لم يعد أمام الأمير محمد بن نايف بن عبد العزيز آل سعود (56 عاما)، سوى خطوة واحدة ليتولى مقاليد الملك في المملكة العربية السعودية، وذلك بعد أن أصدر الملك الحالي سلمان بن عبد العزيز أمرًا ملكيًا، يقضي بتعيينه ولي عهد للمملكة، ليكون بذلك أول من يتولى هذا المنصب من أحفاد الملك عبد العزيز آل سعود، مؤسس السعودية.
وبحسب تقرير سابق لـ "شؤون خليجية" فإن بن نايف كان يعتبر نفسه الأقوى والأولى من الأمير متعب بن عبد الله -وزير الحرس الوطني- في الوراثة أيام الملك عبد الله بن عبد العزيز، ولذلك زار واشنطن في ديسمبر الماضي والتقى الرئيس الأمريكي أوباما مرتين خلال 10 أشهر، وجاءت زيارته الثانية بعد 20 يوما فقط من زيارة متعب، في ظل تنافس الأميرين على كرسي الحكم حينها بعد الملك عبد الله، وكانت زيارته بمثابة تقديم أوراق اعتماد للولايات المتحدة لكي يحظى بالدعم في خلافة الملك -بحسب مراقبين حينذاك-.
بن نايف ومراقبة الاتصالات:
أقرت الداخلية السعودية في عهد "بن نايف" بأنها تراقب الاتصالات ومواقع التواصل الاجتماعي، وحتى برنامج الرسائل "الواتساب".
وقال الناطق باسم الوزارة منصور التركي في مؤتمر صحفي: "إننا نتعاون مع شركات الاتصالات في البلاد لمراقبة مثيري الفتن، ومنهم أولئك على مواقع الإنترنت".
وتؤكد منظمات حقوقية منها - هيومن رايتس ووتش – أن الداخلية السعودية تستخدم ذريعة الإرهاب لضرب النشطاء السلميين والمطالبين بالإصلاح وقمع كل أشكال حرية التعبير داخل المملكة.
جلاد المعارضين وليا للعهد:
وشهدت السعودية عمليات قمع واسعة منذ تولي محمد بن نايف وزارة الداخلية في نوفمبر ٢٠١٢، وكان سعد الحريري ذراع النظام السعودي في لبنان، وصف بن نايف بالسفاح والجلاد، بحسب تسريبات ويكيليكس.
وعرف "بن نايف" على مستوى نشطاء مواقع التواصل الاجتماعي بأنه "داحش بن نايف"، حيث انتقد الناشط السعودي عمر بن عبد العزيز، السجون السعودية في عهد بن نايف، راصدا عددا من الأسماء التي شوهت الداخلية السعودية سمعتهم وراحوا "وراء الشمس"، ضحية بن نايف.
وبحسب المغرد السعودي مجتهد، فقد كشف سابقا أن متعب بن عبد الله حاول إقناع والده أثناء حياته بقيادة مستقلة لقوات النخبة في الجيش وربطها بالملك مباشرة وإحالة كل العناصر المتميزة في الجيش لها بهدف أن تصبح خلاصة الجيش تحت سلطة متعب في مواجهة مستقبلية مع داخلية محمد بن نايف.
وأوضح قبل ساعات من وفاة الملك عبد الله أن متعب كان يعامل محمد بن نايف بأقصى درجات المداراة والمجاملة ويقضي معه وقتا طويلا، مشيرا إلى أن العارفين بابن نايف يقولون إنه أخبث من أن يبتلعه متعب.
ويعد "بن نايف" أحد أبناء الأمير نايف بن عبد العزيز آل سعود من زوجته الأميرة الجوهرة بنت عبد العزيز بن مساعد بن جلوي آل سعود.
ولد بجدة في 25 صفر 1379 هـ. ودرس في مراحل التعليم الابتدائية والمتوسطة والثانوية بمعهد العاصمة في الرياض، ثم درس المرحلة الجامعية بالولايات المتحدة وحصل على بكالوريوس في العلوم السياسية عام 1401 هـ الموافق عام 1981.
وهو متزوج من الأميرة ريما بنت سلطان بن عبد العزيز آل سعود، ولديه من الأبناء أميرتان هما: الأميرة سارة متزوجة من الأمير سعود بن فهد بن عبد الله بن محمد بن سعود الكبير، ولديهما من الأبناء الأمير عبد الله، وابنته الثانية هي الأميرة لولوة متزوجة من الأمير نايف بن تركي بن عبد الله بن عبد الرحمن آل سعود.