الرئيسية / شؤون دولية / القرضاوي: 5 عوامل تؤدي للصراع مع أمريكا
القرضاوي: 5 عوامل تؤدي للصراع مع أمريكا

القرضاوي: 5 عوامل تؤدي للصراع مع أمريكا

18 فبراير 2007 01:13 مساء (يمن برس)
يمن برس - إسلام أون لاين.نت - داليا الحديدي البغي والاستعلاء والجهل والطمع والحقد".. خمس مثالب عددها العلامة يوسف القرضاوي، رئيس الاتحاد العالمي للعلماء المسلمين، في إدارة الرئيس جورج بوش، مؤكدا أنها تعيق الحوار الأمريكي- الإسلامي. ورغم توجيهه نقدا لاذعا للإدارة الأمريكية، كونها بادرت بالعداء للمسلمين، فإن القرضاوي أكد على أنه إذا مدت الولايات المتحدة يدها للعالم الإسلامي فستلقى ترحيبا. وقال رئيس الاتحاد العالمي للعلماء المسلمين في افتتاح اللقاء الخامس لمنتدى أمريكا والعالم الإسلامي،الذي بدأ أعماله بالدوحة اليوم السبت: إن خمس مثالب تؤخذ على الإدارة الأمريكية، وتعرقل الحوار بين الولايات المتحدة والمسلمين، وهي: "البغي والاستعلاء والجهل والطمع والحقد". ودعا واشنطن إلى التخلي عن فكرة السيطرة على العالم بالقوة، معربا عن رفضه لفكرة "وجود عرق معين يحق له أن يقود العالم أو السيطرة عليه أو تفوق حضارة على أخرى". بداية العداء القرضاوي شدد أيضا على أن "أمريكا هي التي بدأت العداء، ونحن لا نريد أن نعادي أحدًا لا أمريكا ولا غيرها ولكنها هي التي بدأت بالعداء حينما نصبت الإسلام عدوا لها بديلا بعد سقوط الخطر الأحمر"، في إشارة للاتحاد السوفيتي السابق. كما انتقد كذالك كون دعوة الضيوف في المنتدى تمت بإشراف أمريكي، حيث انفراد معهد بروكينجز الأمريكي بتوجيه الدعوات للحضور، واستبعد دعوة أعضاء من حركة المقاومة الإسلامية (حماس). وأعرب القرضاوي عن استيائه من تناقض السياسة الأمريكية في العالم بقوله: "أمريكا تؤيد الديمقراطية في العالم، ولكن إذا جاءت حكومة ديمقراطية في فلسطين فهي تعاديها"، في إشارة للحكومة التي تقودها حماس منذ مارس الماضي. ولفت إلى أنه تردد كثيرا في قبول الدعوة التي وجهت له من وزير الخارجية القطري، حمد بن جاسم، إلا أنه في النهاية استمع لنصائح بعض إخوانه بوجوب الحضور كي يكون له كلمة تصل للجميع، مؤكدا أنه لاحظ بعد اشتراكه في هذه المؤتمرات أنها "تكرر نفسها والعلاقة لم تتحسن بين المسلمين وأمريكا، ولكن ازدادت سوءا". دعوة للتغيير ورغم أن القرضاوي وجه انتقادا شديدا للإدارة الأمريكية فإنه اقترح أن "تبذل واشنطن المليارات التي أنفقتها للهيمنة على العالم أو نصفها على حاجات العالم ومشاكله خصوصا الجنوب والعالم الثالث". وقال: "إذا مدت أمريكا يدها لهؤلاء يمكن أن تكسبهم بغير حرب.. ولو أن أمريكا غيرت موقفها فسيغير العالم العربي والإسلامي موقفه منها". وفي تعليق على كلمة الأمين العام لجامعة الدول العربية بالمنتدى، قال القرضاوي: "إن (عمرو) موسى يقول إن العرب لا يكرهون أمريكا، وأنا أقول: لا بل يكرهونها.. وأمريكا تكسب من الأعداء أكثر مما تكسب من الأصدقاء". وأوضح في الوقت ذاته أن هناك فرقا بين الإدارة الأمريكية والشعب الأمريكي، قائلا: إنه "من غير المنطقي الاعتقاد بأن كل الشعب الأمريكي يكن للإسلام البغض والكراهية". عدو. تعبئة. انتصار موسى المشارك في المنتدى وجّه هو الآخر انتقادات لاذعة لسياسات الولايات المتحدة، مؤكدا أنها تتعامل مع العالم العربي والإسلامي من منطلق أنها القوة المهيمنة. وأضاف أن "بعض المحافظين الجدد في أمريكا اعتبروا الإسلام هو العدو البديل لأمريكا باعتباره القوة الصاعدة، وبذلك يكتمل منطق بعض المفكرين الذين يرون أن "العصر الأمريكي يحتاج إلى عدو فتعبئة فانتصار، ومن هنا نشأت ضرورة وجود الصراع بين الحضارات". ودعا الأمين العام واشنطن إلى إعادة تقييم سياستها في المنطقة بحيث تصبح متوازنة، مؤكدا أن العرب لا يكرهون أمريكا، ولكن يكرهون سياستها. أبو غريب.. جوانتانامو النقد الموجه لواشنطن جاء أيضا من غير المسلمين؛ إذ قال مارتن أنديك مدير "مركز سابان": إن سياسة الرئيس بوش "تسببت في الكثير من الغضب في العالم العربي، ونتج عنها نوع من العداء لأمريكا في بعض المناطق". ولفت في هذا الصدد إلى التجاوزات الأمريكية في معتقل أبو غريب بالعراق ومعتقل جوانتانامو الأمريكي في كوبا. غير أن أنديك اعتبر في تصريحات لـ"إسلام أون لاين.نت" أن بعض سياسات بوش تم الترحيب بها في العالم العربي خلال منتديات أمريكا والعالم الإسلامي السابقة، ومن بينها نشر الديمقراطية وحقوق الإنسان ومحاربة الأنظمة الشمولية. وعن السياسة الأمريكية تجاه العالم العربي والإسلامي قال "ميريمبي نانتونجو"، المستشار الثقافي والإعلامي بالسفارة الأمريكية في الدوحة: "نسعى إلى دعم الأصوات المعتدلة مع التأكيد على احترامنا للثقافة الإسلامية؛ لأننا مجتمع أمريكي يحتفي بالثقافات المختلفة". ومضى موضحا في تصريح لـ"إسلام أون لاين.نت": "نحاول تهميش المتطرفين، ودعم حوار الثقافات بين المعتدلين"، معتبرًا أن خير دليل على مثل هذا التواصل هو منتدى أمريكا والعالم الإسلامي بالدوحة. ويختتم المنتدى الذي يعد الخامس من نوعه، وتنظمه وزارة الخارجية القطرية بالتعاون مع مركز سابان بروكينجز بالولايات المتحدة، أعماله في 20 فبراير الجاري. ويشارك في المنتدى أكثر من 230 سياسيا ومفكرا من الولايات المتحدة وأكثر من 34 دولة إسلامية.
شارك الخبر