اتهمت المعارضة اليمنية أمس، الرئيس علي عبدالله صالح، بالتخطيط لاستغلال المتمردين الحوثيين، للارتباط بما أسمته "محور إيران سوريا"، بهدف "قمع" الاحتجاجات الشعبية المناهضة له، منذ حوالي 10 شهور، بينما اتهمت السلطات اليمنية حزب "الإصلاح" الإسلامي المعارض، بالتخطيط لتنفيذ "أعمال تخريبية" في محافظة حضرموت جنوب شرق البلاد. وفيما أكدت مصادر قبلية ودبلوماسية بأن مسلحي
الحوثيين اشتبكوا خلال الأيام الماضية مع مناصرين لـ"اللقاء المشترك" المعارض في ظل تقارب على ما يبدو بينهم وبين نظام الرئيس صالح بعد أن خاضوا معه 6 حروب منذ 2004، مبينة أن الحوثيين الذين يقودهم عبدالملك الحوثي ومعقلهم محافظة صعدة شمال البلاد، يتوسعون ميدانياً "باتفاق" مع النظام.
وقال شيخ قبلي لفرانس برس "برزت حالة من التوسع الملحوظ لجماعة الحوثي في محافظة حجة والجوف وعمران شمال البلاد إضافة إلى صنعاء والمحويت" القريبة منها. وذكر هذا الشيخ الذي طلب عدم الكشف عن اسمه أن الحوثيين أحيوا ذكرى "تولي الإمام علي الخلافة"، في مدن صنعاء وجحانة بمنطقة خولان شرق العاصمة اليمنية إضافة إلى معقلهم في صعدة والجوف، كما شاركوا في الاحتفالات بمختلف أنحاء اليمن. وصرح أمين العكيمي رئيس مجلس قبائل بكيل أنه "حصل خلال هذه الاحتفالات في الجوف اشتباك بين الحوثيين وأنصار اللقاء المشترك الاثنين الماضي، أسفر عن مقتل 6 أشخاص، 3 من كل طرف". وكشف مصدر معارض من اللقاء المشترك عن "مواجهات مسلحة وقعت بين عناصر تابعة للحوثي وأنصار اللقاء في منطقة عاهم ومنطقة كشر والشرفين في محافظة حجة شمال البلاد، حيث سقط قتلى وجرحى". وذكر المصدر نفسه، أنه سجل توتراً شديداً بين الحوثيين والمعارضة في المحويت قرب صنعاء.
وأكدت مصادر متطابقة دبلوماسية وقبلية أن هذا "التوسع" الحوثي يأتي باتفاق مع الرئيس صالح لبناء تحالف جديد بينهم. وذكر مصدر دبلوماسي رفيع أن "الرئيس اليمني ليس العدو الأول للحوثيين بل التجمع الوطني للإصلاح" القريب من خط الإخوان المسلمين، إضافة إلى "اللواء المنشق علي محسن الأحمر الذي كان في مواجهتهم عندما كان الذراع اليمنى للرئيس". من ناحيتها، نفت جماعة الحوثي الأنباء التي تحدثت عن قيامها بالتوسع العسكري، خصوصاً في محافظة حجة المطلة على البحر الأحمر. وذكر الناطق الرسمي باسم ائتلاف اللقاء المشترك، محمد قحطان، لـ(الاتحاد) أن هناك محاولة من النظام للارتباط بمحور إيران سوريا، مشيراً إلى أن الرئيس صالح "يحاول أن يوظف الحوثيين في هذا المحور.. بهدف قمع الثورة الشعبية" المطالبة بإسقاطه.
ونفى بيان للمكتب الإعلامي لزعيم الجماعة عبدالملك الحوثي، الاتهامات الموجهة لجماعته بـ"التوسع العسكري" في محافظة حجة، معتبراً أنها تأتي في "إطار التهويل الإعلامي المغرض والتقديم المزيف للواقع". وأشار البيان إلى أن الجماعة ترفض استخدام "قوة السلاح" ضد المجتمع، للترويج بأفكارها، مؤكداً أنها "دائماً مع السلم والتعايش". وقال "ما يحصل في بعض مديريات محافظة حجة، هو دفاع يقوم به أبناء تلك المناطق، وليسوا مستوردين كما يصور بعض المغرضين، وإنما هم أبناؤها يدافعون عن أنفسهم في بيوتهم وقراهم وبين مزارعهم ضد عدوان ممنهج". وكان الحزب الاشتراكي وهو ثاني أبرز مكونات ائتلاف "اللقاء المشترك" المعارض، اتهم الحوثيين باغتيال أحد مسؤوليه في محافظة حجة، الثلاثاء الماضي.
وقال الحزب الاشتراكي، في بيان، أمس الأول، إن مسلحين حوثيين أطلقوا النار على سكرتير الحزب في بلدة أفلح الشام، وسط حجة، يحيى أبو هادي، ما أدى إلى مقتله على الفور، واصفاً هذا الهجوم بـ"المتطرف". واتهم البيان من وصفها بـ"بقايا النظام"، بالترويج لـ"الحوثيين" بالسيطرة على بعض المناطق في محافظة حجة داعياً في الوقت ذاته، "العقلاء من الحوثيين" إلى سرعة التدخل "لوضع حد لمثل هذه "الأعمال الإرهابية". غير أن جماعة الحوثي أكدت، أمس في بيان أصدرته تعقيباً على بيان الحزب الاشتراكي، أن حادثة اغتيال المسؤول في الحزب الاشتراكي، كانت "رداً" على "عدوان" استهدف أتباعها في بلدة أفلح الشام، نافية أي دوافع "سياسية أو عدائية" وراء الحادثة.
إلى ذلك، اتهمت وزارة الدفاع اليمنية، "قيادات" في حزب الإصلاح المعارض، بتحويل نشاط جمعية إنسانية خيرية، في محافظة حضرموت إلى نشاط عسكري "تخريبي". وأعلنت السلطات اليمنية، ليل الثلاثاء، ضبط سيارة محملة بالأسلحة والذخائر، كانت في طريقها إلى مدينة المكلا، عاصمة حضرموت. وكشفت الوزارة عبر موقعها الإلكتروني أمس، عن هوية الشخصين اللذين كانا على متن السيارة المضبوطة، وعلى متنها 34 بندقية، نوع كلاشنكوف، و370 مخزنا للرصاص سعة 30 طلقة"، مشيرة إلى أن أحدهما يشغل منصب الأمين العام لجمعية "رعاية طالبي العلم" الخيرية، فيما يشغل الثاني منصباً إداريا بالجمعية، الناشطة في حضرموت. وأوضحت الوزارة أنهما كانا في مهمة لـ"توزيع الأسلحة على عناصر ميليشيات حزب الإصلاح لتنفيذ أعمال تخريبية".
وفيما اكتنف الغموض خلال اليومين الماضيين، المفاوضات الجارية بين السلطة والمعارضة، بشأن عملية نقل السلطة في اليمن، تظاهر عشرات آلاف المحتجين اليمنيين، أمس للمطالبة برحيل اصالح ومحاكمته، بتهم قتل مئات المدنيين منذ اندلاع موجة الاحتجاجات قبل نحو عشرة شهور. وخرج المتظاهرون في مسيرات حاشدة جابت عدداً من شوارع العاصمة صنعاء، ومدن تعز، الحديدة، إب، شبوة، ولحج، وهم يهتفون بشعارات منددة بالنظام الحاكم، ومطالبة باعتقال صالح ونجله وأبناء شقيقه. كما طالب المتظاهرون بتجميد عضوية اليمن في الجامعة على غرار ما جرى لسوريا.
بالمقابل، دعا مواطنون، أطلقوا على أنفسهم اسم "شباب الفئة الصامتة"، إلى الخروج في مسيرة احتجاجية، اليوم الخميس، بالعاصمة صنعاء، للمطالبة برحيل السلطة والمعارضة، لإنهاء الأزمة الراهنة. وترمز "الفئة الصامتة" إلى غالبية الشعب اليمني التي تؤيد الحزب الحاكم أو المعارضة، خلال موجة الاحتجاجات الحالية.
*عقيل الحـلالي
الحوثيين اشتبكوا خلال الأيام الماضية مع مناصرين لـ"اللقاء المشترك" المعارض في ظل تقارب على ما يبدو بينهم وبين نظام الرئيس صالح بعد أن خاضوا معه 6 حروب منذ 2004، مبينة أن الحوثيين الذين يقودهم عبدالملك الحوثي ومعقلهم محافظة صعدة شمال البلاد، يتوسعون ميدانياً "باتفاق" مع النظام.
وقال شيخ قبلي لفرانس برس "برزت حالة من التوسع الملحوظ لجماعة الحوثي في محافظة حجة والجوف وعمران شمال البلاد إضافة إلى صنعاء والمحويت" القريبة منها. وذكر هذا الشيخ الذي طلب عدم الكشف عن اسمه أن الحوثيين أحيوا ذكرى "تولي الإمام علي الخلافة"، في مدن صنعاء وجحانة بمنطقة خولان شرق العاصمة اليمنية إضافة إلى معقلهم في صعدة والجوف، كما شاركوا في الاحتفالات بمختلف أنحاء اليمن. وصرح أمين العكيمي رئيس مجلس قبائل بكيل أنه "حصل خلال هذه الاحتفالات في الجوف اشتباك بين الحوثيين وأنصار اللقاء المشترك الاثنين الماضي، أسفر عن مقتل 6 أشخاص، 3 من كل طرف". وكشف مصدر معارض من اللقاء المشترك عن "مواجهات مسلحة وقعت بين عناصر تابعة للحوثي وأنصار اللقاء في منطقة عاهم ومنطقة كشر والشرفين في محافظة حجة شمال البلاد، حيث سقط قتلى وجرحى". وذكر المصدر نفسه، أنه سجل توتراً شديداً بين الحوثيين والمعارضة في المحويت قرب صنعاء.
وأكدت مصادر متطابقة دبلوماسية وقبلية أن هذا "التوسع" الحوثي يأتي باتفاق مع الرئيس صالح لبناء تحالف جديد بينهم. وذكر مصدر دبلوماسي رفيع أن "الرئيس اليمني ليس العدو الأول للحوثيين بل التجمع الوطني للإصلاح" القريب من خط الإخوان المسلمين، إضافة إلى "اللواء المنشق علي محسن الأحمر الذي كان في مواجهتهم عندما كان الذراع اليمنى للرئيس". من ناحيتها، نفت جماعة الحوثي الأنباء التي تحدثت عن قيامها بالتوسع العسكري، خصوصاً في محافظة حجة المطلة على البحر الأحمر. وذكر الناطق الرسمي باسم ائتلاف اللقاء المشترك، محمد قحطان، لـ(الاتحاد) أن هناك محاولة من النظام للارتباط بمحور إيران سوريا، مشيراً إلى أن الرئيس صالح "يحاول أن يوظف الحوثيين في هذا المحور.. بهدف قمع الثورة الشعبية" المطالبة بإسقاطه.
ونفى بيان للمكتب الإعلامي لزعيم الجماعة عبدالملك الحوثي، الاتهامات الموجهة لجماعته بـ"التوسع العسكري" في محافظة حجة، معتبراً أنها تأتي في "إطار التهويل الإعلامي المغرض والتقديم المزيف للواقع". وأشار البيان إلى أن الجماعة ترفض استخدام "قوة السلاح" ضد المجتمع، للترويج بأفكارها، مؤكداً أنها "دائماً مع السلم والتعايش". وقال "ما يحصل في بعض مديريات محافظة حجة، هو دفاع يقوم به أبناء تلك المناطق، وليسوا مستوردين كما يصور بعض المغرضين، وإنما هم أبناؤها يدافعون عن أنفسهم في بيوتهم وقراهم وبين مزارعهم ضد عدوان ممنهج". وكان الحزب الاشتراكي وهو ثاني أبرز مكونات ائتلاف "اللقاء المشترك" المعارض، اتهم الحوثيين باغتيال أحد مسؤوليه في محافظة حجة، الثلاثاء الماضي.
وقال الحزب الاشتراكي، في بيان، أمس الأول، إن مسلحين حوثيين أطلقوا النار على سكرتير الحزب في بلدة أفلح الشام، وسط حجة، يحيى أبو هادي، ما أدى إلى مقتله على الفور، واصفاً هذا الهجوم بـ"المتطرف". واتهم البيان من وصفها بـ"بقايا النظام"، بالترويج لـ"الحوثيين" بالسيطرة على بعض المناطق في محافظة حجة داعياً في الوقت ذاته، "العقلاء من الحوثيين" إلى سرعة التدخل "لوضع حد لمثل هذه "الأعمال الإرهابية". غير أن جماعة الحوثي أكدت، أمس في بيان أصدرته تعقيباً على بيان الحزب الاشتراكي، أن حادثة اغتيال المسؤول في الحزب الاشتراكي، كانت "رداً" على "عدوان" استهدف أتباعها في بلدة أفلح الشام، نافية أي دوافع "سياسية أو عدائية" وراء الحادثة.
إلى ذلك، اتهمت وزارة الدفاع اليمنية، "قيادات" في حزب الإصلاح المعارض، بتحويل نشاط جمعية إنسانية خيرية، في محافظة حضرموت إلى نشاط عسكري "تخريبي". وأعلنت السلطات اليمنية، ليل الثلاثاء، ضبط سيارة محملة بالأسلحة والذخائر، كانت في طريقها إلى مدينة المكلا، عاصمة حضرموت. وكشفت الوزارة عبر موقعها الإلكتروني أمس، عن هوية الشخصين اللذين كانا على متن السيارة المضبوطة، وعلى متنها 34 بندقية، نوع كلاشنكوف، و370 مخزنا للرصاص سعة 30 طلقة"، مشيرة إلى أن أحدهما يشغل منصب الأمين العام لجمعية "رعاية طالبي العلم" الخيرية، فيما يشغل الثاني منصباً إداريا بالجمعية، الناشطة في حضرموت. وأوضحت الوزارة أنهما كانا في مهمة لـ"توزيع الأسلحة على عناصر ميليشيات حزب الإصلاح لتنفيذ أعمال تخريبية".
وفيما اكتنف الغموض خلال اليومين الماضيين، المفاوضات الجارية بين السلطة والمعارضة، بشأن عملية نقل السلطة في اليمن، تظاهر عشرات آلاف المحتجين اليمنيين، أمس للمطالبة برحيل اصالح ومحاكمته، بتهم قتل مئات المدنيين منذ اندلاع موجة الاحتجاجات قبل نحو عشرة شهور. وخرج المتظاهرون في مسيرات حاشدة جابت عدداً من شوارع العاصمة صنعاء، ومدن تعز، الحديدة، إب، شبوة، ولحج، وهم يهتفون بشعارات منددة بالنظام الحاكم، ومطالبة باعتقال صالح ونجله وأبناء شقيقه. كما طالب المتظاهرون بتجميد عضوية اليمن في الجامعة على غرار ما جرى لسوريا.
بالمقابل، دعا مواطنون، أطلقوا على أنفسهم اسم "شباب الفئة الصامتة"، إلى الخروج في مسيرة احتجاجية، اليوم الخميس، بالعاصمة صنعاء، للمطالبة برحيل السلطة والمعارضة، لإنهاء الأزمة الراهنة. وترمز "الفئة الصامتة" إلى غالبية الشعب اليمني التي تؤيد الحزب الحاكم أو المعارضة، خلال موجة الاحتجاجات الحالية.
*عقيل الحـلالي