تعيش العاصمة صنعاء ومعظم المدن اليمنية أزمات في الغذاء والدواء والمواصلات وغيرها، لكن أكثر ما يبعث على الفزع في حياة المواطنين هو أزمة المياه الحادة.
وتداول ناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي صورة لشاحنة محملة بالمياه وضعها فاعل خير في أحد أحياء صنعاء لبعض الأسر الفقيرة اجتمع حولها عشرات الظامئين.
وعبر معظم الناشطين عن قلقهم البالغ عند مشاهدتهم لذلك الكم الهائل من الناس الذين تزاحموا حول الشاحنة وبحوزتهم عشرات من الجالونات الفارغة بالإضافة إلى ماسورة مرنه حتى يتسنى لهم شفط أكبر كم من المياه.
وقال الناشط قائد الوتر وهو يصف الصورة إن مثل هذه المناظر لا يمكن مشاهدتها سوى في أفلام الرعب “مصاصي الدماء”.
وأضاف: “يا له من وضع كارثي وصلنا إليه”.
ويعود سبب الأزمة الخانقة في مياه الشرب بصنعاء إلى انقطاع الديزل الذي يشغل مولدات شفط المياه من الآبار.
ومنذ بدء عملية عاصفة الحزم بقيادة السعودية ضد ميلشيات الحوثيين والرئيس السابق علي عبد الله صالح تعيش صنعاء في عزلة تامة.
ويقوم عدد من فاعلي الخير بشراء شاحنات مياه ووضعها في الأحياء الفقيرة ليستفيد منها الناس لاسيما حارة “السنينة” القريبة من منزل الرئيس هادي في صنعاء.
بدوره قال أستاذ اللغة الفرنسية بجامعة العلوم والتكنولوجيا عبد الفتاح شمسان في تغريدة على موقع فيسبوك: “هذه الصورة مرعبة أكثر من القصف العنيف، ومن أصوات المدافع والرصاص”.
وتصنف صنعاء على أنها أفقر عاصمة في العالم بالنسبة لمخزونها من المياه الجوفية.
وتقول تقارير إنه بحلول العام 2022 ستكون آبار صنعاء قد جفت ما لم تكن هناك حلول عاجلة.
وتعمل شجرة القات على استهلاك قرابة 50% من المياه الجوفية.