الرئيسية / شؤون محلية / موفد الأمم المتحدة يعتزم زيارة تعز للإطلاع على حجم المآسي في قمع الثورة
موفد الأمم المتحدة يعتزم زيارة تعز للإطلاع على حجم المآسي في قمع الثورة

موفد الأمم المتحدة يعتزم زيارة تعز للإطلاع على حجم المآسي في قمع الثورة

16 نوفمبر 2011 10:01 صباحا (يمن برس)
أكدت مصادر سياسية يمنية أن موفد الأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن جمال بن عمر وافق أمس على زيارة مدينة تعز (256 كيلو متر جنوب صنعاء) للإطلاع على حجم المآسي التي طالت هذه المدينة منذ عدة شهور على أيدي قوات نظام الرئيس علي عبد الله صالح.

وذكرت لـ(القدس العربي) أن موافقة بن عمر لزيارة مدينة تعز جاءت بعد دعوة قيادات المعارضة اليمنية له لزيارتها وإصرار المعارضة على ذلك في محاولة منها لإطلاعه ميدانيا على فداحة المآسي الإنسانية وحجم الأضرار المادية والمعاناة اليومية لسكان مدينة تعز جراء القصف العشوائي من قبل قوات نظام الرئيس صالح الذي يطال المناطق السكنية في كافة أرجاء المدينة.

الحياة اليومية في مدينة تعز تحوّلت إلى جحيم منذ 29 آيار (مايو) الماضي، أي منذ (المحرقة) الشهيرة التي قامت بها القوات الموالية لنظام صالح باقتحام ساحة الحرية التي يرابط فيها المعتصمون منذ 11 شباط (فبراير) الماضي وإحراق خيم المعتصمين فيها كما أحرقت خيم العديد من المعاقين حركيا بمن فيها من المعتصمين، إثر عدم قدرتهم على الهروب من عملية الاقتحام.

خمسة أشهر ونصف منذ تلك المحرقة وتعز تعيش سلسلة من القصف اليومي العنيف والمآسي المستمرة والمجازر المتكررة، آخرها مجزرة الجمعة الماضية، التي طالت مصلى النساء وسقطت إثرها ثلاث متظاهرات على الفور فيما لقيت امرأتين أخريين مصرعهما في أماكن أخرى، فيما طالت عمليات القصف مناطق عديدة من المدينة بما فيها المستشفى التي يتعالج فيها الثوار، وتجاوزت إحصائية قتلى الجمعة العشرين مدنيا.

وأصبحت مدينة تعز تعيش حالة مختلفة غير التي عهدها سكانها من قبل، بعيدا عن المواجهات وبعيدا عن المشاكل الامنية التي طالت العديد من المدن الأخرى في اليمن خلال العقود الماضية خلال فترة نظام صالح.

حصل هذا التحول إثر إدخال هذه المدينة التي يطلق عليها أبناؤها (المدينة الحالمة) في دوامة الصراع العسكري غير المسبوق بين القوات الموالية للرئيس صالح وبين مسلحين قبليين أعلنوا، عقب المحرقة، تطوعهم بحماية شباب الثورة الذين طالهم الأذى، بسبب عدم وجود قوات من الجيش المؤيد للثورة لحماية الثوار كما هو حاصل في العاصمة صنعاء.

الاقتتال اليومي والقصف العشوائي، أصبح هو المشهد المألوف حاليا في مدينة تعز، ولا أحد يجرؤ على الكلام إلا عبر فوهات البندقية، الذي خلق من محافظة تعز شخصية جديدة غير التي كانت مرسومة في مخيّلة اليمنيين، كمنطقة هادئة وجميلة بمدنيّة سكانها وعدم حملهم للسلاح، وتميزّها بأنها المدينة الصناعية الأولى وذو المخزون البشري الأكبر في اليمن، كما تحتل شرف العاصمة الثقافية للبلاد، في ظل المستوى التعليمي الأعلى لأبنائها، مقارنة ببقية المحافظات اليمنية الأخرى.

'أصبحت الحياة حاليا في مدينة تعز مصابة بالشلل، لا أحد يقدر على المشي في الشوارع أو التجوّل في فترة المساء، إثر القصف الذي لم تسلم منه أي منطقة، كما أن أغلب شوارع المدينة مغلقة أو مليئة بالمسلحين، من أي من الطرفين المتصارعين، وفقد الأمان فيها إلى حد كبير'، وفقا للعديد من سكان تعز الذين أكدوا لـ(القدس العربي) أنهم يعيشون في 'ساحة حرب وليس في مدينة لها حرمتها وكرامتها'.

وأوضحوا أن مدينة تعز تتحول في المساء إلى 'مدينة شباح'، لا أحد يستطيع الانتقال من حي إلى آخر، كما لا يستطيع الوصول إلى المستشفيات أو إلى الخدمات الضرورية، إثر (القصف) و(القنص) الذي أصبح يطارد سكان تعز في كافة أرجاء المدينة ليلا بدرجة أعلى.

ومنذ السبت الماضي دعا الثوار إلى الإضراب الشامل في مدينة تعز تنديدا بالمجازر التي ارتكبتها قوات النظام ضد المتظاهرين وضد المدنيين بشكل عام، استجاب لهذه الدعوة الغالبية من موظفي وعمال وتجار المدينة، غير أن هذا الاضراب خنق المدينة وأصابها الحياة فيها بالشلل التام.

العديد من الشخصيات النخبوية في تعز اتهمت نظام صالح بأنه يمارس (عمليات انتقام) و(تطهير مناطقي) ضد أبناء محافظة تعز، لأنهم أول من فجّروا الثورة الشبابية الشعبية ضد نظامه في تعز، حيث انطلقت الشرارة الأولى للثورة اليمنية، وبالتالي تمارس قوات نظام صالح أبشع المجازر ضد تعز، ولم تلتزم بأي اتفاق هدنة لوقف إطلاق النار في تعز، رغم تنفيذ العديد من اتفاقيات وقف إطلاق النار في صنعاء وغيرها، خلال المواجهات المسلحة التي شهدتها الشهور الماضية بين القوات الموالية لصالح وبين نظيرتها من القوات القبلية المؤيدة للثورة.

وأخيرا أكد أحد المقربين من صالح لـ(القدس العربي) أنه سمع صالح قبيل محرقة تعز بأيام يقول 'لا أخشى من تعز، سأقودها بطعم عسكر'، غير أن نظرة صالح هذه خابت أمام التحرّك غير المسبوق لرجال الأرياف المسلحين الذين تحمّسوا لحماية شباب الثورة في تعز المطالبين بإسقاط النظام.
شارك الخبر