وثيقة جديدة ترجمت عن موقع ويكيليكس والتي نشرت مؤخراً ضمن المئات من وثائق دبلوماسية امريكية سربها الموقع عن اليمن.
وتكشف الوثيقة التي ننشرها اليوم بعض تفاصيل "المسرحية" التي نفذها الرئيس علي عبدالله صالح بين عامي 2005 و2006 حين أعلن عدم اعتزامه الترشح لانتخابات الرئاسة، وتراجع فيما بعد..
- التلفزيون الرسمي يتحدث عن مليوني مؤيد لصالح والسفارة تؤكد عدم تجاوزهم 130 ألف شخص
- السفارة: لا السياسيين المطلعين ولا الناس العاديين صدقوا صالح واعتبروا الحشود والمسيرات مجرد استعراض مسرحي سياسي
- المسؤولون الحكوميون نفذوا حملة في عدة أحياء لحث الأطفال والأشخاص المعوقين على المشاركة في المظاهرات المؤيدة لإعادة ترشّح صالح ومعظم المشاركين من المناطق القبلية خارج صنعاء، وبشكل خاص من المعاقل الرئاسية في خولان وعمران
- أراد صالح من تلك المسرحية الحصول على دعم المسؤولين الحكوميين الفاسدين واعتبرها البعض من تدبير المستفيدين من حكم صالح لحماية مراكزهم وظل آخرون يعتبرونها حيلة سيئة دبرت شخصياً من قبل صالح لكسب تأييد الشعب وإعجابه
- رقم البرقية: 06SANAA1873
- تاريخها: 28 – 06 - 2006
- التصنيف: سرية
- الموضوع: عرض صالح المسرحي: المسرح السياسي في صنعاء
- مصنفة بواسطة: نائب السفير الأمريكي نبيل خوري
1- الموجز. في 24 يونيو حسم الرئيس صالح نحو عام من التكهنات، وأعلن اعتزامه ترشيح نفسه في الانتخابات الرئاسية في سبتمبر القادم. وبينما كان يتحدث أمام حشد جماهيري سلمي في صنعاء، نقض صالح وعده المعلن الذي أطلقه في يوليو 2005 بأنه لن يسعى لإعادة ترشحه لولاية رئاسية قادمة، مرجعاً ذلك إلى أنه «استجاب لإرادة الشعب». وهذا الإعلان الأخير توّج خمسة أيام من ألاعيب الحزب الحاكم بحشد التجمعات الشعبية المدبرة بشكل جيد لتأييد صالح. وإن تراجع صالح هذا كان متوقعاً حدوثه منذ فترة طويلة، على أية حال، الأمر الذي جعل العديدين ينظرون إلى الأحداث الأخيرة على أنها ليست أكثر من استعراض مسرحي سياسي. ويبقى السؤال الحقيقي فيما إذا كانت المعارضة ستقدم مرشحاً جدياً لمواجهة الرئيس أم لا. نهاية الموجز.
• «سوف أبقى معكم!»: صالح يقبل الترشّح
1- بينما كان يتحدث أمام حشد من مناصريه ممن تجمعوا في إحدى ساحات الاستعراض وسط مدينة صنعاء، أعلن صالح تراجعه عن وعده السابق في يوليو 2005 الذي كان تعهد فيه بأنه لن يترشح لولاية ثانية (المرجع A)، قائلا: «أنا أرضخ لضغط الشعب». وبدا صالح مصدوماً من حجم الحشد الذي خمّن التلفزيون اليمني أنه بلغ مليوني شخص ممن جاؤوا «بحرية وعفوية من جميع أنحاء البلاد». وقال صالح إن قراره كان انعكاساً مباشراً لـ«إرادة الشعب» واستجابة لـ«دموع النساء والأطفال والمسنين». وكانت الحشود قد تجمعت عند موقع المسيرة منذ الصباح الباكر، مطالبة صالح بـ «إكمال المشوار» الذي بدأه وأن يحكم البلاد لمدة سبع سنوات أخرى.
• العفوية المنظمة تنظيماً جيداً
2- موظفو السفارة الذين تابعوا المسيرة قدروا أن الحشد لم يضم سوى 130 ألف شخص، ولاحظوا أن الحاضرين كانوا من الرجال فقط. لوحات الأرقام على السيارات والحافلات التي تنقل المشاركين إلى موقع المظاهرة تشير إلى أن معظم المشاركين قدموا من المناطق القبلية خارج صنعاء، وبشكل خاص من المعاقل الرئاسية في خولان وعمران. وفي الليلة التي سبقت المسيرة (العفوية) لاحظ موظفو السفارة عربات الجيش منتشرة حول موقع المسيرة، بالإضافة إلى العديد من سيارات المرسيدس بنز واللاند روزر من النوع الذي يتبع عادة مؤيدي الحكومة وشيوخ العشائر ذوي العلاقات الوثيقة جداً بالسلطة. وبحلول صباح التظاهرة، كانت قوات الأمن قد انتشرت بأعداد كبيرة في جميع أنحاء المدينة، وبدت على أهبة الاستعداد جيداً لإدارة الحركة والحشود طوال المسيرة السلمية.
• انتهى الانتظار...
3- جاء إعلان صالح بعد خمسة أيام من المظاهرات الشعبية المتنوعة. ومنذ 20 يونيو ظلت حشود صغيرة تتجمع يومياً في عدة مدن رئيسية في كافة أنحاء البلد تطلب من صالح الترشح مجدداً. وتفيد المصادر المتواصلة مع السفارة أن المسؤولين الحكوميين نفذوا حملة من باب إلى باب خلال عدة أحياء لحث الأطفال والأشخاص المعوقين على المشاركة في المظاهرات. وفي 21 يونيو دعا المؤتمر الشعبي العام الحاكم إلى مؤتمر «طارئ» لمناشدة صالح بقبول ترشيح الحزب له للرئاسة. لكن صالح رفض التماسهم، قائلاً «أنا لست تاكسي للإيجار... ولن أكون مظلة للفاسدين».
4- وتعهدت مجموعة من رجال الأعمال الداعمين لإعادة انتخاب صالح بتنفيذ إضراب لمدة ساعة كل يوم حتى يتراجع عن وعده. وقطعت القبائل في محافظة مأرب شرق صنعاء والغنية بالنفط العديد من الطرق، قائلين إنهم لن يسمحوا لشاحنات الوقود العبور خلالها حتى يوافق صالح وافق على إعادة الترشح مجدداً. وفي المناطق القريبة من صنعاء، استبدل المؤيدون أيضاً ملصقات الحملة التي كانت أصدرتها الحكومة مؤخراً لمكافحة الفساد بمواد الحملة المؤيدة لصالح. وكانت وسائل إعلام المعارضة ادعت أن المسيرات التي كانت أعدت لحث صالح على عدم ترشيح نفسه مجدداً منعت من قبل قوات الأمن.
• ولكن لماذا كنا ننتظر على أية حال؟
5- منذ الإعلان العام لصالح في يوليو 2005 أنه لن يترشح لولاية ثانية، لم يكن لا السياسيين المطلعون ولا العامة من الناس يصدقون أنه سوف يتنحى. وكانت ردود الأفعال الأولية على هذا التراجع قد ارتكزت على التكهنات بشأن دوافع صالح، وفقاً لمجموعة متنوعة من النظريات المتنافسة التي حظيت بالدعم. أحد المسؤولين في الحزب الحاكم أعرب للمسؤول الاقتصادي بالسفارة عن إحباطه، قائلاً إنه لا يرى أي هدف حقيقي من وراء «مسرحية» الرئيس نظراً إلى أن الجميع يتوقعون أن صالح سيعيد ترشيح نفسه مجدداً للرئاسة. بينما يرى مراقبون آخرون تهديدات صالح بعدم ترشيح نفسه على أنها محاولة للحصول على دعم المسؤولين الحكوميين الفاسدين أو الإصلاحيين، والذين كانوا جميعهم يضعون مصالحهم الملحة في رئاسته. وينظر كثيرون إلى تلك المسرحية على أنها حملة منظمة من قبل أولئك المستفيدين أكثر من حكم صالح من أجل حماية مراكزهم ذات الامتيازات الخاصة. مع أن آخرين ظلوا يعتبرونها حيلة سيئة دبرت شخصياً من قبل صالح لكسب تأييد الشعب وإعجابه.
• التعليق: داخل عقل صالح
6- من الواضح أن الأحداث التي سبقت تراجع صالح، الذي طال انتظاره، رُتبت بشكل جيد من قبل المسؤولين الحكوميين وأنصارهم. أما ما هو غير واضح فهو ما الذي كان صالح، أو أولئك الذين من حوله، يأملون تحقيقه من خلال مثل تلك «الضجة الشعبية» المدبرة. وعلى الرغم من أن عشرات من المرشحين قد انضموا إلى السباق الرئاسي حتى الآن، إلا أنه ليس بينهم شخص واحد قادر على تشكيل تحدٍ حقيقي لصالح، الذي فكك عملياً أي منافسة حقيقية خلال السنوات الـ28 من حكمه. وحتى تحالف المعارضة، التي تتمتع بدعم شعبي كبير، لم تطور خطة جدية لتحدي صالح، كما أن مكوناتها قد لا تكون قادرة على الاتفاق على اختيار مرشح «التوافق» الخاص بها (المرجع B).
7- وأياً كانت دوافع صالح، فإن رضوخ الرئيس لترشيح حزبه يعتبر انتصاراً مدوياً للوضع الراهن. وأخذاً بالاعتبار الاضطرابات العظيمة التي تتربص باليمن بعد صالح (المرجع C)، فإن المعارضة قد تتنفس الصعداء بهدوء بسبب هذا الإعلان وتؤجل المنافسة الحقيقية لانتخابات الرئاسة إلى العام 2013 أو لما بعده. وبينما أن إعادة انتخاب صالح بات أمراً حتمياً، فإن انتخابات المجالس المحلية في سبتمبر من شأنها أن تحدث تنافساً حقيقياً. وفي حال كانت تلك الانتخابات حرة ونزيهة، فإن انتخابات 2006 قد تمثل خطوة إلى الأمام في عملية التطور الديمقراطي في اليمن.
كرايسكي
الترجمة خاصة بالمصدر أونلاين
وتكشف الوثيقة التي ننشرها اليوم بعض تفاصيل "المسرحية" التي نفذها الرئيس علي عبدالله صالح بين عامي 2005 و2006 حين أعلن عدم اعتزامه الترشح لانتخابات الرئاسة، وتراجع فيما بعد..
- التلفزيون الرسمي يتحدث عن مليوني مؤيد لصالح والسفارة تؤكد عدم تجاوزهم 130 ألف شخص
- السفارة: لا السياسيين المطلعين ولا الناس العاديين صدقوا صالح واعتبروا الحشود والمسيرات مجرد استعراض مسرحي سياسي
- المسؤولون الحكوميون نفذوا حملة في عدة أحياء لحث الأطفال والأشخاص المعوقين على المشاركة في المظاهرات المؤيدة لإعادة ترشّح صالح ومعظم المشاركين من المناطق القبلية خارج صنعاء، وبشكل خاص من المعاقل الرئاسية في خولان وعمران
- أراد صالح من تلك المسرحية الحصول على دعم المسؤولين الحكوميين الفاسدين واعتبرها البعض من تدبير المستفيدين من حكم صالح لحماية مراكزهم وظل آخرون يعتبرونها حيلة سيئة دبرت شخصياً من قبل صالح لكسب تأييد الشعب وإعجابه
- رقم البرقية: 06SANAA1873
- تاريخها: 28 – 06 - 2006
- التصنيف: سرية
- الموضوع: عرض صالح المسرحي: المسرح السياسي في صنعاء
- مصنفة بواسطة: نائب السفير الأمريكي نبيل خوري
1- الموجز. في 24 يونيو حسم الرئيس صالح نحو عام من التكهنات، وأعلن اعتزامه ترشيح نفسه في الانتخابات الرئاسية في سبتمبر القادم. وبينما كان يتحدث أمام حشد جماهيري سلمي في صنعاء، نقض صالح وعده المعلن الذي أطلقه في يوليو 2005 بأنه لن يسعى لإعادة ترشحه لولاية رئاسية قادمة، مرجعاً ذلك إلى أنه «استجاب لإرادة الشعب». وهذا الإعلان الأخير توّج خمسة أيام من ألاعيب الحزب الحاكم بحشد التجمعات الشعبية المدبرة بشكل جيد لتأييد صالح. وإن تراجع صالح هذا كان متوقعاً حدوثه منذ فترة طويلة، على أية حال، الأمر الذي جعل العديدين ينظرون إلى الأحداث الأخيرة على أنها ليست أكثر من استعراض مسرحي سياسي. ويبقى السؤال الحقيقي فيما إذا كانت المعارضة ستقدم مرشحاً جدياً لمواجهة الرئيس أم لا. نهاية الموجز.
• «سوف أبقى معكم!»: صالح يقبل الترشّح
1- بينما كان يتحدث أمام حشد من مناصريه ممن تجمعوا في إحدى ساحات الاستعراض وسط مدينة صنعاء، أعلن صالح تراجعه عن وعده السابق في يوليو 2005 الذي كان تعهد فيه بأنه لن يترشح لولاية ثانية (المرجع A)، قائلا: «أنا أرضخ لضغط الشعب». وبدا صالح مصدوماً من حجم الحشد الذي خمّن التلفزيون اليمني أنه بلغ مليوني شخص ممن جاؤوا «بحرية وعفوية من جميع أنحاء البلاد». وقال صالح إن قراره كان انعكاساً مباشراً لـ«إرادة الشعب» واستجابة لـ«دموع النساء والأطفال والمسنين». وكانت الحشود قد تجمعت عند موقع المسيرة منذ الصباح الباكر، مطالبة صالح بـ «إكمال المشوار» الذي بدأه وأن يحكم البلاد لمدة سبع سنوات أخرى.
• العفوية المنظمة تنظيماً جيداً
2- موظفو السفارة الذين تابعوا المسيرة قدروا أن الحشد لم يضم سوى 130 ألف شخص، ولاحظوا أن الحاضرين كانوا من الرجال فقط. لوحات الأرقام على السيارات والحافلات التي تنقل المشاركين إلى موقع المظاهرة تشير إلى أن معظم المشاركين قدموا من المناطق القبلية خارج صنعاء، وبشكل خاص من المعاقل الرئاسية في خولان وعمران. وفي الليلة التي سبقت المسيرة (العفوية) لاحظ موظفو السفارة عربات الجيش منتشرة حول موقع المسيرة، بالإضافة إلى العديد من سيارات المرسيدس بنز واللاند روزر من النوع الذي يتبع عادة مؤيدي الحكومة وشيوخ العشائر ذوي العلاقات الوثيقة جداً بالسلطة. وبحلول صباح التظاهرة، كانت قوات الأمن قد انتشرت بأعداد كبيرة في جميع أنحاء المدينة، وبدت على أهبة الاستعداد جيداً لإدارة الحركة والحشود طوال المسيرة السلمية.
• انتهى الانتظار...
3- جاء إعلان صالح بعد خمسة أيام من المظاهرات الشعبية المتنوعة. ومنذ 20 يونيو ظلت حشود صغيرة تتجمع يومياً في عدة مدن رئيسية في كافة أنحاء البلد تطلب من صالح الترشح مجدداً. وتفيد المصادر المتواصلة مع السفارة أن المسؤولين الحكوميين نفذوا حملة من باب إلى باب خلال عدة أحياء لحث الأطفال والأشخاص المعوقين على المشاركة في المظاهرات. وفي 21 يونيو دعا المؤتمر الشعبي العام الحاكم إلى مؤتمر «طارئ» لمناشدة صالح بقبول ترشيح الحزب له للرئاسة. لكن صالح رفض التماسهم، قائلاً «أنا لست تاكسي للإيجار... ولن أكون مظلة للفاسدين».
4- وتعهدت مجموعة من رجال الأعمال الداعمين لإعادة انتخاب صالح بتنفيذ إضراب لمدة ساعة كل يوم حتى يتراجع عن وعده. وقطعت القبائل في محافظة مأرب شرق صنعاء والغنية بالنفط العديد من الطرق، قائلين إنهم لن يسمحوا لشاحنات الوقود العبور خلالها حتى يوافق صالح وافق على إعادة الترشح مجدداً. وفي المناطق القريبة من صنعاء، استبدل المؤيدون أيضاً ملصقات الحملة التي كانت أصدرتها الحكومة مؤخراً لمكافحة الفساد بمواد الحملة المؤيدة لصالح. وكانت وسائل إعلام المعارضة ادعت أن المسيرات التي كانت أعدت لحث صالح على عدم ترشيح نفسه مجدداً منعت من قبل قوات الأمن.
• ولكن لماذا كنا ننتظر على أية حال؟
5- منذ الإعلان العام لصالح في يوليو 2005 أنه لن يترشح لولاية ثانية، لم يكن لا السياسيين المطلعون ولا العامة من الناس يصدقون أنه سوف يتنحى. وكانت ردود الأفعال الأولية على هذا التراجع قد ارتكزت على التكهنات بشأن دوافع صالح، وفقاً لمجموعة متنوعة من النظريات المتنافسة التي حظيت بالدعم. أحد المسؤولين في الحزب الحاكم أعرب للمسؤول الاقتصادي بالسفارة عن إحباطه، قائلاً إنه لا يرى أي هدف حقيقي من وراء «مسرحية» الرئيس نظراً إلى أن الجميع يتوقعون أن صالح سيعيد ترشيح نفسه مجدداً للرئاسة. بينما يرى مراقبون آخرون تهديدات صالح بعدم ترشيح نفسه على أنها محاولة للحصول على دعم المسؤولين الحكوميين الفاسدين أو الإصلاحيين، والذين كانوا جميعهم يضعون مصالحهم الملحة في رئاسته. وينظر كثيرون إلى تلك المسرحية على أنها حملة منظمة من قبل أولئك المستفيدين أكثر من حكم صالح من أجل حماية مراكزهم ذات الامتيازات الخاصة. مع أن آخرين ظلوا يعتبرونها حيلة سيئة دبرت شخصياً من قبل صالح لكسب تأييد الشعب وإعجابه.
• التعليق: داخل عقل صالح
6- من الواضح أن الأحداث التي سبقت تراجع صالح، الذي طال انتظاره، رُتبت بشكل جيد من قبل المسؤولين الحكوميين وأنصارهم. أما ما هو غير واضح فهو ما الذي كان صالح، أو أولئك الذين من حوله، يأملون تحقيقه من خلال مثل تلك «الضجة الشعبية» المدبرة. وعلى الرغم من أن عشرات من المرشحين قد انضموا إلى السباق الرئاسي حتى الآن، إلا أنه ليس بينهم شخص واحد قادر على تشكيل تحدٍ حقيقي لصالح، الذي فكك عملياً أي منافسة حقيقية خلال السنوات الـ28 من حكمه. وحتى تحالف المعارضة، التي تتمتع بدعم شعبي كبير، لم تطور خطة جدية لتحدي صالح، كما أن مكوناتها قد لا تكون قادرة على الاتفاق على اختيار مرشح «التوافق» الخاص بها (المرجع B).
7- وأياً كانت دوافع صالح، فإن رضوخ الرئيس لترشيح حزبه يعتبر انتصاراً مدوياً للوضع الراهن. وأخذاً بالاعتبار الاضطرابات العظيمة التي تتربص باليمن بعد صالح (المرجع C)، فإن المعارضة قد تتنفس الصعداء بهدوء بسبب هذا الإعلان وتؤجل المنافسة الحقيقية لانتخابات الرئاسة إلى العام 2013 أو لما بعده. وبينما أن إعادة انتخاب صالح بات أمراً حتمياً، فإن انتخابات المجالس المحلية في سبتمبر من شأنها أن تحدث تنافساً حقيقياً. وفي حال كانت تلك الانتخابات حرة ونزيهة، فإن انتخابات 2006 قد تمثل خطوة إلى الأمام في عملية التطور الديمقراطي في اليمن.
كرايسكي
الترجمة خاصة بالمصدر أونلاين