من تحقيق موارد وفرص عمل كبيرة لأبنائها.
كما ينبه الخبراء إلى أن الخدمة الاقتصادية للانترنت تعني أن يتمكن مستخدموها من خدمة أنفسهم في الوصول إلى بنوك المعلومات صوتا وصورة وفيديو وتكست ثم إمكانية تنزيلها بسهولة ونشرها أيضا بنفس الوقت ،كما تعني إمكانية استخدام الخدمة في التعليم الأساسي والثانوي والجامعات ومراكز البحث العلمي والمستشفيات والتجارة الإلكترونية وخدمات الحكومة والتعاملات البنكية والتربوية.
*الاقتصادي اليمني