اتهم وزير الخارجية اليمني الدكتور ابو بكر القربي من اسماها بالقوى الرافضة للمبادرة الخليجية داخل اليمن بالسعي إلى تأجيج الأوضاع وجر البلاد إلى حرب اهلية ، في إشارة منه إلى قيادة الجيش المؤيد لثورة الشباب الذي يرأسه اللواء علي محسن الأحمر والمسلحين القبليين المواليين للثورة وعلى رأسهم أنصار الزعيم القبلي الشيخ صادق الأحمر .
وقال الدكتور القربي ان تشكيل حكومة الوفاق الوطني يعد انجاز والكل يعتبره هو الوسيلة لانقاذ اليمن من صراعات وحروب اهلية للاسف الشديد هناك بعض القوى التي ترفض المبادرة وترفض حكومة الوفاق الوطني لكنني اعتقد انها أقلية وان أغلبية الشعب اليمني الذي عانى خلال السنة الماضية الكثير يريد الان الامن والاستقرار وان هذه المجموعات ستجد نفسها خارج السرب وبالتالي الاولى بها الان ان تفكر في مصلحة اليمن وان تتخلى عن النظرة الضيقة او شخصنة الأزمة او ربطها بقضايا طائفية او مناطقية.
وأضاف في حوار مع صحيفة " السياسة " الكويتية نشرته في عددها الاربعاء، ان كل الخطوات الأساسية للمبادرة قد نفذت ، وكان اخرها اقرار الحكومة لقانون " الضمانات " للرئيس صالح ومن عملوا معه، مشيرا إلى ان الخطوة القادمة هي الاعداد للانتخابات الرئاسية المبكرة في 21 فبراير المقبل.
موضحا في هذا الصدد ان التحدي الأساسي الذي يواجه عملية التهدئة في اليمن وخطوات تنفيذ المبادرة الخليجية وآلياتها التنفيذية هي الجانب الأمني خاصة ونحن مقبلون كما اسلفت على انتخابات تتطلب توفر الأمن حتى يتمكن المواطنين من ممارسة حقهم في التصويت واختيار من سيحكمهم خلال الفترة المقبلة.
وكشف الدكتور القربي خلال الحوار عن وجود خلافات داخل قيادة حزب المؤتمر الشعبي العام الذي يرأسه الرئيس اليمني المنتهية صلاحياته علي عبدالله صالح، والتي من اهمها الخلاف بين صالح ونائبه الفريق عبد ربه منصور هادي، حيث قال في هذا الصدد : من الطبيعي ان تحدث ليس من قبل الرئيس والنائب، ولكن في اطار المؤتمر الشعبي العام هناك من ينظر الى آلية التنفيذ للمبادرة على انها يجب ان تسير في اتجاه اولوية النقاط، ولكن ينظر اليه من طرف آخر انها يمكن ان تتأخر، وبالتالي الخلاف ليس على التنفيذ انما على ما يعطى الاولوية في التنفيذ.وقد تأتي اتهامات من اطراف، ولكن مدى صحتها فهذه عملية اخرى.
حول التدخل الايراني في الشؤون اليمنية قال القربي ان ايران في الفترة الاخيرة هدأت بالرغم من ان وسائل اعلامها مازالت تتخذ مواقف غريبة، فمثلا في الوقت الذي تتحدث وتدعم المظاهرات في اليمن والدعوة الى التغيير في اليمن، نرى لها موقفا مختلفا في سورية، وبالتالي فإن الموقف الايراني غريب ونتركه للزمن.
وحول العلاقة بين اليمن ودولة قطر اوضح القربي ان قناة الجزيرة كانت وراء اختلاف وجهات النظر بين البلدين الشقيقين، متهما قناة الجزيرة التي قالت انها " للاسف هي التي خربت علاقة اليمن بدولة قطر".
وفيما يلي تفاصيل الحوار سؤالا وجوابا:
ما مغزي زيارة رئيس الحكومة اليمنية والوفد الرسمي الرفيع المستوى الى الكويت في محطته الخليجية الثانية?
- تأتي هذه الزيارة في اطار جهد من حكومة الوفاق الوطني بعد تشكيلها بان تذهب الى الدول التي كان لها دور فاعل في حلحلة الازمة السياسية التي عاشتها اليمن خلال ال¯ 11 شهرا الماضية فدول مجلس التعاون بمبادرتها والتوافق الذي حدث فيما بعد لوضع آلية لتنفيذها اعطت اليمن فرصة حقيقية للخروج من الازمة والدخول في مرحلة جديدة تعالج فيها اسباب الازمة وهي كثيرة وهي قضايا تتعلق بطموحات الشعب اليمني في الاصلاح والتغيير, وايضا معالجة الاوضاع التي حدثت في صعدة وفي المحافظات الجنوبية لانه لا يمكن تجزئة هذه الجوانب ونحن نبحث عن امل واستقرار اليمن ومعالجات عادلة للمطالبة المشروعة التي تتقدم بها الكثير من الاطراف.
وكما هو الحال في الكثير من الدول العربية هناك مطالب مشروعة واخرى غير مشروعة والاولى تضعها حكومة الوفاق الوطني الان في اولوياتها حتى تستطيع ان تضمن الامن والاستقرار وحماية الوحدة اليمنية.
ودول مجلس التعاون دائما تقف مع اليمن وتدعم التنمية واكدت على ان امن اليمن ووحدته واستقراره عنصر اساسي لامن واستقرار المنطقة وكل دول مجلس التعاون وعلى رأسها المملكة العربية السعودية ودولة الامارات العربية المتحدة والكويت لعب دورا فاعلا في الاشهر الماضية, وقد جاءت هذه الزيارة لنعبر لهم عن التقدير لهذه المواقف ونضعهم في صورة التحديات التي تواجهها حكومة الوفاق الوطني لان الشعب اليمني بعد هذه الفترة التي عانى فيها الكثير يريد ان يرى النتائج تتحقق على الارض في الاوضاع الاقتصادية والامنية والتوافق السياسي الذي بدأنا ننفذه الان.
مرحلة جديدة
\\التقى رئيس الحكومة اليمنية والوفد المرافق له سمو نائب الأمير وولي العهد الشيخ نواف الأحمد عقب وصولكم الى الكويت فما فحوى المحادثات التي دارت?
- عكست هذه المحادثات ما تعودناه دائما من الاخوة في دولة الكويت فهي تاريخيا كانت من الدول التي اسهمت في التنمية في اليمن ومن اوائل الدول العربية التي اعترفت بثورة 26 سبتمبر عندما قامت وظلت على مدى عقود تقدم الدعم التنموي.
واذكر عندما كنت نائب رئيس جامعة صنعاء ودورها في بناء هذه الجامعة وتمويل ميزانيتها على مدى 3 عقود من الزمن ونحن ننظر الان الى مرحلة جديدة من العلاقات حيث اكد سمو نائب الامير وولي العهد الشيخ نواف الاحمد ان دولة الكويت ستكون شريكا وداعما حقيقيا وتقدم كل ما يمكن لدعم اليمن وتمكينه من مواجهة التحديات الاقتصادية.
مساهمة فعالة
\\ هل تطرقتم خلال هذه المحادثات الى مساهمة الكويت في المشاريع التنموية والبنية التحتية في اليمن?
-الكويت من دول اصدقاء اليمن ومجموعة المانحين لليمن وقدمت مئات الملايين من الدولارات خلال العقود الماضية ونحن اكدنا ان البنى التحتية قضية اساسية للنمو الاقتصادي في اليمن وبالتالي املنا ان تسهم كويت اليوم كما اسهمت في الماضي في دعم بناء البنى التحتية في اليمن من كهرباء وطرقات ومدارس ومستشفيات لان الطريق الحقيقي لتحقيق الاستقرار اولا وايضا لمعالجة خطر البطالة الذي يهدد السلام الاجتماعي في اليمن.
شكل المساهمات
\\ هل ستكون المساهمة الكويتية مباشرة ام من خلال صندوق لدول مجلس التعاون?
- كما اكد رئيس مجلس الوزراء فان اليمن لا يهمه الطريقة التي تأتي بها المعونات انما المهم هو الاتفاق على المشاريع واولوياتها بين اليمن والمانحين ومن ثم هم يتولون العملية بالكامل من دراسة الى وضع الخطط الهندسية لهذه المشاريع وتنفيذها فالذي يهمنا في النهاية هو انشاء هذه المشاريع.
\\ توجد مبالغ مقرة من قبل المانحين هل حصل عليها اليمن كاملة?
- ما زال هناك حوالي 3 بلايين و 700 مليون دولار لم تصرف بعد.
\\ كم المبلغ الذي تسلمه اليمن?
- حوالي بليون و 500 مليون دولار اي مازال يوجد ضعف هذا المبلغ مرصودا لليمن ونأمل ان يعطي الاولوية في صرفه الى المشاريع التي اتفق عليها وبالامكان اعادة النظر في بقية المشروعات نظرا للتطورات التي حدثت.
\\ وماذا عن انشاء صندوق خليجي خاص باليمن?
- لدى الدول الخليجية صناديقها فالكويت لديها صندوقها وكذلك السعودية والامارات وبالتالي عندما يخصصون هذه المبالغ يتم التعامل مع الصناديق التي تتولى عملية التنفيذ.
\\ اقصد الاتفاق على صندوق واحد لدول مجلس التعاون?
- هذا موضوع دراسة الان.
الاتحاد
\\ كيف قرأتم نتائج قمة مجلس التعاون الاخيرة فيما يتعلق بفكرة الاتحاد وكذلك تخصيص مبالغ للمغرب والاردن?
- بكل تأكيد نرى في مجلس التعاون التطور ودعوة خادم الحرمين الشريفين الى وحدة مجلس التعاون من وجهة نظرنا قضية اساسية لحماية دول المنطقة من اي تدخلات خارجية وكذلك تعزز من قوتها الاقتصادية وقدراتها الامنية والعسكرية.
ونحن نعتقد وان لم نكن حتى الان جزءا من مجلس التعاون ان اليمن لا يمكن الا ان يكون جزءا من هذه المنظومة لحماية الجزيرة العربية خصوصا اننا نمثل السياج الجنوبي للجزيرة.
وقضية الدعم الذي وعدوا به الاردن والمغرب نحن سعداء بذلك لانه يظهر ان دول مجلس التعاون تشعر بمسؤولياتها القومية نحو الدول العربية وان الدور سيأتي لليمن ان شاء الله.
المشهد اليمني
\\ واذا انتقلنا الى الاوضاع في اليمن فما اخر المشهد الموجود حاليا?
- اعتقد ان تشكيل حكومة الوفاق الوطني انجاز والكل يعتبره هو الوسيلة لانقاذ اليمن من صراعات وحروب اهلية للاسف الشديد هناك بعض القوى التي ترفض المبادرة وترفض حكومة الوفاق الوطني لكنني اعتقد انها اقلية وان اغلبية الشعب اليمني الذي عانى خلال السنة الماضية الكثير يريد الان الامن والاستقرار وان هذه المجموعات ستجد نفسها خارج السرب وبالتالي الاولى بها الان ان تفكر في مصلحة اليمن وان تتخلى عن النظرة الضيقة او شخصنة الازمة او ربطها بقضايا طائفية او مناطقية.
صعوبات
\\ اذا تكلمنا عن المبادرة الخليجية تحديدا ماذا تم منها وما الصعوبات التي تواجه تنفيذها بالكامل?
- الان نفذت كل الخطوات الاساسية ومجلس الوزراء اقر منذ يومين قانون الضمانات للرئيس ومن عملوا معه والخطوة الان نحو الاعداد الى الانتخابات المقبلة في 21 فبراير المقبل والتحدي الاساسي لهذه الانتخابات هو الجانب الامني حيث انه اذا لم يستتب بصورة حقيقية في المحافظات كافة فان ذلك سيؤثر على العملية الانتخابية ولهذا على الشركاء السياسيين الان في حكومة الوفاق الوطني وانصارهم ان يواجهوا هذا التحديث وتتحمل اجهزة الامن والجيش مسؤولياتهم في الحفاظ على الامن ومواجهة من يحاول ان يضرب الامن والاستقرار في اليمن.
ضمانات
\\ هناك من يعترض على قانون الضمانات وخرجت مظاهرات رافضة له?
- نحن نحترم الرأي الاخر ولكنه يجب ان يعرف ان هناك مبادرة وقع عليها من القيادات السياسية في كل الاطراف الرئيسة وان هؤلاء لم يوقعوا عليها الا لحرصهم على ان يجنبوا اليمن اثار الصراعات التي رأيناها في عدد من الدول العربية.
واعتقد ان هذا التوقيع يعكس الحكمة اليمنية والحرص على الدم اليمني ونأمل ان ينظر الذين يعارضون هذه الضمانات من هذا المنطلق اتهامات للرئيس
هناك اصابع تشير بالاتهام الى الرئيس علي عبدالله صالح لعرقلة النقل السلس للسلطة, وكذلك يعيق اجراءات نائبه الذي كلفه بصلاحياته ما ردك?
لا ابدا, حيث من الطبيعي ان تحدث ليس من قبل الرئيس والنائب, ولكن في اطار المؤتمر الشعبي العام هناك من ينظر الى آلية التنفيذ للمبادرة على انها يجب ان تسير في اتجاه اولوية النقاط, ولكن ينظر اليه من طرف آخر انها يمكن ان تتأخر, وبالتالي الخلاف ليس على التنفيذ انما على ما يعطى الاولوية في التنفيذ.
ووجود الرئيس علي عبدالله صالح في اليمن اعتقد انه يسهم في ان يكون له دور رئيسي فيمن يسيطر على قيادات المؤتمر وان يجنب الانقسام فيه الذي قد يؤدي الى عرقلة لتنفيذ المبادرة.
وقد تأتي اتهامات من اطراف, ولكن مدى صحتها فهذه عملية اخرى.
انا اتحدث مع وزير الخارجية العضو في الحكومة عن رؤيته لهذا الاتهام?
نعم انا اتحدث كعضو في الحكومة وكعضو في المؤتمر الشعبي العام, اقول ان وجود فخامة الرئيس علي عبدالله صالح لا يعرقل اطلاقا تنفيذ المبادرة.
صراعات
ماذا عن الوضع الامني? وهل تخافون من نشوب صراع ديني في اليمن بعد ان اوشك الصراع السياسي على الانتهاء?
نعم هناك صعوبات في الجانب الامني لأسباب كثيرة, لأن هذه الازمة التي استمرت خلال الشهور العشرة الماضية والانقسام الذي حدث في الجيش وفي القبائل وفي اطار القبيلة الواحدة, فلكل هذا آثاره على الجانب الامني, ولهذا على الحكومة ان تولي هذا الجانب اهتماما كبيرا جدا.
وقضية الصراع الطائفي لا اعتقد انها ستؤثر على الحكومة واداء الحكومة, ولكن بالتأكيد في المناطق التي سيوجد فيها ستكون له آثاره على الاعداد للانتخابات, ولكن هذه المناطق محدودة في اليمن.
هل مازالت "القاعدة" تشكل خطرا في اليمن?
نعم مازالت موجودة, واينما وجد الارهاب بغض النظر عن حجمه يجب ان ينظر اليه كخطر, ونحن نتعامل معه على هذا الاساس.
وماذا عن السلفيين والحوثيين?
السلفيون والحوثيون يأتون في اطار ما تحدثنا عنه فيما يتعلق بالصراع الطائفي الذي نأمل ان نتجنبه في اليمن, لأننا لم نعرف الصراعات المذهبية على مدى قرون من الزمن, ومن المؤسف ان تأتي في هذا العصر الذي نريد فيه نهضة اسلامية وفكر التنوير والقبول بالاختلاف المذهبي لأن هذه سنة الحياة.
تدخلات خارجية
هل كانت اطراف خارجية سواء كانت عربية او اقليمية تغذي الصراع الديني المذهبي في اليمن?
لا اريد ان اوجه اصابع الاتهام نحو اطراف, ولكن مجريات الامور تظهر ان هناك اطرافا خارجية تسهم في تأجيج هذه الخلافات.
عربية ام اقليمية?
لنترك ذلك حاليا وستظهر الحقائق قريبا.
هل تلمست الحكومة هذا التدخل في الشؤون الداخلية اليمنية من قبل هذه الاطراف او القوى الخارجية?
دائما, عندما تحدث خلافات في اي بلد, وهناك دول لها مصالح في تلك الدولة يستغلون هذا الخلاف, وبالتالي هذا الاستغلال هو نتيجة خلافاتنا نحن.
واذا وضعنا النقاط على الحروف, وسألت عن ايران تحديدا فماذا تقول?
ايران في الفترة الاخيرة هدأت بالرغم من ان وسائل اعلامها مازالت تتخذ مواقف غريبة, فمثلا في الوقت الذي تتحدث وتدعم المظاهرات في اليمن والدعوة الى التغيير في اليمن, نرى لها موقفا مختلفا في سورية, وبالتالي فإن الموقف الايراني غريب ونتركه للزمن.
وماذا عن المحطات الفضائية وتحديدا الجزيرة?
للاسف الجزيرة هي التي خربت علاقة اليمن بدولة قطر.