الرئيسية / تقارير وحوارات / مندوق: جئنا للوزارة في فترة صعبة والظروف معقدة، ونعمل بروح الفريق الواحد
مندوق: جئنا للوزارة في فترة صعبة والظروف معقدة، ونعمل بروح الفريق الواحد

مندوق: جئنا للوزارة في فترة صعبة والظروف معقدة، ونعمل بروح الفريق الواحد

27 ديسمبر 2011 06:04 صباحا (يمن برس)
رغم انشغالاته في فعاليات المؤتمر الإسلامي السابع لوزراء الثقافة الذي عقد بالجزائر وامتد للفترة من 18-19 ديسمبر الجاري برعاية الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة إلا أن الأستاذ الدكتور عبد الله عوبل مندوق وزير الثقافة استقبلنا بقلب مفتوح ووجه منشرح وفي حوار لا تنقصه الصراحة، تطرق من خلاله لأهم ما ستقوم به وزارة الثقافة في إطار برنامج حكومة الوفاق الوطني المقدم إلى مجلس النواب، وعرجنا من خلاله لما خرج المؤتمر السابع لوزراء الثقافة بالدولة الإسلامية الايسيسكو، وأهم ما خرج به من قرارات، كما تطرقنا لاتفاقيات التعاون بين بلادنا وجمهورية الجزائر الشقيقة في الجوانب الثقافية، وفي أول حوار لوزير في حكومة الوفاق الوطني نقل الدكتور مندوق هموم وتطلعات المرحلة المقبلة من الفترة الانتقالية، ونقدم شكرنا لسعادة السفير جمال عوض ناصر الذي رتب لهذا اللقاء عبر صحيفة الثورة، وللأخ عائد الشوافي مدير عام العلاقات الثقافية بالوزارة ونترككم مع الحوار ...........

- معالي الوزير نبدأ معكم من حيث انتهى المؤتمر فما أهم ما تم مناقشته خلال المؤتمر؟
    أولا المؤتمر يشكل أهمية كبيرة كونه جاء في إطار الإستراتيجية الثقافية للدول الإسلامية التي اقرها المؤتمر السادس الذي عقد في العاصمة الأذربيجانية باكو (2009)، ومن خلاله وقفنا على ما قدمته الدول الأعضاء في الاسيسكو  بما ينمي ويطور تلك الإستراتيجية ، ومن خلال التقارير المرفوعة لمسنا خطوات جيدة تم قطعها في هذا الشأن، وفي الجانب الأخر هناك تقارير بخصوص تفعيل دور الشباب الإسلامي وتعي ثقافة الحوار والسلم من خلال شعار هذه الدورة والمتمثل في «من أجل تعزيز نتائج السنة الدولية للتقارب بين الثقافات وتفعيل دور الشباب في بناء ثقافة السلم والحوار»، وكذا الوثائق المقدمة والتي كانت غاية في الأهمية خاصة فيما يتعلق بمبادرة خادم الحرمين الشريفين المتعلقة بحوار الأديان والثقافات والوثاق الأخرى المتعلقة بدور المقاولات الثقافية التي تثري الثقافة الإسلامية وحول منهاج تكوين الصحفيين لمعالجة الصور النمطية عن الإسلام والمسلمين في وسائل الإعلام الغربية. كما وزعت في نهاية الجلسة الافتتاحية للمؤتمر جوائز الإيسيسكو لأفضل الأعمال الأدبية والفنية التي أنجزت عن مدينة تلمسان عاصمة الثقافة الإسلامية لعام 2011.

- وكيف كانت طبيعة المشاركة اليمنية؟
    اليمن دولة فاعلة في المنظمة ودولة زاخرة بموروث حضاري غني عن التعريف ولها مكانتها بين الدول الإسلامية في هذا الجانب، ونظرا لما مرت به بلادنا خلال الفترة الماضية فقد طلبنا من المنظمة تقديم الدعم في مجال التدريب وفحص وتحقيق المخطوطات وفي المعاهد الفنية وفي مشروع المحافظة على المدن القديمة، وأشدنا بالدور الكبير الذي تقوم به المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة (الاسيسكو)، سواء فيما يتعلق بالبرنامج التنفيذي للإستراتيجية الثقافية الإسلامية وغيرها من البرامج والأنشطة الخاصة بالحفاظ على الهوية الثقافية والتراث الثقافي الإسلامي، والحوار بين الحضارات والأديان، وعلى هامش المؤتمر التقينا بالأمين العام للايسيسكو الدكتور عبد العزيز التويجري،، وكان لقاء هاما وناقشنا فيه الكثير من القضايا التي تربط اليمن بالمنظمة ، وخلال اللقاء أبدى الأمين العام استعداده للتعاون مع بلادنا سواء فيما يتعلق بالحفاظ على استمرار المدن اليمنية الدرجة على لائحة التراث العالمي لأن بعضها أصبح مهدداً للخروج منها كمدينة زبيد وطلبنا منه مساعدتنا فيما يتعلق بالحفاظ على زبيد ضمن اللائحة لما تمثله من منارة علمية في العالم الإسلامي، وسوف نوافي الأمانة العامة بالمدن التي نسعى لضمها إلى لائحة التراث العالمي.

- كيف قيم المؤتمرون انضمام فلسطين الكامل لليونسكو؟
    ما من كلمة ألقيت من الوفود المشاركة إلا واثنت على هذه الخطوة المهمة التي تصب في مصلحة القضية الفلسطينية، وكانت الخطوة محل تقدير وإشادة الجميع وعلى رأسهم المدير العام الدكتور التويجري والسيدة تومي، وقد قررت المنظمة الإسلامية للتربية والعلوم والثقافة «الايسيسكو» إنشاء صندوق إعانة لدعم ميزانية منظمة الأمم المتحدة للتربية والثقافة والعلوم اليونيسكو نصرة للقضية الفلسطينية، والقرار يهدف إلى سد عجز في صندوق اليونيسكو قيمته 70 مليون دولار أمريكي بعد تجميد الولايات المتحدة إعاناتها السنوية لصندوق اليونيسكو كرد فعل على انضمام فلسطين بصفة رسمية للمنظمة، ونحن في اليمن نجدد مباركتنا لأشقائنا في فلسطين على هذا الانجاز الكبير.

- معالي الوزير تجمع اليمن بالجزائر العديد من الاتفاقيات في الجانب الثقافي إلى أي مدى تم الاستفادة منها؟   
    في السنوات الماضية وقع البلدان الكثير من الاتفاقيات التي تصب في أن يقدم الجانب الجزائري العون في تأهيل الطلاب اليمنيين للدراسة في المعاهد الجزائرية، وقد أثمر هذا عن احتضان الجزائر لمجموعة من الطلاب في الفنون التشكيلية والإخراج المسرحي والسينمائي والتصوير، وقد التقيت بوزيرة الثقافة السيدة خليدة تومي في مكتبها وجرى التباحث حول مختلف القضايا التي تصب في إثراء التعاون، وجددنا تقديرنا لما تقدمة الجزائر لبلادنا في هذا الجانب، ونظر لحاجتنا لمتخصصين في مجال المخطوطات فقد أبدت الوزيرة استعدادها لقبول مجموعة منهم في هذا التخصص، واتفقنا على أن يستمر الاتصال بيننا لتفعيل هذه الاتفاقيات.

- تريم اليمنية سلمت مشعل عاصمة الثقافة الإسلامية لتلمسان الجزائرية، ما حجم المشاركة اليمنية في هذه التظاهرة؟
     ضمن لقاءنا بالسيدة تومي طرحنا إمكانية مشاركتنا في فعاليات هذه التظاهرة الكبيرة، وقد أبدت تجاوبها لتوفير الوسائل لإنجاح هذه المشاركة والتي سوف تتمثل في مجموعة من الفرق الشعبية والفنية التي تعكس الموروث اليمني، خصوصا وأن هذا التراث يحضى باهتمام الإخوة في الجزائر، وقد لمست إعجاب معالي الوزيرة واندهاشها بما يملكه اليمن وما يوجد في تريم وشبام وصنعاء أثناء زيارتها في افتتاح تريم عاصمة الثقافة الإسلامية 2010م. وفي سياق كلمتي نقلت تحيات أهل تريم لأهل تلمسان مع تمنياتنا لها بمزيد من التطور.

- الأزمة التي شهدتها بلادنا خلال الأشهر الماضية أثرت على كثير من المواقع الأثرية والثقافية، كيف سيتم معالجة ذلك التأثر؟
     لا يخفى على احد أن حجم التدمير لم يطل فقط المرافق التابعة لوزارة الثقافة ، بل وصل الخراب لمعظم المرافق الخدمية التنموية والاقتصادية،  ونظرا لأهمية المواقع الأثرية الثقافية فنحن حريصون على ترميم وصيانة ما تأثر منها، خاصة تلك المستودعات التي تحفظ فيها المخطوطات التاريخية لأنه لا يمكن تعويضها.

- ما هو الانطباع الذي لمستموه من قبل الجانب الجزائري حول التطورات الأزمة على الساحة الوطنية؟
     لقينا تهنئة ومباركة لأشقاء على تشكيل حكومة الوفاق الوطني، وأكدت السيدة وزيرة الثقافة أن قلوبهم معنا وأنهم يتمنون لليمن كل الخير وأنهم فرحون بما تحقق لليمن، ويعلقون الآمال على نجاح الجهود المبذولة في المرحلة الانتقالية.

- معالي الوزير جئتم للوزارة في فترة حرجة كيف وجدتم الوضع وما هي السبل التي ستنتهجونها للنهوض بالوضع الثقافي اليمني في ضوء برنامج وزارتكم ضمن البرنامج العام للحكومة؟
     فعلا جئنا للوزارة في فترة صعبة والظروف معقدة ولأننا حكومة وفاق وطني فأمامنا عمل شاق وعوائق سنحاول التغلب عليها، والحكومة هذه المرة قدمت برنامجا مختلفا عن الفترات السابقة سواء فيما يتعلق بوزارة الثقافة أو الوزارات الأخرى، والبرنامج المقدم يستوعب المرحلة الانتقالية وفق ما نصت عليه المبادرة الخليجية واليتها التنفيذية، والأكيد انه ينتظرنا مهام جسيمة خاصة فيما يتعلق بإرساء ثقافة التحول الديمقراطي لدى الجميع ونام لان نوفق بفضل جهود الأخ نائب رئيس الجمهورية عبد ربه منصور هادي، ورئيس مجلس الوزراء محمد سالم باسندوة، وجميع الأخوة الوزراء والعاملين في وزارة الثقافة والقطاعات التابعة لها، ولكننا عاقدون العزم على العمل الجاد وبروح الفريق الواحد ولن يكون هناك معارضة وسلطة فكلنا نمثل حكومة واحدة للجمهورية اليمنية لإخراجها من أزمتها والعبور بها إلى بر الأمان.

- الشباب كان لهم الإسهام الكبير في إحداث التغيير الذي شهده بلادنا أين هم من خارطة وزارة الثقافة؟
     الشباب هم دينمو الثورة وهم المحرك لها ونحن لم نفعل شيء سوى أننا مساعدون لهم والثورة هي ثورة الشباب والمستقبل لهم ووزارة الثقافة سترعى المواهب والإبداعات وستشجع على تنميتها داخليا وخارجيا وسوف تدفع بمزيد من الشباب نحو الانخراط في العمل الثقافي وهذا ليس دور الوزارة فقط  لدور كل الجهات الحكومية.

- كيف تنظرون للأفق السياسي بعد توقيع المبادرة الخليجية واليتها التنفيذية وتشكيل حكومة الوفاق الوطني؟
     لحد الآن لم نحضر سوى جلستين في مجلس الوزراء ورغم لك وجدنا توافق كبير من جميع الأخوة الوزراء وهو أمر يبشر بالخير ولنا متفقون على أن نظل نعمل بروح واحدة والاهم أن العجلة بدأت تدور وبدأنا نشهد إزالة المظاهر المسلحة من أمانة العاصمة والهدوء عاد إلى تعز وأرحب وهناك تهدئة تامة هذه التحركات الحثيثة درأت دخول اليمن في أتون حرب أهلية، والاهم أن يلمس المواطن التحسن في الخدمات الاساسة من كهرباء وماء ومشتقات بترولية وغازية، لأن المواطن عانى من فقدانها كثيرا خلال الأشهر الماضية.

- كان بود الطلاب أن يلتقوا بكم خصوصا أنكم أول وزير يصل الجزائر من حكومة الوفاق الوطني فما هي الكلمة التي تودون قولها لهم؟
     للأسف الشديد كان وقت الزيارة مزدحم بفعاليات المؤتمر وكنا مرتبطين سلفا بمواعيد في إطار تقديم برنامج الحكومة، وهذا ا جعلنا ناسف للقائهم وأتمنى في الزيارة القادمة أن يسعفنا الوقت للجلوس معهم وتلمس همومهم ومشاكلهم بما يفضي إلى حلها كي يتفرغوا لدراستهم وأنا آسف وأقدم اعتذاري لهم هذه المرة، وطرق الاتصال بي مفتوحة العالم أصبح قرية صغيرة ومكتبي في الوزارة يرحب بالجميع، وقد لمست استعداد السفارة والملحقية الثقافية تذليل كل ما يعترض له الطلاب، وأنا شخصيا أُولي الشباب رعاية خاصة لأنهم من سيحملون المشعل في الغد.

- كلمة أخيرة معالي الوزير تودون قولها؟
ج/ اُحي الجزائر هذا البلد الجميل بناسه وتضاريسه، والشعب الجزائري شعب عظيم، والجزائر كمدينة من أحسن المدن العربية وأتمنى أن ترقى جميع المدن العربية إلى نظافتها وجمالها، وأتمنى لكل اليمنيين المقيمين في الجزائر التوفيق والنجاح وان يكووا معنا دائما بقلوبهم، واشكر صحيفة الثورة على هذا اللقاء.
شارك الخبر