قال عاهل البحرين الملك حمد بن عيسى آل خليفة: إن "عاصفة الحزم" ضرورة لصون الأمن والاستقرار في المنطقة، معتبراً إياها "ترسيخاً لمبدأ ثابت بعدم القبول بأي تدخل أجنبي في سيادة أية دولة عربية، ورفض لأي تهديد لأمن الدول المجاورة".
جاء هذا خلال ترؤسه جلسة مجلس الوزراء، وذلك بقصر القضيبية في المنامة، مساء أمس الاثنين، بحسب وكالة الأنباء البحرينية.
وعقب الجلسة، قال ياسر بن عيسى الناصر، الأمين العام لمجلس الوزراء: إن عاهل البحرين استعرض خلال الاجتماع مجريات الشأن الوطني، ومجمل الأوضاع على الساحتين الإقليمية والدولية ومستجداتها، وبخاصة في ظل إطلاق عمليات "عاصفة الحزم".
وبين أن ملك البلاد أمر بمشاركة البحرين في هذه العمليات؛ استجابة لدعوة العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز آل سعود؛ ولطلب السلطة الشرعية في الجمهورية اليمنية؛ وانطلاقاً من الاتفاقيات المنظمة لذلك، ومنها اتفاقية الدفاع الخليجي المشترك وميثاق جامعة الدول العربية واتفاقية الدفاع العربي المشترك.
وأشار الناصر إلى أن ملك البحرين أكد خلال الاجتماع أن "عاصفة الحزم ضرورة لصون الأمن والاستقرار في المنطقة، فهي ترسيخ لمبدأ ثابت بعدم القبول بأي تدخل أجنبي في سيادة أية دولة عربية، ورفض لأي تهديد لأمن الدول المجاورة".
وبين أن الملك اعتبرها بأنها "تؤكد أن الدول الخليجية والعربية تقف صفاً واحداً مع الشرعية في أية دولة عربية، وترفض الانقلاب عليها، أو جعلها قاعدة لنفوذ ومطامع قوى إقليمية أجنبية أخرى، هدفها بسط الهيمنة عليها ومنها اليمن الشقيق".
وأشاد عاهل البحرين بالدور الذي تضطلع به قوة دفاع البحرين مع أشقائها في عمليات "عاصفة الحزم"، في مهامهم تجاه تحقيق الأهداف العسكرية المرجوة من هذه العمليات. حسب تعبيره.
كما أكد ملك البحرين - بحسب الناصر- أن "البحرين مستمرة في مشاركة أشقائها ضمن عمليات عاصفة الحزم إلى أن ينعم اليمن بالأمن والاستقرار، وحماية شعبه من عدوان المليشيات الإرهابية".
وفي إطار ذي صلة، أكد الملك حمد بن عيسى آل خليفة، أن القمة العربية التي عقدت مؤخراً في شرم الشيخ بمصر خلقت صحوة عربية، ومثلت انطلاقة لمشروع عربي جديد يحفظ الهوية والكيان العربي، كما شكلت طريقة عمل جديدة في التعامل مع التحديات التي تستهدف الأمة العربية.
وفي تعليقه على الاتفاق الإطاري بشأن الملف النووي الإيراني، أعرب عاهل البحرين عن أمله في "أن تمهد هذه الخطوة إلى الوصول لاتفاق نهائي ملزم، يؤدي إلى تعزيز الأمن والاستقرار بين دول المنطقة وفي محيطها الإقليمي والدولي".
وفيما يختص بالشأن المحلي، أكد آل خليفة بأن البحرين تحترم جميع الأديان والمذاهب، ولا يمكن أن تكون يوماً سبباً في الخلاف أو الشقاق بين أفراد المجتمع الواحد.
وقال: إن "البحرين مجتمع نموذجي يقتدى به في حرية ممارسة الشعائر والانفتاح على الآخر، فلن ينجح من يلعب على وتر الطائفية والمذهبية، فنحن جميعاً نسجد لرب واحد ولا فرق بين أي منا سواء في العقيدة أو المذهب".
وتشهد البحرين حركة احتجاجية بدأت في 14 فبراير/ شباط 2011، وتقول السلطات إن جمعية "الوفاق" الشيعية المعارضة تقف وراء تأجيجها، في حين تقول الوفاق إنها تطالب بتطبيق نظام ملكية دستورية حقيقية في البلاد وحكومة منتخبة، معتبرة أن سلطات الملك "المطلقة" تجعل الملكية الدستورية الحالية "صورية".