يخطر للصحافي احياناً ان يشاغب قليلاً خلال الحوار مع الحاكم العربي. يُذكِّره مثلاً ان الدهر يومان، يوم لك ويوم عليك. او يعيد على مسامعه القول الشهير «لو دامت لغيرك ما اتصلت اليك». او يسأله ان كان يطيق فكرة وجود رجل آخر غيره في القصر. او ان كانت فكرة التقاعد تراوده في لحظات التعب. او إن كان حان وقت الابتعاد عن الأختام للتفرغ لتدبيج المذكرات. وتقول التجارب ان الحاكم يقبل هذه الاسئلة، او يمكن ان يقبل، وان المشكلة في المستشارين، وهم الاشد تعلقاً بالقصر، فيحاولون لاحقاً عرقلة الموعد المقبل.
كان الرئيس علي عبدالله صالح رَحْبَ الصدر في استقبال هذا النوع من الاسئلة والالتفاف عليها. بعد التوقيع على المبادرة الخليجية، التي يفترض ان تضع القصر في عهدة رجل آخر، خطرت ببالي اسئلة كنت اكرر طرحها عليه عن حكم اليمن وموعد مغادرة القصر، وهي نشرت في «الحياة» في حينه.
من حوار في 2006:
> هل يتقاعد الحاكم في العالم العربي؟
- اكيد.
> هل هناك سوابق في اليمن او العالم العربي؟
- نحن لماذا نضيع هذا الاستحقاق ونثبت القول بأن الحاكم في اليمن او العالم العربي لا يتخلى سلمياً عن السلطة ويتقاعد. هل الغرب اكثر منا ثقافة وحضارة وجدارة لنيل هذا الاستحقاق؟ نحن في العالم العربي والاسلامي ربما نكون اكثر ثقافة واكثر حضارة. الاوروبيون بينهم تباينات كثيرة ولغات مختلفة واشياء كثيرة. نحن العرب لغتنا واحدة وديننا واحد وثقافتنا عريقة، فلماذا نترك هذا الاستحقاق ونعطي انطباعاً بأن الحاكم لا يخرج من السلطة طوعاً؟ لماذا نُثبت مقولة ان الحاكم يظل على الكرسي ولا يتركه الا اذا ذهب الى القبر او المنفى؟
> هذه ربما القاعدة السائدة؟
- نحن مفروض ان نبتعد عن هذه القاعدة.
> أعرف رحابة صدرك، ولهذا أسأل. ألا تعتبر ان لقب الرئيس السابق صعب بالنسبة اليك؟
- لماذا هو امر صعب. أحسن لقب أسمعه الآن في لبنان، حيث يوصف الرؤساء ورؤساء الوزراء (بعد مغادرة السلطة) بلقب الرئيس السابق. لماذا لا نكون مثل إخواننا في لبنان؟
> الا يزعجك هذا الامر؟
- لا أبداً، بالعكس.
من حوار في 2009:
> هناك حديث عن احتمال الاتفاق على ولاية جديدة لكم؟
- انا ملتزم الدستور. بالنسبة إلي، أنا لن أرشح نفسي ولن أقبل أن يرشحني أحد.
> لماذا؟
- خلاص، الإنسان صار عنده زمان واستهلك شبابه واستهلك خبراته خلال ثلاثين عاماً، إذا مَنَّ الله علينا بالعافية بأن ننهي ما تبقى من الاستحقاق الدستوري. وان شاء الله اليمن مثلما انجب علي عبد الله صالح سيُنجب الكثير من الرجال الذين يحلون محل علي عبد الله صالح.
> اليس من الصعب على الرئيس في العالم العربي ان يصبح لقبه الرئيس السابق؟
- انتم في لبنان عندكم رئيس سابق. الرئيس السابق شيء جيد. وهذا يعني انه استطاع ان يحقق اشياء ويُنجز اشياء ويسمونه بالرئيس السابق.
> اليس لديك تعلق بالسلطة؟
- لا، لا.
> هل تولِّي الرئاسة في اليمن امر متعب؟
- انا اقول دوما إن الحكم في اليمن يشبه في صعوبته الرقص على رؤوس الثعابين.
> هل كنت تتوقع يوم تولِّيك السلطة ان تظل فيها كل هذه الفترة؟
- عندما توليت السلطة كتبت صحيفة «واشنطن بوست» بأنني لن استمر اكثر من ستة اشهر.
من حوار في 2010:
> قلتم السنة الماضية إن حكم اليمن يشبه الرقص على رؤوس الثعابين، فهل استيقظت الثعابين الآن؟
- اذا اردت تغيير التسمية يمكننا استخدام الافاعي.
> اذاً هو رقص على رؤوس الافاعي، ألا تخاف لدغ الافاعي؟
- الثعابين كبرت واصبحت افاعي. ونحن وشعبنا قادرون بإذن الله على التعامل معها وترويضها. نحن لا نخاف.
> فخامة الرئيس كم هو ممتع لك ان تكون رئيساً؟
- هذا يحدث حين يتغلب الانسان على الاحداث ويواجه التحديات. رئيس ليست لديه تحديات لا يشعر بمتعة الرئاسة او القيادة.
> هل يمكن ان نأتي يوماً الى اليمن ونراك تقبل بأن يكون في القصر رئيس غيرك؟
- (يضحك) رئيس يمني بالطبع.
وفي ختام اللقاء قال الرئيس صالح إن الحكم منعه من اعطاء اولاده الوقت الكافي حين كانوا صغاراً، وإنه يتوق الآن الى ملاعبة أحفاده.
كنا نطرح هذا النوع من الاسئلة قبل هبوب «الربيع العربي». لكل زمان رؤساء وأسئلة. الاكيد ان لقب الرئيس السابق ليس ممتعاً لكنه اقل قسوة من التعلق بالقصر واستعجال لقب الرئيس الراحل.
كان الرئيس علي عبدالله صالح رَحْبَ الصدر في استقبال هذا النوع من الاسئلة والالتفاف عليها. بعد التوقيع على المبادرة الخليجية، التي يفترض ان تضع القصر في عهدة رجل آخر، خطرت ببالي اسئلة كنت اكرر طرحها عليه عن حكم اليمن وموعد مغادرة القصر، وهي نشرت في «الحياة» في حينه.
من حوار في 2006:
> هل يتقاعد الحاكم في العالم العربي؟
- اكيد.
> هل هناك سوابق في اليمن او العالم العربي؟
- نحن لماذا نضيع هذا الاستحقاق ونثبت القول بأن الحاكم في اليمن او العالم العربي لا يتخلى سلمياً عن السلطة ويتقاعد. هل الغرب اكثر منا ثقافة وحضارة وجدارة لنيل هذا الاستحقاق؟ نحن في العالم العربي والاسلامي ربما نكون اكثر ثقافة واكثر حضارة. الاوروبيون بينهم تباينات كثيرة ولغات مختلفة واشياء كثيرة. نحن العرب لغتنا واحدة وديننا واحد وثقافتنا عريقة، فلماذا نترك هذا الاستحقاق ونعطي انطباعاً بأن الحاكم لا يخرج من السلطة طوعاً؟ لماذا نُثبت مقولة ان الحاكم يظل على الكرسي ولا يتركه الا اذا ذهب الى القبر او المنفى؟
> هذه ربما القاعدة السائدة؟
- نحن مفروض ان نبتعد عن هذه القاعدة.
> أعرف رحابة صدرك، ولهذا أسأل. ألا تعتبر ان لقب الرئيس السابق صعب بالنسبة اليك؟
- لماذا هو امر صعب. أحسن لقب أسمعه الآن في لبنان، حيث يوصف الرؤساء ورؤساء الوزراء (بعد مغادرة السلطة) بلقب الرئيس السابق. لماذا لا نكون مثل إخواننا في لبنان؟
> الا يزعجك هذا الامر؟
- لا أبداً، بالعكس.
من حوار في 2009:
> هناك حديث عن احتمال الاتفاق على ولاية جديدة لكم؟
- انا ملتزم الدستور. بالنسبة إلي، أنا لن أرشح نفسي ولن أقبل أن يرشحني أحد.
> لماذا؟
- خلاص، الإنسان صار عنده زمان واستهلك شبابه واستهلك خبراته خلال ثلاثين عاماً، إذا مَنَّ الله علينا بالعافية بأن ننهي ما تبقى من الاستحقاق الدستوري. وان شاء الله اليمن مثلما انجب علي عبد الله صالح سيُنجب الكثير من الرجال الذين يحلون محل علي عبد الله صالح.
> اليس من الصعب على الرئيس في العالم العربي ان يصبح لقبه الرئيس السابق؟
- انتم في لبنان عندكم رئيس سابق. الرئيس السابق شيء جيد. وهذا يعني انه استطاع ان يحقق اشياء ويُنجز اشياء ويسمونه بالرئيس السابق.
> اليس لديك تعلق بالسلطة؟
- لا، لا.
> هل تولِّي الرئاسة في اليمن امر متعب؟
- انا اقول دوما إن الحكم في اليمن يشبه في صعوبته الرقص على رؤوس الثعابين.
> هل كنت تتوقع يوم تولِّيك السلطة ان تظل فيها كل هذه الفترة؟
- عندما توليت السلطة كتبت صحيفة «واشنطن بوست» بأنني لن استمر اكثر من ستة اشهر.
من حوار في 2010:
> قلتم السنة الماضية إن حكم اليمن يشبه الرقص على رؤوس الثعابين، فهل استيقظت الثعابين الآن؟
- اذا اردت تغيير التسمية يمكننا استخدام الافاعي.
> اذاً هو رقص على رؤوس الافاعي، ألا تخاف لدغ الافاعي؟
- الثعابين كبرت واصبحت افاعي. ونحن وشعبنا قادرون بإذن الله على التعامل معها وترويضها. نحن لا نخاف.
> فخامة الرئيس كم هو ممتع لك ان تكون رئيساً؟
- هذا يحدث حين يتغلب الانسان على الاحداث ويواجه التحديات. رئيس ليست لديه تحديات لا يشعر بمتعة الرئاسة او القيادة.
> هل يمكن ان نأتي يوماً الى اليمن ونراك تقبل بأن يكون في القصر رئيس غيرك؟
- (يضحك) رئيس يمني بالطبع.
وفي ختام اللقاء قال الرئيس صالح إن الحكم منعه من اعطاء اولاده الوقت الكافي حين كانوا صغاراً، وإنه يتوق الآن الى ملاعبة أحفاده.
كنا نطرح هذا النوع من الاسئلة قبل هبوب «الربيع العربي». لكل زمان رؤساء وأسئلة. الاكيد ان لقب الرئيس السابق ليس ممتعاً لكنه اقل قسوة من التعلق بالقصر واستعجال لقب الرئيس الراحل.