تستمر دبي، عاصمة الإمارات الاقتصادية، بجهودها في التحول إلى أذكى مدينة في العالم، عبر مشاريع متعددة تساهم في إنجاح مشروع "المدينة الذكية" الذي أطلقه أميرها، محمد بن راشد آل مكتوم، أواخر العام 2013.
تحويل دبي إلى أذكى مدينة عالمياً، انطلقت استراتيجية تنفيذه عام 2014، وتضمنت ستة محاور و100 مبادرة، إضافة إلى تحويل 1000 خدمة حكومية إلى ذكية، وبخطة تنتهي عام 2021.
يشرف عليها الشيخ حمدان بن محمد بن راشد آل مكتوم، ولي عهد دبي، كما تسعى لتحصل على لقب "الأذكى عالمياً" في السنوات الثلاث الأولى من المشروع.
-ما هي المدينة الذكية؟
هي وسائل تطوير تعمل على دعم مدينة وإدارتها بتقنية جديدة، بشكل يحسن ظروفها الاجتماعية في ظل حماية البيئة تلك الأفكار والوسائل تتضمن تجديدات تكنولوجية واقتصادية واجتماعية.
ويقترن هذا الاصطلاح أيضاً ببناء المدن الجديدة وإدارة خدماتها؛ من كهرباء وإضاءة ومياه وتدفئة ومواصلات واتصالات، بواسطة وسائل ذكية، مثل الكاميرات، وأدوات الاستشعار، وشبكات الاتصال، وتجميع معلوماتها وإدارة تلك المعلومات من مركز، ويتصرف فيها بحسب الأوضاع الآنية والاحتياجات.
وتمثل الاتصالات بفروعها كافة محوراً أساسياً لبناء المجتمعات الذكية المتكاملة، وتعتبر الشبكات السلكية البصرية واللاسلكية عريضة النطاق وعالية السرعة، مثل تقنية الشبكات اللاسلكية (Wi-Fi) وتقنية الاتصالات قريبة المجال، أهم دعائم منظومات الاتصالات الحديثة التي تؤسس لبناء المدن الذكية حول العالم.
- خطة المشروع في دبي
لا شك أن هذه المبادرة ستعزز من قدرة دبي على الاستدامة والمنافسة عبر توظيف التقنيات الذكية، التي تركز على تطبيق تقنيات الحوسبة في أركان الإمارة ومرافقها كافة.
ويشمل المشروع حالة الطقس وحركة السير (حلول إدارة المركبات) والنقل والطوارئ وخدمات ذكية في التعليم والصحة، بالإضافة إلى توفير خدمات ترفيهية وسياحية بطريقة جديدة، كالمطاعم الذكية وخدمات الطيران الذكية وأنظمة المرور.
كما سيتم التركيز على إدارة الخدمات الاقتصادية المقدمة للمستثمرين ورجال الأعمال بطريقة ذكية ومترابطة، كخدمات البورصة الذكية والموانئ والجمارك الذكية، حسبما ذكرت "الإمارات اليوم" عند انطلاق المشروع.
أما أجهزة الاستشعار الذكية الموزعة على كافة أرجاء المدينة، فسيكون لها دور رئيسي في توفير كل هذه المعلومات والخدمات بطريقة غير محسوسة وبدقة عالية، وستربط السكان كافة بطريقة شخصية بمدينتهم.
- نجاحات في طريق تنفيذ المشروع
في تقرير عالمي أعده موقع "سكيفت"، وهو من أكبر المراكز المتخصصة في الصناعة والتسويق الذكي، الأسبوع الماضي، أكد أن إعلان دبي تحولها لمدينة ذكية وفقاً لخطة 2021، يعزز توجهها لتكون في صدارة المدن الأكثر اتصالاً أو ارتباطاً بالعالم، وتمكين الزوار والمقيمين فيها من الاستفادة أكثر من الخدمات الحكومية.
هذه الشهادة استندت إلى نجاحات حققها مشروع "دبي المدينة الذكية"، وخلال أقل من عامين، حيث أعلنت اللجنة التنفيذية للمشروع وشركة دو، الموفر الرسمي لاتصال (واي فاي) ضمن المبادرة مطلع مايو/ أيار الماضي، بدء توفير "واي فاي الإمارات" في المدينة، حيث سيشمل ذلك عدداً من الأماكن العامة، وتسعى إلى تغطية أكثر من 300 موقع بالواي فاي حتى نهاية العام الجاري.
كما اعتمد الاتحاد الدولي للاتصالات في الشهر نفسه، مدينة دبي أولَ مدينة في العالم لتطبيق مؤشرات أداء المدن الذكية، التي يتم من خلالها تقييم كفاءة العمليات واستدامتها باستخدام مؤشرات الأداء الرئيسية، لتكون بذلك مرجعاً عالمياً في هذا المجال.
ودشنت دبي مشروع "النخلة الذكية" في أبريل/ نيسان الماضي، التي تزود جمهور الحدائق بخدمة الإنترنت المجاني، كما ستمكنهم من شحن الهواتف الذكية والحواسيب مجاناً على مدار ساعات اليوم.