تلقى الفنان الكوميدي ناصر القصبي موجة من التهديدات بـ “القتل” من قِبل تنظيم الدولة الإسلامية المعروفة بـ “داعش”؛ وذلك بعد حلقة حملت عنوان ( بيضة الشيطان) للمسلسل الذي يعرض على قناة إم بي سي سيلفي.
وكانت أحداث الحلقة تدور حول “والد” -الذي مثل شخصيته القصبي- التحق ابنه بالتنظيم، مما دعاه للذهاب إلى سوريا للبحث عنه، ويعرض المسلسل الذي كتب نصه الكاتب خلف الحربي بشيء من السخرية مدى تمادي داعش في تنفيذ عقوبة الإعدام، كما نوهت الحلقة إلى أن بعضًا ممن ينضمون إلى التنظيم هم أصحاب سوابق أو أشخاص هاربون من محكومياتهم، وتطرق المسلسل إلى قيام التنظيم بتدريب الأب على السلاح، كما يتوسّط ابنه لدى الأمير بإشراك والده في عملية ذبح لسائقي شاحنات؛ إلا أنه يفشل في ذلك، ويسبب حرجًا لابنه.
ويأمر أمير التنظيم العراقي، الأب بالزواج من امرأة سورية، كانت قد تزوجت من قبله اثنين آخرين، ويطلب من المرأة أن تتجسس عليه، كونه غير مرتاح لمقصده من المجيء.
وفي نهاية الحلقة، تتعرض المنطقة التي يقطن فيها السعودي وابنه لقصف واشتباكات، ويرفض الرجل السعودي المشاركة في المعركة بسبب خوفه، وهو ما سبب غضب زوجته التي قالت له: “روح استشهد، إذا بقيت راح تحرجني مع المجاهدات“.
وفي اليوم التالي، يخبر نجل السعودي والده بأن الأمير يطلبه للمحاكمة بسبب “التولي يوم الزحف”، قائلًا لوالده إنه قد يعدم بسبب امتناعه عن المشاركة في المعركة.
القصبي الذي أثار الجدل بعد الحلقة الأولى من المسلسل؛ حيث تقمص دور فنان غنائي، وبعد أن خسر الشهرة والمبالغ اتجه ليتقمص دور أهل الدين بنية كسب المال، حيث عرض حادثة تكسير العود في محاضرة دينية أمام الحضور؛ إذ إن ذلك المشهد تقليد للواقع، كوْن عدد من الملتقيات الشبابية في السعودية شهدت مؤخرًا تكسير وتحطيم آلات موسيقية.
هذا، وقد وواجه هجومًا لاذعًا من منتقديه؛ حيت انتشر هاشتاق #القصبي_يسخر_من_رجال_الدين، على نطاق واسع؛ حيث بلغ أكثر من 28 ألف تغريدة، وهشتاقات أخرى تحت اسم #مسلسل_سلفي_يستهزئ_بأهل_الدين، #خادم_الحرمين_يستهزؤون_بالدين_فهل_ترضى، واعتبروا حلقاته استهزاءً برجال الدين.
وهذه ليست المرة الأولى التي يواجه فيها القصبي حملة من الشتائم؛ ففي السنوات الماضية أثار المسلسل الشهير “طاش ما طاش” جدلًاعلى نطاق واسع؛ حيث تناول قضايا شائكة مثل: جماعة الأمر بالمعروف، وحتى تعدد الزوجات، مرورًا بالتأثير الهائل للدين على التعليم في المجتمع السعودي المحافظ.
وكان القصيبي قد صرح في وقت سابق أن مسلسله الجديد سيكون: “محاولة للعودة إلى الكوميديا الاجتماعية الجادة، التي تُضيء على الواقع السعودي خصوصًا، والخليجي والعربي عمومًا، وتصوِّب نقدها البنّاء على بعض مكامن الخلل في مجتمعاتنا، وذلك ضمن أجواء تمزج بين الابتسامة والرسالة الاجتماعية بطريقة متوازنة“.
