الشهامة والمروءة تظهر في فعل الخير وبذله، وتتمثل في محافظة الجار أو الصديق وتصديه لأى مكروه يصاب به جاره أو صديقه، ونراها في التطوع والمبادرة لمساعدة عابر الطريق و صاحب الحمل الثقيل وقد تمثلت هذه المرة في بمساهمة مغترب يمني بالسعودية يدعى محمد الهاملي، شاءت الاقدار وطلب الرزق ان يتواجد في مكان وقوع حادثة التدافع بمنى وبذل نفسه في المساعدة والإنقاذ لأرواح عدد من الحجيج .
واستطاع الهاملي لحظة وقوع حادث التدافع بمنى بشارع 204، من نقل أكثر من 70 شخصًا بعضهم بحالة إغماء والبعض الآخر متوفى، من بينهم طفل لم يتجاوز عمره العامين عثر عليه متوفي.
وفي ذلك يقول الهاملي إنه قدم من الرياض قبل خمسة أيام للعمل في مطعم استأجره كفيلة وعند مشاهدته للكارثة ترك ومن معه العمل بالمطعم وهرعوا إلى الموقع من الوقت الذي وقعت فيه الحادثة عند الساعة التاسعة صباحا، وحتى نقل آخر جثمان من الشارع حيث تم اغلاق جميع المحال التجارية بسبب كثرة حاﻻت الوفيات والمصابين.
واكد الهاملي أنه طوع نفسه وقدرته الجسمانية لخدمة الشهداء ورجال اﻷمن الذين كانوا يعملون بكل جد ونشاط واخلاص لخدمة ضيوف الرحمن. مقدما شكره لحكومة خادم الحرمين الشريفين على ما تبذله من جهود لخدمة ضيوف الرحمن .
هذه الحالة من حالات الإنسانية النادرة، على الرغم أنها ليست الوحيدة، لا بد أن نذكر أولئك المغرضين الذين ما خلت إذاعاتهم ومنتدياتهم من بث السموم والكره بين الناس يبحثون عن شماعات ليعلقوا بها خيباتهم وفشلهم، نقول إن ما فعله الشاب اليمني هو درس كامل المحتوى للمتخاذلين وأصحاب الشائعات البائسة، ونذكر في الختام قول الشاعر العربي أيضًا، الذي يصف الخيبات وذهاب المروءة من الكثيرين، وهي تتجلى في الهاملي ورفاقه بمنى:
إن المروءة ليس يدركها امرؤٌ ورث المكـارم عن أبٍ فأضاعها
أمرته نفسٌ بالـدناءة والخنا ونهته عن سُبُل العـلا فأطاعهـا
فإذا أصاب من المكارم خُلَّةً يبني الكريمُ بهـا المكــارم باعها
المصدر : المسار*