استخدم تنظيم "الدولة الإسلامية في العراق والشام" (داعش) العديد من الطرق لتجنيد الشابات من مختلف الجنسيات، مستغلا وسائل التواصل الاجتماعية وفتاوى مشوهة أو مستغلا أوضاعهن الاقتصادية والاجتماعية.
وعلى الرغم من جهوده هذه، تمكن العديد من النساء في سوريا من الفرار من قبضة التنظيم ويحذرن أخريات من الوقوع في شرك أكاذيبه.
ومن بين هؤلاء بارعة حسن، وهي فتاة سورية من مدينة الرقة أجبرتها "الظروف القاسية" التي مرت بها على الالتحاق بداعش، إلا أنها استطاعت الهرب والتملص من التنظيم بعد اصابتها بأحد الأمراض، وفقا لما ذكرته للشرفة.
ووصفت حسن تجربتها بالعمل في صفوف كتبية النساء في داعش بفترة "سوداء" في حياتها، بعد أن طلبت استخدام اسم مستعار خوفا من الانتقام.
وقالت: "تجربتي مع كتيبة الخنساء تكاد تكون أشبه بالكابوس"، مضيفة إنها تكاد لا تصدق حتى الآن أنها تخلصت منها.
وأشارت إلى أنه عند اندلاع الأحداث في سوريا في عام 2011 كانت تبلغ من العمر 21 عاما، وكانت تعيش مع شقيقيها اللذين يكبراها سنا، ووالدتها المريضة واختها الصغرى التي كانت حينها تبلغ ثمانية اعوام.
وأضافت ان أحد أشقائها قتل خلال الأحداث في مدينة الرقة عام 2012، وهرب شقيقها الثاني إلى تركيا ومنها إلى إحدى الدول الأوروبية ليرتب اوراق اللجوء، على أن يستدعيها مع والدتها واختها الصغرى.
إلا أن والدتها توفيت بعد سيطرة داعش على المنطقة وبقيت وحيدة مع شقيقتها بلا معيل.
ولفتت إلى أنه مع فرض داعش الرقابة المشددة على منازل الرقة، تم اجبارها على العمل في المكتب النسائي في ’الهيئة الشرعية‘ التابعة للتنظيم.
كتيبة الخنساء وبعد مرور شهر على عملها، فوجئت بإحدى السيدات اللواتي تعملن مع كتيبة الخنساء تطلب منها ترك العمل والاستعداد للمشاركة في دورة حول الشريعة تستمر اسبوعين".
وجرى خلال الدورة تلقينها الضوابط التي وضعها تنظيم داعش والتي تختص بالمرأة على وجه التحديد، وتم تغيير اسمها إلى "حليمة الرقاوية".
وأوضحت أن القواعد التي وضعتها داعش شملت "الالتزام باللباس الشرعي وتغطية الوجه واليدين وعدم الخروج دون محرم والالتزام بعدم وضع أدوات الزينة ومستحضرات التجميل".
إضافة إلى ذلك، تم تلقينها، حسبما ذكرت، كيفية استعمال المسدس والرشاش. وقالت إنه عندما سألت عن "سبب تلقينها هذه الأمور التي لا لزوم لها في عملها، كانت الإجابة بالتحضير للانتقال إلى مكتب الحسبة التابع لكتيبة الخنساء والمختص بمراقبة مدارس الفتيات.
وأكدت حسن أنها حاولت مرارا "التهرب من هذا العمل بشتى المبررات"، دون جدوى. وعلمت لاحقا أن أكثر من نصف السوريات الموجودات في الدورة تم اجبارهن على العمل مع داعش، من خلال استغلال ظروفهن الاقتصادية والاجتماعية، بالإضافة إلى التهديد بالعقاب الذي يصل إلى إقامة الحد اي الجلد.
وقالت إنه تم ابلاغها بأنه سيتم تزويجها من احد المجاهدين عاجلا أم اجلا خصوصا وانها لم تكن تستطيع التجول أو الخروج من المنزل دون محرم.
وبعد انتهاء الدورة تم فصلها للعمل مع مجموعة الخنساء وتم زيادة راتبها من 150 دولار أميركي إلى 200 دولار شهريا.
وكانت مهمتها الأساسية مراقبة مدرسة البنات والتأكد من التزام المعلمات والتلميذات بالزي الشرعي.
تضييق الخناق على حقوق المرأة وأكدت حسن أن عملها كان محصورا "بالتضييق على الفتيات والسيدات ومنعهن من ممارسة ابسط حقوقهن". وأضافت أن أي فتاة او سيدة لا تلتزم بقواعد اللباس الشرعي، كان يتم "ضربها من قبل أعضاء الدورية بسوط او قضيب".
"واذا كانت المخالفة كبيرة كالتزين ووضع مساحيق التجميل او الخروج من دون محرم، فكانت الفتاة أو السيدة تتعرض للاعتقال الفوري بالاضافة لتعرضها إلى الضرب المبرح، وفي بعض الأحيان يتم قص شعر المخالفة ولا يفرج عنها إلا بعد حضور ولي أمرها"، وفق ما تابعت.
وأضافت أنه لم يمر شهرين على عملها بالحسبة مع كتيبة الخنساء، حتى بدأت أوجاع تنتابها، ليتبين بعد الفحصوات التي أجرتها أنها مصابة بالتهاب كبدي وانتشار لفيروس سي وبحاجة للعلاج بشكل سريع.
وكان غيابها عن العمل بسبب المرض وراء تسريحها، واستطاعت بعد ذلك الهروب إلى منطقة خارجة عن سيطرة داعش مع اختها الصغيرة، حيث تتلقى العلاج، بانتظار أن يستطيع شقيقها ترتيب اوراق سفرهما إلى الدولة الأوروبية التي لجأ اليها.
* المصدر عربي الشرفه