منذ أن استولى تنظيم "الدولة" على مدينة الموصل شمال العراق، أعلن عمّا أسماها "دولة الخلافة" في يونيو/حزيران من العام الماضي، وهو ينفذ في هذا الإطار أحكام إعدام وقطع رؤوس وأيدٍ بحق سكان المدينة، ممّن تصدر محاكمه بحقهم أحكاماً تقضي بتجاوزات شرعية، وفق رؤية التنظيم للشريعة التي يخالفه فيها السواد الأعظم من المسلمين، وفي معظم تسجيلات التنظيم خلال تنفيذ الأحكام، يظهر شخص ذو بنية ضخمة يصفه أهل المدينة بـ"عملاق داعش". - عائلته من قادة القاعدة و"الدولة" المحامي حسن سعد، أحد سكان المدينة، قال في حديث لمراسل "الخليج أونلاين": إن "هذا الشخص يدعى فراس، وهو أحد أبناء سعود ملا يحيى عضو تنظيم القاعدة سابقاً، والذي بايع لاحقاً تنظيم الدولة في العراق والشام؛ عرف بوضعه المادي المتواضع وكانت زوجته تعمل في صالون حلاقة للسيدات، ولكن سعود ملا يحيى كان متعطشاً للسلطة فانتفع من القاعدة والدواعش، وكان أحد المؤسسين للتنظيم في الموصل والمسؤول المباشر عن جمع الإتاوات (مبالغ مالية كان يفرضها تنظيم "الدولة" على التجار والأطباء والصيادلة وأصحاب المعامل والمحال في الموصل)". وذكر زهير الجلبي، مستشار رئيس الوزراء السابق نوري المالكي، أن الإتاوات التي كان التنظيم يجمعها تجاوزت خمسة ملايين دولار شهرياً. تمت تصفية سعود ملا يحيى، إثر خلاف على زعامة الموصل بين تنظيم "الدولة" والقاعدة في مارس/آذار من العام الماضي، حسبما يؤكد المحامي سعد؛ الذي أضاف: "أن سعود ملا يحيى، لم يزرع بذرة التطرف في ولده فراس فقط؛ فقد طالت إخوة فراس وأولاد عمه، وجعل معاوية شقيق سعود ملا يحيى من قادة التنظيم أيضاً، وقد عيّن كأبرز قيادات الشرطة الإسلامية في الموصل". ويضيف المحامي، وهو متردد بشكل كبير خلال حديثه لـ"الخليج أونلاين": "أن فراس استمر بجمع الإتاوات بعد مقتل أبيه". وتحدث بعض أهالي منطقة "الجوسق" التي يسكنها فراس، لمراسل "الخليج أونلاين" عن أن "القوات الحكومية اعتقلت فراس وأباه خلال السنوات الماضية عدة مرات؛ إلا أنهما كانا يخرجان من الاعتقال بعد مدة قصيرة برشوة يدفعونها لضباط الجيش الكبار في قيادة عمليات نينوى، في حين يباشرون فور خروجهم البحث وتصفية من أخبر عنهم"، في خطوة تدل على أن إطلاق السراح تم مع الوشاية بالشخص المخبر. - فراس يكشف عن وجهه كان فراس، بحسب أهالي منطقته، يستخدم دراجة نارية صغيرة للتنقل بين أحياء المدينة؛ كي لا تثار حوله الشبهات، وقبل استيلاء "الدولة" على الموصل كان يتولى إرسال رسائل التهديد للتجار والأطباء بنفسه، وكان مسؤولاً عن تهجير الكثير من الأطباء والكفاءات العلمية من المدينة. وبعد خطبة زعيم التنظيم، أبو بكر البغدادي، في الجامع النوري الكبير في 4 يوليو/تموز من العام الماضي، طلب من كل أعضاء التنظيم الساكنين في الموصل عدم وضع اللثام، فكان منهم فراس سعود. - الحسبة في شوارع الموصل يؤكد المحامي حسن، أن فراس بدأ يظهر بسيارات الحسبة في شوارع المدينة، ويصرخ بمكبرات الصوت على الأهالي بتعليمات التنظيم، مرتدياً زيّه الأفغاني، ولا يفارق سلاحه رغم أنه لم يشارك في أي معركة خارج المدينة. متخصص الطب النفسي في كلية طب الموصل، الدكتور بسام شامل، يعرف جاره فراس جيداً، ووصفه لـ"الخليج أونلاين" قائلاً: "بسطة في الجسم ووفرة في المال، جعلته ينشأ متعالياً على أقرانه، كان يبحث عن السلطة والسطوة والحمل فوق الأكتاف، وجاء تنظيم "الدولة" ليستغل حاجة فراس وليحقق له ما يريد، فأصبح اليوم مسؤولاً بديوان الحسبة في الموصل، وهو وحسب ما يعرف الجميع ليس لديه من القدرات الذهنية والعلمية شيء يذكر، بل يعرف عنه أنه متورط مع أولاد عمه في عمليات نصب واحتيال قبل سقوط الموصل، ومن ثمة مشاركته في سرقة ونهب دور أبناء حيه ممّن تركوا المدينة بعد استيلاء التنظيم عليها، وكان يرتبط ببعض أصحابها بعلاقات صداقة وجيرة". ويضيف: "أما أستاذه فيعرف بياسر طه طاقة، وهو رجل تجاوز الستين من عمره (ويظهر طاقة بلحية بيضاء في أغلب عمليات تنفيذ أحكام التنظيم، وهو يتلو بيان المحكمة الشرعية التابعة لولاية نينوى)، وهو شخص ممتلئ بالأمراض النفسية، وخاصة (السادية) حيث يستمتع بإراقة الدماء وإيذاء الناس وقتلهم، ويتخذ من تطبيق الحدود غطاء لذلك، بما لا يرضي الله ورسوله والناس أجمعين". ويقول الدكتور بسام إن فراس كان يحاول دائماً أن يغطي على ما يظنه سيئاً من تاريخه، وكان كأستاذه حاقداً على معالم الحضارة والثقافة والتاريخ في المدينة، ويتعامل معها بسادية واضحة؛ فيحاسب النساء بحجة عدم لبسهن الزي الشرعي، ومرة أخرى يضرب بالفأس آثار نينوى في متحف الموصل الحضاري؛ ليحطم التاريخ والحضارة بحجة أنها أصنام تعبد من دون الله، ويساهم في حرق مئات الألوف من الكتب من مكتبات الموصل العامة التي تحوي الكثير من المخطوطات النادرة؛ بحجة أن فيها سموماً فكرية، "ولا أظنه قد قرأ يوماً كتاباً في الأدب أو التاريخ أو الفكر فهم لايرون إلا ماهو أمامهم فقط". ويتابع: "بأمثال فراس، يحكم تنظيم "الدولة" "خلافته" ويستغل حداثة سنهم وضعف تجاربهم مع تأجج العاطفة، لذا لن يغيب وجهه عن الإصدارات القادمة للتنظيم في ولاية نينوى".
قد يعجبك أيضا :
من "عملاق" تنظيم "الدولة" الذي يظهر في معظم تسجيلات الإعدام؟
26 مايو 2015
10:45
مساء
(يمن برس)
اخترنا لكم
آخر تحديث
الأحد,29 ديسمبر 2024
الساعة 11:52
مساء
# | اسم العملة | بيع | شراء |
---|---|---|---|
دولار أمريكي | 2025.00 | 2063.00 | |
ريال سعودي | 538.00 | 539.50 |