وكانت وسائل إعلام إيرانية أفادت في يوليو الماضي أن الخبير النووي الإيراني المتهم بالتجسس، شهرام أميري، خاض إضرابا عن الطعام لمدة شهر في سجن "حشمتية" في طهران.
ويعود معتقل حشمتية المعروف عنه بأنه سيئ الصيت، للجيش الإيراني، حيث يتم فيه احتجاز وسجن الشخصيات الأمنية والعسكرية الهامة.
ويعتبر شهرام أميري أحد أخصائيي المشروع النووي الإيراني في مجال الفيزياء، وهو خريج جامعة مالك الأشتر التابعة لوزارة الدفاع الإيرانية، بشهادة التخصص في النظائر المشعة الطبية.
وكان أميري قد اختفى أثناء أدائه العمرة في يوليو 2009، وبعد غياب دام أكثر من سنة، أعلن مكتب رعاية المصالح الإيرانية في الولايات المتحدة الأميركية، في 13 يوليو 2010، أن أميري كان مخطوفا من قبل عملاء وكالة المخابرات المركزية الأميركية، وأنه استطاع الهرب واللجوء إلى مكتب رعاية المصالح الإيرانية، حيث تمت إعادته بعدها بيومين إلى إيران.
ولدى عودته، استقبل أميري بحفاوة منقطعة النظير في مطار طهران، وأطلقت عليه السلطات ووسائل الإعلام الإيرانية لقب "البطل القومي".
وادعى أميري في البرامج التلفزيونية أنه استطاع الهروب من عملاء الـ"سي آي إي" و"إف بي آي" بمساعدة عدد من أصدقائه، ولجأ إلى مكتب رعاية المصالح الإيرانية في واشنطن.
ولكن روايات أميري تعددت وتناقضت، حيث ذكر مرتين أنه كان مخطوفا، ومرة روى أنه ذهب لأميركا للدراسة، كما شهدت رواياته تناقضات حول كيفية هروبه وعودته إلى إيران.
ولم يدم الاحتفاء بأميري طويلا كبطل قومي، حيث اعتقل بعد شهرين من عودته، وقالت السلطات في حينها لعائلته: "إن اعتقاله تم حفاظا على حياته من الخطر الذي يهدده حسب تقديرات الاستخبارات الإيرانية".
ويقول مراقبون إن إيران استغلت قضية أميري لتظهر في حينها أن الولايات المتحدة تعارض البرنامج النووي الإيراني السلمي لمنعها من التقدم، وإن ادعاءاتهم بامتلاك وثائق مهمة تثبت عدم سلمية مشروع إيران النووي لم تكن إلا ادعاءات مفبركة وكاذبة، ومأخوذة من معتقلين تعرضوا للتعذيب مثل شهرام أميري.