ساهم التطور التكنولوجي الهائل في وسائل الدعاية والاعلان بظهور إعلانات الشركات التجارية العربية في ملاعب أشهر بطولات كرة القدم الأوروبية خلال الموسم الكروي المنتهي مؤخرا، إلى جانب نظيرتها من الشركات العالمية الكبرى، لاسيما في بطولتي الدوري الاسباني (لا ليغا) وكأس الاتحاد الإنجليزي، بفضل تقنية طورتها شركة فنلندية.
الشركة التي تدعىSUPPONOR ، وهي متخصصة في مجال التكنولوجيا والاعلام الرياضي، تعمل على توجيه محتوى الإعلان الظاهر على لوحات محيط الملاعب الرياضية الى الشريحة المستهدفة من المشاهدين بحسب إشارة البث الفضائية المرسلة. وتستبدل التقنية اللوحات التقليدية في محيط الملاعب بلوحات افتراضية تخدم غرض الدعاية والإعلان أثناء البث المباشر للمباريات عبر معالجة مونتاجية رقمية محترفة ليبدو الإعلان وكأنه فعلا على أرض الملعب.
وتحدث باسل جودة، نائب المدير العام في شركة (بروميكس) للدعاية والاعلان في الكويت، عن تجربته الإعلانية لشركة (ميداس للأثاث) العاملة بالكويت وعدة مدن عربية أخرى قائلا: "لقد قامت الشركة التي تملك حقوق توزيع الإعلان على الشركات التجارية العربية الراغبة بتسويق اسمها في الملاعب الرياضية بتحديد إمكانية ظهور الإعلان في المباراة المختارة الواحدة اربع مرات ولمدة 15 ثانية للإعلان الواحد أي بمجموع دقيقة كاملة في المباراة".
وأضاف جودة أنه بناء على ذلك اختيرت خمس مباريات خلال الموسم الكروي (2014 – 2105) لناديي ريال مدريد وبرشلونة الإسبانيين خارج أرضهما بسبب شهرتهما الكبيرة بالمنطقة. مؤكدا أن ما دفع الشركات العربية إلى الاستفادة من هذا التقنية وتجربتها هو "معدل المشاهدة العالي المقدر بعشرات الملايين من المتابعين العرب في آن واحد لتلك المباريات فضلا عن انخفاض تكاليف الإعلان الرقمي نسبيا مقارنة مع الإعلان الحقيقي داخل الملعب."
من جانبه قال أيمن عيتاني، المتخصص في استراتيجيات الاعلام الرقمي والاجتماعي لدى مختبر (ثنك ميديا) في دبي، باتصال مع CNN بالعربية، إن الخبرة التسويقية المتكونة في شبكة الانترنت "أتاحت المجال أمام الشركات لابتكار تقنيات حديثة تمكنّها من تطبيق فكرة تحديد وجهة الإعلان بحسب الإشارة المرسلة ونوعية المتلقي."
وأوضح عيتاني أن المردود المالي الكبير الذي تحققه هذه الإعلانات "يزيد من تنافسية شركات الدعاية والإعلان ودفعهم نحو ابتكار أساليب وتقنيات جديدة بصورة مستمرة"، لافتا إلى أن التقنية الرقمية "تتطور يوما بعد يوم ما يتطلب مواكبتها واستغلالها لخدمة الأغراض التجارية."