قبل عقد من الزمان، كان الفتى النحيل يجري خلف كل كرة في الطرف الأيمن من أرضية كامب نو، قبل أن يمرر له الساحر رونالدينيو تمريرة ماكرة ويضعها في شباك الباسيتي، ليكون ليونيل أندريس ميسي أصغر لاعب في تاريخ برشلونة يحرز هدفاً للفريق الأول.
موقف رونالدينيو ذلك معه، دفعه للقول ذات يوم:" لا اعتبر نفسي أفضل لاعب في تاريخ برشلونة، لقد لعبت مع روني، إنه الأفضل على الاطلاق" وذلك بعد سنوات من وراثته رقم البرازيلي الشهير، ودوره المحوري في الملعب.
خلال عقد كامل، حصل ميسي على كمية لا تعد ولا تحصى من الألقاب الفردية والجماعية، قبل أسبوعين تجاوز الهدف 400 مع برشلونة، هدف الدوري الإسباني 3 مرات، أفضل هداف أوروبي 3 مرات، ومثلها كهداف لدوري الأبطال الأوروبي، و 4 كرات ذهبية على التوالي ودخول موسوعة غينيس للأرقام القياسية كأكثر لاعب يسجل أهدافاً في عام واحد، عندما هز الشباك 91 مرة بين يناير وديسمبر 2012، وأعظم هداف في تاريخ برشلونة والدوري الإسباني.
محبو ميسي، لا يعرفون أياً من أهدافه التي فاقت 400 هدف الأجمل، لكنهم أجمعوا على عدداً منها، هدف خيتافي الشهير والذي يشابه هدف مواطنه مارادونا في الشباك الإنجليزية، عندما كان البرغوث لم يتجاوز 19 عاماً من عمره.
ويرى الكثيرون أن هدف ميسي بالرأس في نهائي دوري الأبطال الأوروبي 2009 على مانشستر أحد تلك الأهداف المهمة في مسيرته، عندما ارتقى عالياً ليتجاوز ريو فيرديناند ويحرز الهدف الثاني، والهدف الذي تجاوز به لاعبي أرسنال في النسخة اللاحقة من البطولة قبل أن يسددها بين أقدام ألمونيا.
ويبقى هدف ميسي في شباك ريال مدريد أثناء نصف نهائي 2011 كأحد أجمل ما سجل على الاطلاق، واعتبرته قناة النادي الكاتالوني أجمل هدف أوروبي لبرشلونة في تاريخه، عندما استلم الكرة من منتصف الملعب وراوغ جميع اللاعبين أمامه قبل أن يودعها شباك كاسياس، والهدف الذي سجله بصدره أمام استوديانتس الأرجنتيني في نهائي كأس العالم للأندية الذي أقيم في أبوظبي الإماراتية.
ويرى الكثيرون أن بيب غوارديولا هو الشخص الأكثر تأثيراً في حياة ميسي، عندما شاهد كمية المهارات التي يكتنزها جسده النحيل، ليغير مركزه من الجناح الأيمن إلى المهاجم الوهمي.. ويسهم بصناعة الغول الهدّاف، ولهذا توارى ميسي عن الأنظار يوم رحيله، وكتب على صفحة فيس بوك:" شكراً بيب على كل ما منحتني إياه، على صعيد شخصي ومهني".