الرئيسية / شؤون محلية / رابطة علماء اليمن لا تجيز إصدار قانون الحصانة لصالح
رابطة علماء اليمن لا تجيز إصدار قانون الحصانة لصالح

رابطة علماء اليمن لا تجيز إصدار قانون الحصانة لصالح

18 يناير 2012 04:30 مساء (يمن برس)
أكد مجموعة من علماء اليمن على أن حرمة دماء وأموال وأعراض أبناء الأمة قاطبة.. يوجب محاسبة ومحاكمة ومعاقبة كل من ينتهك هذه الحرمات كائناً من كان وتحت أي مبرر تنفيذاً لمبادئ الدين الحنيف وتطبيقاً لأحكام الشريعة الإسلامية التي لا تقر ظلماً ولا عدواناً ولا تعفي أحداً من المسئولية الجنائية.

جاء ذلك في بيان صادر عن رابطة علماء اليمن تلقى " التغيير " نسخة منه، ان علماء الرابطة يحذرون من دعاة الفتنة والذي نشر في موقع الرابطة على الشبكة الالكترونية يومنا هذا الثلاثاء الموافق 17/1/2012م وتطرق لجملة من القضايا والمسائل الملحة على الساحة اليمنية كمشروع الحصانة للرئيس صالح وأعوانه وقضية الصراعات المذهبية والطائفية التي تثار من قبل بعض وسائل الإعلام بالإضافة إلى رفض التدخلات الخارجية في الشئون اليمنية وقضية دماج في محافظة صعدة التي جاء بيان الرابطة داعماً لجهود السلام بين طرفي الصراع هناك ومحذراً من دعوات التضليل والتحريض وفتاوى التكفير من بعض وسائل الإعلام المشبوهة حد وصف البيان.

نص البيان:

"بسم الله الرحمن الرحيم، قال تعالى: (يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وقولوا قولاً سديدا. يصلح لكم أعمالكم ويغفر لكم ذنوبكم ومن يطع الله ورسوله فقد فاز فوزاً عظيماً)، وقال تعالى: (فاتقوا الله وأصلحوا ذات بينكم وأطيعوا الله ورسوله إن كنتم مؤمنين) وقال تعالى: (شرع لكم من الدين ما وصى به نوحاً والذي أوحينا إليك وما وصينا به إبراهيم وموسى وعيسى أن أقيموا الدين ولا تتفرقوا فيه)، وقال تعالى: (يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله حق تقاته ولا تموتن إلا وأنتم مسلمون. واعتصموا بحبل الله جميعاً ولا تفرقوا..) صدق الله العظيم.

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على سيد المرسلين وآله الطاهرين وأصحابه الراشدين، أما بعد: فإن ما تشهده البلاد من أحداث جسيمة, وما تمر به من مآسي ومحن وأوضاع عصيبة, تهدد أمنها واستقرارها, بسبب الظلم والفساد والجور والطغيان وتغليب الأنانية والمصالح الشخصية والتكالب على الكراسي والمناصب, دون مراعاة لآلآم وآمال وطموحات أبناء الوطن الذين عانوا وتجرعوا صنوف الطغيان, من قتل وتشريد وانتهاك للأعراض والحرمات ونهب للأموال والثروات وحروب عبثية خاضها النظام. وما نشهده اليوم من ويلات وما يحدق بالوطن من أخطار ومؤامرات, وإثارة للفرقة والانقسام, ودعوات للتناحر والصدام, وتدخل خارجي سافر في أوضاع البلاد والعباد, يوجب علينا القيام بواجب النصح والإرشاد والتحذير من إستمرار الفتنة وتصاعدها, ومن إدخال البلاد في آتون حروب ونزاعات مذهبية ودينية بعد أن مزقها الصراع السياسي والظلم والجور والفساد والإفساد.

فإنا وتأكيداً على البيان السابق ومن خلال رابطة علماء اليمن نؤكد على:-

1. حرمة دماء وأموال وأعراض أبناء الأمة قاطبة, باعتبار أن الإسلام لم يأت إلا للحفاظ عليها وصيانتها, ويوجب محاسبة ومحاكمة ومعاقبة كل من ينتهك هذه الحرمات كائناً من كان وتحت أي مبرر, تنفيذاً لمبادئ الدين الحنيف وتطبيقاً لأحكام الشريعة الإسلامية التي لا تقر ظلماً ولا عدواناً, ولا تعفي أحداً من المسئولية الجنائية ولا تمنح حصانة لأي قاتل أو ظالم أو معتد آثم.

2. احترام حرية الإنسان التي وهبه الله إياها وأن جميع الناس متساوون في الحقوق والواجبات, وفي أصل التكليف والمسئولية دون تمييز بينهم بسبب العرق أو اللون أو اللغة أو المعتقد أو المذهب أو الانتماء السياسي أو الوضع الاجتماعي أو المناطقي (لا فضل لعربي على عجمي إلا بالتقوى) وباعتبار أن الإنسان يولد حراً وليس لأحد أن يستعبده أو يذله أو يقهره ......إلى آخر ما نصت عليه الشرائع السماوية التي تنظم حياة البشر وتضمن للإنسان عزته وكرامته وسعادته في الدنيا والآخرة.

3. وإزاء ما نراه من مؤامرات تحاول إشعال الفتن في اليمن تحت ذرائع دينية ومذهبية, فإنا نستنكر أي إثارة للنزاع والاقتتال من أي طرف كان, فجميعنا مسلمون موحدون إخوة قبلتنا واحدة وربنا واحد ونبينا واحد تعصم دمائنا وأموالنا وأعراضنا كلمة لا إله إلا الله محمد رسول الله وتكفل حريتنا شريعة الإسلام الغراء.

4.  ندعو صادقين إلى تحقيق مبادئ الإخوة والمحبة والتعاون والتكافل وإشاعة روح التسامح بين أفراد المجتمع, عملاً بقوله تعالى (إنما المؤمنون إخوة) ونؤكد على وجوب نصرة المظلوم والوقوف في وجه الظالم والمعتدي, وتحقيق رغبة الأمة في التغيير وإزالة الظلم والفساد وإقامة دولة الحق والعدل التي تصون أمنها واستقرارها ووحدتها وتقدمها ونهوضها.

5.  حول أحداث دماج وبعض المناطق التي يحاول المغرضون إلباسها ثوباُ دينياً ومذهبياً فإنا لا نقر أي اعتداء على أحد بسبب معتقده أو فكره ومذهبه, وندعو إلى الاحتكام إلى صوت العقل والحق بعيداً عن أي تعصب, وندعم كل الجهود المخلصة التي بذلت من أجل الصلح وأخمدت نار الفتنة وأعادت الأوضاع إلى ما كانت عليه في السابق, ونستنكر كل دعوات رفض الصلح التي ينعق بها المتعصبون وكل دعوات الإثارة والتحريض والتضليل والتكفير التي تقوم بها بعض وسائل الإعلام المشبوهة أياً كان مصدرها من صحف ومجلات وإذاعات وقنوات فضائية, تسخر لزرع الفتنة ولا ترعى في المسلمين إلاً ولا ذمة , ولا تدين بحق الإخوة ولا تقيم وزناً للرحم.

6. نرفض أي تدخل خارجي في شئون بلادنا, وأي محاولة لزعزعة أمنها واستقرارها وأي إثارة للنعرات مما يكون سبباً في دوامة الدماء واستباحة الأعراض وهتك الحرم وخدمة أعداء الأمة الإسلامية.

7.  ندعو الأمة جميعها وفي المقدمة العلماء والدعاة وقادة الرأي والفكر والسياسيين والشخصيات الإجتماعية إلى الاعتصام بحبل الله المتين, والعمل بشريعة سيد المرسلين, والاحتكام إلى مبادئ الشرع والدين, ونحذر من الاستجابة لدعوات المحرضين, والإصغاء إلى وسائل إعلام المضللين الذين يهدفون إلى تمزيق الأمة وإضعافها وإدخالها في فتن لا تبقي ولا تذر.

سائلين المولى جل شأنه أن يجمع شمل المسلمين ويبصرهم بما يصلح دنياهم وأخراهم وأن يحفظ اليمن ويجنبها المآسي والمحن والله من وراء القصد.

صادر عن رابطة علماء اليمن بتاريخ 23/صفر/1433هـ
الموافق 17/1/2012م
شارك الخبر