الرئيسية / فيسبوكيات / البخيتي يكشف أسرار وخفايا خروجه من صنعاء وكيف ارغم علي ذلك
البخيتي يكشف أسرار وخفايا خروجه من صنعاء وكيف ارغم علي ذلك

البخيتي يكشف أسرار وخفايا خروجه من صنعاء وكيف ارغم علي ذلك

14 أكتوبر 2015 02:30 مساء (يمن برس)
اعترف القيادي السابق المنشق عن حركه الحوثيين علي البخيتي في منشور له علي صفحته بموقع التواصل الاجتماعي فيس بوك ان خروجه من اليمن فرض عليه من قبل حركة الحوثيين.
 
وقال انهم تعاملو معه كخائن  وعميل, وكشف البخيتي عن عروض تلقها منها الاعتذار له عن ما اصابه من اعتداء اثناء وقفته الاحتجاجيه امام الامن السياسي بمقابله ان يعود وينظم اليهم.
 
وكشف ايضا ان ابنه هو الاخر تعرض للاعتداء بهذه الوقفه .
 
نص المنشور
 
“ما أصعب ان تُجبر على ان تغادر وطنك مع أنك لم تحمل سلاح، ولم تشترك في قتال، فقط لأنك كتبت أو قلت ما أنت مقتنع به.
كنت خارج اليمن عندما بدأت الحرب، وبعد أربعة أشهر عدت اليها، وسكنت في صنعاء كما الملايين من اليمنيين وهي تحت القصف اليومي، سعيت بكل ما اوتيت من قوة لعمل وفاق سياسي، وللقول انه لا بد من مصالحه داخلية لا تستثني أحد، سواء من هم في الرياض، ومن في تركيا، ومن في قطر، ومن في القاهرة، ومن في باقي الدول، لنسحب الذريعة على العاصفة وتحالفها، ونوقف عبثهم باليمن.
تعاملوا معي كمجنون وكخائن، فقط لأني قلت لن تستقر الأوضاع وتتوقف الحرب الا بالتسوية مع حزب الإصلاح بوصفه أهم فصيل في معارضتهم، ولن تكون هناك تسوية الا بعودة الثقة، ولن تعود الثقة الا بإجراءات تخفف من الاحتقان وتثبت أن هناك تَغُير في المواقف الى الأفضل، وأول هذه الاجراءات اطلاق قيادات حزب الاصلاح المختطفة، وكل السياسيين والاعلاميين، واعادة مقراتهم الحزبية وبيوتهم المحتلة وممتلكاتهم المصادرة ووسائل اعلامهم المنهوبة -ويجب أن تشمل تلك الاجراءات على كل خصوم الحوثيين- وغيرها من الخطوات الأحادية التي يجب على الحوثيين القيام بها دون مفاوضات حولها، والتي تضمنها احد مقالاتي السابقة.
***
تعاملوا معي كخائن لأني خرجت عن النص، نص الحرب، نص القتل، نص التحريض المتبادل، نص الدمار واستباحة المدن.
حاولنا أن نُظهر أنه ما يزال هناك مكان للحراك المدني السلمي، وانه بمقدورنا أن نصل الى نتائج عجز السلاح عن الوصول اليها، لنكسر دائرة الحرب، ونقول أن هناك أمل من خارج طاحونة القوة والحسم العسكري.
جعلنا من أولادنا ونسائنا دروعاً بشرية في وقفة احتجاجية، لاعتقادنا أن هناك باقي قيم اجتماعية يمكن أن تردعهم وتجعلنا بمأمن من طيشهم وسفههم وعتههم.
اكتشفت أنهم سقطوا، وكان السقوط مدويا، وفضائحياً، وقد عبر عنه صديقي سامي غالب في مقال له بعد واقعة الاعتداء علينا بعنوان “”نهاية التاريخ” الحوثي!”، ولن أتمكن من التعبير عن عمق ذلك السقوط أكثر من صديقي سامي.
الجرح الذي أُصبنا به أنا وأصدقائي المشاركين في الوقفة كان كبيراً، وعميقاً، وكان كذلك بالنسبة لأسرتي وأطفالي، الذين كانوا يرددون أناشيد وشعارات الحوثيين ونحن في الوقفة، وكان يسمعهم أصدقائي وينظرون الي ضاحكين، ومازحتهم باللهجة المحلية قائلاً “عاد الأولاد ما قد دروا إن قد قَلبنا”.
***
عدت المنزل بعد مشهد رعب أصابنا جميعاً، كنت متعباً ومنهكاً، ومجروحاً، ليس من ما أصابني، لكن من ما أصاب أولادي، من رعب، ومن ضرب لا تزال علامته في رجل ابني “مصبار” 11 سنة الى الآن، ولم اكتشف ما أصابه الا بعد أن اراني رجله بعد اليوم الثالث من الاعتداء.
واصبت بالرعب أكثر عندما تواصل بي أحد قياداتهم وابدى لي اسفه واستعدادهم لتسوية الموضوع والاعتذار، لكن بشرط.
هل تعرفون ما هو الشرط؟.
أن أتوقف عن الكتابة ضدهم وانتقادهم، وأن نواجه العدوان معاً –بحسب قوله-، أجبته: أني اقاوم العدوان، لكن بطريقتي، حتى مع خلافي معكم، (طريقتي التي تقتصر على مواجهة العدوان الخارجي ولا تضر باليمن، ولا بإنسانه ولا مدنه ولا وحدته ولا تماسك نسيجه الاجتماعي).
قلت له كذلك: اعتذاركم في صالحكم أنتم لتثبتوا أن تلك الممارسات والانتهاكات الاجرامية المنحطة خطأ من جهاز تابع لكم، ولم تكن سياسة منهجية للجماعة، أما أنا وزملائي وأولادي فلا نشعر بالعار من تعرضنا للضرب على يد رجالكم ونسائكم، فأنتم سلطة قمعية اعتدت وضربت مواطنين سلميين أثناء ممارستهم حق من حقوقهم.
قلت له كذلك: ان مقايضتكم لي بأن اتوقف عن انتقادكم مقابل الاعتذار وتسوية القضية وتلبية أي مطالب لي يُعد انحطاط من قبلكم، فاعتذاركم واجب، وحريتي لن تدخل في أي تسوية.
***
بعد تلك المحادثة قررت الرحيل أنا وأولادي -وأبلغت ذلك القيادي بقراري في حينه- فقد اكتشفت أن ما حصل لنا كان بقرار تم اتخاذه على أعلى المستويات، بهدف كسرنا، وان تلك سياسة منهجية للحركة، وأنه لا مكان لي ولعملي السلمي تحت سلطتهم.
 
كنت اراهن على بعض أخلاق الحركة التي تميزهم عن باقي المجموعات المسلحة، كونهم لا يستهدفون خصومهم في الظلام ولا من وراء ستار ولا يغتالون ثم يقولون أيادي آثمة، وبعد واقعة الاعتداء علينا قلت في نفسي: من ارسل نساء لضربنا، ومن نهب حاجياتنا ورفض اعادتها الى الآن، ومن لم يضع اعتبار لوجود نساء وأطفال أثناء تنفيذ اعتدائه، قد يثير اشكال في احدى النقاط ويقتلنا، ثم يقول انه حدث اشكال تطور الى اشتباك مع افراد النقطة ويحملني مسؤوليته، إضافة الى المخاوف الدائمة من الاستهداف من أي فصيل آخر على أمل أن يلصق ذلك بالحوثيين بسبب خلافاتي معهم.
***
رحل جسدي عن اليمن، لكن روحي باقية فيه، رحلت لكني لن أصمت وسأستمر في ممارسة نشاطاتي وكتاباتي وانتقاداتي للعاصفة والحوثيين ومختلف الأطراف اليمنية التي أجد في تصرفاتها مكان للنقد، رحلت بسبب الحوثيين لكني لن أفجر في خصومتهم وسأسعى لإصلاحهم، ولن ادعوا الى استئصالهم أو اقصائهم، وسأدافع عنهم وعن حقوقهم إذا ما دارت الدوائر عليهم، وما أزال الى الأن أميز بينهم كقواعد شعبية طيبة وبسيطة ومخلصة وودودة، وبين قيادة حمقاء وغبية تجر تيارهم واليمن معه الى الهلاك.
رحلت بسبب الحوثيين لكني لن انتقل الى الضفة الأخرى، رحلت من صنعاء لكني لن أذهب الى الرياض لأقول “شكراً سلمان”، وإذا ما ذهبت الى هناك أو الى تركيا أو قطر أو أبو ظبي أو القاهرة سأذهب لأواصل مساعي لإصلاح ذات البين بيننا كيمنيين، وبيننا وبين جيراننا واشقائنا السعوديين والخليجيين، فمهما اختلفنا وتقاتلنا معهم لابد من أن نجد تسوية توقف عدوانهم علينا، وتؤمن مخاوفهم مننا، سواء مخاوف السعودية من الحوثيين أو مخاوف الامارات من الإخوان، فلست معنياً بإسقاط النظام السعودي أو أي نظام خليجي، أو تقويض الدولة السعودية أو أي دولة خليجية، أو التدخل في أي من شؤونهم، وما أنا معني به هو وقف عدوانهم علينا وإيجاد مخرج لكل القضايا العالقة بما فيها مخاوفهم مننا.
***
……هناك الكثير مما أقوله حول الكثير من المواضيع، لكن لا اريد أن اطيل عليكم، وسأكتفي بهذا القدر في مقالي هذا، على أن أواصل الكتابة وفتح الكثير من الملفات، ومناقشة الكثير من القضايا، ومن زوايا مختلفة قد لا تكون ظاهرة للكثيرين.
تحياتي لكم.
———————
الصورة: أنا وأولادي في مطار بيروت وفي شارع الحمراء 12 أكتوبر 2015م
شارك الخبر