الرئيسية / شؤون محلية / الربيع المؤجل: لا جديد ... في اليمن السعيد
الربيع المؤجل: لا جديد ... في اليمن السعيد

الربيع المؤجل: لا جديد ... في اليمن السعيد

06 ديسمبر 2011 10:01 مساء (يمن برس)
على رغم انقضاء ما يزيد عن أسبوع على تسليم الرئيس اليمني صالح سلطاته لنائبه، إلا أنه ما زال يمارس صلاحيات رئاسية هائلة، مثل إصدار المراسيم، والتفاعل مع قادة وزعماء العالم، كما تواصل عائلته سيطرتها على الأجهزة الأمنية التي يقول الناشطون إنها واصلت قتل المحتجين، والقبض عليهم، كما ظلت صوره معلقة في أرجاء العاصمة صنعاء كافة.

"لم يتغير شيء" هذا ما قاله وليد العامري (30 عاماً) مصمم شبكات الويب، وزعيم إحدى حركات الاحتجاج التي تطالب بوضع نهاية لنظام صالح القابض على السلطة منذ 33 عاماً. ويؤكد العامري أن صالح "ما زال يصدر الأوامر حتى الآن".

وحتى في الوقت الذي تواصل فيه الإدارة الأميركية وحلفاؤها الإشادة بصفقة نقل السلطة، التي دفع المجتمع الدولي من أجلها باعتبارها خطوة رئيسية نحو تحقيق تحول سياسي سلمي، فإن العنف وعدم الثقة ما زالا يسيطران على اليمن. ويرى الناشطون الذين قادوا الرفض الشعبي في اليمن منذ عشرة أشهر أن تلك الاتفاقية تمثل المحاولة الأخيرة لصالح كي يمد نطاق حكمه على بلده المبتلى بالفقر، وبتهديد أحد فروع "القاعدة"، وبوادر كارثة إنسانية.

وقال العامري "عندما نتأمل تاريخ صالح كرئيس فإننا نجد أنه كان يناور دائماً... وما يقوم به في الوقت الراهن هو أنه يعيد ترتيب أوراقه كي يلعب دوراً جديداً".
ويمكن لصالح إن ظل يمارس دوره، أن يتسبب في المزيد من الانقسام، ويزج بالبلد في فوضى عارمة يمكن أن يستفيد منها تنظيم "القاعدة"، في إنشاء ملاذ آمن ينطلق منه لضرب أهداف غربية.

وفي يوم الأحد الماضي اندلع العنف مجدداً في مدينة تعز الواقعة في الجزء الجنوبي الأوسط من اليمن، التي شهدت ولادة الانتفاضة، وهو ما أسفر عن مقتل اثنين من المدنيين بسبب قصف القوات الحكومية للمدينة المتواصل منذ ثلاثة أيام، وقد هدد التوتر بوقف تنفيذ اتفاقية نقل السلطة. وأدت معارك الشوارع بين رجال القبائل المناوئين للحكومة، وبين القوات الحكومية إلى مصرع 15 شخصاً حتى الآن، وأجبر عشرات العائلات على الفرار.

وقد حذر "محمد سالم باسندوه" السياسي المعارض، الذي عُين رئيساً للوزراء، وكلف بتشكيل حكومة وحدة وطنية في تصريح له من "استمرار القصف الإجرامي ضد شعب تعز" ووصفه بأنه "عمل متعمد مقصود به إفشال اتفاقية نقل السلطة".

وطالب "باسندوه" نائب الرئيس "عبد ربه منصور هادي" الذي فوض إليه صالح سلطاته، أن يصدر أمراً بالإيقاف الفوري لأعمال القتل، وإلا فإنه، والمعارضة، سيعيدان النظر في موقفهما.

ويصر أنصار صالح على أنه جاد في التنازل عن السلطة، ولكنه سيظل -مع ذلك- فاعلاً رئيسيّاً في الحياة السياسية اليمنية في الشهور والسنوات القادمة، من خلال موقعه كرئيس لحزب المؤتمر الشعبي الحاكم. وقال قيادي بالحزب:"إن صالح يمثل ضمانة للاستقرار، كما أن وجوده يحقق توازناً في المجتمع اليمني". وألقى هذا القيادي باللوم على المعارضة بشأن أحداث العنف في تعز، وقال إنها تحاول تخريب الاتفاقية، التي توسطت فيها الدول الخليجية المجاورة.

يشار إلى أن الرئيس اليمني قد تراجع عن توقيع تلك الاتفاقية ثلاث مرات في اللحظة الأخيرة قبل أن يوافق في النهاية، بعد تهديده بالعقوبات وبتجميد أمواله وأموال أسرته، على توقيعها في الرياض في 23 نوفمبر بحضور الملك السعودي عبدالله بن عبدالعزيز، وسفراء الدول العربية والغربية.

وتنص هذه الاتفاقية على احتفاظ صالح بلقبه لغاية الانتخابات المقرر عقدها في فبراير المقبل على أن يقوم بتفويض سلطاته فوراً لنائبه "هادي".

وفي الوقت الراهن وافق الحزب الحاكم والمعارضة على أن هادي سيكون المرشح الوحيد لإدارة البلاد خلال العامين المقبلين كشخصية انتقالية لحين عقد الانتخابات المقبلة.

ولكن الاتفاقية، وقعت من دون مساهمة من نشطاء الشارع اليمني أو الجماعات الجهوية القوية، وكلاهما رفض الصفقـة لأنها تمنح صالح وعائلته حصانة من المحاكمة، ولم تنص على إجراء إصلاح شامل في الحكومة.

وقال علي سيف الضبيعي (52 عاماً) التاجر الذي تحول إلى ناشط: "سنظل في الشارع إلى أن نتخلص من النظام بكامله".

وفي يوم الخميس الماضي أعلن المسؤولون عن تشكيل حكومة وحدة وطنية، يحتفظ الحزب الحاكم فيها بالوزارات المهمة مثل الدفاع والخارجية والنفط، في حين يتولى زعماء المعارضة -ومعظمهم تولى مناصب من قبل في حكومة صالح- وزارات الداخلية، والمالية، والتعليم.

ويقول هؤلاء الزعماء إنهم يريدون رؤية تغييرات ذات بال في اليمن بعد صالح، ولكنهم يبدون تخوفاً عميقاً من احتمال سعي صالح للتمسك بالسلطة، ويرون أن الانتقال السلس للسلطة لن يتم إلا إذا مارست الولايات المتحدة، وأوروبا، والسعودية ضغطاً مستمرّاً على صالح.

وحول هذا الأمر يقول "صخر الوجيه"، زعيم المعارضة البارز: "إنهم بحاجة لإرسال رسالتين واضحتين الأولى لهادي يقولون له فيها: عليك بالمضي قدماً، ولا تتردد، المجتمع الدولي بأسره يقف وراءك... أما الرسالة الثانية فلصالح نفسه ولعائلته يقولون له فيها: إذا ما ظللت تلعب من وراء الستار فستترتب على ذلك عواقب عليك".

سودارسان راجافان
صنعاء - اليمن
ينشر بترتيب خاص مع خدمة
«واشنطن بوست وبلومبيرج نيوز سيرفيس»
شارك الخبر