وصف “الهدنة” في حالتنا هذه مبالغة، وتعز فيها مقاتلون ورجال وإرادة فوق السلاح
نحن أكثر ناس رافضون للعَسكرة والقبيلة وسندفع أرواحنا لإقامة الدولة المدنية الحديثة
نحن نلتزم بالانسحاب من المدينة إذا انسحبت قوات صالح، فلا أحد يريد أن يقتل أو يُقتل!
نحن نخضع لقرارات ساحة الحريَّة، و”مسلحو الثورة” يصدُّون اجتياحات لكنَّهم لا يفرضون سيطرة أمنية
احتلال “ثكنة التربية” تمّ بعد اغتيال مدنيين في شارع جمال من سطح المبنى، ووجدنا مصفحات عسكرية بالداخل وأسلحة في كل المكاتب
الدبابات انسحبت أثناء هجومنا على “التربية”، لدينا أسرى وجرحى من عملية التطهير
نحتفظ بخزنات الأموال والوثائق الخاصة ببنك التسليف ولن نسلمها إلا لحكومة الثورة، واجتياحنا للبنك كان بسبب وجود مسلحين بداخله
لا نتلقى دعماً أساسياً من الفرقة، ونعتمد على أبناء تعز، ولا يوجد معنا من أصحاب علي محسن
في الفرقة مناضلون من ثورتي سبتمبر وأكتوبر، وعلي مُحسن زرع الوطنية الصحيحة في قلوب أفرادها!
لدينا معلومات حول صدور أوامر من قيادات عسكرية بصنعاء إلى قوات صالح لاجتياح تعز!
لا نريد الحسم العسكري، وأنا سببت على المخلاف، ولا خلافات بيني وبين حمود سعيد
كانت مُغامرة؛ ليسَ مُهماً إن كانت سهلة أو صعبة، المُهم أنها كانت مُخيفة بحسب تنبيهات صاحب الشأن نفسه، العميد صادق سرحان، والذي أظنُّ أنني لستُ بحاجة للتعريف بكونه قائداً للدفاع الجوِّي في الفرقة الأولى مدرَّع، ورئيس المجلس العسكري الذي تم إنشاؤه للدفاع عن ساحة الحريَّة وتعز عموماً، وبطبيعة الحال؛ فإن العثور على الرجل الذي لا زالت قوات أقارب صالح تبحث عنه بما أمكنها من سمع وبصر، أو تتمنى بشكل ما أن تلقي القبض عليه حتى أصبحت الإشاعات تأتي وتروح عن إلقاء القبض عليه، حتى لحظة ذهابنا إليه، أكمل؛ بطبيعة الحال كانت مهمة شاقة، نفسياً وبدنياً، لكنَّها كانت مُمتعة في المُجمل ومُثمرة.. فالخروج باعتراف صريح بضرورة إقامة الدولة المدنية، وبالحاجة إلى محاكمات عادلة للمُتهمين بجرائم حرب، ورفض العسكرة والقبيلة، والإقرار بامتثال المسلحين إلى قرارات ساحة الحريَّة بتعز، كل هذه إنجازات كبيرة ومُهمة، خصوصاً وأن هذه التصريحات تأتي من رجل لطالما أثار مخاوف الكثيرين مِنه نظراً لعمله في الفرقة الأولى مدرَّع التي يقودها اللواء علي محسن الأحمر الذي أصبح مثيراً للجدل في الفترة الأخيرة.
انطباعي عن اللقاء؛ أن صادق سرحان رجلٌ بسيط وشديد التواضع، وهو حميميّ إلى حد كبير وابن ريف، كأنَّه لم يعمل في السلك العسكري حسب قولِه لما يقرب من 30 عاماً، وإضافةً لذلك، يبدو متحمساً وميالاً أكثر للفِكرة من الإطار.. وإن كانت لديه بعض القناعات المؤطَّرة، فهو عموماً ليس ذلك الرَّجُل الذي يعتقده البعض..
إلى أين وصلت الهُدنة بينكم وبين جيش صالح، وماذا عن الخروقات المتقطعة بين الحين والآخر؟!
- أولاً: أحب أن أضع توضيحاً حول الهدنة؛ فالهدنة تحصل بين فريقين متحاربين، نحن نعتبر وصف الهدنة في مثل حالتنا هذه، فيه شيء من المبالغة، فالحرب والضرب والنيران من جهة واحدة فقط وأنتم كصحفيين وإعلاميين ومشاهدين ومراقبين داريين أن تعز كانت خالية من السلاح، ونحن عندنا الرغبة الجياشة بأن تكون تعز سلمية وخالية من السلاح، وأن يتساوى الناس كلهم أمام النظام والقانون، وتكون الكفاءات هي المسيطرة، نحن فعلاً تأثرنا كثيراً بعملية إحراق الساحة واستخدام السلاح ضد المواطنين العُزل، يعني الواحد يشتعل من أخمص قدميه وحتى شعر رأسه، وتركنا أعمالنا وقلنا: نحن من تعز، هذه المدينة التي تضرب بالسلاح والدبابات والصواريخ والناس ليس لديهم حتى بندقية ليردوا، وهذا لا يعني أن تعز ضعيفة، فتعز فيها مقاتلون، وفيها رجال، وفيها إرادة فوق السلاح، وستنتصر على هذا السلاح، هم أغفلوا هذا الجانب تماماً ودخل في رؤوسهم بأنهم سيسيطرون على تعز بالقوة.
ونحن قلنا لهم هذا بعيد جداً، وطلبنا منهم أن يعود السلاح، وهذا بأكثر من مقابلة أقول للواء (22) حرس جمهوري: ألا يستخدموا السلاح بشكل مفرط، فهذا السلاح ملك لأبناء الشعب وليس ملكاً لعلي عبدالله صالح، عودوا بسلاحكم إلى الثكنات ولا تصدقوا أنه في مسلحي؛ لأنه معروف بأن المسلحين لم يكونوا موجودين من قبل والساحة لم تقبل أحداً منهم، وأنتم داريين، لكنهم (قوات صالح) يعبأوا تعبئة خاطئة، وأنا ألتزم – وأنا ليس لديّ صفة المسئول عن البقية – لكنني من أبناء تعز؛ بمجرد ما يختفي عسكر صالح، سيختفي المسلحون من أنصار الثورة، بشكل أوتوماتيكي، وأنا أؤكد لك 100% أنه وبمجرد اختفاء القوات التابعة لأقارب صالح؛ فإن تعز ستتخلى عن السلاح نهائياً.. ليش؟ لأن أبناء تعز حتى لو في مخربين أو ما شابه، الناس كلهم بيطردوهم وما يقبلوش، وهذا أنا متأكد منه من زمان، فوجود المسلحين هو لرد الاعتداء من قبل قوات صالح التي ضربت واستخدمت القوة ضد كل الناس كبير وصغير، وكنَّا نحن من ضمن المضروبين، ليش..؟ قلَّك إنها رسالة..! رسالة بقذيفة دبابة؟! هذا هو سبب وجود السلاح في تعز، ونحن نقول للجنة التهدئة الموجودة: أنتم امسكوا الجانب الآخر بس .. وبالنسبة لنا فنحن ملتزمون.
أنت تقول “ملتزم” بجانب “أنصار الثورة” أنت الآن تقود فصيلاً واحداً ضمن مجموعة فصائل.. فكيف تلتزم عن الجميع؟!
- بالنسبة للمجاميع في تعز، أنا متأكد أنهم بيسمعوا لصوت العقل، مش لأنني قيادي في تعز، ولكن لأنهم يسمعون لكل الناس، عندما يختفي الحرس والأمن وغيرهم، ويشعرون أن الساحة آمنة فإن المسلحين سيغادرون؛ لأن لا أحد يريد أن يقتل أو يُقتل؛ كل الجماعات مجبرة إجباراً للتواجد في تعز والطرف الثاني يحاول الاجتياح عدة مرات بأوامر من قياداته، اجتياح تعز ليش؟! ما ندري ليش!.
من الذي يوجه هذه الأوامر ؟
- الأوامر التي أتت للقيادة العسكرية في تعز من صنعاء؛ نحن عندنا مصادر تأتينا بمعلومات بأن هناك توجيهات، ونحن نرى هذه التوجيهات في الواقع، وعندنا معلومات ووثائق كاملة، حول توجيهات بالقتال في تعز، والذي عندنا (يقصد القيادات العسكرية والسياسية اليمنية) ما يخفوا شيئاً، على طول تروح عند العوبلي تكلمه يقول: صاحب تعز، عندنا أوامر مركزية!.
بالنسبة للتهدئة؛ بمجرد ما يهدئ الطرف الآخر فنحن سنهدأ؛ لأنه “ما فيش طرفين متقاتلين”، فهم عندهم الدبابات والسلاح والصواريخ، ونحن عندنا اليسير من السلاح، لكن عندنا أيضاً الإرادة القوية، وواثقين من أننا سنكسرهم ويعرفون أن أبناء تعز هؤلاء رجال.. ولكن رغبتنا هي في مواصلة السلمية حتى النهاية، وأننا قد قلنا ثورة سلمية، وأن الثورة قرارها يأتي من الساحات، وليس من حزب سياسي ولا سلطة ولا وزارات متقاسمة، ولكن القرار يصدر من ساحة الحرية، هذا الآن وبعد الآن، الساحة هي التي ستقمع كل من عنده نية للسيطرة، والذي سيخدم البلاد يطلع من الساحة هذه، وهذه أمنيتي، ألا تكون محصورة لحزب ولا قبيلة ولا لفئة، وأن تصعِّد هذه الساحة قيادات من الشباب؛ لأنهم هم المستقبل، أما نحن فيا الله بحسن الختام، وما نفعله هو ليصل الشباب إلى مبتغاهم في دولتهم المدنية الحديثة.
هناك اتهامات لكم ولجماعتكم بالسلب والنهب.. ما ردك؟
- يعني الاتهامات التي توجه من بقايا النظام كثيرة جداً، وإعلامه دائماً يلقي باللَّوم على الآخرين، ونحن نقول: إن المسئولين عنها هم قوات الأمن الموجودة؛ لأنها هي المسيطرة والمسئولة عن الأمن إلى الآن في محافظات الجمهورية، وهم من يقوم الآن بمحاصرة تعز، لا تصدق أن أعمال النهب في تعز قد تخرج بعيداً عنهم، وإذا أنت مار في تعز لا تستطيع أن تخرج بسيارتك، وطبعاً أي واحد ينهب يعتبر سارقاً ومحدثاً وعقابه...
(مقاطعاً): أنا أقصد في مناطق تحت سيطرة المسلحين من “أنصار الثورة”، هذه المناطق خلال الفترة الماضية كان يحصل فيها نهب وسرقة سيارات وأيضاً أصحاب متاجر وممتلكات تعرضوا للنهب والسرقة والقتل أحياناً؟.
- المدسوسون من الجهات الأمنية موجودون في هذه الأماكن، وفي غلطات واشتباكات تحصل أحياناً ويتم تلافيها عندما يُعرف أن من أخذت سيارته كان عليه اتهام من قبل البعض، وهذا يرجع للأمن في تعز؛ المنطقة التي تحت سيطرة الثوار لا تخضع لسيطرة أمنية، نحن نمنع اجتياحات، نمنع اختراقات، شيء من هذا.. وفي أكثر من جهاز أنت عارفهم، يعني عشرة أو أحد عشر أو اثني عشر جهاز أمني، كلها تشتغل بهذا الجانب، كذلك يوجد مهربون وقطاع طرق موجودين من فترة طويلة.
كيف يتم التنسيق بينكم وبين أنصار الثورة الآخرين وما قصة الجماعات المسلحة غير المسيطر عليها؟
- بالنسبة لأنصار الثورة؛ نحن دعينا كل من كان يعمل على حماية المظاهرات السلمية وكل المجاميع المشابهة، وهؤلاء شبه متعارفين، حتى المسئولون فيهم، طبعاً لا أحد مسيطر، لكن هناك تفاهماً، وفي أساسيات نحن نلتزم فيها، يعني الحفاظ على الأمن عدم أخذ ممتلكات الغير، وعدم نهب المؤسسات الحكومية أو الشخصية، وهذا كنت تلاحظه عندما نطرح مسلحين في الكهرباء، ونحافظ على ممتلكات الدولة، تحدث بعض الخروقات، لا أحد يستطيع الإنكار، ونحن نتحمل مسؤوليتها ونعمل على إعادة ما أخذ بأي طريقة وبأي ثمن، وندفع ثمن أي شيء يؤخذ بالغلط لصاحِبه إذا لم نستطع إعادته إليه.
في القضايا الأمنية الحد الأمني غير موجود بصورة كبيرة؛ قسمنا الأفراد إلى مجاميع وقسمنا تعز إلى مربعات، من أجل تسهل لنا السيطرة، وعملنا لجنة أمنية تتابع ذلك، وهي موجودة الآن في تعز، هناك ضباط أمن يتابعون هذا العمل، وخففوا كثيراً من التدهور الأمني، ونحن نتألم كثيراً لما يحدث في بعض الأحيان، لكن بالنسبة لإطلاعنا على بعض الأشياء، فهناك شغل تقوم به أجهزة النظام ودفعوا مبالغ لبعض الجماعات وحتى تنفيذ الاغتيالات وفي حاجات كثيرة وإن شاء الله يحبطهم.
هل يمكن تعطيني فكرة أو أسماء عن الجماعات المسلحة وقياداتها في تعز؟
- أعفيني من هذا السؤال.
ما قصة نهب خزنات بنك التسليف الزراعي والاعتداء على لجنة الوساطة في بنك التسليف؟ وما دور مسلحيكم لذلك؟
- قصة بنك التسليف جاءت مرادفة لأحداث مكتب إدارة التربية والتعليم بتعز؛ هذا الإدارة كانت معززة ومكرمة لا أحد يتعرض إليها، إلا حين حولها النظام إلى ثكنة عسكرية، ونحن كلمناهم ألا يستخدموا التربية أو أي مؤسسة حكومية أخرى في عمل الثكنات العسكرية، وكلمنا قيادات النظام والمحافظ، ونحن تواصلنا معه بهذا الخصوص، وهم الذين قاموا باحتلال التربية، ونحن بقينا فترة لا نتعرض للتربية إلى أن حاولوا الانتشار من التربية إلى اتجاه المسبح وشارع جمال.
لما ضربوا بنك التضامن أول مرة ؟
- لا يعني وقع ضرب وتبادل إطلاق نار، وقلنا لهم: خلاص يعني على أساس أنهم سينسحبون، حصلت أعمال قتل من سطح مكتب التربية لأشخاص في شارع جمال عبدالناصر من المدنيين، ولا تربطنا بهم علاقة، ولذلك تم احتلال التربية على أساس أن هناك قتلاً حدث من هذه الثكنة لمدنيين عُزَّل من السلاح، قتلوا أثناء مرورهم في الشارع، وقد تم تطهيرها فعلاً من القوة التي بداخل المكتب والتي في بنك التسليف الزراعي.
هل كانت عملية مشتركة أو خاصة بكم ؟
- خاصة بنا وهؤلاء كلهم من أصحابنا، أما خزنات البنك فهي محفوظة والأجهزة محفوظة، صحيح نحن لم نتحاور معهم؛ لأنهم كانوا يشتوا البيانات التي تخصهم، لكن نحن خلينا مسؤولين يلتقون مع محاسب البنك، وسجّل كل الموجود ومحفوظ.
هل وجدتم أسلحة؟
فعلاً كان يوجد أسلحة في كل المكاتب بمبنى التربية وكان موجود فيها عربات مسلحة ومصفحات تم حرقها.
قيل إن هناك دبابات في مكتب التربية؟
- الدبابات انسحبت أثناء الاجتياح وفي عدد كبير من العسكريين كانوا موجودين في التربية وقد جرح وأسر عدد منهم.
موضوع بنك التسليف كيف دخل ضمن هذه المعمعة؟
- كان هناك مسلحون تابعين للنظام داخل البنك، وهناك من كان يريد أن ينهب البنك ويتهم المسلحين من أنصار الثورة بذلك، ولكن مسلحينا قاوموهم وطردوهم وحصل ضرب نار فسيطر أصحابنا على المكان.
هل الخزنات موجودة لديكم ؟
- نعم، الخزنات موجودة لدينا ومحفوظة في تعز.
لماذا لم تُسلّم .. هل فيها وثائق أو ما شابه ذلك ؟
- فيها وثائق، ولكن نحن لا نثق فيهم؛ لأنها حق ناس، وسنسلمها بطريقة سليمة، ونحن أخذنا المحاسب الخاص بالبنك، لكي يجرُد ما في الخزنات، وهذه تظل عندنا إلى أن ينتهي النظام ونسلمها لكم.
حين أخذتموها .. هل كانت فيها وثائق تهمكم بشيء ؟
- نحن لا تهمنا ولا فتشنا فيها شيئاً، ونحن سنسلمها بكل ما فيها من وثائق ومبالغ كاملة.
لماذا لم تسلم إلى لجنة الوساطة.. والتي فيها من أكبر قيادات المعارضة؟
- الوساطة لحد الآن لم تؤدِ دورها الكامل، ولجنة الوساطة كانت غير موافقة على هذا أيضاً.
هناك حديث عن خلاف بينكم وبين حمود سعيد.. ما صحة ذلك أولاً من الناحية الشخصية، وثانياً من حيث التوجهات؟ وكيف علاقتك به؟
-لا يوجد خلاف، لا شخصي ولا من حيث التوجهات، ونحن عيال عم.
يقولون إن حمود سعيد محسوب على طرف وصادق سرحان محسوب على طرف آخر.. وأنكم تنفذون أجندة؟
- هذا كله كذب، ووجودي هنا لرغبتي في العمل لتعز ومناصرة أبنائها.
هل تتلقون دعماً مستمراً من الفرقة ؟
- لا نتلقى الدعم بشكل أساسي من الفرقة، ونحن معتمدون على أصحاب تعز وأفراد تعز، ولا يوجد من أصحاب علي محسن.
هناك أحاديث عن وجود تكوين يشبه الجيش الشعبي في الفرقة، وأن هناك انخفاضاً في مستوى المؤسسية والانضباط فيها.. ما صحة ذلك؟
- هناك مناضلون في ثورة 26 سبتمبر، وثورة 14 أكتوبر من أبناء الفرقة، قبل ما يأتي علي محسن، وكل الأفراد والقيادات موجودون في الفرقة. وأغلب الأفراد تربوا على أيدي هذه القيادات المناضلة، ولهذا فقد زرع علي محسن في قلوب الناس الوطنية الصحيحة؛ لأني أراه يعامل هذا الذي أتى في عام 1994 مثل ما يعامل صادق أو غيره.
هناك اتهامات كثيرة بالفساد وجهت لعلي محسن، مثل اتهامه بالتهريب وأعمال فساد أخرى؟
- نستبعد عليه هذه الاتهامات، وأي شخصية معروفة تتناولها الاتهامات حتى قالوا لنا: إنه لما انضم مع الثورة؛ لأنه منسق مع فلان (يقصد صالح).
نحن نتكلم عن علي محسن الذي خدم النظام 33 سنة. والآن هو أولاَ: يمتلك عقارات وأموالاً طائلة وأراضي وخلافه، والشيء الآخر: أنه يُتهم بأنه استفاد من موقعه في النظام، وهناك اتهامات مثل التهريب والفساد وغسيل الأموال، وهذا ما رفعته السفارة الأميركية لوزارة الخارجية، ونشره ويكيليكس وقناة الجزيرة؟
- رأيي أنه بالنسبة لمكان علي محسن في النظام مكان مرموق، ولهذا يتهمونه بأنه عمل وعمل، أنت لو تشوف العقارات التي يأخذها علي محسن ستتعجب كثيراً؛ كل ما أخذه كان بطريقة شرعية وبإيجار من مصلحة الأراضي ليوزعها على الضباط والأفراد من أبناء القوات المسلحة، ولو أتيت أنت تحصر هذا ومن خلال ما ألاحظ أنا، فلا يوجد شيء عنده، وإذا في أي عائدات فهي تنفق على جرحى صعدة، وهو يقول: أنا سأقدم ملفي وأتحاكم..
(مقاطعاً) يقال: إن حديث علي محسن واستعداده للمحاكمة جاء بعد إنشائه لجنة مظالم تعمل على تلقي الشكاوى وإعادة المنهوبات..
- توقعت منه أن يعلن هذا الاستعداد للمحاكمة حول أي شيء، وذلك لثقته الكبيرة بأنهم لن يجدوا أي شيء لديه، ولاحظ عندما قال له الرئيس هيا نرحل، قال له نرحل والمصاريف عليك، أنا ما فيش عندي، وطبعاً هذا يؤيد الكلام الذي قلته لك.
أما بقاؤه مع النظام فقد ظل مع النظام هو وبعض الضباط لعلهم يخففوا بعض الأخطاء، وناس قتلوهم، والذي سمع كلام اللواء منصر الجرباني يعني كله صح أن الناس كانوا مضطرين للبقاء مع النظام ليصنعوا بعض التوازن، وليحاولوا إصلاح النظام من الداخل، ومن هؤلاء ضباط من انتماءات سياسية مختلفة، بعضهم اشتراكيون وناصريون وبعثيون وغيرهم.
هناك أنباء تقول إنّ الجماعات المسلحة التابعة لكم تأخذ أوامرها أحياناً من قيادة الفرقة مُباشرة، وأنه يتم تجاوزكم بعض الأحيان، خصوصاً في الأمور التي لا تريدون القيام بها..
- نحن نزلنا لمناصرة الثوار في الساحة، ولا يمكن لنا أن ننفذ كلام علي محسن إذا كانَ مخالفاً لطلب الساحة، وأنا أسمع وأطيع لشباب ساحة الحرية.
لماذا لا تتلقون الدعم الكافي من الفرقة ؟
- أولاً: لأن النظام محاصر الناس كلهم هذا من جهة، لكن لو عندنا رغبة لأغرقنا تعز بالسلاح، وحتى يمكن مش من الفرقة يمكن نشتري أو أن الناس يدوا على الحاجة المعقولة التي تدافع بها دفاع، صحيح نغضب، لكن لا توجد لدينا الرغبة بأن نغرق تعز سلاح.
خلال صراعكم مع قوات صالح خلال الفترة الماضية كنتم تراوحون (ساعة تتقدمون، وساعة يتقدمون) لماذا لا يوجد حسم عسكري؟
- نحن ضد الحسم العسكري، وليس لنا رغبة في القتل بمجرد ما يقفون نحن نوقف.
ما الذي تريدوه أو تعتقدون أن على بقايا النظام أن تفعله؟
- نطلب منهم أن تعود القوات المسلحة إلى الثكنات، ونطلب من المسلحين أن يخرجوا من تعز، ومن الستين كذلك، والثورة ستبقى لتحقق أهدافها سلمياً، بدون عنف.
صحح لي هذه المعلومة: المنازل التي تعرضت للقصف.. لك أم لإخوتك؟
- هناك منزل لي تعرض للقصف، الموجود في شعب صليط، وكذلك ضربت بيت أخي عبد الله أكثر في منطقة المسبح.
بعض الناس يقولون إن انتشاركم يكون هذا سبباً لقصف وحشي يطال المدنيين في مناطق مأهولة بالسكان، وفي المقابل لا تستطيعون أنتم حمايتهم؟
- هذا بسبب عدم توازن القوَّة والسلاح بيننا وبينهم، لكن نحن لدينا الإرادة والعزيمة للدفاع عن أبناء المدينة، الشيء الآخر أنهم يقصفون مختلف المناطق بدون ضمير، أنا سببت على المخلاف، فهي الآن تقصف من معسكرات الجند، ونفس الكلام يحدث في أكثر من مكان حيث توجه الدبابات والمدافع باتجاه المواطنين الأبرياء.
لماذا يضربون هذه المناطق؟
-لأنهم يريدون قتل الناس وإخافتهم من أجل إخلاء الساحة وتطهيرها وكل الصراع بسبب هذه الساحة ومحاولة إفراغها من الثوار والثورة.
ما صحة الأنباء التي تقول بوجود مسلحين من خارج تعز يشاركون في العمليات العسكرية ضد النظام؟
-لا يوجد إطلاقاً، نهائياً، كله كذب وكل المقاتلين من أبناء تعز.
المقاتلون هل هم من المخلاف فقط؟
- لا.. هم من مختلف مناطق المحافظة.
هناك أكثر من جماعة الآن مجموعة الشيخ حمود ومجموعة الشيخ سلطان السامعي وجماعات أخرى؟
-يعني لا اعتبار لهذا التقسيم، هي جماعة واحدة بس هناك مسؤوليات لكل مجموعة، مثل مجموعة حمود سعيد ومجموعة سلطان السامعي.
لماذا لم يتم إسقاط تعز حتى الآن.. وهل يتعلق هذا بالجوانب العسكرية والمادية أم بالجانب السياسي؟
- نحن أولاً ليس لنا الرغبة في إسقاط تعز بالسلاح، نحن مجموعة عسكرية تتبع ساحة الحرية، إذا قررت الساحة أو المعتصمون السلميون إسقاط المدينة، فنحن معهم.
تم تأسيس مجلس عسكري لأنصار الثورة وأنت كنت رئيس هذا المجلس أين أختفت عناصر المجلس؟
- موجودة وهي مرتبطة بالمجلس العسكري.
هناك اتهامات لكم وللجماعات المسلحة الأخرى بمحاولة قبيلة تعز وعسكرتها؟
- نحن أكثر ناس رافضين للعسكرة والقبيَلَة، ونشتي المدنية وسندفع أرواحنا من أجل تحقيق الدولة المدنية الحديثة.
هل تشعر بأن هناك استهدافاً لتعز؟
- أنا أشعر بهذا كثيراً، لأنه كان في صنعاء كل الكلام على تعز، لأنها هي البادية في الثورة، وأنهم هم الذين قاموا بها، وهذا من كلام قيادات النظام، وحين قرروا الاجتياح، قالوا لو اجتحنا تعز سنخلص منهم (الثوار) في كل المحافظات، وهذا ما نحن متأكدون منه، وما نحسه واقعاً ملموساً، وأيضاً توجه أشخاص حاقدين وقاسيون من القادة العسكريين بتعز، مثل ما أتوا بقيران القاتل من عدن بعدما ارتكب جرائم هناك وصدر حكم قضائي من عدن بملاحقته.
أنت خسرت ابنك الله يرحمه عندما ضربوا حارة المسبح.. إلى من توجه الاتهام بالمسئولية عن ذلك؟
- قائد الحرس الجمهوري أحمد علي عبد الله صالح، وقائد قواته بتعز مراد العوبلي.
هل تريد الانتقام؟
- أريد محاكمة عادلة وليس انتقاماً، ليس لي فقط بل ولأبناء تعز كلهم واحنا زعلنا على أبناء تعز كثيراً.
كلمة أخيرة ؟
- نصيحة للعوبلي وقيران وقواتهما أن يعودوا إلى ثكناتهم ويسيبوا تعز لتحقق أهدافها التي هي أهداف كل محافظات اليمن، وأيضاً كلمة أخيرة لشخصيات اجتماعية ألا يتخلوا عن تعز أو يبيعوها وأن يرجعوا لأصحاب تعز فهم المعبرون عنها وعن تطلعاتها.
*نقلاً عن حديث المدينة
حاوره: أحمد شوقي أحمد
نحن أكثر ناس رافضون للعَسكرة والقبيلة وسندفع أرواحنا لإقامة الدولة المدنية الحديثة
نحن نلتزم بالانسحاب من المدينة إذا انسحبت قوات صالح، فلا أحد يريد أن يقتل أو يُقتل!
نحن نخضع لقرارات ساحة الحريَّة، و”مسلحو الثورة” يصدُّون اجتياحات لكنَّهم لا يفرضون سيطرة أمنية
احتلال “ثكنة التربية” تمّ بعد اغتيال مدنيين في شارع جمال من سطح المبنى، ووجدنا مصفحات عسكرية بالداخل وأسلحة في كل المكاتب
الدبابات انسحبت أثناء هجومنا على “التربية”، لدينا أسرى وجرحى من عملية التطهير
نحتفظ بخزنات الأموال والوثائق الخاصة ببنك التسليف ولن نسلمها إلا لحكومة الثورة، واجتياحنا للبنك كان بسبب وجود مسلحين بداخله
لا نتلقى دعماً أساسياً من الفرقة، ونعتمد على أبناء تعز، ولا يوجد معنا من أصحاب علي محسن
في الفرقة مناضلون من ثورتي سبتمبر وأكتوبر، وعلي مُحسن زرع الوطنية الصحيحة في قلوب أفرادها!
لدينا معلومات حول صدور أوامر من قيادات عسكرية بصنعاء إلى قوات صالح لاجتياح تعز!
لا نريد الحسم العسكري، وأنا سببت على المخلاف، ولا خلافات بيني وبين حمود سعيد
كانت مُغامرة؛ ليسَ مُهماً إن كانت سهلة أو صعبة، المُهم أنها كانت مُخيفة بحسب تنبيهات صاحب الشأن نفسه، العميد صادق سرحان، والذي أظنُّ أنني لستُ بحاجة للتعريف بكونه قائداً للدفاع الجوِّي في الفرقة الأولى مدرَّع، ورئيس المجلس العسكري الذي تم إنشاؤه للدفاع عن ساحة الحريَّة وتعز عموماً، وبطبيعة الحال؛ فإن العثور على الرجل الذي لا زالت قوات أقارب صالح تبحث عنه بما أمكنها من سمع وبصر، أو تتمنى بشكل ما أن تلقي القبض عليه حتى أصبحت الإشاعات تأتي وتروح عن إلقاء القبض عليه، حتى لحظة ذهابنا إليه، أكمل؛ بطبيعة الحال كانت مهمة شاقة، نفسياً وبدنياً، لكنَّها كانت مُمتعة في المُجمل ومُثمرة.. فالخروج باعتراف صريح بضرورة إقامة الدولة المدنية، وبالحاجة إلى محاكمات عادلة للمُتهمين بجرائم حرب، ورفض العسكرة والقبيلة، والإقرار بامتثال المسلحين إلى قرارات ساحة الحريَّة بتعز، كل هذه إنجازات كبيرة ومُهمة، خصوصاً وأن هذه التصريحات تأتي من رجل لطالما أثار مخاوف الكثيرين مِنه نظراً لعمله في الفرقة الأولى مدرَّع التي يقودها اللواء علي محسن الأحمر الذي أصبح مثيراً للجدل في الفترة الأخيرة.
انطباعي عن اللقاء؛ أن صادق سرحان رجلٌ بسيط وشديد التواضع، وهو حميميّ إلى حد كبير وابن ريف، كأنَّه لم يعمل في السلك العسكري حسب قولِه لما يقرب من 30 عاماً، وإضافةً لذلك، يبدو متحمساً وميالاً أكثر للفِكرة من الإطار.. وإن كانت لديه بعض القناعات المؤطَّرة، فهو عموماً ليس ذلك الرَّجُل الذي يعتقده البعض..
إلى أين وصلت الهُدنة بينكم وبين جيش صالح، وماذا عن الخروقات المتقطعة بين الحين والآخر؟!
- أولاً: أحب أن أضع توضيحاً حول الهدنة؛ فالهدنة تحصل بين فريقين متحاربين، نحن نعتبر وصف الهدنة في مثل حالتنا هذه، فيه شيء من المبالغة، فالحرب والضرب والنيران من جهة واحدة فقط وأنتم كصحفيين وإعلاميين ومشاهدين ومراقبين داريين أن تعز كانت خالية من السلاح، ونحن عندنا الرغبة الجياشة بأن تكون تعز سلمية وخالية من السلاح، وأن يتساوى الناس كلهم أمام النظام والقانون، وتكون الكفاءات هي المسيطرة، نحن فعلاً تأثرنا كثيراً بعملية إحراق الساحة واستخدام السلاح ضد المواطنين العُزل، يعني الواحد يشتعل من أخمص قدميه وحتى شعر رأسه، وتركنا أعمالنا وقلنا: نحن من تعز، هذه المدينة التي تضرب بالسلاح والدبابات والصواريخ والناس ليس لديهم حتى بندقية ليردوا، وهذا لا يعني أن تعز ضعيفة، فتعز فيها مقاتلون، وفيها رجال، وفيها إرادة فوق السلاح، وستنتصر على هذا السلاح، هم أغفلوا هذا الجانب تماماً ودخل في رؤوسهم بأنهم سيسيطرون على تعز بالقوة.
ونحن قلنا لهم هذا بعيد جداً، وطلبنا منهم أن يعود السلاح، وهذا بأكثر من مقابلة أقول للواء (22) حرس جمهوري: ألا يستخدموا السلاح بشكل مفرط، فهذا السلاح ملك لأبناء الشعب وليس ملكاً لعلي عبدالله صالح، عودوا بسلاحكم إلى الثكنات ولا تصدقوا أنه في مسلحي؛ لأنه معروف بأن المسلحين لم يكونوا موجودين من قبل والساحة لم تقبل أحداً منهم، وأنتم داريين، لكنهم (قوات صالح) يعبأوا تعبئة خاطئة، وأنا ألتزم – وأنا ليس لديّ صفة المسئول عن البقية – لكنني من أبناء تعز؛ بمجرد ما يختفي عسكر صالح، سيختفي المسلحون من أنصار الثورة، بشكل أوتوماتيكي، وأنا أؤكد لك 100% أنه وبمجرد اختفاء القوات التابعة لأقارب صالح؛ فإن تعز ستتخلى عن السلاح نهائياً.. ليش؟ لأن أبناء تعز حتى لو في مخربين أو ما شابه، الناس كلهم بيطردوهم وما يقبلوش، وهذا أنا متأكد منه من زمان، فوجود المسلحين هو لرد الاعتداء من قبل قوات صالح التي ضربت واستخدمت القوة ضد كل الناس كبير وصغير، وكنَّا نحن من ضمن المضروبين، ليش..؟ قلَّك إنها رسالة..! رسالة بقذيفة دبابة؟! هذا هو سبب وجود السلاح في تعز، ونحن نقول للجنة التهدئة الموجودة: أنتم امسكوا الجانب الآخر بس .. وبالنسبة لنا فنحن ملتزمون.
أنت تقول “ملتزم” بجانب “أنصار الثورة” أنت الآن تقود فصيلاً واحداً ضمن مجموعة فصائل.. فكيف تلتزم عن الجميع؟!
- بالنسبة للمجاميع في تعز، أنا متأكد أنهم بيسمعوا لصوت العقل، مش لأنني قيادي في تعز، ولكن لأنهم يسمعون لكل الناس، عندما يختفي الحرس والأمن وغيرهم، ويشعرون أن الساحة آمنة فإن المسلحين سيغادرون؛ لأن لا أحد يريد أن يقتل أو يُقتل؛ كل الجماعات مجبرة إجباراً للتواجد في تعز والطرف الثاني يحاول الاجتياح عدة مرات بأوامر من قياداته، اجتياح تعز ليش؟! ما ندري ليش!.
من الذي يوجه هذه الأوامر ؟
- الأوامر التي أتت للقيادة العسكرية في تعز من صنعاء؛ نحن عندنا مصادر تأتينا بمعلومات بأن هناك توجيهات، ونحن نرى هذه التوجيهات في الواقع، وعندنا معلومات ووثائق كاملة، حول توجيهات بالقتال في تعز، والذي عندنا (يقصد القيادات العسكرية والسياسية اليمنية) ما يخفوا شيئاً، على طول تروح عند العوبلي تكلمه يقول: صاحب تعز، عندنا أوامر مركزية!.
بالنسبة للتهدئة؛ بمجرد ما يهدئ الطرف الآخر فنحن سنهدأ؛ لأنه “ما فيش طرفين متقاتلين”، فهم عندهم الدبابات والسلاح والصواريخ، ونحن عندنا اليسير من السلاح، لكن عندنا أيضاً الإرادة القوية، وواثقين من أننا سنكسرهم ويعرفون أن أبناء تعز هؤلاء رجال.. ولكن رغبتنا هي في مواصلة السلمية حتى النهاية، وأننا قد قلنا ثورة سلمية، وأن الثورة قرارها يأتي من الساحات، وليس من حزب سياسي ولا سلطة ولا وزارات متقاسمة، ولكن القرار يصدر من ساحة الحرية، هذا الآن وبعد الآن، الساحة هي التي ستقمع كل من عنده نية للسيطرة، والذي سيخدم البلاد يطلع من الساحة هذه، وهذه أمنيتي، ألا تكون محصورة لحزب ولا قبيلة ولا لفئة، وأن تصعِّد هذه الساحة قيادات من الشباب؛ لأنهم هم المستقبل، أما نحن فيا الله بحسن الختام، وما نفعله هو ليصل الشباب إلى مبتغاهم في دولتهم المدنية الحديثة.
هناك اتهامات لكم ولجماعتكم بالسلب والنهب.. ما ردك؟
- يعني الاتهامات التي توجه من بقايا النظام كثيرة جداً، وإعلامه دائماً يلقي باللَّوم على الآخرين، ونحن نقول: إن المسئولين عنها هم قوات الأمن الموجودة؛ لأنها هي المسيطرة والمسئولة عن الأمن إلى الآن في محافظات الجمهورية، وهم من يقوم الآن بمحاصرة تعز، لا تصدق أن أعمال النهب في تعز قد تخرج بعيداً عنهم، وإذا أنت مار في تعز لا تستطيع أن تخرج بسيارتك، وطبعاً أي واحد ينهب يعتبر سارقاً ومحدثاً وعقابه...
(مقاطعاً): أنا أقصد في مناطق تحت سيطرة المسلحين من “أنصار الثورة”، هذه المناطق خلال الفترة الماضية كان يحصل فيها نهب وسرقة سيارات وأيضاً أصحاب متاجر وممتلكات تعرضوا للنهب والسرقة والقتل أحياناً؟.
- المدسوسون من الجهات الأمنية موجودون في هذه الأماكن، وفي غلطات واشتباكات تحصل أحياناً ويتم تلافيها عندما يُعرف أن من أخذت سيارته كان عليه اتهام من قبل البعض، وهذا يرجع للأمن في تعز؛ المنطقة التي تحت سيطرة الثوار لا تخضع لسيطرة أمنية، نحن نمنع اجتياحات، نمنع اختراقات، شيء من هذا.. وفي أكثر من جهاز أنت عارفهم، يعني عشرة أو أحد عشر أو اثني عشر جهاز أمني، كلها تشتغل بهذا الجانب، كذلك يوجد مهربون وقطاع طرق موجودين من فترة طويلة.
كيف يتم التنسيق بينكم وبين أنصار الثورة الآخرين وما قصة الجماعات المسلحة غير المسيطر عليها؟
- بالنسبة لأنصار الثورة؛ نحن دعينا كل من كان يعمل على حماية المظاهرات السلمية وكل المجاميع المشابهة، وهؤلاء شبه متعارفين، حتى المسئولون فيهم، طبعاً لا أحد مسيطر، لكن هناك تفاهماً، وفي أساسيات نحن نلتزم فيها، يعني الحفاظ على الأمن عدم أخذ ممتلكات الغير، وعدم نهب المؤسسات الحكومية أو الشخصية، وهذا كنت تلاحظه عندما نطرح مسلحين في الكهرباء، ونحافظ على ممتلكات الدولة، تحدث بعض الخروقات، لا أحد يستطيع الإنكار، ونحن نتحمل مسؤوليتها ونعمل على إعادة ما أخذ بأي طريقة وبأي ثمن، وندفع ثمن أي شيء يؤخذ بالغلط لصاحِبه إذا لم نستطع إعادته إليه.
في القضايا الأمنية الحد الأمني غير موجود بصورة كبيرة؛ قسمنا الأفراد إلى مجاميع وقسمنا تعز إلى مربعات، من أجل تسهل لنا السيطرة، وعملنا لجنة أمنية تتابع ذلك، وهي موجودة الآن في تعز، هناك ضباط أمن يتابعون هذا العمل، وخففوا كثيراً من التدهور الأمني، ونحن نتألم كثيراً لما يحدث في بعض الأحيان، لكن بالنسبة لإطلاعنا على بعض الأشياء، فهناك شغل تقوم به أجهزة النظام ودفعوا مبالغ لبعض الجماعات وحتى تنفيذ الاغتيالات وفي حاجات كثيرة وإن شاء الله يحبطهم.
هل يمكن تعطيني فكرة أو أسماء عن الجماعات المسلحة وقياداتها في تعز؟
- أعفيني من هذا السؤال.
ما قصة نهب خزنات بنك التسليف الزراعي والاعتداء على لجنة الوساطة في بنك التسليف؟ وما دور مسلحيكم لذلك؟
- قصة بنك التسليف جاءت مرادفة لأحداث مكتب إدارة التربية والتعليم بتعز؛ هذا الإدارة كانت معززة ومكرمة لا أحد يتعرض إليها، إلا حين حولها النظام إلى ثكنة عسكرية، ونحن كلمناهم ألا يستخدموا التربية أو أي مؤسسة حكومية أخرى في عمل الثكنات العسكرية، وكلمنا قيادات النظام والمحافظ، ونحن تواصلنا معه بهذا الخصوص، وهم الذين قاموا باحتلال التربية، ونحن بقينا فترة لا نتعرض للتربية إلى أن حاولوا الانتشار من التربية إلى اتجاه المسبح وشارع جمال.
لما ضربوا بنك التضامن أول مرة ؟
- لا يعني وقع ضرب وتبادل إطلاق نار، وقلنا لهم: خلاص يعني على أساس أنهم سينسحبون، حصلت أعمال قتل من سطح مكتب التربية لأشخاص في شارع جمال عبدالناصر من المدنيين، ولا تربطنا بهم علاقة، ولذلك تم احتلال التربية على أساس أن هناك قتلاً حدث من هذه الثكنة لمدنيين عُزَّل من السلاح، قتلوا أثناء مرورهم في الشارع، وقد تم تطهيرها فعلاً من القوة التي بداخل المكتب والتي في بنك التسليف الزراعي.
هل كانت عملية مشتركة أو خاصة بكم ؟
- خاصة بنا وهؤلاء كلهم من أصحابنا، أما خزنات البنك فهي محفوظة والأجهزة محفوظة، صحيح نحن لم نتحاور معهم؛ لأنهم كانوا يشتوا البيانات التي تخصهم، لكن نحن خلينا مسؤولين يلتقون مع محاسب البنك، وسجّل كل الموجود ومحفوظ.
هل وجدتم أسلحة؟
فعلاً كان يوجد أسلحة في كل المكاتب بمبنى التربية وكان موجود فيها عربات مسلحة ومصفحات تم حرقها.
قيل إن هناك دبابات في مكتب التربية؟
- الدبابات انسحبت أثناء الاجتياح وفي عدد كبير من العسكريين كانوا موجودين في التربية وقد جرح وأسر عدد منهم.
موضوع بنك التسليف كيف دخل ضمن هذه المعمعة؟
- كان هناك مسلحون تابعين للنظام داخل البنك، وهناك من كان يريد أن ينهب البنك ويتهم المسلحين من أنصار الثورة بذلك، ولكن مسلحينا قاوموهم وطردوهم وحصل ضرب نار فسيطر أصحابنا على المكان.
هل الخزنات موجودة لديكم ؟
- نعم، الخزنات موجودة لدينا ومحفوظة في تعز.
لماذا لم تُسلّم .. هل فيها وثائق أو ما شابه ذلك ؟
- فيها وثائق، ولكن نحن لا نثق فيهم؛ لأنها حق ناس، وسنسلمها بطريقة سليمة، ونحن أخذنا المحاسب الخاص بالبنك، لكي يجرُد ما في الخزنات، وهذه تظل عندنا إلى أن ينتهي النظام ونسلمها لكم.
حين أخذتموها .. هل كانت فيها وثائق تهمكم بشيء ؟
- نحن لا تهمنا ولا فتشنا فيها شيئاً، ونحن سنسلمها بكل ما فيها من وثائق ومبالغ كاملة.
لماذا لم تسلم إلى لجنة الوساطة.. والتي فيها من أكبر قيادات المعارضة؟
- الوساطة لحد الآن لم تؤدِ دورها الكامل، ولجنة الوساطة كانت غير موافقة على هذا أيضاً.
هناك حديث عن خلاف بينكم وبين حمود سعيد.. ما صحة ذلك أولاً من الناحية الشخصية، وثانياً من حيث التوجهات؟ وكيف علاقتك به؟
-لا يوجد خلاف، لا شخصي ولا من حيث التوجهات، ونحن عيال عم.
يقولون إن حمود سعيد محسوب على طرف وصادق سرحان محسوب على طرف آخر.. وأنكم تنفذون أجندة؟
- هذا كله كذب، ووجودي هنا لرغبتي في العمل لتعز ومناصرة أبنائها.
هل تتلقون دعماً مستمراً من الفرقة ؟
- لا نتلقى الدعم بشكل أساسي من الفرقة، ونحن معتمدون على أصحاب تعز وأفراد تعز، ولا يوجد من أصحاب علي محسن.
هناك أحاديث عن وجود تكوين يشبه الجيش الشعبي في الفرقة، وأن هناك انخفاضاً في مستوى المؤسسية والانضباط فيها.. ما صحة ذلك؟
- هناك مناضلون في ثورة 26 سبتمبر، وثورة 14 أكتوبر من أبناء الفرقة، قبل ما يأتي علي محسن، وكل الأفراد والقيادات موجودون في الفرقة. وأغلب الأفراد تربوا على أيدي هذه القيادات المناضلة، ولهذا فقد زرع علي محسن في قلوب الناس الوطنية الصحيحة؛ لأني أراه يعامل هذا الذي أتى في عام 1994 مثل ما يعامل صادق أو غيره.
هناك اتهامات كثيرة بالفساد وجهت لعلي محسن، مثل اتهامه بالتهريب وأعمال فساد أخرى؟
- نستبعد عليه هذه الاتهامات، وأي شخصية معروفة تتناولها الاتهامات حتى قالوا لنا: إنه لما انضم مع الثورة؛ لأنه منسق مع فلان (يقصد صالح).
نحن نتكلم عن علي محسن الذي خدم النظام 33 سنة. والآن هو أولاَ: يمتلك عقارات وأموالاً طائلة وأراضي وخلافه، والشيء الآخر: أنه يُتهم بأنه استفاد من موقعه في النظام، وهناك اتهامات مثل التهريب والفساد وغسيل الأموال، وهذا ما رفعته السفارة الأميركية لوزارة الخارجية، ونشره ويكيليكس وقناة الجزيرة؟
- رأيي أنه بالنسبة لمكان علي محسن في النظام مكان مرموق، ولهذا يتهمونه بأنه عمل وعمل، أنت لو تشوف العقارات التي يأخذها علي محسن ستتعجب كثيراً؛ كل ما أخذه كان بطريقة شرعية وبإيجار من مصلحة الأراضي ليوزعها على الضباط والأفراد من أبناء القوات المسلحة، ولو أتيت أنت تحصر هذا ومن خلال ما ألاحظ أنا، فلا يوجد شيء عنده، وإذا في أي عائدات فهي تنفق على جرحى صعدة، وهو يقول: أنا سأقدم ملفي وأتحاكم..
(مقاطعاً) يقال: إن حديث علي محسن واستعداده للمحاكمة جاء بعد إنشائه لجنة مظالم تعمل على تلقي الشكاوى وإعادة المنهوبات..
- توقعت منه أن يعلن هذا الاستعداد للمحاكمة حول أي شيء، وذلك لثقته الكبيرة بأنهم لن يجدوا أي شيء لديه، ولاحظ عندما قال له الرئيس هيا نرحل، قال له نرحل والمصاريف عليك، أنا ما فيش عندي، وطبعاً هذا يؤيد الكلام الذي قلته لك.
أما بقاؤه مع النظام فقد ظل مع النظام هو وبعض الضباط لعلهم يخففوا بعض الأخطاء، وناس قتلوهم، والذي سمع كلام اللواء منصر الجرباني يعني كله صح أن الناس كانوا مضطرين للبقاء مع النظام ليصنعوا بعض التوازن، وليحاولوا إصلاح النظام من الداخل، ومن هؤلاء ضباط من انتماءات سياسية مختلفة، بعضهم اشتراكيون وناصريون وبعثيون وغيرهم.
هناك أنباء تقول إنّ الجماعات المسلحة التابعة لكم تأخذ أوامرها أحياناً من قيادة الفرقة مُباشرة، وأنه يتم تجاوزكم بعض الأحيان، خصوصاً في الأمور التي لا تريدون القيام بها..
- نحن نزلنا لمناصرة الثوار في الساحة، ولا يمكن لنا أن ننفذ كلام علي محسن إذا كانَ مخالفاً لطلب الساحة، وأنا أسمع وأطيع لشباب ساحة الحرية.
لماذا لا تتلقون الدعم الكافي من الفرقة ؟
- أولاً: لأن النظام محاصر الناس كلهم هذا من جهة، لكن لو عندنا رغبة لأغرقنا تعز بالسلاح، وحتى يمكن مش من الفرقة يمكن نشتري أو أن الناس يدوا على الحاجة المعقولة التي تدافع بها دفاع، صحيح نغضب، لكن لا توجد لدينا الرغبة بأن نغرق تعز سلاح.
خلال صراعكم مع قوات صالح خلال الفترة الماضية كنتم تراوحون (ساعة تتقدمون، وساعة يتقدمون) لماذا لا يوجد حسم عسكري؟
- نحن ضد الحسم العسكري، وليس لنا رغبة في القتل بمجرد ما يقفون نحن نوقف.
ما الذي تريدوه أو تعتقدون أن على بقايا النظام أن تفعله؟
- نطلب منهم أن تعود القوات المسلحة إلى الثكنات، ونطلب من المسلحين أن يخرجوا من تعز، ومن الستين كذلك، والثورة ستبقى لتحقق أهدافها سلمياً، بدون عنف.
صحح لي هذه المعلومة: المنازل التي تعرضت للقصف.. لك أم لإخوتك؟
- هناك منزل لي تعرض للقصف، الموجود في شعب صليط، وكذلك ضربت بيت أخي عبد الله أكثر في منطقة المسبح.
بعض الناس يقولون إن انتشاركم يكون هذا سبباً لقصف وحشي يطال المدنيين في مناطق مأهولة بالسكان، وفي المقابل لا تستطيعون أنتم حمايتهم؟
- هذا بسبب عدم توازن القوَّة والسلاح بيننا وبينهم، لكن نحن لدينا الإرادة والعزيمة للدفاع عن أبناء المدينة، الشيء الآخر أنهم يقصفون مختلف المناطق بدون ضمير، أنا سببت على المخلاف، فهي الآن تقصف من معسكرات الجند، ونفس الكلام يحدث في أكثر من مكان حيث توجه الدبابات والمدافع باتجاه المواطنين الأبرياء.
لماذا يضربون هذه المناطق؟
-لأنهم يريدون قتل الناس وإخافتهم من أجل إخلاء الساحة وتطهيرها وكل الصراع بسبب هذه الساحة ومحاولة إفراغها من الثوار والثورة.
ما صحة الأنباء التي تقول بوجود مسلحين من خارج تعز يشاركون في العمليات العسكرية ضد النظام؟
-لا يوجد إطلاقاً، نهائياً، كله كذب وكل المقاتلين من أبناء تعز.
المقاتلون هل هم من المخلاف فقط؟
- لا.. هم من مختلف مناطق المحافظة.
هناك أكثر من جماعة الآن مجموعة الشيخ حمود ومجموعة الشيخ سلطان السامعي وجماعات أخرى؟
-يعني لا اعتبار لهذا التقسيم، هي جماعة واحدة بس هناك مسؤوليات لكل مجموعة، مثل مجموعة حمود سعيد ومجموعة سلطان السامعي.
لماذا لم يتم إسقاط تعز حتى الآن.. وهل يتعلق هذا بالجوانب العسكرية والمادية أم بالجانب السياسي؟
- نحن أولاً ليس لنا الرغبة في إسقاط تعز بالسلاح، نحن مجموعة عسكرية تتبع ساحة الحرية، إذا قررت الساحة أو المعتصمون السلميون إسقاط المدينة، فنحن معهم.
تم تأسيس مجلس عسكري لأنصار الثورة وأنت كنت رئيس هذا المجلس أين أختفت عناصر المجلس؟
- موجودة وهي مرتبطة بالمجلس العسكري.
هناك اتهامات لكم وللجماعات المسلحة الأخرى بمحاولة قبيلة تعز وعسكرتها؟
- نحن أكثر ناس رافضين للعسكرة والقبيَلَة، ونشتي المدنية وسندفع أرواحنا من أجل تحقيق الدولة المدنية الحديثة.
هل تشعر بأن هناك استهدافاً لتعز؟
- أنا أشعر بهذا كثيراً، لأنه كان في صنعاء كل الكلام على تعز، لأنها هي البادية في الثورة، وأنهم هم الذين قاموا بها، وهذا من كلام قيادات النظام، وحين قرروا الاجتياح، قالوا لو اجتحنا تعز سنخلص منهم (الثوار) في كل المحافظات، وهذا ما نحن متأكدون منه، وما نحسه واقعاً ملموساً، وأيضاً توجه أشخاص حاقدين وقاسيون من القادة العسكريين بتعز، مثل ما أتوا بقيران القاتل من عدن بعدما ارتكب جرائم هناك وصدر حكم قضائي من عدن بملاحقته.
أنت خسرت ابنك الله يرحمه عندما ضربوا حارة المسبح.. إلى من توجه الاتهام بالمسئولية عن ذلك؟
- قائد الحرس الجمهوري أحمد علي عبد الله صالح، وقائد قواته بتعز مراد العوبلي.
هل تريد الانتقام؟
- أريد محاكمة عادلة وليس انتقاماً، ليس لي فقط بل ولأبناء تعز كلهم واحنا زعلنا على أبناء تعز كثيراً.
كلمة أخيرة ؟
- نصيحة للعوبلي وقيران وقواتهما أن يعودوا إلى ثكناتهم ويسيبوا تعز لتحقق أهدافها التي هي أهداف كل محافظات اليمن، وأيضاً كلمة أخيرة لشخصيات اجتماعية ألا يتخلوا عن تعز أو يبيعوها وأن يرجعوا لأصحاب تعز فهم المعبرون عنها وعن تطلعاتها.
*نقلاً عن حديث المدينة
حاوره: أحمد شوقي أحمد