يقول بدر شاكر السياب: “أشعر أني عشت طويلا، رافقت جلجامش في مغامراته، وصاحبت عوليس في ضياعه، وعشت التاريخ العربي كله”. السياب الذي خاض بخياله الشعري أعماق بحار الأساطير واستطاع أن يعيد الماضي ويحيي التراث ويجسّده لتراه الأعين.
ورغم أن السياب توفي وهو له من العمر ما يقارب التسعة والثلاثين عاما، إلا أنه ترك لنا ثروة شعرية قيّمة، مازالت الذاكرة تحتفظ بها، بل وتحرسها من الضياع. ولد السياب في قرية جيكور العراقية عام 1925. ليخط لنفسه من هناك مسيرة لشاعر عراقي يعدّ واحدا من أهمّ الشعراء العرب في القرن العشرين، كما يعتبر أحد مؤسسي الشعر الحرّ في الأدب العربي الحديث.
كان السيّاب شاعرا قويا، اصطبغ شعره بصبغة حياته المتقلبة التي أبت الهدوء، هدّه الألم في شبابه، وشعر بالغربة القاسية وهو في بيئته. توفي السياب يوم 24 ديسمبر سنة 1964، بعد صراع مرير مع المرض، تاركا وراءه أعيننا تنظر إلى غابات النخيل، أو تتأمل الشرفات ساعة السحر.