الرئيسية / ثقافة وفن / دار السياب تستعصي على الحروب وتتحول إلى متحف
دار السياب تستعصي على الحروب وتتحول إلى متحف

دار السياب تستعصي على الحروب وتتحول إلى متحف

24 فبراير 2015 08:04 صباحا (يمن برس)
بدر شاكر السياب يمثل بالنسبة للذائقة العراقية والعربية أكثر من اسم شاعر، بل هو جزء من التاريخ الأدبي المعاصر للعراق وأحد معالمه الثقافية، لذلك لم يكن غريبا أن تتحول داره حيث ولد ونظم شعره إلى متحف، وجيكور، مسقط رأسه، إلى مزار، وفي الحدث تأريخ لشاعر هامَ بوطنه ففخر به.
 
هطل المطر على حفل افتتاح موقع دار شاعر المطر بدر شاكر السياب، أمس الأحد، في قضاء أبي الخصيب في البصرة، والذي أعادت وزارة السياحة والآثار العراقية ترميمه وتأهيله ليتحول إلى متحف خاص بهذا الشاعر المهم الذي أحدث ثورة في الشعر العربي قافزاً به من مرحلة الرتابة إلى مرحلة الشعر الحديث.
 
وبهذا نجح السياب في أن يحول قريته جيكور ونهرها الصغير بويب إلى مكان يقصده السائحون على الرغم من وقوعهما على شط العرب الفاصل بين العراق وإيران.
 
وفكرة ترميم دار السياب وترميمها تعود إلى العام 1969 عندما تعهدتها وزارة الثقافة العراقية، وفي مطلع ثمانينات القرن الماضي عندما باشرت هيئة الآثار والتراث المشروع فعلاً، إلا أن الدار هدمت وفقدت أبوابها وشبابيكها نتيجة الحرب الإيرانية على العراق بين 1980 – 1988 ووقوع الدار أصلاً على الحدود مع إيران، وأعادت وزارة الثقافة العراقية الكرّة لتحويل الدار إلى متحف، لكن المشروع توقف كلياً سنة 2003 بسبب نشوب الحرب واحتلال العراق.
 
يقول المتحدث الإعلامي لوزارة السياحة والآثار قاسم السوداني إن الدار المبنية من الطين والآجر تبلغ مساحتها 838 متراً مربعاً، تتكوّن من طبقتين، تضمّ طبقتها الأرضية ثماني غرف متجاورة يتوسطها فناء كبير (باحة وسطية) قضى فيها السياب طفولته، واستوحى من فنائها وملحقاتها وبساتين النخيل المحيطة بها، معظم قصائده، مثل قصيدة دار جدي ومنزل الأقنان، مثلما خلّد النهر الصغير الذي يقطع قريته بالعديد من القصائد، حتى صار بويب أشهر من أن يعرّف به، كما خلد شباك وفيقة المجاور لهذه الدار.
 
من جانبه كشف مستشار محافظ البصرة لشؤون التراث والآثار هاشم محمد علي العزام أن مشروع إعادة بناء دار الشاعر الكبير بدر شاكر السياب نُفذ ليكون متحفاً شخصياً ومنتدى ثقافياً، وأن “الدار بحلتها الجديدة تحتوي على قاعة مخصصة لاستضافة الندوات والمهرجانات الثقافية والأدبية”، مضيفاً أن “بعض غرف الدار ستخصص لعرض مقتنيات السياب وأعماله الشعرية”.
 
الحكومة المحلية في البصرة، بدورها، أكدت شروع مديرية الموارد المائية بكري وتقويم مسار نهر بويب الذي ذكره السياب كثيراً في شعره، وكاد أن يندرس في الأعوام الأخيرة.
 
وتضمن حفل الافتتاح، الذي جرى، الأحد، وحضره وزير السياحة والآثار عادل فهد الشرشاب ومحافظ البصرة ماجد النصراوي وعدد من الشعراء والمثقفين وابنة الشاعر آلاء السياب، معرضاً تشكيلياً شخصيا للفنان البصري الكبير عبد العزيز الدهر حمل عنوان (مدينتي بعيون متعددة)، كما عزفت بعض المقطوعات الموسيقية من وحي البصرة وتراثها الجميل، فضلا عن مشاركة مركز تراث البصرة، أحد تشكيلات العتبة العباسية في كربلاء بمعرض فوتوغرافي ضم عدداً من الصور التي تمثل أهم المواقع التراثية في المحافظة. وزُينت باحة الدار بتمثال جبسي للفنان التشكيلي فاضل البصري مثل فيه الشاعر لحظة وفاته وهو يحتضن كتابَا.
 
وبدر شاكر السياب 1926-1964 شاعر عراقي ولد بقرية “جيكور” جنوب شرق البصرة في أسرة ريفية محافظة تتجر بالنخيل، ويعدّ واحداً من الشعراء المشهورين في الوطن العربي في القرن العشرين، كما يعد أحد مؤسسي الشعر الحر في الأدب العربي الحديث.
 
وكان اتحاد كتاب وأدباء الإمارات، اقترح على الاتحادات والروابط والأسر العربية في اجتماعات المكتب الدائم للاتحاد العام للأدباء والكتاب العرب الذي انعقد في البحرين عام 2012، أن يكون العام 2014 عاماً للسياب، وتم إقرار هذا المقترح، وشهد العام الماضي الكثير من الاحتفاءات وآخرها في معرض بيروت للكتاب الذي تزامن مع الذكرى الخمسين لرحيل بدر شاكر السياب.
 
ومن أشهر المجاميع الشعرية للسياب “أنشودة المطر 1960” و”شناشيل ابنة الجلبي 1964” و”المومس العمياء 1954” و”المعبد الغريق 1962” وأزهار وأساطير 1950”.

شارك الخبر