بدأت بلدية باريس الاثنين، بإزالة مئات آلاف "أقفال الحب" التي يعلقها العشاق عربون حبهم المتبادل على جسر "بون ديزار" الشهير قبل أن يرموا المفتاح في مياه نهر السين.
ويقدر عدد هذه الأقفال بـ700 ألف إلى مليون قفل، ويبلغ وزنها الإجمالي 45 طنا. وقد أدت قبل عام تقريبا إلى انهيار جزء من سياج الجسر بسبب ثقلها.
وقال برونو جوليار، مساعد رئيسة بلدية باريس للشؤون الثقافية: "ينبغي أن تبقى باريس عاصمة للحب.. ينبغي أن يواصل العشاق التعبير عن حبهم وأن يطلبوا الزواج من بعضهم البعض على جسر بون ديزار ربما، لكن رجاء، من دون وضع أقفال".
وقد باشرت فرق البلدية بنشر أجزاء من السياج المكسو بالأقفال، وبنقلها في شاحنات لتضعها في مخازن.
وقال جوليار: "نفكر بطرق متعددة لإعادة تدويرها"، مؤكدا أنها لن ترمى. ولإنجاز هذه المهمة، فسيغلق الجسر طوال الأسبوع الحالي. وهو يوفر أحد أجمل المناظر في العاصمة الفرنسية، فيشمل متحف اللوفر وقمة كاتدرائية نوتردام خصوصا. وسيستبدل السياج بأعمال تندرج في إطار فن الشارع قبل أن توضع ألواح زجاجية نهائية في الخريف المقبل.
ويقول الإيطالي فيروتشيو (43 عاما) الذي يزور باريس مع زوجته: "لقد وضعت قفلا هنا قبل عشر سنوات".
أما يلماز الذي وضع قفلا في العام 2010 فيرى أن ما يحصل "يشكل انتزاعا لتراث باريس، التراث الذي أحدثه الناس. هذا فن الشعب ومن هنا جماليته".
ويبدو أن تقليد الأقفال التي ترمز إلى الحب الأبدي انطلق في روما من خلال روايتين عاطفيتين لفيديريكو موتشا بعنوان "ثلاثة أمتار فوق السماء" (1992) والجزء الثاني المكمل لها "أريدك" (2006).
وفي الجزء الأخير يعلق بطل وبطلة الرواية قفلا يحمل اسميهما على جسر "بونتي ميلفيو" قرب روما ويتبادلان قبلة ويرميان المفتاح في مياه نهر تيفيري.
وقد بدأت هذه الظاهرة في باريس العام 2008 مع عشاق يأتون من العالم بأسره. وقد انتقلت العدوى إلى جسور أخرى في العاصمة الفرنسية. لكن بلدية المدينة أكدت أنها ستزيلها تدريجا.