الرئيسية / ثقافة وفن / نبيل عُبادي: النشر في يمن غير سعيد
نبيل عُبادي: النشر في يمن غير سعيد

نبيل عُبادي: النشر في يمن غير سعيد

19 مارس 2015 06:22 مساء (يمن برس)
يقف الناشر اليمني نبيل عُبادي على بوابة "غاليري صنعاء" لاستقبال زوَّار "معرض عبادي للكتاب" (12 ـ 30 آذار/ مارس) الذي يهدف تنظيمه هذه المرة إلى استثمار عائدات المبيعات من أجل تأسيس جائزة سنوية للكتاب، ما يجعله يبدو كمعرض أخير لأشهر ناشر يمني قبل اعتزاله.
 
ينفي عُبادي ذلك، في حديثه إلى "العربي الجديد"، ويسمِّي ما يقوم به "إعادة ترتيب" لمكتبة افتتحها جده الأول عبادي حسن محمد علوي في مدينة عدن عام 1890، وكانت مركز توزيع للكتاب العربي في اليمن، توارثها بعده جيلان، إلى أن أسّس عبادي، بعد أن أنهى دراسته لعلوم البيئة في ألمانيا، "دار عبادي للدراسات والنشر"، عام 1990، كامتداد للمكتبة التي أصبح مقرّها صنعاء، عاصمة الوحدة اليمنية.

يضيف عبادي إلى دوافعه من تنظيم المعرض واستثمار عائداته، حرصه على استمرار نشاط الدار في خدمة الكتاب اليمني: "لم يرزقني الله أبناء، وبالتالي ربما أكون آخر جيل في عائلة عبادي، ولا أريد لرسالتنا أن تتوقف".

وتجدر الإشارة هنا إلى أن هذه المكتبة كانت جسراً بين ما تنتجه العواصم العربية من كُتب وبين اليمن. وفي سنوات تحوّلها داراً للنشر، عملت كحلقة وصل بين القارئ اليمني تحديداً وأجيال أدبية مُختلفة صدَرت مؤلفاتهم عن الدار، نذكر منهم الروائيين وجدي الأهدل وسمير عبد الفتاح ومحمد مثنى، والشعراء محمد الشيباني ومحمد عبد الباري الفتيح وشوقي شفيق وطه الجند ومحمد حسين هيثم وأحمد العرامي، وغيرهم من الأدباء الذين صدرت أعمالهم، كما يشير عبادي بفخر، "ضمن سلسلة إبداعات يمنية التي استمرت أربعة عشر عاماً وتضمّنت 479 عنواناً".
 
ولعل أبرز تلك العناوين التي أثارت جدلاً ومشكلات رواية "قوارب جبلية" التي اتُّهم مؤلفها، الكاتب وجدي الأهدل، بالإساءة للذات الإلهية، ما تسبّب في نفيه خارج وطنه، فيما أغلقت الدار فترة قصيرة ثم أعيد فتحها بموجب حكم قضائي. وكادت الحادثة أن تقضي على حُلم عبادي في الحفاظ على إرثه المُرتبط بصناعة الكتاب، لكنه ما لبث أن تجاوز هذه الأزمة ومعها الصعوبات التي يواجهها في مجتمع تتدنى مستويات القراءة فيه، وتضعف حركة التوزيع والنشر وصناعة الكتاب بشكل عام.
 
وتنعكس معاناة النشر لدى عبادي ومخاوفه من توقف ارتباطه بالكتاب اليمني، في مشروع الجائزة نفسها والهدف منها، إذ ستُمنح سنوياً للكتاب المتميز الصادر في عام الجائزة، على أساس معايير التأثير في الحراك الثقافي في المجتمع، إضافة إلى طموح المشروع في تقديم جوائز فرعية تذهب لدور النشر وعناصر صناعة الكتاب في مراحل مختلفة حتى صدوره. وسيشرف على الجائزة مجلس أمناء يرأسه عُبادي حتى وفاته، ليختار هذا المجلس والورثة من بعده مَن يديرها بآلية يوصي بها المؤسس.

شارك الخبر