تنبأت وثيقة دبلوماسية أميركية كشف عنها موقع ويكيليكس بما تشهده محافظة تعز من ثورة ضد نظام الرئيس علي عبد الله صالح حاليا.
ووصفت الوثيقة التي ينشرها «مأرب برس» محافظة تعز بأنها تتوسط اليمن ثقافيا وجغرافيا، وبأن سكانها يتحفزون للإصلاح السلمي، ويعزفون عن العنف..
وفيما يلي نص الوثيقة:
رقم البرقية: 09 SANAA2041
مصدرها: السفارة الأمريكية بصنعاء
التصنيف: سري
تأريخها: 9/11/2009
تأريخ نشر الوثيقة: 30/08/2011
الملخص
سكان تعز – المحافظة اليمنية الأكثر سكانا والعاصمة الثقافية والتعليمية لليمن – يتشاركون حصتهم من الإحباط الذي يعبر عنها سائر مواطنو البلاد: أزمة مياه، صعوبات اقتصادية، وقمع الحقوق كحرية الصحافة .
وعلى عكس جيرانهم الجنوبيين الذين يفكرون في الانفصال، أو القبائل المسلحة شرق صنعاء، أو المتمردين الحوثيين في الشمال، تتوسط تعز الشمال والجنوب ثقافيا وجغرافيا، ويتحفزون للإصلاح السلمي مع التركيز على العمل الجماهيري والمدني. على الرغم من أن سكان تعز أظهروا حتى الآن عزوفا عن العنف ، لكن النمو السكاني المتزايد في أوساط الشباب وارتفاع معدلات البطالة إلى جانب النقص الشديد في الموارد يؤشر إلى مستقبل من عدم الاستقرار .
إنه الاقتصاد يا صالح
تشكل المياه، والمشاكل الاقتصادية، وانتهاك حقوق الإنسان على امتداد اليمن أهم المخاوف لسكان تعز، حيث تـُحرم بعض الأسر من الماء لـ 16 إلى 17 يوم بحسب عبد الحافظ الفهد رئيس تجمع إصلاح تعز. التوزيع السكاني للمحافظة تشكل أيضا تهديدا لمستقبلها ولرخائها. و كما أن هذه المحافظة هي الأكثر سكانا، فهي أيضا تعاني من أزمة المياه الأكثر تفاقما وأعلى معدل للبطالة. المنظمات الخيرية تسد بعض النقص في الخدمات الحكومية، وفقا لما قاله شوقي أحمد هائل، رجل الأعمال المعروف وأحد أفراد عائلة هائل سعيد أنعم التي أسست أعمالها في تعز، ورئيس المجلس المحلي. شوقي قال أنه بالإضافة إلى جمعية هائل سعيد الخيرية، فإن جمعية الإصلاح الاجتماعي تقدم مساعدات مستمرة. وقال أيضا أن الجمعيات الخيرية السلفية المتواجدة في مناطق أخرى من البلاد لها أيضا تواجد في المحافظة خلال في رمضان، ولكنها فيما يبدو تختفي سائر أيام السنة .
" مجزرة" للحقوق
وفقا لـ "مركز المعلومات والتأهيل لحقوق الإنسان" وهو منظمة محلية غير حكومية ، فإن غياب التمنية مثل توفير الخدمات الأساسية يـُعد مشكلة حقوقية أيضا. و وفق ما قالته رشا يحي في المركز: "لكل تشغل جهاز الكمبيوتر تحتاج إلى كهرباء قبل أن تبدأ القراءة أو التدوين حول حقوق الإنسان". و يشكو المواطنون أيضا من قمع الحريات الصحفية في 2009. وبرغم أنه لم تغلق أي صحيفة في تعز أو تفرض عليها الرقابة فإن غازي السامعي - محامي في المركز – يقول "شعرنا أن الهجوم على حرية الصحافة هذا العام يمثل مجزرة." و يشكو البعض من التراخي في فرض القوانين التي تحمي الحقوق والتنمية. ويقول شوقي هائل: "بالتأكيد اليمن لديها قوانين، لكن القانون الفعلي هو النفوذ الشخصي وليس ما احتوته النصوص. شوقي اشتكى من أنه توجب عليه أن يتصل بالرئيس صالح شخصيا لحل مسائل تافهة تتعلق بالحكم المحلي والمبادرات التنموية .
" تعز لن تجنح نحو العنف كالجنوب "
بسبب الشعور بالمرارة لغياب التمنية بالإضافة للجمود السياسي، يلجأ سكان تعز للاحتجاج السلمي، مركزين على المجتمع المدني للدفع نحو الإصلاح. ومدعوما بمبادرة الشراكة الشرق أوسطية و برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، يعمل مركز المعلومات والتأهيل لحقوق الإنسان على زيادة العمل الجماهيري وإشراك المواطنين، مع التركيز بشكل خاص على الشباب. في 22 أكتوبر أثارت "الحركة الشعبية للعدالة والتغيير" المؤسسة حديثا والتي يرأسها النائب الاشتراكي سلطان السامعي، أثارت عناوين كبيرة في جميع أنحاء البلاد، عندما شنت قوات الأمن حملة شرسة على مظاهرة سلمية وسط المدينة. الحركة التي أسسها سياسيون وأكاديميون ومفكرون تركز على التنمية عوضا عن السياسة. يقول شوقي هائل: تعز لن تجنح إلى العنف كالجنوب. الناس هنا يكتبون مقالات أو يلقون خطبا أو ينظمون مسيرات". في حين يقول أعضاء في المجتمع المدني والإعلام أن الحركة تحظى بدعم شعبي واسع، يقول شوقي هائل: "الناس هنا متذمرون، كما هم عليه في كل مكان ."
يقول شوقي هائل: أن التركيز هو على زيادة سلطات الحكم المحلي، وان تعز جاهزة لحكم نفسها لو كانت مبادرة اللامركزية الجامدة منذ وقت طويل قد نفذ منها شيء. و قال قادة الحزب الاشتراكي المعارض في تعز أن محافظتهم كانت السباقة في بحث مبادرة الإنقاذ الوطني لأحزاب اللقاء المشترك. و على عكس الحراك الجنوبي، يدافع مشترك تعز عن أجل إصلاح شامل وليس عن استقلال. و بالعودة إلى خطة الإنقاذ الوطني، يقول رئيس الدائرة السياسية للتجمع اليمني للإصلاح في تعز أحمد عبد الملك: " تتهمنا الحكومة بعد امتلاك رؤية وطنية، حسنا هاهي رؤيتنا "
تعليق
رغم أن المزاج في تعز أكثر هدوءً منه في سائر أنحاء اليمن، فإن التنبؤات السياسية و الاقتصادية للمحافظة قاتمة .
ليس لتعز التاريخ الاستقلالي الذي للجنوب، وليس أهلها المتحضرون عرضة لانتهاج العنف كالقبائل المسلحة في الشمال والشرق. و بموقعها بين فكي الشمال والجنوب، فإن المزاج العام في تعز الآن واقع بين الانتظار والترقب، ويواصل أهلها السير على خيط رفيع بين الوفرة في صنعاء والحرمان في الجنوب المضطرب .
ما يزال صالح يعتمد بقوة على تعز الكثيرة السكان في التجارة وفي بعض الدعم السياسي. و سيحسن صنعا لو تعلم درسا من الجنوب، وعالج المظالم الاقتصادية للمحافظة قبل أن تتحول على سياسية.
*ترجمة: عبدالله سلام
الترجمة خاصة بمأرب برس
ووصفت الوثيقة التي ينشرها «مأرب برس» محافظة تعز بأنها تتوسط اليمن ثقافيا وجغرافيا، وبأن سكانها يتحفزون للإصلاح السلمي، ويعزفون عن العنف..
وفيما يلي نص الوثيقة:
رقم البرقية: 09 SANAA2041
مصدرها: السفارة الأمريكية بصنعاء
التصنيف: سري
تأريخها: 9/11/2009
تأريخ نشر الوثيقة: 30/08/2011
الملخص
سكان تعز – المحافظة اليمنية الأكثر سكانا والعاصمة الثقافية والتعليمية لليمن – يتشاركون حصتهم من الإحباط الذي يعبر عنها سائر مواطنو البلاد: أزمة مياه، صعوبات اقتصادية، وقمع الحقوق كحرية الصحافة .
وعلى عكس جيرانهم الجنوبيين الذين يفكرون في الانفصال، أو القبائل المسلحة شرق صنعاء، أو المتمردين الحوثيين في الشمال، تتوسط تعز الشمال والجنوب ثقافيا وجغرافيا، ويتحفزون للإصلاح السلمي مع التركيز على العمل الجماهيري والمدني. على الرغم من أن سكان تعز أظهروا حتى الآن عزوفا عن العنف ، لكن النمو السكاني المتزايد في أوساط الشباب وارتفاع معدلات البطالة إلى جانب النقص الشديد في الموارد يؤشر إلى مستقبل من عدم الاستقرار .
إنه الاقتصاد يا صالح
تشكل المياه، والمشاكل الاقتصادية، وانتهاك حقوق الإنسان على امتداد اليمن أهم المخاوف لسكان تعز، حيث تـُحرم بعض الأسر من الماء لـ 16 إلى 17 يوم بحسب عبد الحافظ الفهد رئيس تجمع إصلاح تعز. التوزيع السكاني للمحافظة تشكل أيضا تهديدا لمستقبلها ولرخائها. و كما أن هذه المحافظة هي الأكثر سكانا، فهي أيضا تعاني من أزمة المياه الأكثر تفاقما وأعلى معدل للبطالة. المنظمات الخيرية تسد بعض النقص في الخدمات الحكومية، وفقا لما قاله شوقي أحمد هائل، رجل الأعمال المعروف وأحد أفراد عائلة هائل سعيد أنعم التي أسست أعمالها في تعز، ورئيس المجلس المحلي. شوقي قال أنه بالإضافة إلى جمعية هائل سعيد الخيرية، فإن جمعية الإصلاح الاجتماعي تقدم مساعدات مستمرة. وقال أيضا أن الجمعيات الخيرية السلفية المتواجدة في مناطق أخرى من البلاد لها أيضا تواجد في المحافظة خلال في رمضان، ولكنها فيما يبدو تختفي سائر أيام السنة .
" مجزرة" للحقوق
وفقا لـ "مركز المعلومات والتأهيل لحقوق الإنسان" وهو منظمة محلية غير حكومية ، فإن غياب التمنية مثل توفير الخدمات الأساسية يـُعد مشكلة حقوقية أيضا. و وفق ما قالته رشا يحي في المركز: "لكل تشغل جهاز الكمبيوتر تحتاج إلى كهرباء قبل أن تبدأ القراءة أو التدوين حول حقوق الإنسان". و يشكو المواطنون أيضا من قمع الحريات الصحفية في 2009. وبرغم أنه لم تغلق أي صحيفة في تعز أو تفرض عليها الرقابة فإن غازي السامعي - محامي في المركز – يقول "شعرنا أن الهجوم على حرية الصحافة هذا العام يمثل مجزرة." و يشكو البعض من التراخي في فرض القوانين التي تحمي الحقوق والتنمية. ويقول شوقي هائل: "بالتأكيد اليمن لديها قوانين، لكن القانون الفعلي هو النفوذ الشخصي وليس ما احتوته النصوص. شوقي اشتكى من أنه توجب عليه أن يتصل بالرئيس صالح شخصيا لحل مسائل تافهة تتعلق بالحكم المحلي والمبادرات التنموية .
" تعز لن تجنح نحو العنف كالجنوب "
بسبب الشعور بالمرارة لغياب التمنية بالإضافة للجمود السياسي، يلجأ سكان تعز للاحتجاج السلمي، مركزين على المجتمع المدني للدفع نحو الإصلاح. ومدعوما بمبادرة الشراكة الشرق أوسطية و برنامج الأمم المتحدة الإنمائي، يعمل مركز المعلومات والتأهيل لحقوق الإنسان على زيادة العمل الجماهيري وإشراك المواطنين، مع التركيز بشكل خاص على الشباب. في 22 أكتوبر أثارت "الحركة الشعبية للعدالة والتغيير" المؤسسة حديثا والتي يرأسها النائب الاشتراكي سلطان السامعي، أثارت عناوين كبيرة في جميع أنحاء البلاد، عندما شنت قوات الأمن حملة شرسة على مظاهرة سلمية وسط المدينة. الحركة التي أسسها سياسيون وأكاديميون ومفكرون تركز على التنمية عوضا عن السياسة. يقول شوقي هائل: تعز لن تجنح إلى العنف كالجنوب. الناس هنا يكتبون مقالات أو يلقون خطبا أو ينظمون مسيرات". في حين يقول أعضاء في المجتمع المدني والإعلام أن الحركة تحظى بدعم شعبي واسع، يقول شوقي هائل: "الناس هنا متذمرون، كما هم عليه في كل مكان ."
يقول شوقي هائل: أن التركيز هو على زيادة سلطات الحكم المحلي، وان تعز جاهزة لحكم نفسها لو كانت مبادرة اللامركزية الجامدة منذ وقت طويل قد نفذ منها شيء. و قال قادة الحزب الاشتراكي المعارض في تعز أن محافظتهم كانت السباقة في بحث مبادرة الإنقاذ الوطني لأحزاب اللقاء المشترك. و على عكس الحراك الجنوبي، يدافع مشترك تعز عن أجل إصلاح شامل وليس عن استقلال. و بالعودة إلى خطة الإنقاذ الوطني، يقول رئيس الدائرة السياسية للتجمع اليمني للإصلاح في تعز أحمد عبد الملك: " تتهمنا الحكومة بعد امتلاك رؤية وطنية، حسنا هاهي رؤيتنا "
تعليق
رغم أن المزاج في تعز أكثر هدوءً منه في سائر أنحاء اليمن، فإن التنبؤات السياسية و الاقتصادية للمحافظة قاتمة .
ليس لتعز التاريخ الاستقلالي الذي للجنوب، وليس أهلها المتحضرون عرضة لانتهاج العنف كالقبائل المسلحة في الشمال والشرق. و بموقعها بين فكي الشمال والجنوب، فإن المزاج العام في تعز الآن واقع بين الانتظار والترقب، ويواصل أهلها السير على خيط رفيع بين الوفرة في صنعاء والحرمان في الجنوب المضطرب .
ما يزال صالح يعتمد بقوة على تعز الكثيرة السكان في التجارة وفي بعض الدعم السياسي. و سيحسن صنعا لو تعلم درسا من الجنوب، وعالج المظالم الاقتصادية للمحافظة قبل أن تتحول على سياسية.
*ترجمة: عبدالله سلام
الترجمة خاصة بمأرب برس