لجأ رجل يمني إلى القضاء الأمريكي أمس مطالباً باعتذار عن مقتل أبن شقيقه وصهره، اللذين قتلا في آب/أغسطس 2012 عن طريق طائرة بدون طيار.
فيصل بن علي جابر الذي رفع دعوى قضائية اليوم، كان قد فقد صهره سالم وإبن شقيقته وليد في الغارة. كان سالم إماماً معادٍ للقاعدة وقد ألقى خطبة جمعة معادية لأفكار القاعدة قبل مقتله بأيام، تاركاً ورائه زوجة وسبعة أطفال. أما وليد، فكان ضابطاً في الشرطة في ريعان شبابه، بالغاً من العمر 26 عاماً وترك ورائه زوجة وطفل.
الدعوى القضائية تطالب المحكمة الاقليمية بواشنطن بإصدار بيان يصرح بأن الغارة الجوية التي قتلت سالم ووليد كانت غير قانونية ويجدر الذكر ان الدعوى لا تطالب بتعويض مالي. فيصل ممثل من قبل منظمة ريبريف ومحامين في مكتب المحاماه للمصلحة العامة "مكول سميث".
تشير معلومات استخباراتية مسربة - عن طريق صحيفة "ذي انترسبت" الامريكية - إلى علم بعض المسؤليين الأمريكيين بمقتل أبرياء في أعقاب الغارة. في تموز/يوليو 2014 عرض على عائلة فيصل خلال اجتماع مع مكتب الأمن القومي اليمني، حقيبةً تحتوي على 100,000$ مرقمة بالتتابع. وقد ذكر مسؤول في مكتب الأمن القومي اليمني الذي كان قد دعا فيصل إلى الاجتماع، قال بأن هذا المبلغ يأتي من الحكومة الأمريكية التي طلبت من الأمن القومي توصيله.
في تشرين ثاني/ نوفمبر 2013 زار فيصل العاصمة الامريكية واشنطن والتقى ببعض المسؤولين من مجلس الشيوخ والبيت الابيض. وقد عبر المسؤولون عن تعازيهم لعائلة فيصل الا ان الحكومة الامريكية رفضت الاعتذار وحتى الاعتراف بالمسؤولية عن الضربة.
في أبريل/نيسان من هذا العام، قام الرئيس الامريكي اوباما بالاعتذار على مقتل رهينتين على يد ضربة طائرة أمريكية بدون طيار في باكستان – وهما الامريكي وارن وينستين والايطالي جيوفاني لوبورتو. كما اعلن حينئذ عن فتح تحقيق مستقل حول ملابسات مقتل الرهينتين. وتشير الدعوى القضائية الى التناقض بين تعامل الرئيس مع حالة الرهينتين وحالة بن علي جابر، وتتساءل الدعوى: "لقد اعترف اوباما بمقتل الامريكي والايطالي عن طريق ضربة لطائرة بدون طيار، اذن لماذا لا تستحق الأسر اليمنية الثاكلة اعتراف أوباما بالحقيقة؟"
وقال فيصل بن علي جابر: "منذ ذلك اليوم الاليم عندما فقدت اثنين من احبائي، طالبنا أنا وأسرتي من الحكومة الامريكية ان تقر بخطأها وان تعتذر. لكنها تجاهلت نداءنا. لا احد من الحكومة الامريكية يريد ان يقر بان طائرة امريكية بدون طيار قتلت سالم ووليد، على الرغم من ان الجميع يعرف الحقيقة. هذا ظلم. اذا كانت أمريكا مستعدة ان تعوض عائلتي بصورة سرية، لماذا ترفض ان تصرح تصريحا علنيا حول مقتل أقاربي عن طريق الخطأ؟".
وقالت كوري كريدر، محامية فيصل بن علي جابر: "تكشف قضية فيصل جنون برنامج الطائرات بدون طيار في عهد أوباما. لم يكونا سالم ووليد فقط شهيدين بين مئات من المدنيين الأبرياء الذين سقطوا في هذه الحرب السرية, بل كانا ايضا ناس يستحقون المساعدة لان سالم كان إمام جريء يخطب ضد تنظيم القاعدة ووليد كان ضابط شرطة محلي يحافظ على الأمن والاستقرار. بخلاف الضحايا الغربيين لم يتلقَ فيصل أي اعتذار. كل ما يريد من الحكومة الأمريكية هو ان تتحمل مسؤوليتها وان تعتذر. انه من العار ان يلجأ مواطن مثل فيصل الى القضاء ليحصل على اعتذار عن مقتل اقاربه."