أعربت الناشطة اليمنية توكل كرمان عن ثقتها في انتصار "الثورة السلمية" في بلادها، داعية، في مؤتمر صحفي في برلين، ألمانيا والمجتمع الدولي لتجميد أرصدة "الرئيس المخلوع" وأعوانه وتحويل ملف "جرائمهم" إلى الجنائية الدولية.
رغم تعقد المشهد اليمني بدت الناشطة اليمنية، الحائزة على جائزة نوبل للسلام، توكل كرمان، كعادتها متفائلة بلاحدود بانتصا "ثورة الشباب السلمية"، وأكدت خلال المؤتمر الصحفي الذي عقدته الأربعاء (07 ديسمبر/ كانون الأول) في مقر منظمة فريدريش إيبرت الألمانية ببرلين وحضرته دويتشه فيله، على هدف "الدولة المدنية الديمقراطية" التي ينشدها شباب الثورة واليمنيون عموما.
وفي جواب على سؤال لدويتشه فيله حول تعَقُد المشهد اليمني، بعد عشرة أشهر من الاحتجاجات، وتداخل مختلف العوامل فيه؛ العسكر والقبائل، وصراع الحوثيين مع السلفيين، ومطالب "الحراك الجنوبي"، إلى الحد الذي يبدو معه الأمر وكأن آفاق الحلول قد وصلت إلى طريق مسدود، لاسيما وان هناك شبه حرب في مختلف مناطق البلاد، نفت كرمان أن يكون انضمام العسكر والقبائل إلى الثورة قد انعكس سلباً على هذه الثورة بل إنه زادها قوة في مواجهة النظام، مشيرة إلى أن هذا الأمر قد أكسب الثورة بعداً شعبياً من خلال انخراط مختلف فئات الشعب اليمني في هذه الثورة "السلمية". وكشفت القيادية في الثورة الشبابية اليمنية عن توجه شباب الثورة في اليمن لتشكيل حزب سياسي يؤطر عملهم السياسي حتى يكون لهم كيانهم السياسي الذي يحافظ على استمرارية الثورة.
كرمان وإلى جانبها هايو لانس، رئيس قسم الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في منظمة فريدريش إيبرت
شركاء مع المجتمع الدولي
ودعت كرمان، التي تزور برلين بدعوة من وزير الخارجية الألماني غيدو فيسترفيله، ألمانيا والمجتمع الدولي إلى مضاعفة الضغوط على "الرئيس المخلوع" كما تصفه دائما، وأن يتخذا موقفاً داعما للثورة الشبابية اليمنية، ووعدت بأن الدولة اليمنية الجديدة ستكون شريكاً مع المجتمع الدولي في سبيل تحقيق أمن وسلام الجميع. واتهمت الناشطة اليمنية الرئيس صالح بـ"المراوغة" مع المجتمع الدولي، مشيرة إلى أن "المبادرة الخليجية" وفرت له غطاء لمواصلة خداع العالم، لكن قرار مجلس الأمن الدولي نزع عنه هذا الغطاء. وفي هذا السياق قالت إن صالح رغم توقيعه على المبادرة الخليجية، إلا أنه يواصل إصدار القرارات والتوجيهات وعقد اللقاءات مع القوات المسلحة وهو أمر يتناقض مع اتفاق تسليم السلطة، حسب قول كرمان.
وحددت الحائزة على جائزة نوبل مجالين لتحرك المجتمع الدولي هما: فرض عقوبات على الرئيس اليمني وأعوانه من خلال تجميد أرصدتهم "التي هي أصلا أموال الشعب اليمني"، أما المجال الآخر فهو تحويل "ملف جرائم الحرب" إلى محكمة الجنائية الدولية "لينال هذا النظام جزاءه على ما اقترفه بحق الشعب اليمني". وفي هذا السياق اتهمت القيادية في الثورة اليمنية نظام الرئيس اليمني علي عبدا لله صالح بمواجهة المتظاهرين السلميين بالقوة وقتل المتظاهرين والمتظاهرات.
"ننتظر المزيد من ألمانيا"
وفي تقييمها لموقف ألمانيا، تحلت كرمان، المعروفة بصراحتها وانتقاداتها اللاذعة، في بداية الأمر بالكياسة والدبلوماسية في إجاباتها على الأسئلة المتعلقة بموقف برلين من الثورة اليمنية، مشيرة إلى الدعم الذي قدمته ألمانيا لليمن على العقود الماضية، ومشيدة بموقف برلين إزاء الثورة اليمنية، ولاسيما في الدفع بمشروع قرر مجلس الأمن الدولي رقم 2014 بشأن اليمن، لكن كرمان ما لبثت أن طالبت برلين بموقف أكثر حزماً إزاء الرئيس اليمني. وقالت إنها تتطلع إلى المزيد من قبل هذا البلد الداعم لقيم الحرية والعدالة والديمقراطية وحقوق الإنسان، وتنتظر منه أن ينتصر لهذه القيم ويساند ثورة الشباب اليمنية السلمية الهادفة إلى بناء دولة مدنية ديمقراطية، حسب تعبير كرمان. وطالبت من ألمانيا أن تجمد أموال المسؤولين اليمنيين لديها، مشيرة إلى تقارير لمنظمة الشفافية الدولية تحدثت عن ملايين الدولارات لهؤلاء المسؤولين في البنوك الألمانية.
زوج توكل كرمان، محمد النهمي، حظي بتقدير وإعجاب الحاضرين لوقوفه إلى جانب توكل، وهو من جانبه قال إنه "فخور" بها
المرأة وشكل الدولة اليمنية الجديدة
ورغم أن النقاش في المؤتمر الصحفي اتخذ أبعاداً عدة، لكن مصطلح "لدولة المدنية الديمقراطية" تكرر أكثر من مرة على لسان الناشطة اليمنية، فيما بدا وكأنها تريد أن تبدد مخاوف المجتمع الدولي من أن يتحول اليمن إلى دولة فاشلة ومصدرا للإرهاب. في هذا السياق قالت كرمان إن اليمنيين كانونا "أكثر المتضررين من الإرهاب، لكن ما إن اندلعت الثورة حتى اختفت العمليات الإرهابية"، معتبرة أن نظام الرئيس اليمني "هو من شجع على الإرهاب".
وبالنسبة لدور المرأة في الثورة والدولة اليمنية الجديدة صنفت الناشطة اليمنية المرأة في خانة "القيادية" في الثورة اليمنية التي قدمت تضحيات كبيرة، مذكِّرة بسقوط عدد من الضحايا من الناشطات القياديات، متهمة النظام اليمني بقتلهن بقصد" كونهن قياديات" في هذه الثورة. واعتبرت أنه بخروجها في هذه الثورة تكون المرأة اليمنية قد حطمت الأدوار التقليدية التي رسمت لها من قبل، معتبرة أن الثورة خلقت وعياً جديدا لدى المجتمع اليمني.
*عبده جميل المخلافي – برلين
مراجعة: يوسف بوفيجلين
رغم تعقد المشهد اليمني بدت الناشطة اليمنية، الحائزة على جائزة نوبل للسلام، توكل كرمان، كعادتها متفائلة بلاحدود بانتصا "ثورة الشباب السلمية"، وأكدت خلال المؤتمر الصحفي الذي عقدته الأربعاء (07 ديسمبر/ كانون الأول) في مقر منظمة فريدريش إيبرت الألمانية ببرلين وحضرته دويتشه فيله، على هدف "الدولة المدنية الديمقراطية" التي ينشدها شباب الثورة واليمنيون عموما.
وفي جواب على سؤال لدويتشه فيله حول تعَقُد المشهد اليمني، بعد عشرة أشهر من الاحتجاجات، وتداخل مختلف العوامل فيه؛ العسكر والقبائل، وصراع الحوثيين مع السلفيين، ومطالب "الحراك الجنوبي"، إلى الحد الذي يبدو معه الأمر وكأن آفاق الحلول قد وصلت إلى طريق مسدود، لاسيما وان هناك شبه حرب في مختلف مناطق البلاد، نفت كرمان أن يكون انضمام العسكر والقبائل إلى الثورة قد انعكس سلباً على هذه الثورة بل إنه زادها قوة في مواجهة النظام، مشيرة إلى أن هذا الأمر قد أكسب الثورة بعداً شعبياً من خلال انخراط مختلف فئات الشعب اليمني في هذه الثورة "السلمية". وكشفت القيادية في الثورة الشبابية اليمنية عن توجه شباب الثورة في اليمن لتشكيل حزب سياسي يؤطر عملهم السياسي حتى يكون لهم كيانهم السياسي الذي يحافظ على استمرارية الثورة.
كرمان وإلى جانبها هايو لانس، رئيس قسم الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في منظمة فريدريش إيبرت
شركاء مع المجتمع الدولي
ودعت كرمان، التي تزور برلين بدعوة من وزير الخارجية الألماني غيدو فيسترفيله، ألمانيا والمجتمع الدولي إلى مضاعفة الضغوط على "الرئيس المخلوع" كما تصفه دائما، وأن يتخذا موقفاً داعما للثورة الشبابية اليمنية، ووعدت بأن الدولة اليمنية الجديدة ستكون شريكاً مع المجتمع الدولي في سبيل تحقيق أمن وسلام الجميع. واتهمت الناشطة اليمنية الرئيس صالح بـ"المراوغة" مع المجتمع الدولي، مشيرة إلى أن "المبادرة الخليجية" وفرت له غطاء لمواصلة خداع العالم، لكن قرار مجلس الأمن الدولي نزع عنه هذا الغطاء. وفي هذا السياق قالت إن صالح رغم توقيعه على المبادرة الخليجية، إلا أنه يواصل إصدار القرارات والتوجيهات وعقد اللقاءات مع القوات المسلحة وهو أمر يتناقض مع اتفاق تسليم السلطة، حسب قول كرمان.
وحددت الحائزة على جائزة نوبل مجالين لتحرك المجتمع الدولي هما: فرض عقوبات على الرئيس اليمني وأعوانه من خلال تجميد أرصدتهم "التي هي أصلا أموال الشعب اليمني"، أما المجال الآخر فهو تحويل "ملف جرائم الحرب" إلى محكمة الجنائية الدولية "لينال هذا النظام جزاءه على ما اقترفه بحق الشعب اليمني". وفي هذا السياق اتهمت القيادية في الثورة اليمنية نظام الرئيس اليمني علي عبدا لله صالح بمواجهة المتظاهرين السلميين بالقوة وقتل المتظاهرين والمتظاهرات.
"ننتظر المزيد من ألمانيا"
وفي تقييمها لموقف ألمانيا، تحلت كرمان، المعروفة بصراحتها وانتقاداتها اللاذعة، في بداية الأمر بالكياسة والدبلوماسية في إجاباتها على الأسئلة المتعلقة بموقف برلين من الثورة اليمنية، مشيرة إلى الدعم الذي قدمته ألمانيا لليمن على العقود الماضية، ومشيدة بموقف برلين إزاء الثورة اليمنية، ولاسيما في الدفع بمشروع قرر مجلس الأمن الدولي رقم 2014 بشأن اليمن، لكن كرمان ما لبثت أن طالبت برلين بموقف أكثر حزماً إزاء الرئيس اليمني. وقالت إنها تتطلع إلى المزيد من قبل هذا البلد الداعم لقيم الحرية والعدالة والديمقراطية وحقوق الإنسان، وتنتظر منه أن ينتصر لهذه القيم ويساند ثورة الشباب اليمنية السلمية الهادفة إلى بناء دولة مدنية ديمقراطية، حسب تعبير كرمان. وطالبت من ألمانيا أن تجمد أموال المسؤولين اليمنيين لديها، مشيرة إلى تقارير لمنظمة الشفافية الدولية تحدثت عن ملايين الدولارات لهؤلاء المسؤولين في البنوك الألمانية.
زوج توكل كرمان، محمد النهمي، حظي بتقدير وإعجاب الحاضرين لوقوفه إلى جانب توكل، وهو من جانبه قال إنه "فخور" بها
المرأة وشكل الدولة اليمنية الجديدة
ورغم أن النقاش في المؤتمر الصحفي اتخذ أبعاداً عدة، لكن مصطلح "لدولة المدنية الديمقراطية" تكرر أكثر من مرة على لسان الناشطة اليمنية، فيما بدا وكأنها تريد أن تبدد مخاوف المجتمع الدولي من أن يتحول اليمن إلى دولة فاشلة ومصدرا للإرهاب. في هذا السياق قالت كرمان إن اليمنيين كانونا "أكثر المتضررين من الإرهاب، لكن ما إن اندلعت الثورة حتى اختفت العمليات الإرهابية"، معتبرة أن نظام الرئيس اليمني "هو من شجع على الإرهاب".
وبالنسبة لدور المرأة في الثورة والدولة اليمنية الجديدة صنفت الناشطة اليمنية المرأة في خانة "القيادية" في الثورة اليمنية التي قدمت تضحيات كبيرة، مذكِّرة بسقوط عدد من الضحايا من الناشطات القياديات، متهمة النظام اليمني بقتلهن بقصد" كونهن قياديات" في هذه الثورة. واعتبرت أنه بخروجها في هذه الثورة تكون المرأة اليمنية قد حطمت الأدوار التقليدية التي رسمت لها من قبل، معتبرة أن الثورة خلقت وعياً جديدا لدى المجتمع اليمني.
*عبده جميل المخلافي – برلين
مراجعة: يوسف بوفيجلين