فيما يتجه الملف الأمني بين الحوثيين و السلفيين إلى التهدئة في دماج و كتاف تبدو صعدة اليوم أكثر أمناً و استقراراً مقارنة بالأوضاع التي تعيشها مختلف المحافظات اليمنية.
قد لا يكون الفرق كبيراً لولا أن صعدة التي تعرضت لستة حروب مدمرة خلال سبع سنوات
(2004- 2010 ) تنعم اليوم بتوافر معقول للخدمات الأساسية و بالذات الكهرباء و المشتقات النفطية التي عزت في بقية محافظات الجمهورية منذ اندلاع الثورة الشبابية في فبراير 2011.
الفرق ملحوظ في صعدة مقارنة مثلاً بمحافظة عمران المحاذية لها، حيث تجد القطاعات القبلية تعترض الطريق العام و تهدد المسافرين بخطفهم و نهب سياراتهم و أمتعتهم، لكنك تتنفس الصعداء عندما تدلف منطقة حرف سفيان وبواجهة نقاطها الأمنية شعار جماعة الحوثي الشهير( الله أكبر، الموت لأمريكا، الموت لإسرائيل، اللعنة على اليهود، النصر للإسلام )، ذلك أن المجاهدين/ المقاتلين الحوثيين يستقبلونك بترحاب لا يخلو من الود و الابتسامة، مع تحسينات جمالية لنقاط التفتيش مكتوب عليها: الترتيبات الأمنية لكم و ليست عليكم.
بضعة دقائق وتكون في واجهة مشاهد مؤلمة، دمار في الحجر و الشجر، و أبنية ترابية تعرضت للهدم و الأضرار البالغة جراء حروب نظام صالح على صعدة التي وصلت إلى حرف سفبان التابعة إدارياً لمحافظة عمران.
مع ذلك و بفضل الثورة الشعبية التي تعد جماعة الحوثي من القوى الرئيسة فيها، تجد في سفيان قبل صعدة تعايشاً ملحوظاً بين المواطنين و عناصر الجيش المنظم إلى الثورة و الذي كان طوال حروب صعدة رأس الحربة في العدوان على الحوثيين و أبناء صعدة.
على جنبات الطريق تجد مواقع عسكرية سابقة بداخل القرى ووسط مزارع المواطنين، و إذ غدت اليوم خالية من قوات الجيش فقد بقيت آثارها كعلامة على نظام صالح القمعي الذي راهن على القوة في تطويع المجتمع و إسكات أي صوت معارض، وبذرائع شتى غدت الآن دليلاً على أكاذيب صالح و بقايا نظامه.
مدينة صعدة ومثلها مدينة ضحيان لا تخلوان أيضاً من آثار القصف العنيف والمدمر الذي لم يوفر مدينة صعدة القديمة المجاورة لجامع الإمام الهادي أحد أهم أقدم المساجد في تاريخ الإسلام.
و رغماً من الحرب التي خلفت وراءها آلاف الشهداء و الجرحى إلا أن الحوثيين و أبناء صعدة لم يعكفوا على الأطلال ليبكوا مأساة إنسانية بحجم الوطن، بقدر ما نفضوا ركام الحرب و تعالوا على الجراح ليجترحوا تجربة جديدة في إدارة المحافظة و خدمة المواطنين و تأمين سبل الأمن والاستقرار و العيش الكريم.
لكن حتى لا ينسوا و تنسى الأجيال المظلومية التي لحقت بهم اتجه الحوثيون إلى تسطير أسطورتهم - إن جاز التعبير- عبر نشر الشعار و دعوات مقاطعة البضائع الأمريكية و الإسرائيلية في مختلف الأماكن، بالإضافة إلى نشر مقولات للإمام الحسين عليه السلام تدعو إلى الحياة بعزة وكرامة أو الشهادة في سبيل الله و " هيهات منا الذلة ".
السبت الماضي افتتحت جماعة الحوثي مؤسسة الإمام الهادي ومن قبلها مؤسسة الشهيد زيد مصلح، و عبرهما تروج الجماعة لفكر الأب المؤسسس حسين بدر الدين الحوثي الذي اغتيل في الحرب الأولى، بالإضافة إلى أفلام وثائقية عن حروب صعدة و يوميات الثورة الشعبية السلمية.
صعدة التي تكتظ بسلاح القبائل و الجيش و المجاهدين غدت أكثر يقظة من مخاطر استخدام السلاح الناري، إذ يمنع بشكل تام إطلاق النار في المدينة، وثمة من يقول أن السلطة المحلية تفرض غرامة مالية على من يخترق هذه القاعدة.
مشكلات الثأر القبلي هي الأخرى وجدت مع جماعة الحوثي حلولاً عملية في إطار الضبط الشرعي و القانوني، و يبدو أن قبائل صعدة غدت اليوم على موعد مع تغيير ثقافي يؤهل أبناءها للعب دور فاعل في الحياة اليمنية بمختلف جوانبها، في استعادة لتاريخ مدينة كانت مركزاً ثقافياً و سياسياً لكثير من الدول الزيدية التي تعاقبت على حكم اليمن منذ دخول الإمام الهادي يحيى بن الحسين إلى صعدة 284هـ.
قد لا يكون الفرق كبيراً لولا أن صعدة التي تعرضت لستة حروب مدمرة خلال سبع سنوات
(2004- 2010 ) تنعم اليوم بتوافر معقول للخدمات الأساسية و بالذات الكهرباء و المشتقات النفطية التي عزت في بقية محافظات الجمهورية منذ اندلاع الثورة الشبابية في فبراير 2011.
الفرق ملحوظ في صعدة مقارنة مثلاً بمحافظة عمران المحاذية لها، حيث تجد القطاعات القبلية تعترض الطريق العام و تهدد المسافرين بخطفهم و نهب سياراتهم و أمتعتهم، لكنك تتنفس الصعداء عندما تدلف منطقة حرف سفيان وبواجهة نقاطها الأمنية شعار جماعة الحوثي الشهير( الله أكبر، الموت لأمريكا، الموت لإسرائيل، اللعنة على اليهود، النصر للإسلام )، ذلك أن المجاهدين/ المقاتلين الحوثيين يستقبلونك بترحاب لا يخلو من الود و الابتسامة، مع تحسينات جمالية لنقاط التفتيش مكتوب عليها: الترتيبات الأمنية لكم و ليست عليكم.
بضعة دقائق وتكون في واجهة مشاهد مؤلمة، دمار في الحجر و الشجر، و أبنية ترابية تعرضت للهدم و الأضرار البالغة جراء حروب نظام صالح على صعدة التي وصلت إلى حرف سفبان التابعة إدارياً لمحافظة عمران.
مع ذلك و بفضل الثورة الشعبية التي تعد جماعة الحوثي من القوى الرئيسة فيها، تجد في سفيان قبل صعدة تعايشاً ملحوظاً بين المواطنين و عناصر الجيش المنظم إلى الثورة و الذي كان طوال حروب صعدة رأس الحربة في العدوان على الحوثيين و أبناء صعدة.
على جنبات الطريق تجد مواقع عسكرية سابقة بداخل القرى ووسط مزارع المواطنين، و إذ غدت اليوم خالية من قوات الجيش فقد بقيت آثارها كعلامة على نظام صالح القمعي الذي راهن على القوة في تطويع المجتمع و إسكات أي صوت معارض، وبذرائع شتى غدت الآن دليلاً على أكاذيب صالح و بقايا نظامه.
مدينة صعدة ومثلها مدينة ضحيان لا تخلوان أيضاً من آثار القصف العنيف والمدمر الذي لم يوفر مدينة صعدة القديمة المجاورة لجامع الإمام الهادي أحد أهم أقدم المساجد في تاريخ الإسلام.
و رغماً من الحرب التي خلفت وراءها آلاف الشهداء و الجرحى إلا أن الحوثيين و أبناء صعدة لم يعكفوا على الأطلال ليبكوا مأساة إنسانية بحجم الوطن، بقدر ما نفضوا ركام الحرب و تعالوا على الجراح ليجترحوا تجربة جديدة في إدارة المحافظة و خدمة المواطنين و تأمين سبل الأمن والاستقرار و العيش الكريم.
لكن حتى لا ينسوا و تنسى الأجيال المظلومية التي لحقت بهم اتجه الحوثيون إلى تسطير أسطورتهم - إن جاز التعبير- عبر نشر الشعار و دعوات مقاطعة البضائع الأمريكية و الإسرائيلية في مختلف الأماكن، بالإضافة إلى نشر مقولات للإمام الحسين عليه السلام تدعو إلى الحياة بعزة وكرامة أو الشهادة في سبيل الله و " هيهات منا الذلة ".
السبت الماضي افتتحت جماعة الحوثي مؤسسة الإمام الهادي ومن قبلها مؤسسة الشهيد زيد مصلح، و عبرهما تروج الجماعة لفكر الأب المؤسسس حسين بدر الدين الحوثي الذي اغتيل في الحرب الأولى، بالإضافة إلى أفلام وثائقية عن حروب صعدة و يوميات الثورة الشعبية السلمية.
صعدة التي تكتظ بسلاح القبائل و الجيش و المجاهدين غدت أكثر يقظة من مخاطر استخدام السلاح الناري، إذ يمنع بشكل تام إطلاق النار في المدينة، وثمة من يقول أن السلطة المحلية تفرض غرامة مالية على من يخترق هذه القاعدة.
مشكلات الثأر القبلي هي الأخرى وجدت مع جماعة الحوثي حلولاً عملية في إطار الضبط الشرعي و القانوني، و يبدو أن قبائل صعدة غدت اليوم على موعد مع تغيير ثقافي يؤهل أبناءها للعب دور فاعل في الحياة اليمنية بمختلف جوانبها، في استعادة لتاريخ مدينة كانت مركزاً ثقافياً و سياسياً لكثير من الدول الزيدية التي تعاقبت على حكم اليمن منذ دخول الإمام الهادي يحيى بن الحسين إلى صعدة 284هـ.