أصبح إيكر كاسياس أسطورة نادي ريال مدريد الإسباني مجبرا على اتخاذ القرار الأصعب له في مسيرته، وهو الاختيار بين الرحيل عن النادي الذي نشأ فيه أو البقاء والتعرض للمزيد من صافرات الاستهجان والانتقادات.
ومن المحتمل أن يكون كاسياس قد شاهد عبر شاشات التلفزيون ما حدث السبت الماضي في ليفربول عندما ودع اللاعب الإنجليزي ستيفين جيرارد ناديه المفضل وسط خضم من المشاعر الرائعة والتصفيق الحار من قبل جماهيره.
وليس ضروريا أن يتكرر المشهد ذاته مع كاسياس الذي بات معرضا للحصول على نهاية مختلفة مع ريال مدريد.
شائعات كثيرة
وامتلأت الصحف الإسبانية هذه الأيام بالشائعات حول مستقبل حارس الفريق الملكي، الذي يتبقى له عامان في تعاقده مع الفريق، حيث لا أحد يعرف تحديدا ما سيحدث للاعب الذي صنع تاريخا عريضا مع ريال مدريد طوال 17 موسما، فاز خلالها بالعديد من الألقاب، من بينها ثلاث بطولات لدوري الأبطال.
وكشفت شبكة "كادينا كوبي" الإذاعية أن ريال مدريد يرغب في التفاوض على رحيل قائده المخضرم، بيد أن الحارس الدولي الإسباني يرفض أي اقتراحات أخرى غير الحصول على مستحقاته المالية بشكل كامل حتى تاريخ انتهاء عقده، والتي تبلغ ثلاثين مليون يورو (33.5 مليون دولار).
ومن جانبها، أكدت صحيفة "ماركا" الإسبانية الثلاثاء أن ريال مدريد قرر التعاقد مع دافيد دي خيا حارس مانشستر يونايتد الإنجليزي، الذي طلب أربعين مليون يورو (44.7 مليون دولار) مقابل الاستغناء عن خدمات الحارس الإسباني للنادي الملكي.
واعترف الهولندي لويس فان خال المدير الفني لفريق مانشستر يونايتد الأسبوع الماضي بأن دي خيا قد يرحل إلى أحد الأندية الإسبانية.
ويتعين على كاسياس التفكير في التفاوض على رحيله أو البقاء ومواجهة شبح الجلوس احتياطيا إذا ما نجحت المفاوضات الدائرة بشأن ضم حارس الفريق الإنجليزي، وهو عين ما حدث له في عهد المدير الفني البرتغالي جوزيه مورينيو، مما أثار جدلا كبيرا آنذاك.
موسم عصيب
ويعيش كاسياس موسما عصيبا، فرغم أنه يلعب بشكل أساسي، فإنه أصبح عرضة أكثر من أي وقت مضى لتلقي صافرات الاستهجان من جانب قطاع من جماهير النادي المدريدي.
وسيضطر ريال مدريد، في حال إصرار كاسياس على الاستمرار إلى التعامل مع مشكلة اقتصادية، وربما اجتماعية أيضا، تتمثل في جلوس لاعب يتقاضى 15 مليون يورو سنويا على مقاعد البدلاء.
ويودع ريال مدريد يوم السبت المقبل موسمه المرير بمواجهة خيتافي في مباراة عديمة الأهمية في مسابقة الدوري الإسباني على ملعب سانتياغو بيرنابيو، والتي ربما تكون المباراة الأخيرة لكاسياس مع الفريق المدريدي.
ويبقى الحارس الكوستاريكي كيلور نافاس أحد أبرز النجوم في المونديال الماضي، والذي لم يشارك تقريبا في هذا الموسم، متواريا في الظل بسبب وجود المخضرم كاسياس، كما أنه لا أحد يتحدث عن إمكانية الدفع به حارسا أساسيا في الموسم المقبل.