الحوثيين سخر الكاتب والناشط الإعلامي علي البخيتي من تصرفات جماعة الحوثي وخطابها السياسي والإعلامي وتعاملها مع الحرب الدائرة في اليمن .
واستهجن البخيتي في منشور له على (الفيسبوك) من تعامل جماعة الحوثي «أنصار الله» مع الأزمة كجماعة لا زالت في جبال مران وليست «سلطة أمر واقع وان الشعارات الثورية التي تهدد البلدان الأخرى سواء جغرافياً أو سياسياً لها تكاليف كثيرة يدفعها المواطن من دمه ولحمه وقوته وأمنه، ويدفعها الوطن ومؤسساته وبنيته التحتية، ويدفعها نسيجه الاجتماعي الذي بدأ في التفكك بسبب الحروب الداخلية التي زادت وتيرتها بعد تدخل العاصفة».
وأشاد البخيتي لأول مرة بمواقف السعودية التي يصفها الحوثيون بـ« آل سلول ومملكة الرمال واسقاط النظام السعودي» وهي اليوم تتعامل كدولة مع اليمن وتحافظ على وحدته .
وأعتبر البخيتي تصريحات وزير الخارجية السعودية بأن «الحوثيون جزء من الشعب اليمني ولديهم دور ليلعبوه في مستقبل اليمن»، أعتبره تصرف سياسي محنك تظهر فيه السعودية أمام العالم «أنها ملتزمة بتعهداتها تجاه الوحدة اليمنية، وتحترم أنصار الله كتيار سياسي وشعبي، وتقر بحقهم في المشاركة في مستقبل اليمن ـ مع انها تخوض الحرب معهم ـ وتعتبرهم جزء من الشعب اليمني».
وأكد البخيتي أن العالم «عندما يسمعون مثل تلك المزايدات على قناة المسيرة مثلا يجدون مبرراً لما تقوم به السعودية، على اعتباره دفاع عن النفس تجاه سلطة انقلابية تدعو الى اسقاط النظام السعودي وتسعى الى احتلال جزء من أرضه».
ودعا البخيتي الذي استقال قبل أشهر من عضوية المكتب السياسي لجماعة الحوثي –أعلى مؤسسة سياسية في الجماعة- جماعة الحوثيين إلى الانضباط وتعلم « وتتعلموا السياسة حتى في التخاطب مع الدول التي نخوض معها حرب حتى لا توجدوا لها ذريعة في الاعتداء علينا، وعليكم تركيب الريوس لسلطتكم والتفاوض مع كل القوى السياسية اليمنية بما فيها القوى التي انحازت للعاصفة، أو نزلوا الـ 25 مليون يمني من سيارتكم وامضوا الى التهلكة لوحدكم.»
نص منشور البخيتي:
فيما بعض أنصار الله ووسائل اعلامهم يتحدثون عن دولة آل سلول ومملكة الرمال واسقاط النظام السعودي، وفيما تباع لوحات سيارات في صنعاء تحت اسم " اليمن ـ نجران" " اليمن ـ عسير " " اليمن ـ جيزان" تقوم السلطات السعودية بازلة علم جمهورية اليمن الديمقراطية من على سيارة مواطن يمني جنوبي في احدى مدن المملكة التزام منها بوحدة اليمن، ويصرح وزير خارجية السعودية عادل الجبير بالأمس فقط 7 أغسطس 2015م قائلا: " الحوثيون جزء من الشعب اليمني ولديهم دور ليلعبوه في مستقبل اليمن".
هنا يمكن ان نقول ان السعودية وعلى المستوى النظري على الأقل تتصرف كدولة وبحنكه سياسية، وتظهر امام العالم أنها ملتزمة بتعهداتها تجاه الوحدة اليمنية، وتحترم أنصار الله كتيار سياسي وشعبي، وتقر بحقهم في المشاركة في مستقبل اليمن ـ مع انها تخوض الحرب معهم ـ وتعتبرهم جزء من الشعب اليمني.
لا يعرف أنصار الله أنهم اليوم سلطة أمر واقع وان الشعارات الثورية التي تهدد البلدان الأخرى سواء جغرافياً أو سياسياً لها تكاليف كثيرة يدفعها المواطن من دمه ولحمه وقوته وأمنه، ويدفعها الوطن ومؤسساته وبنيته التحتية، ويدفعها نسيجه الاجتماعي الذي بدأ في التفكك بسبب الحروب الداخلية التي زادت وتيرتها بعد تدخل العاصفة، لأن الكثير من دول العالم عندما يسمعون مثل تلك المزايدات على قناة المسيرة مثلا يجدون مبرراً لما تقوم به السعودية، على اعتباره دفاع عن النفس تجاه سلطة انقلابية تدعو الى اسقاط النظام السعودي وتسعى الى احتلال جزء من أرضه.
لا يزال أنصار الله يتصرفون على المستوى السياسي والخطابي والاعلامي وكأنهم في منطقة معزولة في جبال مران، لا تؤخذ تصريحاتهم على محمل الجد، ولا تتحمل اليمن مسؤوليتها، ويرددون عبارة "سياراتنا وشاصاتنا لا يوجد فيها ريوس".
نقول لأنصار الله: عليكم ان تضبطوا أنفسكم وتتعلموا السياسة حتى في التخاطب مع الدول التي نخوض معها حرب حتى لا توجدوا لها ذريعة في الاعتداء علينا، وعليكم تركيب الريوس لسلطتكم والتفاوض مع كل القوى السياسية اليمنية بما فيها القوى التي انحازت للعاصفة، أو نزلوا الـ 25 مليون يمني من سيارتكم وامضوا الى التهلكة لوحدكم.
أنتم اليوم كسلطة تحملون معكم الملايين وراء خياراتكم ويتحملون نتائجها، ولم تعودوا مجموعة تعيش في الجبال يمكن لها او لوسائل اعلامها التحدث كيفما تشاء، اما ان تمارسوا السياسة او نزلوا الركاب من قطاركم واذهبوا حيث شئتم.