شهد اليمن أمس، مظاهرات حاشدة هي الأكبر منذ فترة طويلة على بدء الاحتجاجات المطالبة برحيل نظام الرئيس اليمني علي عبد الله صالح، وتزامنت هذه المظاهرات مع عودة المبعوث الأممي إلى اليمن لاستئناف وساطة الأمم المتحدة لحل الأزمة الراهنة في اليمن.
وقال شهود عيان لـ"الشرق الأوسط": "إن صنعاء وتعز شهدتا أكبر المظاهرات غير المسبوقة، وذلك لرفض أن يمنح الرئيس علي عبد الله صالح حصانة من الملاحقة القضائية، كما تنص المبادرة الخليجية". وقامت القوات الموالية للرئيس صالح بقصف عنيف على "ساحة الحرية" في مدينة تعز وحي الروضة، وأسفر القصف عن مقتل طفل وإصابة نحو 7 آخرين بجراح متفاوتة.
وقال سكان في تعز لـ"الشرق الأوسط" إن القصف كان عنيفا وعشوائيا وإنه أدى إلى نزوح عدد من العائلات من منازلهم في بعض الأحياء، بعد أن تهدمت تلك المنازل وبات سكان الأحياء السكنية المجاورة للساحة عرضة للقصف اليومي. وذكرت مصادر مطلعة في تعز أن "مسجد الرأفة" احترق جراء القصف الذي نفذته دبابات ومدفعيه الحرس الجمهوري التي تتمركز في "مستشفى الثورة" والذي تواصل حتى مساء أمس.
وجاءت هذه المظاهرات المناوئة لنظام الرئيس اليمني صالح، بالتزامن مع زيارة جديدة بدأها جمال بن عمر مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة، إلى صنعاء أمس، وذلك لمواصلة مساعيه للتوصل إلى تسوية للأزمة اليمنية، كما توصف، وهي المساعي المنصبة على مسألة الآلية التنفيذية للمبادرة الخليجية التي يرفض الرئيس علي صالح التوقيع عليها منذ عدة أشهر، وحسب ما تسرب من معلومات فإن مساعي المبعوث الأممي تنصب على إقناع الرئيس صالح باتخاذ قرار بنقل كافة صلاحياته إلى نائبه الفريق الركن عبد ربه منصور هادي، والذي بدوره سيقوم بالتوقيع نيابة عن صالح على المبادرة في ضوء مرسوم رئاسي سابق قضى بتكليفه بالتحاور مع المعارضة.
ويخضع الرئيس اليمني علي عبد الله صالح، الذي نجا من محاولة اغتيال في قصره الرئاسي في مطلع يونيو (حزيران) الماضي، لضغوط داخلية متصاعدة للرحيل عن السلطة بعد أن قضى فيها أكثر من 33 عاما، إضافة إلى ضغوط غربية لنقل السلطة سلميا، حيث يخشى الغرب أن ينغمس اليمن في أتون الفوضى والاحتراب الأهلي مع وجود مشكلات متعددة داخله وأهمها الحرب على الإرهاب متمثلا في تنظيم القاعدة.
وينتظر أن يجري المبعوث الأممي مشاورات جديدة في صنعاء بشأن آلية تنفيذ المبادرة الخليجية بصورة نهائية، بعد أشهر من انتظار التنفيذ، ومن المقرر أن يلتقي جمال بن عمر بأطراف في حزب المؤتمر الشعبي العام الحاكم وأحزاب المعارضة في تكتل اللقاء المشترك التي كثفت من نشاطها السياسي داخل وخارج اليمن. ونقل عن المبعوث الأممي قوله، لدى وصوله إلى صنعاء، إن زيارته تأتي لـ"متابعة الجهود السياسية لخروج اليمن من الأزمة الراهنة"، وإن هذه الزيارة "تأتي في إطار متابعة جهود الأمم المتحدة من أجل التسوية السياسية، وأتمنى أن تكون فرصة لحل القضايا العالقة بين الأطراف السياسية في اليمن".
وبحسب المراقبين، فإنه إذا ما فشلت هذه الزيارة للمبعوث الأممي والتي ربما تعد الأخيرة لبحث هذا الملف، فإن موقف الرئيس صالح أمام الدول الغربية سيكون سيئا، حيث كشف جوناثان وليكس السفير البريطاني في صنعاء، أن عقوبات ستتخذ بحق الرئيس صالح كتجميد أرصدته وأركان نظامه. وقال وليكس في حوار صحافي مع صحيفة "الصحوة" الأسبوعية الناطقة باسم حزب التجمع اليمني للإصلاح الإسلامي المعارض، إن الآلية التنفيذية للمبادرة الخليجية المطروحة للنقاش حاليا تنص على "ترتيب انتخابات رئاسية مبكرة بعد أشهر، بعدها فترة انتقالية لمدة سنة أو سنتين لبلورة دستور جديد ونظام برلماني أو رئاسي وحوار وطني حول مستقبل الدولة اليمنية والعلاقة بين المركز والأقاليم، والحوثيين والحراك والجنوب، يعني كل القضايا المصيرية المعروفة لليمن، وهذا يحتاج إلى نقاش مضن، وهذه الأشياء متروكة لليمنيين، لكن المجتمع الدولي وبريطانيا بالذات تصر على المشاركة الكاملة لاحترام تعددية الساحة اليمنية الاجتماعية والسياسية وتمثيل كل القوى السياسية في البلاد والمعاملة بين هذه القوى بشكل منفتح وديمقراطي".
وقال السفير البريطاني إن مجلس الأمن سينظر في قراره السابق بشان اليمن وإن هناك تحركا دبلوماسيا "من قبلنا وزملائنا وإن شاء الله سنحرز تقدما، لأننا سنراجع في مجلس الأمن القرار (2014) في 21 نوفمبر (تشرين الثاني) وقبل مراجعة القرار في مجلس الأمن ستكتمل المفاوضات ويمكن أن نقول لليمنيين إن جميع الأطراف اتفقت على جميع بنود القرار وهذا مهم جدا لأنني أتحدث عن كل الأطراف، لأن في القرار بنودا متعلقة بالنظام وبنودا متعلقة بالمعارضة وبنودا أخرى متعلقة بالكل، ونحتاج إلى الالتزام من كل الأطراف لكل بنود القرار، وبعدها - إن شاء الله - ندخل الفترة الانتقالية وهذا سيؤدي إلى نزع الفتيل والتهدئة وتحريك الأمور".
* صنعاء: عرفات مدابش
وقال شهود عيان لـ"الشرق الأوسط": "إن صنعاء وتعز شهدتا أكبر المظاهرات غير المسبوقة، وذلك لرفض أن يمنح الرئيس علي عبد الله صالح حصانة من الملاحقة القضائية، كما تنص المبادرة الخليجية". وقامت القوات الموالية للرئيس صالح بقصف عنيف على "ساحة الحرية" في مدينة تعز وحي الروضة، وأسفر القصف عن مقتل طفل وإصابة نحو 7 آخرين بجراح متفاوتة.
وقال سكان في تعز لـ"الشرق الأوسط" إن القصف كان عنيفا وعشوائيا وإنه أدى إلى نزوح عدد من العائلات من منازلهم في بعض الأحياء، بعد أن تهدمت تلك المنازل وبات سكان الأحياء السكنية المجاورة للساحة عرضة للقصف اليومي. وذكرت مصادر مطلعة في تعز أن "مسجد الرأفة" احترق جراء القصف الذي نفذته دبابات ومدفعيه الحرس الجمهوري التي تتمركز في "مستشفى الثورة" والذي تواصل حتى مساء أمس.
وجاءت هذه المظاهرات المناوئة لنظام الرئيس اليمني صالح، بالتزامن مع زيارة جديدة بدأها جمال بن عمر مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة، إلى صنعاء أمس، وذلك لمواصلة مساعيه للتوصل إلى تسوية للأزمة اليمنية، كما توصف، وهي المساعي المنصبة على مسألة الآلية التنفيذية للمبادرة الخليجية التي يرفض الرئيس علي صالح التوقيع عليها منذ عدة أشهر، وحسب ما تسرب من معلومات فإن مساعي المبعوث الأممي تنصب على إقناع الرئيس صالح باتخاذ قرار بنقل كافة صلاحياته إلى نائبه الفريق الركن عبد ربه منصور هادي، والذي بدوره سيقوم بالتوقيع نيابة عن صالح على المبادرة في ضوء مرسوم رئاسي سابق قضى بتكليفه بالتحاور مع المعارضة.
ويخضع الرئيس اليمني علي عبد الله صالح، الذي نجا من محاولة اغتيال في قصره الرئاسي في مطلع يونيو (حزيران) الماضي، لضغوط داخلية متصاعدة للرحيل عن السلطة بعد أن قضى فيها أكثر من 33 عاما، إضافة إلى ضغوط غربية لنقل السلطة سلميا، حيث يخشى الغرب أن ينغمس اليمن في أتون الفوضى والاحتراب الأهلي مع وجود مشكلات متعددة داخله وأهمها الحرب على الإرهاب متمثلا في تنظيم القاعدة.
وينتظر أن يجري المبعوث الأممي مشاورات جديدة في صنعاء بشأن آلية تنفيذ المبادرة الخليجية بصورة نهائية، بعد أشهر من انتظار التنفيذ، ومن المقرر أن يلتقي جمال بن عمر بأطراف في حزب المؤتمر الشعبي العام الحاكم وأحزاب المعارضة في تكتل اللقاء المشترك التي كثفت من نشاطها السياسي داخل وخارج اليمن. ونقل عن المبعوث الأممي قوله، لدى وصوله إلى صنعاء، إن زيارته تأتي لـ"متابعة الجهود السياسية لخروج اليمن من الأزمة الراهنة"، وإن هذه الزيارة "تأتي في إطار متابعة جهود الأمم المتحدة من أجل التسوية السياسية، وأتمنى أن تكون فرصة لحل القضايا العالقة بين الأطراف السياسية في اليمن".
وبحسب المراقبين، فإنه إذا ما فشلت هذه الزيارة للمبعوث الأممي والتي ربما تعد الأخيرة لبحث هذا الملف، فإن موقف الرئيس صالح أمام الدول الغربية سيكون سيئا، حيث كشف جوناثان وليكس السفير البريطاني في صنعاء، أن عقوبات ستتخذ بحق الرئيس صالح كتجميد أرصدته وأركان نظامه. وقال وليكس في حوار صحافي مع صحيفة "الصحوة" الأسبوعية الناطقة باسم حزب التجمع اليمني للإصلاح الإسلامي المعارض، إن الآلية التنفيذية للمبادرة الخليجية المطروحة للنقاش حاليا تنص على "ترتيب انتخابات رئاسية مبكرة بعد أشهر، بعدها فترة انتقالية لمدة سنة أو سنتين لبلورة دستور جديد ونظام برلماني أو رئاسي وحوار وطني حول مستقبل الدولة اليمنية والعلاقة بين المركز والأقاليم، والحوثيين والحراك والجنوب، يعني كل القضايا المصيرية المعروفة لليمن، وهذا يحتاج إلى نقاش مضن، وهذه الأشياء متروكة لليمنيين، لكن المجتمع الدولي وبريطانيا بالذات تصر على المشاركة الكاملة لاحترام تعددية الساحة اليمنية الاجتماعية والسياسية وتمثيل كل القوى السياسية في البلاد والمعاملة بين هذه القوى بشكل منفتح وديمقراطي".
وقال السفير البريطاني إن مجلس الأمن سينظر في قراره السابق بشان اليمن وإن هناك تحركا دبلوماسيا "من قبلنا وزملائنا وإن شاء الله سنحرز تقدما، لأننا سنراجع في مجلس الأمن القرار (2014) في 21 نوفمبر (تشرين الثاني) وقبل مراجعة القرار في مجلس الأمن ستكتمل المفاوضات ويمكن أن نقول لليمنيين إن جميع الأطراف اتفقت على جميع بنود القرار وهذا مهم جدا لأنني أتحدث عن كل الأطراف، لأن في القرار بنودا متعلقة بالنظام وبنودا متعلقة بالمعارضة وبنودا أخرى متعلقة بالكل، ونحتاج إلى الالتزام من كل الأطراف لكل بنود القرار، وبعدها - إن شاء الله - ندخل الفترة الانتقالية وهذا سيؤدي إلى نزع الفتيل والتهدئة وتحريك الأمور".
* صنعاء: عرفات مدابش