يفكر الناس بإمكانية وجود إخوة لهم من البشر يستوطنون كواكب بعيدة ويقيمون عليها حضارات مثل الحضارة التي عمّرها الإنسان على هذه الأرض.
هذا الخيال الحالم ينحسر بسرعة لتحل مكانه التعليقات الساخرة من الفكرة ذاتها، ولكن هذا ليس ما يفعله بعض علماء الفلك الشاخصة أبصارهم دوماً إلى السماء في بحثهم غير المنقطع عن إشارات لحياة بشرية في كواكب قصية.
وهذا مثال ما فعله العالم الأميركي فرانك ديرك في عام 1960، عندما وجه صحنا لاقطا ضخما (85 قدما) نحو كواكب مشعة على أمل أن يلتقط منها إشارات حياة بشرية أو حتى علامات على وجود مخلوقات غريبة، ولكن الكواكب التزمت الصمت ولم ترسل الإشارات التي مازال ينتظرها منذ أكثر من خمسين عاماً.
بيد أن صمت الكواكب المحير لم يحبط العلماء من محاولة إيجاد أراض بعيدة يستوطنها البشر، فبحسب تقرير صحيفة "الواشنطن بوست" غيّر مجموعة من العلماء استراتيجية البحث في الفضاء البعيد لتكون أكثر ابتكارا وتأثيرا.
فبدلاً من وضع صحون لاقطة تنتظر قدوم الإشارات من الفضاء، سيتم القيام ببعث رسائل مشفرة بهدف إثارة انتباههم لوجودنا هنا. وهناك احتمالية أنهم لا يعرفون بوجودنا على الأرض حتى يقوموا ببعث الرسائل المشفرة إلى كوكبنا.
أسئلة من وحي الشغف العلمي والإحباط
يقول أحد العلماء المتحمسين لهذه الفكرة: "من خلال هذه الطريقة سنقوم نحن ببداية المحادثة معهم". ويعقد العلماء الباحثون عن الكواكب المأهولة بالناس اجتماعات مستمرة في مدينة سان "خوسيه" الأميركية يتناقشون فيها عن آخر الدراسات والأساليب التي توصلوا إليها في محاولة التواصل مع كواكب أخرى، ولكنهم يواجهون الكثير من المحبطين.
وردا على هذا النهج الجديد، بدأ العديد من المعترضين على الفكرة برفع أصواتهم بالنقد الجاد أحيانا، والساخر في أحيان أخرى.
وقال أحد العلماء الحاضرين للاجتماع معترضا: "من له الحق ليتكلم باسم الإنسانية"، وأضاف "كيف يمكن الاتفاق على مضمون الرسالة التي سنقوم ببعثها لهم"، في الوقت الذي اعترض فيه عالم آخر محاولا أن يعبر عن وجهة نظر إخوتنا البشر قائلا: "ماذا لو كانوا بعيدين جدا عن الإشارات التي نرسلها لهم؟ ماذا لو كانوا وحيدين ولا يرغبون بالاحتكاك بنا، وماذا لو أنهم يشاهدوننا بصمت في بيوتهم هناك وينتظرون الوقت الذي ننضج فيه كجنس بشري".
عالم آخر تساءل محذراً "ماذا لو كانوا مخلوقات شريرة؟ هناك ألف سيناريو يرجح احتمالية أنهم مخلوقات شريرة".
أحد العلماء أكد عدم الحاجة لإرسال أي شفرات خاصة تخترق الفضاء، لأنه من الأرجح أنهم قد تنبهوا لوجودنا من خلال رؤيتهم لمدننا المضيئة وترددات الراديو التي تسبح في الأثير، ولا يودون التعرف علينا. ولكن ربما اعترض آخر، وقال إنهم لم يصلوا بعد إلى التقدم التقني الذي وصلنا إليه، لذا فإنهم يرغبون بالتواصل معنا ولكنهم عاجزون عن إيصال أصواتهم لنا.
بحث عن 10 آلاف كوكب
بحث هؤلاء العلماء مفتوح على كواكب تصل إلى أكثر من 10 آلاف كوكب قد تكون صالحة للحياة ولكن هذه الكواكب بلا عناوين واضحة، ويصف أحد العلماء محاولة التواصل معهم بـ"أنها مضيعة للوقت.. المسألة تشبه إرسال رسالة بريد إلكتروني لشخص لا تعرف عنوان بريده".
بعض العلماء وصف هذا السعي نحو اكتشاف كواكب بعيدة تدب فيها الحياة ليس فقط بمضيعة للوقت، ولكن تضييع الجهد، وتبديد للمال بدل التركيز على المشاكل العويصة التي تعاني منها الأرض، مثل الاحتباس الحراري الذي يهدد مستقبل البشرية.
قلة من العلماء ستمضي قدماً في سعيها للاتصال بالكواكب الأخرى على أمل فتح نافذة صغيرة على عالمنا المعزول. اختراق ظلمات المجرات والعثور على أراض بعيدة تعبر عن الرغبة الوجودية العميقة والقديمة لدى البشر للخلاص من هذه الأرض التي لم يختاروا العيش بها.
ولكن البعض تحركه أسباب اقتصادية وعملية، تتلخص بطرح أسئلة، مثل ماذا لو كانت الأراضي البعيدة أقل ازدحاما وأناسها أكثر لطفا، وبضائعها أرخص أسعارا، وأسواقها أكثر متعة؟
هذا الخيال الحالم ينحسر بسرعة لتحل مكانه التعليقات الساخرة من الفكرة ذاتها، ولكن هذا ليس ما يفعله بعض علماء الفلك الشاخصة أبصارهم دوماً إلى السماء في بحثهم غير المنقطع عن إشارات لحياة بشرية في كواكب قصية.
وهذا مثال ما فعله العالم الأميركي فرانك ديرك في عام 1960، عندما وجه صحنا لاقطا ضخما (85 قدما) نحو كواكب مشعة على أمل أن يلتقط منها إشارات حياة بشرية أو حتى علامات على وجود مخلوقات غريبة، ولكن الكواكب التزمت الصمت ولم ترسل الإشارات التي مازال ينتظرها منذ أكثر من خمسين عاماً.
بيد أن صمت الكواكب المحير لم يحبط العلماء من محاولة إيجاد أراض بعيدة يستوطنها البشر، فبحسب تقرير صحيفة "الواشنطن بوست" غيّر مجموعة من العلماء استراتيجية البحث في الفضاء البعيد لتكون أكثر ابتكارا وتأثيرا.
فبدلاً من وضع صحون لاقطة تنتظر قدوم الإشارات من الفضاء، سيتم القيام ببعث رسائل مشفرة بهدف إثارة انتباههم لوجودنا هنا. وهناك احتمالية أنهم لا يعرفون بوجودنا على الأرض حتى يقوموا ببعث الرسائل المشفرة إلى كوكبنا.
أسئلة من وحي الشغف العلمي والإحباط
يقول أحد العلماء المتحمسين لهذه الفكرة: "من خلال هذه الطريقة سنقوم نحن ببداية المحادثة معهم". ويعقد العلماء الباحثون عن الكواكب المأهولة بالناس اجتماعات مستمرة في مدينة سان "خوسيه" الأميركية يتناقشون فيها عن آخر الدراسات والأساليب التي توصلوا إليها في محاولة التواصل مع كواكب أخرى، ولكنهم يواجهون الكثير من المحبطين.
وردا على هذا النهج الجديد، بدأ العديد من المعترضين على الفكرة برفع أصواتهم بالنقد الجاد أحيانا، والساخر في أحيان أخرى.
وقال أحد العلماء الحاضرين للاجتماع معترضا: "من له الحق ليتكلم باسم الإنسانية"، وأضاف "كيف يمكن الاتفاق على مضمون الرسالة التي سنقوم ببعثها لهم"، في الوقت الذي اعترض فيه عالم آخر محاولا أن يعبر عن وجهة نظر إخوتنا البشر قائلا: "ماذا لو كانوا بعيدين جدا عن الإشارات التي نرسلها لهم؟ ماذا لو كانوا وحيدين ولا يرغبون بالاحتكاك بنا، وماذا لو أنهم يشاهدوننا بصمت في بيوتهم هناك وينتظرون الوقت الذي ننضج فيه كجنس بشري".
عالم آخر تساءل محذراً "ماذا لو كانوا مخلوقات شريرة؟ هناك ألف سيناريو يرجح احتمالية أنهم مخلوقات شريرة".
أحد العلماء أكد عدم الحاجة لإرسال أي شفرات خاصة تخترق الفضاء، لأنه من الأرجح أنهم قد تنبهوا لوجودنا من خلال رؤيتهم لمدننا المضيئة وترددات الراديو التي تسبح في الأثير، ولا يودون التعرف علينا. ولكن ربما اعترض آخر، وقال إنهم لم يصلوا بعد إلى التقدم التقني الذي وصلنا إليه، لذا فإنهم يرغبون بالتواصل معنا ولكنهم عاجزون عن إيصال أصواتهم لنا.
بحث عن 10 آلاف كوكب
بحث هؤلاء العلماء مفتوح على كواكب تصل إلى أكثر من 10 آلاف كوكب قد تكون صالحة للحياة ولكن هذه الكواكب بلا عناوين واضحة، ويصف أحد العلماء محاولة التواصل معهم بـ"أنها مضيعة للوقت.. المسألة تشبه إرسال رسالة بريد إلكتروني لشخص لا تعرف عنوان بريده".
بعض العلماء وصف هذا السعي نحو اكتشاف كواكب بعيدة تدب فيها الحياة ليس فقط بمضيعة للوقت، ولكن تضييع الجهد، وتبديد للمال بدل التركيز على المشاكل العويصة التي تعاني منها الأرض، مثل الاحتباس الحراري الذي يهدد مستقبل البشرية.
قلة من العلماء ستمضي قدماً في سعيها للاتصال بالكواكب الأخرى على أمل فتح نافذة صغيرة على عالمنا المعزول. اختراق ظلمات المجرات والعثور على أراض بعيدة تعبر عن الرغبة الوجودية العميقة والقديمة لدى البشر للخلاص من هذه الأرض التي لم يختاروا العيش بها.
ولكن البعض تحركه أسباب اقتصادية وعملية، تتلخص بطرح أسئلة، مثل ماذا لو كانت الأراضي البعيدة أقل ازدحاما وأناسها أكثر لطفا، وبضائعها أرخص أسعارا، وأسواقها أكثر متعة؟