الرئيسية / طب وصحة / نصائح طبية للمصابين بالتهاب الجيوب الانفية
نصائح طبية للمصابين بالتهاب الجيوب الانفية

نصائح طبية للمصابين بالتهاب الجيوب الانفية

27 ديسمبر 2011 08:30 صباحا (يمن برس)
أنا مصاب بالتهاب الجيوب الأنفية، ولدي زوائد في أغشية الأنف. غيرت أطبائي، وقد اقترح علي طبيبي الاختصاصي الجديد تجربة أدوية "الستيرويد" المتناولة عن طريق الفم، وهو أمر لم يذكره إطلاقا أي من أطبائي السابقين. بم تنصح؟

باعتقادي أن دورة علاجية قصيرة بأدوية "الستيريودات" المتناولة عن طريق الفم لفترة تتراوح ما بين 5 و7 أيام، أمر يستحق التجربة خصوصا إن لم يطرأ تحسن على التهاب الجيوب الأنفية لديك.

جيوب وزوائد الأنف
* وكما تعلم، فإن التهاب الجيوب الأنفية sinusitis هو التهاب يحدث في الأغشية المخاطية التي تبطن تلك الجيوب. أما زوائد أغشية الأنف polyps فإنها زوائد متنامية داخل ممرات الأنف أو جيوبه.

وغالبا ما يتسبب التهاب الجيوب الأنفية في شعور بعدم الارتياح بسبب ضغوط على الوجه (يتحدد موضعها باللبط في موقع الجيب المتضرر)، وحدوث الصداع. ورغم أن التهابات الجيوب الأنفية المزمنة لا تتسبب كلها في حدوث زوائد الأنف، إلا أن ظهور زوائد الأنف هو نتيجة شائعة للالتهاب المتواصل لأنسجة الأنف، وهو الالتهاب الذي يظهر عندما تتحول حالة التهاب الجيوب الأنفية إلى حالة مزمنة.

ويمكن لزوائد الأنف الكبيرة أن تتسبب في صعوبة التنفس وتدمر حاسة الشم. ولكن وحتى لو كانت تلك الزوائد كبيرة جدا فإنها لن تكون مرئية للمصابين بها لأنها تتجه للنمو إلى داخل الأنف.

وإنني أفترض أنك قد جربت الوسائل المعتادة للتعامل مع التهاب الجيوب الأنفية: استنشاق البخار، الاستحمام في مرشاش مائي لفترة أطول، تناول الكثير من الماء، النوم مع رفع الرأس.

ولا يشجع الأطباء حاليا على وصف المضادات الحيوية بحرية، وذلك بالدرجة الرئيسية بسبب المخاوف من ازدياد مقاومة البكتيريا. ولكن، إن عانى أي شخص فعلا من التهاب الجيوب الأنفية وليس من نزلات البرد، فإن استعمال المضادات الحيوية يكون مقبولا في أغلب الأحوال.

أدوية "الستيرويدات"
* وما إن يصبح التهاب الجيوب الأنفية حالة مزمنة فإنه، أي الالتهاب "يحيا" لحاله، ولذلك تصبح أدوية "الستيرويدات" خيارا علاجيا مهما. وهذه الأدوية ليست بالطبع من صنف "الستيرويدات" البنائية anabolic steroids التي يستخدمها الرياضيون لبناء عضلاتهم، بل إنها "الستيرويدات" القشرية corticosteroids التي تتسم بتأثيرات مضادة للالتهاب (وتسمى هذه الأدوية "الستيرويدات" steroids اختصارا للسهولة).

ويمكن وضع هذه "الستيرويدات" موضعيا في الأنف بواسطة القطرات أو البخاخات. وفي الولايات المتحدة فإن أكثر هذه "الستيرويدات" الشائعة الاستخدام هي fluticasone propionate (واسمها التجاري "فلونيس" Flonase) التي توجد على شكل بخاخ.

أدوية عبر الفم
* ولكن الزوائد تبدو عائقا أمام وصول أدوية "الستيرويدات" هذه إلى الأنسجة الملتهبة. ولهذا فإن تناول دواء عبر الفم مثل عقار prednisone لمدة أسبوع مثلا يخفض من حجم الزوائد قليلا، وقد يؤثر على الأنسجة الملتهبة في الأنف. ويتيح تقليص حجم الزوائد وتقليل التهابات الأنسجة لـ"الستيرويدات" الموضعية الوصول إلى أهدافها وزيادة فاعليتها. كما أن تناول "الستيرويدات" عبر الفم يقود إلى تعريض كل الجسم لمفعولها وليس الأنف والجيوب الأنفية فقط كما هو الحال مع استخدام "الستيرويدات" الموضعية.

إلا أن الآثار الجانبية قد تسبب المشاكل، فقد تشمل ظهور ضغط متزايد في العين (الغلوكوما)، ارتفاع ضغط الدم، وتغير المزاج. ولكن، ومن خلال تجربتي، فإنه يمكن للجسم تقبل دورة علاجية قصيرة من هذه الأدوية.

وأيضا من جهتي فإنني لا أميل كثيرا إلى وصف "الستيرويدات"، سواء كانت عن الطريق الفم أو من "الستيرويدات"، الموضعية للمصابين بحالات التهاب الجيوب الأنفية المزمنة الذين ليس لديهم زوائد في الأنف لأن حالاتهم كما يبدو لا تستجيب جيدا أو بشكل مستمر للعلاج بـ"الستيرويدات". وهذا راجع جزئيا إلى تجربتي. كما أعتقد ووفقا لتخميني الشخصي أن حالة التهاب الجيوب الأنفية المصاحبة بوجود زوائد في الأنف هي حالة مختلفة عن التهاب الجيوب الأنفية التي لا تصاحب بوجود زوائد في الأنف، ولذا فإنها تستجيب بشكل أفضل للعلاج بأدوية "الستيرويدات".

*د. نيل بهاتاشاريا
طبيب في قسم الأنف والأذن والحنجرة في مستشفى بريغهام والنساء في بوسطن، رسالة هارفارد الصحية، خدمات «تريبيون ميديا»
شارك الخبر