دخلت نتائج الثانوية العامة في اليمن ساحة الجدل السياسي, حيث شكك خبراء تربويون بصحة النسبة المتعلقة بنتائج العام الدراسي الماضي واعتبروها خطوة هدامة لتحقيق مكاسب سياسية آنية.
وجاء تشكيك الخبراء بعد إعلان وزارة التربية والتعليم الأسبوع الماضي نتائج امتحانات شهادة الثانوية العامة بقسميها العلمي والأدبي للعام الدراسي 2010 /2011 بنسبة نجاح بلغت 84.25%.
وعدت القيادات تلك النسبة رقما مبالغا فيه إذا ما قورن بنسب النجاح للأعوام السابقة التي كانت لا تتجاوز 60% بأي حال من الأحوال.
واتهم الأمين العام المساعد لنقابة المهن التربوية في عموم محافظات اليمن عبد الله القباطي وزارة التربية برفع النسبة لتحقيق مكاسب سياسية على حساب العملية التعليمية في مقدمتها مغازلة أعداد كبيرة من طلاب الثانوية المتواجدين في الساحات لكسبهم إلى صف النظام.
واعتبر الخطوة "تجهيلاً ممنهجاً تقوم به الوزارة بحق الطلاب", مستشهدا بخطاب نائب وزير الإعلام عبده الجندي حينما قال إن وزارة التربية هي من نجحت الطلاب بهذه النسب.
وقد كشفت نقابة المهن التربوية -في بيان لها- عدم صحة نتائج الثانوية العامة للعام الماضي وقارن البيان بين نسبتي النجاح للعام الماضي 2010 /2011.
وبحسب القباطي فإن هذه النتيجة تتناقض مع المنطق كون العام الدراسي الماضي مر في ظروف غير طبيعية ومعقدة شهدت إضراب الكثير من المعلمين والطلاب بسبب انطلاق الثورة السلمية في فبراير/شباط الماضي بخلاف الأعوام السابقة حيث كانت الأجواء مهيأة للتحصيل العلمي.
وأشار القباطي إلى قيام وزارة التربية -وتحت مبرر أن الطلاب لم يدرسوا خلال العام الدراسي- برفع نسبة النجاح التي لا علاقة للمصححين والمسؤولين عن عملية إعلان النتائج بها.
وربط بين تأخير إعلان النتائج إلى نهاية أكتوبر/تشرين الأول ورفع نسبة النجاح، مؤكدا أنه لأول مرة يتم الإعلان عن النتائج في هذا الوقت من العام فيما جرت العادة الإعلان عنها سنوياً في منصف شهر سبتمبر/أيلول.
فساد تربوي
من جهته يدحض أستاذ علم الاجتماع بجامعة صنعاء أحمد عتيق صحة نتائج الثانوية العامة ويرى أن بيان نقابة المهن التربوية هو الصواب بعينه.
وأورد عتيق عددا من الحقائق التي يعتقد أنها سبب في عدم صحة النسبة المعلنة ذكر منها "أن العام الدراسي المنصرم من بدايته لنهايته لم يتلق فيه الطلاب حقوقهم من حيث استكمال المنهج وشرح الدروس بشكل دقيق خاصة المواد العلمية التي لم يستوف المعلمون شرحها بشكل كاف فضلا عن غياب المدرسين والطلاب".
وتحدث عتيق للجزيرة نت عن عمليات ضياع للنتائج في بعض محافظات الجنوب منها عدن وحضرموت, وتساءل "كيف تأتى لوزارة التربية إعلان هذه النسبة المرتفعة للنجاح في وقت انعدمت فيه العوامل الموضوعية؟".
كما استبعد أن ينجح النظام في استقطاب الطلاب المؤيدين للثورة موضحا أن الثورة جاءت لتصحيح الأوضاع الفاسدة في اليمن بما فيها قطاع التعليم –بشقيه الثانوي والجامعي- الذي يعاني من اختلالات جوهرية بسبب إسناده إلى أناس لا يخلصون للعملية التعليمية وإنما هم عامل في نشر الفساد بالتعليم، وفق تعبيره.
هدم الأجيال
بدوره هاجم الكاتب الصحفي عارف أبو حاتم النظام اليمني وقال "إن إقدامه على تزوير النتائج بنسب عالية جدا يعد بمثابة اغتيال المستقبل وتوجيه رصاصة الموت إلى الجيل القادم".
وقال أبو حاتم للجزيرة نت "كنا نتمنى من وزارة التربية أن تلتزم المصداقية وتبعد المؤسسة التعليمية عن المكايدات السياسية". وفي تقديره فإنها بهذا الصنيع تكون قد "أقحمت العملية التعليمية فيما لا طائل من ورائه وخلقت جيلا معاقا ذهنيا".
نفي رسمي
في المقابل, نفى محمد هادي طواف -وكيل وزارة التربية والتعليم- وجود أي تزوير في النتائج واعتبر أن بيان النقابات التربوية "مجرد هراء لا صحة له".
وقال طواف للجزيرة نت "توجد باليمن ثلاث نقابات تربوية جميعها تتبع أحزاب معارضة". ودعا نقابة التربويين إلى التعقل قبل إصدار بيانها الذي وصفه بالسياسي.
وجاء تشكيك الخبراء بعد إعلان وزارة التربية والتعليم الأسبوع الماضي نتائج امتحانات شهادة الثانوية العامة بقسميها العلمي والأدبي للعام الدراسي 2010 /2011 بنسبة نجاح بلغت 84.25%.
وعدت القيادات تلك النسبة رقما مبالغا فيه إذا ما قورن بنسب النجاح للأعوام السابقة التي كانت لا تتجاوز 60% بأي حال من الأحوال.
واتهم الأمين العام المساعد لنقابة المهن التربوية في عموم محافظات اليمن عبد الله القباطي وزارة التربية برفع النسبة لتحقيق مكاسب سياسية على حساب العملية التعليمية في مقدمتها مغازلة أعداد كبيرة من طلاب الثانوية المتواجدين في الساحات لكسبهم إلى صف النظام.
واعتبر الخطوة "تجهيلاً ممنهجاً تقوم به الوزارة بحق الطلاب", مستشهدا بخطاب نائب وزير الإعلام عبده الجندي حينما قال إن وزارة التربية هي من نجحت الطلاب بهذه النسب.
وقد كشفت نقابة المهن التربوية -في بيان لها- عدم صحة نتائج الثانوية العامة للعام الماضي وقارن البيان بين نسبتي النجاح للعام الماضي 2010 /2011.
وبحسب القباطي فإن هذه النتيجة تتناقض مع المنطق كون العام الدراسي الماضي مر في ظروف غير طبيعية ومعقدة شهدت إضراب الكثير من المعلمين والطلاب بسبب انطلاق الثورة السلمية في فبراير/شباط الماضي بخلاف الأعوام السابقة حيث كانت الأجواء مهيأة للتحصيل العلمي.
وأشار القباطي إلى قيام وزارة التربية -وتحت مبرر أن الطلاب لم يدرسوا خلال العام الدراسي- برفع نسبة النجاح التي لا علاقة للمصححين والمسؤولين عن عملية إعلان النتائج بها.
وربط بين تأخير إعلان النتائج إلى نهاية أكتوبر/تشرين الأول ورفع نسبة النجاح، مؤكدا أنه لأول مرة يتم الإعلان عن النتائج في هذا الوقت من العام فيما جرت العادة الإعلان عنها سنوياً في منصف شهر سبتمبر/أيلول.
فساد تربوي
من جهته يدحض أستاذ علم الاجتماع بجامعة صنعاء أحمد عتيق صحة نتائج الثانوية العامة ويرى أن بيان نقابة المهن التربوية هو الصواب بعينه.
وأورد عتيق عددا من الحقائق التي يعتقد أنها سبب في عدم صحة النسبة المعلنة ذكر منها "أن العام الدراسي المنصرم من بدايته لنهايته لم يتلق فيه الطلاب حقوقهم من حيث استكمال المنهج وشرح الدروس بشكل دقيق خاصة المواد العلمية التي لم يستوف المعلمون شرحها بشكل كاف فضلا عن غياب المدرسين والطلاب".
وتحدث عتيق للجزيرة نت عن عمليات ضياع للنتائج في بعض محافظات الجنوب منها عدن وحضرموت, وتساءل "كيف تأتى لوزارة التربية إعلان هذه النسبة المرتفعة للنجاح في وقت انعدمت فيه العوامل الموضوعية؟".
كما استبعد أن ينجح النظام في استقطاب الطلاب المؤيدين للثورة موضحا أن الثورة جاءت لتصحيح الأوضاع الفاسدة في اليمن بما فيها قطاع التعليم –بشقيه الثانوي والجامعي- الذي يعاني من اختلالات جوهرية بسبب إسناده إلى أناس لا يخلصون للعملية التعليمية وإنما هم عامل في نشر الفساد بالتعليم، وفق تعبيره.
هدم الأجيال
بدوره هاجم الكاتب الصحفي عارف أبو حاتم النظام اليمني وقال "إن إقدامه على تزوير النتائج بنسب عالية جدا يعد بمثابة اغتيال المستقبل وتوجيه رصاصة الموت إلى الجيل القادم".
وقال أبو حاتم للجزيرة نت "كنا نتمنى من وزارة التربية أن تلتزم المصداقية وتبعد المؤسسة التعليمية عن المكايدات السياسية". وفي تقديره فإنها بهذا الصنيع تكون قد "أقحمت العملية التعليمية فيما لا طائل من ورائه وخلقت جيلا معاقا ذهنيا".
نفي رسمي
في المقابل, نفى محمد هادي طواف -وكيل وزارة التربية والتعليم- وجود أي تزوير في النتائج واعتبر أن بيان النقابات التربوية "مجرد هراء لا صحة له".
وقال طواف للجزيرة نت "توجد باليمن ثلاث نقابات تربوية جميعها تتبع أحزاب معارضة". ودعا نقابة التربويين إلى التعقل قبل إصدار بيانها الذي وصفه بالسياسي.