الرئيسية / تقارير وحوارات / في اليمن اللجنة العسكرية أهم من حكومة الوفاق الوطني
في اليمن اللجنة العسكرية أهم من حكومة الوفاق الوطني

في اليمن اللجنة العسكرية أهم من حكومة الوفاق الوطني

12 ديسمبر 2011 05:43 صباحا (يمن برس)
يرى عدد من المراقبين في اليمن ان مهام اللجنة العسكرية التي شكلها نائب الرئيس اليمني عبد ربه منصور هادي بموجب المبادرة الخليجية وآلياتها التنفيذية ويرأسها ، أهم من مهام حكومة الوفاق الوطني التي يرأسها المعارض محمد سالم باسندوة والتي جاءت هي الأخرى بموجب المبادرة ، مشيرين إلى ان مهام اللجنة  المعنية بإزالة كل عوامل التوتر الأمني ستكون أكثر تعقيدا من مهام الحكومة في ظل الانقسام الحاصل للجيش اليمني.

ويرى مراقبون أن الرئيس صالح حتى اللحظة لا زال يمسك بخيوط اللعبة اليمنية ويواصل "الرقص على رؤوس الأفاعي" , خاصة وان جزء لا يستهان به من القوات العسكرية اليمنية " الحرس الجمهوري والأمن المركزي" لا تزال تحت قيادته ممثلة بأبنائه وإخوانه وأبناء إخوته وأصهاره وأولاد عمومته التي تواصل قمع الثوار وتنتقم منهم, وتستمر في تمركزها في المناطق الساخنة رغم ما يشاع عن سحبها من بعض المناطق في تعز مثلا , وإن نقلت آلياتها العسكرية من موقع إلى آخر.

ولذلك يدرك كثير من المراقبين أن سحب الآليات العسكرية من الشوارع، وإعادتها إلى ثكناتها ومعسكراتها، قد لا يكفي إن لم يتم اتخاذ الحل الجذري، المتمثل في تغيير كل القادة العسكريين من مواقعهم، وتعيين قادة جدد لا ينتمون لمنطقة واحدة، ولا تهيمن على العلاقات في ما بينهم أي خلافات سياسية أو قبلية أو حتى عائلية.

وفي هذا الصدد يقول الكاتب والمحلل السياسي نصر طه مصطفى ، أن المهام المناطة باللجنة العسكرية تبدو أكثر تعقيداً، حيث ما زالت وحدات الجيش منقسمة بين مؤيد للثورة الشبابية ومناهض لها، وان عملها سيكون غاية في الصعوبة خلال المرحلة المقبلة .

وأضاف مصطفى من خلال مقال له نشر في صحيفة " البيان " الاماراتية ، ان أمام اللجنة العسكرية مهامه صعبة مليئة بالشكوك، لن يساعدها على النجاح في أعمالها إلا استمرار الدعم الدولي، والضمانات التي يمكن أن يقدمها تحديداً للجيش المؤيد للثورة، من أي عملية غدر من قبل القوات الموالية للرئيس المنتهية ولايته.

وكانت اهتمامات اليمنيين تركزت حول ما سيخرج به الاجتماع الذي عقدته اللجنة الأحد بحضور سفراء دول مجلس التعاون الخليجي وسفراء الدول دائمة العضوية في مجلس الأمن ورئيس بعثة الاتحاد الأوروبي لدى اليمن، والذي تأكيدا على أهمية اللجنة في هذا الظرف الصعب الذي تمر به اليمن ، على الرغم من بعض الخروق التي تواجه اللجنة من قبل بعض الأطراف، والتي تضغط الدول الراعية للمبادرة الخليجية على لجمها وعدم توسعها وإلزام الجميع بالتقيد ببنود التهدئة .

وقدمت اللجنة لمحة متكاملة عن الأوضاع الأمنية والعسكرية في البلاد، ومناطق التوتر والاحتقان، إضافة إلى التحديات التي تواجهها، والجهود التي تبذل من أجل نزع فتيل هذه الاحتقانات، الأمنية منها والعسكرية والتي أفرزتها الأزمة في البلاد .

من جهتهم عبر السفراء الأشقاء والأصدقاء عن تقديرهم الكبير لبدء عمل لجنة الشؤون العسكرية المؤكدة على فاعلية العمل بالمبادرة الخليجية واليتها التنفيذية المزمنة .. مؤكدين أن جهودهم ستتواصل لدعم الأمن والاستقرار في اليمن ودعم عمل لجنة الشؤون العسكرية ونجاحها من اجل ترسيخ الأمن والاستقرار وإنهاء كافة المظاهر المسلحة في المدن اليمنية.

وكانت مصادر حكومية حذرت من استمرار المواجهات المسلحة بين الوحدات العسكرية المحسوبة على الرئيس صالح والمجاميع القبلية الموالية للشيخ صادق الأحمر، خاصة بعد اندلاع مواجهات عنيفة بين الطرفين على بعد أمتار قليلة من مقر وزارة الداخلية .

وأكدت لصحيفة " الخليج " الإماراتية ، أن وحدات تابعة لقوات الحرس الجمهوري شنت هجوماً مباغتاً على مناطق تمركز مجاميع قبلية من أتباع الشيخ الأحمر بمنطقة سوق غثيم، الكائن بشارع " الجراف " المقابل لمقر وزارة الداخلية بعد ساعات فقط من مباشرة العميد عبدالقادر قحطان ممارسة مهام عمله كوزير للداخلية .

وحذر رئيس تحرير وكالة الأنباء اليمنية الرسمية السابق ، من تدخلات الرئيس المنتهية ولايته علي عبدالله صالح، في صلاحيات رئيس اللجنة العسكرية الفريق عبد ربه منصور هادي ، حيث اشار نصر طه إلى انه  بلا شك لن يتوقف صالح عن التدخل في أعمال اللجنة إلى آخر يوم في ولايته، وبالذات لصالح قوات الحرس الجمهوري التي يقودها نجله، والقوات الجوية التي يقودها أخوه، وقوات الأمن المركزي التي يقودها ابن شقيقه.

لكن نائب الرئيس يبدو في الآونة الأخيرة أكثر ثقة بموقفه، الذي أعطته المبادرة الخليجية وآليتها التنفيذية مشروعية حقيقية، لا يمكن للرئيس صالح تجاوزها أو التعدي عليها إلا بما سيقبل به نائبه الذي يحكم بقوة الشرعية الدولية والدعم السياسي والشعبي، وينتظر تتويجه رئيساً كامل الشرعية في فبراير المقبل، يحظى بدعم غير مسبوق وطنياً وإقليمياً ودولياً.

أهم النقاط الساخنة التي تواجه عمل اللجنة العسكرية في اليمن :

ـ المواجهات مع الحوثيين في صعدة والجوف وحجة وعمران

ـ المواجهات مع العناصر القبلية والمسلحين في أمانة العاصمة وتعز

ـ المواجهات مع القبائل في نهم وارحب والحيمة وخولان في محافظة صنعاء

ـ المواجهات مع عناصر القاعدة في محافظات ابين ومارب وشبوة وحضرموت وعدن

ـ المواجهات مع عناصر الحراك الجنوبي في المحافظات الجنوبية وعلى رأسها الضالع ولحج وأبين وعدن

ـ انقسام الجيش بين مؤيد للثورة وأخرى موالي للرئيس الشرفي لليمن

ـ انتشار السلاح بشكل لافت وكبير في المدن الرئيسية خاصة في أوساط الفئات المثقفة

ـ انتشار عمليات الاغتيالات والتفجيرات وتصفيات الحسابات في جميع المدن
شارك الخبر