الرئيسية / شؤون محلية / وثيقة سرية لويكليكس : صالح يتوسل لخصومه أن يعطوه عكس ما يريد، لكي يمنحوه ما يريد
وثيقة سرية لويكليكس : صالح يتوسل لخصومه أن يعطوه عكس ما يريد، لكي يمنحوه ما يريد

وثيقة سرية لويكليكس : صالح يتوسل لخصومه أن يعطوه عكس ما يريد، لكي يمنحوه ما يريد

12 نوفمبر 2011 08:01 صباحا (يمن برس)
كشفت أحد البرقيات التي صنفت تحت بند " سري " وصادرة بتاريخ 2009م , عن مدى مكر الرئيس صالح وعجز معارضيه وعدم كفاءتهم.

وأضافت تلك البرقية القول " أن صالح سعى بالدفع باليمن نحو نحو الهاوية (من أجل الحصول على أفضل النتائج )، وسياسة "النفسية العكسية" (منع غير المرغوب من أجل أن يصير مرغوبا) وبمعرفة نقاط ضعف المعارضة.

تفاصيل العملية تبين مدى احتراف صالح، كما تبين أن أحزاب المعارضة السياسية هي أعدى أعداء نفسها.

مأرب برس ينشر نص البرقية :

رقم البرقية: 08 SANAA1830
تصنيفها: سري
تأريخها: 2009-03-25 10:52
تاريخ النشر: 2011-08-30 01:44
المصدر: السفارة الأمريكية بصنعاء

الملخص
1- الاتفاق على تأجيل الانتخابات البرلمانية منح الحزب الحاكم عامين إضافيين للبقاء في السلطة بدون إجراء انتخابات، وحرم المعارضة من كل مطالبها تقريبا. وبينما استقبل المانحون ذلك بفتور، فإنه على الصعيد الداخلي نصر عظيم حققه صالح من خلال توليفة بارعة من سياسة الدفع نحو الهاوية (من الأجل الحصول على أفضل النتائج )، وسياسة "النفسية العكسية" (منع غير المرغوب من أجل أن يصير مرغوبا) وبمعرفة نقاط ضعف المعارضة. تفاصيل العملية تبين مدى احتراف صالح، كما تبين أن أحزاب المعارضة السياسية هي أعدى أعداء نفسها.

التوصل لاتفاق
2- في 25 فبراير و قبل وقت قصير من الموعد الدستوري للدعوة للإنتخابات، وقع ممثلون عن الحزب الحاكم في اليمن وأحزاب المعارضة على اتفاق تؤجل بموجبه الانتخابات البرلمانية المقررة في 27 أبريل لمدة عامين. الاتفاق أنهى ستة أشهر من المناكفات بين المؤتمر الشعبي العام الحاكم وأحزاب اللقاء المشترك. ولم تحقق المعارضة من خلال الوثيقة الموقعة سوى وعود لبحث الإصلاحات، لكن لا شيء من الأهداف التي سعت لها من خلال تهديد بالمقاطعة و التي وردت في "رؤيتها" للانتخابات. المكسب الوحيد للقاء المشترك كان هو التأجيل ذاته. و على الرغم من أن النتائج أغضبت المانحين، و ستؤدي على مايبدو إلى متاعب لليمن في المستقبل، فإن المستفيد الحقيقي كمايبدو في نهاية المطاف من تهديدات المشترك بالمقاطعة هو الرئيس صالح. التمعن في الطريقة التي مـُرر بها الاتفاق تكشف مكر الرئيس صالح وعجز معارضيه وعدم كفاءتهم.

طلب ما لا نفع فيه
3- بعد التعيينات المثيرة للجدل لأعضاء "اللجنة العليا للانتخابات والاستفتاء" في اغسطس 2008، أصر الرئيس وأعضاء حزبه على إجراء الانتخابات البرلمانية في موعدها، مع المعارضة أو بدونها. لم يكن هذا السيناريو في مصلحة المؤتمر الشعبي العام. وعلى الرغم من أنه لم يكن هناك أدنى شك في استعادة الحزب الحاكم السيطرة على البرلمان، فإن انتخابات لا تشارك فيها المعارضة كان سيعتبرها المراقبون الدوليون غير شرعية. وحتى لو حقق صالح فوازا ساحقا، فإن ذلك كان سيعتبر خسارة فادحة لصالح الذي ظل تحت بريق آخر انتخابات "حرة ونزيهة" لأكثر من عام.

4- علاوة على ذلك، ليس هناك ما يضمن أن المؤتمر الشعبي مازال محتفظا بأرضيته. ففي الإنتخابات المحلية في 2008 خسر عدد من المرشحين المدعومين من المؤتمر الشعبي العام أمام مستقلين أو مرشحين غير مدعومين من المؤتمر. وخسارة مقاعد في انتخابات ليس فيها معارضة سيكون فقدان لماء الوجه، والذي سيجده الرئيس المنتشي عسيرا على الهضم.

5- والأهم من ذلك هو أن الغليان ضد الحكومة كان يعتمل تحت السطح، وانتخابات مثيرة للجدل كهذه كان يمكن لها أن تشعل شرارة الإحتجاجات ضد الحكومة. أعضاء المؤتمر كانوا مدركين أن المواجهة في هذه المعركة لن تكون عادية. رئيس الكتلة البرلمانية للمؤتمر سلطان البركاني اجتمع في 20 يناير ]مع مسئول في السفارة[ وقال أن الحزب الحاكم هو من يريد التأجيل والمعارضة هي التي تريد انتخابات. كما قال ذلك عضو المؤتمر نبيل الباشا ]لنفس المسئول في السفارة[ في 2 فبراير.

إصرار من أجل لا شيئ
6- لخمسة أشهر ظلت أحزاب اللقاء المشترك تدعو لتأجيل الانتخابات بشكل مباشر أو غير مباشر. وفي نوفمبر 2008 ، أفصح الأمين العام لحزب التجمع اليمني للإصلاح - عضو أحزاب اللقاء المشترك - عبد الوهاب الآنسي لـ ]مسؤول في السفارة[ أن الشروط التي طلبتها أحزاب اللقاء المشترك للمشاركة في الانتخابات لم تكن ممكنة التحقيق قبل أبريل. ومؤخرا قال ياسين سعيد نعمان الأمين العام للحزب الاشتراكي اليمني المعارض للمدير القـُطري للمعهد الوطني الديمقراطي "ثيرين هيثر"، أنه قبل ساعات من اعلان الاتفاق، رأى الحزب الاشتراكي اليمني أن هناك حاجة لتأجيل الانتخابات إلى حد يصل لسنتين.

7- و من المفارقات، أن أحزاب اللقاء المشترك كانت ستحصل على صفقة أفضل بكثير لو كانت على استعداد للتوقيع في وقت أقرب. و كما هو مبين في "اتفاق المبادئ" الذي عممه المعهد الوطني الديمقراطي في فبراير، فإن صالح والمؤتمر الشعبي العام كانوا على استعداد للتنازل لعدد من مطالب المعارضة. لكن بدلا من التسوية من أجل حل وسط، اختار أعضاء أحزاب اللقاء المشترك أن يـُستدرجوا للجدل فيما بينهم حول تفاصيل من أجل صفقات جانبية لا علاقة مباشرة لها بالانتخابات. و أخيرا، مع دنو الموعد النهائي، وجدت أحزاب اللقاء المشترك أن كرم خصمها قد نضب.

8- تقريبا بعد التوقيع مباشرة على الاتفاق، بدأت أحزاب اللقاء المشترك في محاولة النأى بنفسها عنه، كما انتقده أعضاء الأحزاب في الصحافة، و أكد نعمان (للمسؤول في السفارة) في 17 مارس بأن المعارضة لم تكن ترغب قط في التأجيل.

9- بالرفض العلني لتأجيل الانتخابات والتهديد بـ "المضي فيها منفردا" بدون أحزاب اللقاء المشترك، يكون صالح قد استخدام ببراعة علم "النفس العكسي"، كالأرنب "برير" في قصة العم ريموس (الذي كان يطلب من خصومه عكس مايريد ليمنحوه مايريد). ففي ديسمبر أرسل صالح رسالة إلى أحزاب اللقاء المشترك من خلال وسطاء أنه مستعد “للرضوخ" لتأجيل الانتخابات، ليظهر أنه قدم تضحية على مضض. وسواء كانت قصد الرئيس أو لم يقصد أن يكون موقفه هذا حيلة الضغط ، فإنه كان بالتأكيد كذلك. وقال نعمان لـ"ثيراين" بعد أيام من الاتفاق انه ورفاقه من أعضاء أحزاب اللقاء المشترك وقعوا خوفا من أن يمضي حزب المؤتمر الشعبي العام في الانتخابات من دون المعارضة.

10- كما بدا الآن، سيتمتع المؤتمر الشعبي العام بسنتين إضافيتين من السيطرة على البرلمان. حقق صالح مكاسب سياسية في حين تظاهر بأنه قد قدم تنازلا،على الرغم من عدم رضى المانحين عن التأجيل الذي قد يؤدي إلى مشاكل طويلة الأمد لليمن. في الوقت نفسه ، تحاول أحزاب اللقاء المشترك الاعتراض على ما طلبته وحصلت عليه، تماما كما فعلت في عام 2008 عندما رفضت تعيين قضاة في اللجنة العليا للانتخابات على الرغم من أنها صاحبة الفكرة أصلا. أحزاب اللقاء المشترك احتفظت بأسلحتها من أغسطس إلى فبراير وأداروا معركة جيدة، إلا أنهم خسروها في النهاية لصالح خصم أكثر منهم حنكة. كان ينبغي أن يكونوا أكثر حذرا لأنهم في مواجهة صالح ، الذي ولد وترعرعت في أحراش الأرنب "برير"!

توضيح من المترجم:
"الأرنب برير" هو شخصية محورية في قصص "العم ريموس" في جنوب الولايات المتحدة. و هو شخصية مخادعة ينجح من خلال ذكائه لا عضلاته بتكييف السلطة و الأعراف الاجتماعية وفقا لرغباته. المصدر: ويكيبيديا

*نقلاً عن موقع مأرب برس
الترجمة خاصة بمأرب برس

شارك الخبر