في بادرة هي الأولى من نوعها أذاع التلفزيون الرسمي في اليمن خبر " مسيرة الحياة " الراجلة القادمة من محافظة تعز والتي وصلت مساء السبت العاصمة صنعاء، ما يعد تحولا كبيرا في تعاطي الإعلام الرسمي مع مثل هكذا أحداث والتي كانت مغيبة تماما عن تلك الوسائل، حيث كان يتم عرض تصريحات لمصادر أمنية ورسمية حول أحداث مماثلة للمسيرة .

ونقل " تلفزيون  اليمن " الرسمي خبر حول استنكار حكومة الوفاق الوطني التي يرأسها المعارض محمد سالم باسندوة ، لسقوط ضحايا وجرحى في صفوف المسيرة التي تعرضت لاعتداءات من قبل قوات الأمن المركزي وقوات مكافحة الشغب ومسلحين بزي مدني مواليين للرئيس المنتهية صلاحياته علي عبدالله صالح ، عند المدخل الجنوبي للعاصمة صنعاء بالقرب من جولة " دار سلم" ، دون الإشارة إلى المعتدين من قبل الفضائية ، الا انها واصلت خبر الاستنكار بتقرير حول المسيرة.

وعرضت " فضائية اليمن " الرسمية صورا للمسيرة مع قراءة لتقرير حول أهدافها التي تم تحريفها حيث أشار تقرير الفضائية إلى ان المشاركين في المسيرة يرفعون شعارات تدعوا إلى بناء اليمن الحديث ومستقبل زاهر للأجيال ، في حين تحمل المسيرة شعارات معلنة من قبل منظميها ، حيث تسعى المسيرة إلى لفت أنظار العالم إلى المجازر التي ترتكب في حق المتظاهرين السلميين في اليمن من قبل نظام صالح وأركان حكمه ورفضا لإعطاء صالح وأركان نظامه أي ضمانات أو حصانة من قبل المجتمع الدولي ، كما أنها تأتي رفضا للمبادرة الخليجية وحكومة الوفاق الوطني المنبثقة عنها ، وهو ما لم تشير له الفضائية اليمنية.

ويرى عدد من الصحفيين اليمنيين إذاعة خبر المسيرة على الفضائية اليمنية  انها بادرة فريدة من نوعها وانها نقط ضوء وتحولا تاريخيا في أداء وسائل الإعلام الرسمية اليمنية وتعاطيها مع القضايا الوطنية والأحداث التي تشهدها الساحة ، بعد ان فقدت الكثير من مصداقيتها خلال العقود الماضية ، كما تعد إشارة إلى صدق توجه حكومة الوفاق الوطني في التعامل مع القضايا الوطنية التي تشهدها اليمن ، خاصة تلك التي تتصل بالحرية واحترام الرأي والرأي الأخر .