الرئيسية / شؤون دولية / صغار بالسن وصلوا إلى السلطة وأفلحوا أكثر من الكبار
صغار بالسن وصلوا إلى السلطة وأفلحوا أكثر من الكبار

صغار بالسن وصلوا إلى السلطة وأفلحوا أكثر من الكبار

19 مايو 2015 10:10 صباحا (يمن برس)

أكثر ما لفت انتباه الرئيس الأميركي، باراك أوباما، في قمة كامب ديفيد مع القادة الخليجيين، ومن ناب عن بعضهم، هو صغر سن ولي ولي العهد السعودي ووزير الدفاع، الأمير محمد بن سلمان، إلى درجة أنه عبّر بالصوت والصورة عن إعجابه، وقال عن الأمير المتم 30 سنة من عمره في أغسطس المقبل، إنه "يتمتع بحكمة تفوق سنه"، وفق ما سمعناه في المقابلة التي أجرتها "العربية" معه يوم الجمعة الماضي.

 

الأمير محمد بن سلمان دخل "نادي المشاهير" الصغار السن، ممن عرف التاريخ عدداً منهم تقلدوا مناصب مهمة في بلادهم، حتى وقيادية رئاسية وملكية، وخرجوا مفلحين أكثر بمرات من كبار بالسن سبقوهم، ومن بين من تصنفهم "العربية.نت" كان الاسكندر المقدوني الذي تسلم الملك عن أبيه الراحل قتيلاً، وبالكاد عمره 20 سنة، إلا أنه غيّر مسار التاريخ وبنى إمبراطورية قبل مقتله بعد 10 أعوام، محدثاً في العالم تغييرات إيجابية، بعضها ثقافي وجيوسياسي مستمرة آثاره حتى في هذا القرن الواحد والعشرين.

نابليون، المولود في 1769 بجزيرة كورسيكا، أصبح "جنرال الجيش" وعمره 26 سنة، ولم تمض 3 أعوام إلا واحتل مصر في حملته الشهيرة، بل أصبح إمبراطوراً على فرنسا وعمره في 1804 أقل من 35 بأشهر، وقبله في تاريخ العرب والإسلام قاد صغار السن جيوش الدين الحنيف إلى حملات في فتوحات ببلاد الشام والعراق والفرس المجاورة، أو حتى البعيدة آلاف الكيلومترات بشمال إفريقيا.

أحد أشهر "الصغار" سناً، كان الصحابي أسامة بن زيد بن حارثة، فقد ولاه النبي الكريم قيادة جيش المسلمين ليتوجه به ويغزو الروم في الشام حين كان عمره 20 سنة فقط، إلا أنه تأخر بالوصول بالجيش إلى هدفه حين بلغه مرض الرسول في المدينة، فلما توفي النبي وبايع المسلمون أبا بكر الصديق خليفة، حافظ الخليفة الأول على قيادته للجيش، فمضى أسامة وغزا وعاد ظافراً منتصراً، وأثار الإعجاب.

"كان عمره 25 سنة و3 أيام حين تولى السلطة"
وفي ألبانيا تقلد الشهير أحمد مختار بيه زوغللي، المعروف اختصاراً باسم أحمد زوغو، رئاسة الوزراء لعامين حين كان عمره في 1922 أقل بأشهر من 27 سنة، وبعد 3 أعوام أصبح رئيساً للبلاد، وملكاً عليها بدءاً من 1928 طوال 10 سنوات، فبنى ألبانيا الحديثة بعد أن كانت تعمها الفوضى.

 

وفي سجلات التاريخ الحديث نجد أيضاً إمارة "ليختنشتاين" بجبال الألب على الحدود مع سويسرا والنمسا، ففيها عام 1993 أصبح ماريو فريك رئيساً لوزرائها بعمر 28 سنة، والمكسيك تولى رئاسة الوزراء فيها سياسي كان عمره 28 أيضاً، وهو الجنرال روك غونزاليس غارزا، المولود في 1885 بمدينة سالتيو في ولاية "كواهويلا" الشهيرة. كما عندنا السودان في المنطقة العربية، ففيه عام 1966 تولى الصادق المهدي رئاسة الوزراء حين كان عمره 30 سنة.

وأصغر من حكم ممن نجدهم في القرن العشرين كان فالنتين ستراسر، المولود في 1967 بفريتاون، عاصمة سيراليون، ففي سيرته التي طالعتها "العربية.نت" أن عمره كان 25 سنة و3 أيام حين تولى السلطة فيها، ومثله بعض الشيء أصبحت اليزابيث الثانية ملكة على بريطانيا، وهي ابنة 26 عاماً، وتصبح في سبتمبر المقبل أكثر من بقيت على العرش في تاريخ المملكة المتحدة، بتخطيها ذلك اليوم مدة حكم الملكة فيكتوريا الذي امتد 63 سنة.

عودة إلى الأمير محمد وحقيبته المكتظة بالإنجازات

وعودة إلى وزير الدفاع السعودي وولي ولي العهد، الأمير محمد بن سلمان، المولود في 1985 بالرياض، فهو ابن الملك سلمان بن عبدالعزيز، وحاصل على بكالوريوس بالقانون من جامعة الملك سعود، وعمل برغم صغر سنه مستشاراً متفرغاً بهيئة الخبراء في مجلس الوزراء، ومنها انتقل وهو بعمر 24 سنة ليصبح في 2009 مستشاراً لأمير الرياض.

إلا أن الحقيبة الشخصية للأمير المتزوج والأب لأربعة أبناء، مكتظة بخبرات متنوعة اكتسبها من توليه مناصب مهمة، وتجرد "العربية.نت" أهمها: في 2013 تم تعيينه أميناً عاماً لمؤسسة "لوجستية" العمل، وهي "مركز الرياض للتنافسية"، ومستشاراً خاصاً لرئيس مجلس إدارة "دارة الملك عبدالعزيز" وعضواً في اللجنة التنفيذية العليا لتطوير مدينة "الدرعية" الواقعة غرب الرياض، والتي ضمت اليونيسكو أحد أحيائها في 2010 إلى قائمة مواقع التراث العالمي، وهو "حي الطريف" الشهير.

الأمير الذي قال عنه أوباما في المقابلة أيضاً إنه "شاب أثار إعجابنا بذكائه وحنكته ومعرفته" مضى إلى مزيد من القفز بعد عمله في الرياض، فانتقل ليصبح مستشاراً خاصاً ومشرفاً على المكتب والشؤون الخاصة لأبيه حين كان ولياً للعهد، ثم رئيساً لديوانه ومستشاراً خاصاً برتبة وزير، ومع المنصب تولى الإشراف على مكتب وزير الدفاع، ومعه أيضاً شغل العام الماضي منصب وزير دولة عضو بمجلس الوزراء.

مزيد من المناصب والخبرات

ثم تم تعيينه في يناير هذا العام وزيراً للدفاع ورئيساً للديوان الملكي ومستشاراً برتبة وزير لأبيه، خادم الحرمين الشريفين، وقبل شهر تم تعيينه ولياً لولي العهد ونائباً ثانياً لرئيس مجلس الوزراء، ورئيساً لمجلس الشؤون الاقتصادية والتنمية، مع مسؤوليته في مؤسسة خيرية غير ربحية أسسها ويرأس مجلس إدارتها، ومعروفة باسم "مؤسسة الأمير محمد بن سلمان الخيرية". كما أنه رئيس مجلس إدارة "مركز الملك سلمان للشباب" ونائب رئيس لجمعية الملك سلمان للإسكان الخيري ورئيس للجنتها التنفيذية.

والأمير عضو أيضاً بمجلس إدارة الجمعية الخيرية لتحفيظ القرآن الكريم بالرياض، وعضو بالمجلس التنسيقي الأعلى للجمعيات الخيرية فيها أيضاً، ويرأس "مجلس إدارة مدارس الرياض"، وهي مدارس قرأت "العربية.نت" عنها بأنها غير ربحية، وسبق أن نشط كعضو مجلس أمناء "مؤسسة ابن باز الخيرية" التي شارك بتأسيسها لتيسير الزواج ورعاية الأسرة.

 

ونشط الأمير محمد بن سلمان كعضو بمجلس إدارة "جمعية البر" في الرياض، وكعضو بالمجلس التنسيقي الأعلى للجمعيات الخيرية فيها أيضاً، وكان رئيساً فخرياً للجمعية السعودية للإدارة، وعضواً فخرياً للجمعية الوطنية الخيرية للوقاية من المخدرات، ورئيساً لمجلس الأعضاء الفخريين لجمعية الأيادي الحرفية، وكل هذه المعلومات، كان الرئيس الأميركي يعلمها عن ولي ولي العهد السعودي، لذلك عبر عن إعجابه به في كامب ديفيد، وعلناً أمام الملايين.

شارك الخبر