قام سفراء الدول الدائمة العضوية وسفراء دول الخليج أمس بزيارة قصيرة إلى مدينة تعز للإطلاع على الإضرار التي عانتها المدينة خلال الأيام الماضية وقد التقى السفراء مع قيادة السلطة المحلية وعدد من منظمات المجتمع المدني وسط غياب لافت لقيادات أحزاب اللقاء المشترك والتي ألغت لقاءها بالسفراء بسبب اعتداء قوات صالح على أهالي الشهداء ومنعهم من مقابلة السفراء.
وفي اللقاء ـ الذي عقد في فندق السعيد ـ عبر السفير الأميركي عن أسفه الشديد لما عانته المدينة خلال الفترة الماضية، الذي أدى إلى فقدان عشرات القتلى ومئات الجرحى، مشيراً إلى أن المبادرة الخليجية وآلياتها التنفيذية حل سلمي ومخرج لهذه الأزمة وعلى اليمنيين أن يستغلوا هذه الفرصة حتى لا يزيد فقدان أطفال لآبائهم وقال: سنعمل جنباً إلى جنب حتى يتحقق التغيير المنشود.
ودعا أبناء تعز إلى أن لا يلتفتوا إلى الخلف وأن ينظروا إلى الأمام وأن يوحدوا صفوفهم من أجل إخراج المدينة من معاناتها، مشدداً على الطرفين " المسلحين وقوات السلطة" أن يسحبوا آلياتهم العسكرية دون أن يلتفت الطرف إلى الطرف الآخر.
وكان أبناء الشهداء وعدد من الجرحى قد وقفوا أمام فندق السعيد احتجاجاً على منعهم من مقابلة السفراء وأثارت هذه الزيارة ردود أفعال عند شباب الثورة.
وقد اعتبر رئيس المجلس الثوري أن الزيارة لا تعنيهم لأنها جاءت لمراقبة تنفيذ المبادرة الخليجية، مشيراً إلى أن الزيارة سنحت لهم بتقديم ملفات ووثائق تدين القتلة وطرح مطالبهم بمحاكمة الجناة.
وألغت أحزاب اللقاء المشترك مقابلتها السفراء احتجاجاً على الاعتداءات التي قامت بها القوات التابعة لنظام صالح.
وقال القيادي في اللقاء المشترك/ أحمد المقرمي: إن الممارسات الهمجية التي قامت بها بقايا النظام ضد أبناء الشهداء والجرحى والصحافيين جعلتهم يلغون لقاءهم بالسفراء احتجاجاً على الممارسات غير الإنسانية حد تعبيره.
وفي هذا السياق أشار بيان صادر عن أحزاب المشترك بتعز إلى أنه وبينما كان ممثلو مشترك محافظة تعز متجهين إلى فندق السعيد للقاء السفراء من الأشقاء والأصدقاء فوجئوا بالإجراءات الأمنية التي وقفت في الطريق إلى الفندق وممارسة أعمال البلطجة والاعتداءات القذرة والتعسفات الهمجية التي طالت أبناء الشهداء والجرحى وبعض الصحفيين، الأمر الذي استفز مشاعر ممثلي اللقاء المشترك وغادروا المكان احتجاجاً على تلك الممارسات التي وصفها البيان بالهمجية.
واعتبروا ما حدث من ممارسات همجية أمس عززت قناعاتهم بأن المحافظة ما تزال مختطفة لدى عصابة حسب البيان-، مشيرين إلى أن محافظ تعز، الذي كان قد اتصل بالمشترك وحدد الموعد والمكان للقاء بالسفراء أغلق هواتفه عندما أراد المشترك إبلاغه بتلك الممارسات اللاإنسانية من قبل أجهزة الأمن التي تتبع بقايا النظام.
واحتجاجاً على تلك الممارسات الهمجية من قبل قوات الأمن غادر ممثلو المشترك المكان، محملين كل ما حدث لأسر الشهداء والجرحى محافظ المحافظة باعتباره - ولو صورياً - المسؤول الأول في المحافظة المختطفة.
وجاء في البيان: بينما كانت محافظة تعز تنتظر وصول سفراء الدول الدائمة العضوية بمجلس الأمن وسفير الاتحاد الأوروبي وسفراء الدول الخليجية الشقيقة للاطلاع على الوضع الإنساني للمحافظة جراء المجازر والدمار الواسع والقتل المستفحل في صفوف مواطني محافظة تعز الذي ترتكبه بقايا قوات النظام وراح ضحيتها 32 شهيداً و(264) جريحاً وذلك فقط منذ صدور قرار مجلس الأمن الدولي رقم (2014) وذلك في محافظة، صارت مختطفة بيد عصابة منذ تعيين الحاكم العسكري الذي تم نقله منذ بضعة أشهر من محافظة عدن بعد المجازر البشعة التي قام بها هناك فجيئ به إلى تعز فراراً من الملاحقة القضائية وليستأنف دوره القذر ضد أبناء تعز في القتل والدمار.
إلى ذلك كشفت مصادر محلية مقربة من السلطة في محافظة تعز أن السفراء الخليجيين وسفراء الاتحاد الأوروبي والسفير الأميركي خرجوا من اجتماعهم بقيادة السلطة المحلية والتنفيذية بمحافظة تعز ولديهم قناعة بضرورة تغيير كل من مدير أمن المحافظة العميد/ قيران ـ وقائد الحرس بالمحافظة العميد/ مراد العوبلي.
وأشارت المصادر إلى أن السفراء خرجوا بعد اجتماعهم وزيارتهم لتعز ليدفعوا في هذا الاتجاه بضرورة تغيير قيران والعوبلي، موضحة أن هذه القناعة قد تعززت لديهم أيضاً بعد إيحاء محافظ المحافظة حمود الصوفي بصورة غير مباشرة بأنه لم يستطع طوال هذه الفترة أن يفرض قراره وأن يلزم كلاً من العوبلي وقيران الالتزام بقراراته، ونوه للسفراء بصورة غير مباشرة أيضاً بأنه لم يتمكن من أن يكون المسؤول المباشر عن الوضع الأمني في المحافظة نتيجة عدم قدرت على تنفيذ قراراته.