قبل انتخابه لرئاسة الجمهورية، زعم عبد الفتاح السيسي أنه لا يحب الواسطة والمحسوبية واستدل على ذلك بفشل ابنه حسن في الالتحاق بوزارة الخارجية مرتين: الأولى عندما كان مديرا للمخابرات، والأخرى عندما كان وزيرا للدفاع.
وتابع السيسي في مقابلته التلفزيونية أن لديه ثلاثة أبناء وبنتا واحدة، الكبير محمود (رائد في المخابرات الحربية)، والأصغر مصطفى (موظف في هيئة الرقابة الإدارية). أما الابن الثاني حسن فيعمل بإحدى شركات البترول وليس له أي منصب سياسي، ولكنه متزوج من ابنة رئيس الأركان محمود حجازي، وأكد السيسي في المقابلة أنه لم يتدخل لتعيين أي منهم.
قد يعجبك أيضا :
وظهرت عائلة السيسي لأول مرة في احتفال حلف اليمين بالمحكمة الدستورية العليا وهذا الظهور يعد بروتوكوليا، أما الظهور الثاني فجاء لافتا لابنيْ السيسي في صلاة العيد برفقة والدهم الذي شارك فيها يوم الجمعة الماضي في أحد مساجد القاهرة، حيث تقدما صفوف المصلين مع كبار الوزراء ومسؤولي الدولة، ووقف نجله محمود بجانب وزير الدفاع صدقي صبحي وقبل وزير الداخلية اللواء مجدي عبد الغفار، أما حسن فوقف بجانب "عمه" رئيس الأركان.
صورة المتدين
وكان نشطاء مواقع التواصل ظنوا للوهلة الأولى أنهما من حراس السيسي، وعبروا عن استيائهم من أن الحراس يفصلون بين وزيري الدفاع والداخلية وبين رئيس الأركان وأحد الوزراء. وتابعوا أن المصلين في المسجد كلهم من الشرطة والجيش، ولم يكن بينهم مدني واحد.
وعبر المؤيدون والمعارضون للسيسي عن استيائهم من الصورة، وقال القيادي في حزب الجبهة الديمقراطية مجدي حمدان إن "السيسي يقدم منذ وصوله إلى السلطة نموذجا جديدا للحكم في مصر". وأضاف في حديث للجزيرة نت أن "الصورة ليست عادية ولا طبيعية، وهو يتجاوز بذلك حتى مبارك الذي لم يظهر أولاده في الصفوف الأولى للمصلين في أي صلاة شارك فيها"، مشيرا إلى أن عائلة السيسي ظهرت للمرة الأولى في حلف اليمين، ثم ظهرت زوجته في زيارة لها لموقع قناة السويس الجديدة سلط الإعلام الضوء عليها، لكنه أشار إلى أنه "لا ينبغي تضخيم الصورة وإعطاؤها أبعادا سياسية واقتصادية".
أما الكاتب والصحفي أحمد حسن الشرقاوي فلديه قراءة مغايرة، فهو ركز على أن السيسي يحاول "إظهار نفسه وعائلته في موقع الملتزمين بالصلاة، والتغلب على تآكل رصيده الشعبي وخصوصا بين الملتزمين دينيا بعد سيل من التصريحات المستفزة لهم والتي كان آخرها عن "الملحد المؤمن"، واعتبر أن وراء السيسي أنظمة وشركات إعلانية تتقن فن الصورة، وأن "الصورة نصيحة من هذه الأجهزة للتغلب على النقد الذي طاله".
وخلص الشرقاوي في حديث للجزيرة نت إلى أن الصورة تؤذن "بعودة حكم العائلة وترسل رسالة لخصومه بأنه يتقوى بعائلته، حيث نجله الكبير محمود هو من يدير المخابرات العامة، ونجله الثاني مصطفى هو من ينقي ملفات الفساد ويظهر ما يخدم حكم والده ويخفي ما يضره. أما حسن (صهر حجازي) فلديه نفوذ واسع في القوات المسلحة".
وحفلت مواقع التوصل بالتعليقات حول هذه الصورة واعتبروا أن "السيسي يعيد سيرة مبارك، ويرسل رسالة بأن حكم الأسرة عاد من جديد، وأن جمال وعلاء مبارك يبعث فيهما الروح".
وعن هذه الصورة يغرد الحقوقي عمرو عبد الهادي قائلا "أولاد السيسي واقفون بجانبه في صلاة العيد يتقدمون المسؤولين والوزراء.. فعلا بلد أمه مليكه تيتاني (والدة السيسي)".
"عزبة أبوهم"
وفي هذا السياق يؤكد الناشط السياسي وائل عباس أن الصورة فعلا لنجلي السيسي، ويغرد "هل عرفتم من كانوا يصلون بجانب السيسي في الصف الأول وكنتم تظنونهم من حراس السيسي؟ تبين أنهم أولاد السيسي! جمال وعلاء الجدد!".
وفي سياق المقارنة بين أبناء السيسي وأبناء مبارك، يشير حساب (@elrafeay) إلى أن مصر "عزبة أبوهم.. جمال وعلاء، كلاكيت ثاني مرة".
ويغرد محمد جاد بأن "كل الناس استمتعت بأنه أحضر أولاده معه ورمى الوزراء في الصفوف الخلفية".
ويغرد محمد السعدي أن "جمال وأولاده وحاشيته أول من سرق مصر، ثم حسني وأولاده وزوجته وحاشيته، والآن السيسي وأولاده وحاشيته".
ولا يستغرب أبو أسامة الغامدي هذه الصورة ولكنه يسأل عن موقف الشعب المصري، ويغرد قائلا "ليس الغريب أن يفعلها السيسي.. الغريب أن المصريين موافقون عليها وخاصة بعد ثوره 25 يناير وبعد كل هذه التضحيات.. وكأنك يا أبو زيد ما غزيت".
وفي منشور لافت على الفيسبوك، سأل حساب (Abo Raghad) "ماذا كان سيحصل لو كان أبناء مرسي يتقدمون صفوف المصلين؟ وسلملي على أخونة الدولة".
ويتهكم حساب (Elbasha Omar) في منشور على الفيسبوك "لماذا أنتم غاضبون، أليس الواحد منا إذا ذهب إلى الصلاة يأخذ أولاده معه؟ ثم إن هذه بلادهم وضيعتهم ونحن ضيوف".
ويعلق حساب (Makhlouf Guissous) على الصورة من زاوية دينية، ويكتب منشورا على الفيسبوك يتضمن آية قرآنية كريمة "يخادعون الله والذين آمنوا وما يخدعون إلا أنفسهم وما يشعرون".