عندما تقرأ رقماً يشير إلى وجود قرابة 4 ملايين سعودية عانس خلال العام 2015، مقارنةً بـ 1.5 مليون في العام 2010، تطرح على نفسك تساؤلات أبرزها: هل أصبحت العنوسة ظاهرة في السعودية بالفعل؟ وما السبب؟
المهر مصيبة!
يقول المستشار الاقتصادي في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية زيد الرماني إنّ المبالغة في المهور "مصيبة"، ويضيف لـ "هافينغتون بوست عربي" إن "الفتاة أصبحت سلعةً تباع في الأسواق ويتم تقدير سعرها من قبل والدها".
ارتفاع المهور الذي اعتبره الرماني حجرة عثرةٍ في طريق الزواج، سببٌ في إغراق الزوج بأقساطٍ وديونٍ أو نفوره منذ البداية من الزواج، مرجعاً الاحتفالات المكلفة والملابس ذات الأسعار الباهظة وكثرة الشروط إلى حب التقليد والظهور الاجتماعي، والتي غالباً ما تنهي الزواج بالخلافات والطلاق.
"إن خير النساء وأعظمهن بركةً أيسرهن مؤنةً وكلفةً ومهراً" يوضح الرماني، ويضيف "لا مقارنة بين ما كان عليه السعوديين سابقاً وما وصلنا إليه اليوم فيما يتعلق بموضوع النفقة الذي أعتبره سبباً من أسباب ارتفاع العنوسة".
الزواج من السورية
من جهتها، انتقدت الكاتبة بشائر محمد في مقالة نشرتها في صحيفة “الوطن” السعودية توجه السعوديون للزواج من الفتاة السورية، تاركين بنت البلد، مضيفةً "إن السوريات في سباق للحصول على زوج سعودي، فهنيئاً للشاب السعودي على هذا التطور الإيجابي، فبعد أن كان يشكو من صعوبة الحصول على زوجة أصبح التنافس على أشده بين بنات حواء" وتقصد بين السعودية والسورية.
د. توفيق السويلم رئيس مجلس إدارة جمعية “أواصر” لرعاية الأسر السعودية في الخارج، اعتبر أن زواج السعودي من أجنبية لا يزال ضمن النسبة الطبيعية، ويوضح لـ "هافينغتون بوست عربي" أن "عدد الحالات التي تتابعها الجمعية بلغت قرابة 2000 أسرة، من نحو 7532 فرداً من أبناء السعوديين في 31 دولة حول العالم".
كما اعتبر نسبة زواج السعودي أو السعودية من الخارج قليلةً مقارنةً مع عدد السكان، مشيراً إلى أن أكثر المتزوجين من أجنبيات لهم علاقات عائلية قديمة على حد قوله.
وتختص جمعية “أواصر” بتصحيح أوضاع الأسر السعودية المنقطعة فـي الخارج والعمل على إعادتها إلـى أرض الوطن، ومساعدتها لاستخراج وثـائقها الرسمية والسعـي لدمجهـا فـي المجتمـع.
مريضٌ نفسي من لا يتزوج السعودية!
إن مصطلح العنوسة لطالما شكل هاجساً عند الفتيات اللاتي ترفضن عادةً هذه الصفة، تماماً كرفضهن لزواج الشاب السعودي من أجنبية .
فمشاعل أشارت لـ "هافينغتون بوست عربي" أن بنات الوطن “لا عيب فيهن ولا مبرر لهذا الشاب من الزواج من غير السعودية”، أما أشواق، فوصفت بدورها من يتزوج الأجنبية بـ "المريض النفسي. بالنسبة لي أعتبر أن هذا الزواج غير منتشر في المجتمع السعودي".
أما منيرة، فترى أن الزواج حلال وللرجل حق اختيار من يشاء، لكن عليه أن يفكر بمصير الأولاد في حالات الطلاق، وتوضح لـ "هافينغتون بوست عربي" أنه في حالات الانفصال، “تكون الضحية عادةً هي الأطفال وفي أغلب الأحيان لا يعترف الآباء بهم، وهي نقطة يجب أن تؤخذ بعين الاعتبار".
إحصائيات الطلاق في السعودية
وفي شأن متصل، نشرتها صحيفة “الشرق” السعودية مؤخراً دراسةً قالت إن المملكة تشهد حالة طلاق واحدة كل 20 دقيقة، أي ما يعادل 72 حالة طلاق يومياً.
وأضافت أن معدلات الطلاق بالنسبة للفتيات أقل من عمر الـ 20 عاماً بلغت 21%.
وسجلت نسبة 28% من فشل الطلاق بسبب سوء اختيار الشريك، و39% بسبب جهل أحد الزوجين بمعنى الحياة الزوجة، أما نسبة 34% فكانت بسبب تدخل الأقارب.
أما عن زواج السعوديين من غير السعوديات، فبلغت نسبة الطلاق فيه 9%.