الرئيسية / شؤون محلية / اليمن وسوريا: قصة يرويها شعب بطل، والحجاج يتقمص من جديد بصالح والأسد !!
اليمن وسوريا: قصة يرويها شعب بطل، والحجاج يتقمص من جديد بصالح والأسد !!

اليمن وسوريا: قصة يرويها شعب بطل، والحجاج يتقمص من جديد بصالح والأسد !!

01 نوفمبر 2011 09:30 مساء (يمن برس)
بدايةٌ، أغنية من تأليف الفنانة السورية أصالة نصري تهاجم بها نظام بشار الأسد:

آه لو هالكرسي بيحكي ...
كان بيصرخ كان بيشكي ...
وبيتأفأف وبيتلوع ويمكن حتى ينوح ويبكي ...
هالكرسي عايف أفطاسه ...
ما حدا عم بيعبي رأسه ...
وكله بيتغنى بإحساسه ...
وبالحقيقة كله بيحكي ...
هالكرسي بيعمل عمايل بيعمل للأصلع جدايل ...
بيخفي لصحابه الرزايل ...
بركي بيصحوا مرة بركي ...
عالكرسي صاحب معالي ...
سيفه على شعبه بيلالي ...
وبيعمل حاله نضالي ...
وبالمخفي عم يشرب وسكي ...
واللي بيقعد ما بيتزحزح ...
ما بيتحرك ما بيتلحلح ...
وبأحلامه بيطير بيشطح ...
وبيقلك هالكرسي ملكي ...
ما بيتنازل عنه أبداً ...
ما بيتخلى عنه أبداً ...
وبيتمنى يضلو أبداً مع أنو ما بيعرف يحكي ...
هالكرسي بطل يتحمل ...
والباشا كل ماله بيتقل ...
ولما الكرسي قالو ارحل ...
صار الباشا ينوح ويبكي ...
آه لما الكرسي بيحكي ...

الحجاج يتجدد في سورية واليمن:
من قصص العرب "الحجاج بن يوسف التقفي "،والي العراق في الدولة الأموية،والذي اشتهر عهده بالظلم والبطش والاستبداد والقتل ،فالدم زين عهده،والقوة  القتل، كانت من سماته ."البلطجة والتشبيح"، فهذه المصطلحات التي تستخدم اليوم ،لم  تكن سائدة في حقبته ،لان القاموس السياسي في تلك الحقبة التاريخية ، لم يكن متوفرا فيها كلمة دكتاتورية ،بل أطلق عليه مصطلح السافح المستبد ،لقد تمتعت فترة الحجاج بهذه التسمية ، لما كانت فترة حكمه وعهده يتمتعان  بالإجرام والظلم والاستبداد تحت حجة الحكم الشرعي الإسلامي ، " يحكى عن الحجاج بان اتى بقوم خرجوا عليه، فأم بهم فضربت أعناقهم ،قبل صلاة المغرب وبقي واحدا من بني هذا القوم ،فقال الحجاج لقتيبه بني مسلم وانصرف به معك حتى تغدو به علي"، وهذا ما يمارسه  صالح والأسد من خلال تقمصهما لشخصية الحجاج بن يوسف نظرا لما يتمتعان من قوة  أمنية وعسكرية هائلة  لمواجهة شعبهما ، فالقتل والبطش وقطع الرؤوس وبناء القوة الخاصة  التي تحافظ على وجودهما أضحت سمات عهدهما . ،شعبهما  كله  أضحى عدوهما ، فأصبحوا يلاحقون سراب كلمة الله واكبر التي تزلزل عروشهم في كل مكان وكأنها إنسان مجرم يتم ملاحقتها حتى داخل القبور ووسط قطعان الحيوانان ،لقد قصفت المساجد والمآذن  . فان تصريح الأسد  الأخير والشهير للمجلة البريطانية في 29 أكتوبر والذي  يقول فيه:" بان النظام القومي العربي في سورية الأسد ، يخوض حربا ضروسة ضد المسلمين،وسورية تقاتل الإسلاميين منذ العام 1950 ، فالأطفال هم أضحوا المسلمين والإرهابيين والسلفيين،ورجال السلطة والمخابرات والشبيحة هم القوميون العرب،فالقومين العرب هم شركاء في قتل الأطفال والأبرياء وشركاء في بقاء احتلال فلسطين .   

 جمعة جديدة  في اليمن وسورية :
جمعات مستمرة من الاحتجاج والحراك الشعبي في كلا البلدين اللذان  يحتجان على سلطة قادة ، فقدت شرعيتها الشعبية والقانونية  والدولية ،ولاتزال تغتصب السلطة بقوة الكتائب الأمنية والعسكرية التي تم تجهيزها من قبل نظام الأسد وعائلته في سورية ،وعائلة صالح وقبيلته في اليمن ، لقمع الشعوب ،طبعا يعاني الشعبين  في البلدين من نفس المعاناة التي يمارسها" الأسد وصالح " ضد شعبهم،فصالح الذي يحاول تورية اليمن لابنه احمد بالقوة ورغم انف الشعب الذي يرفض بقوة تمديد السلطة وإغراق اليمن في هروب أهلية داخلية ،ومشاكل اقتصادية ومذهبية ،وانفصالية ،لا يختلف عن الأسد الذي ورث السلطة من أبيه كأول رئيس مورث لسلطة دكتاتورية تستخدم الشعب السوري في خوض الحروب مع الجيران والتدخل الخاص بشؤون الدول المجاورة ،وبقاء الأراضي السورية في الجولان المحتل تحت الاحتلال الصهيوني ،وضع الشعب السوري تحت خط الفقر من خلال سلب الموارد والمقدرات الاقتصادية السورية ،فالمشكلة تجمع الشعبين ،فالشعبين لم يهتم بهم العالم ولا بثرواتهم ،فالتصميم العالمي والعربي على إعطاء الفرص تلوى الفرص لهما لكي يتمكنا من قمع ولجم حركة الشعوب المحتجة والمنتفضة بوجه المستبدين، فكانت مصيبة الشعبين واحدة وماساتهم واحده وظلم حكامهم واحدة ،فكانت جمعة مشتركة بين الشعبين في 30 سبتمبر" أيلول 2011 ،"تحت اسما "جمعة النصرة لشامنا ويمننا" ،فكانت الهتافات المشتركة بين ثوار سورية واليمن لنصرة الشعبين كرد فعلي على كل الحكام العرب،من خلال تضامن الشعوب المشترك فيما بينها.فالنظاميين يجهزون تظاهرات تجوب المدن الكبرى من الطلاب والموظفين والجيش والأمن لكي يظهروا للعالم بأنهم لا يزالون باستطاعتهم إخراج الملايين المؤيدة لنظامهم الفاسد.لكن الثوار في كلا البلدين يصرون على محاكمة الرئيسين وعائلتهم ونظامهم وحزبهم من خلال الشعار المعهود "إسقاط النظام".

جمعة سورية الجديدة:
 لقد خرجت تنسيقيات الثورة السورية هذه الجمعة إلى الشوارع من خلال الجماهير المحتجة والمنتفضة بالرغم من الموت اليوم والمستمر من نظام الطاغية الذي أصبح يتلذذ موت الشعب  السوري ،فالشعب السوري الذي لايزال يخرج بقوة وبشدة إلى الشوارع ويتحدى الأمن والجيش ويرفع شعار واحد "إعدام الأسد"،فكانت جمعة الحظر الدولي"،طبعا شعار ومطلب هام للشعب السوري ،ومحرج للعالم وللنظام نفسه ،فالشعب يطالب من العالم بالوقوف أمام وأجبته الدولية، بتنفيذ مطلب من مطالب الدفاع عن حقوق الشعوب من خلال القرارات الدولية،التي تفرض حماية الشعوب المطالبة  بحمايتها من غطرسة وظلم أنظمتها وحكامها الاستبداديين ،فالحماية أضحت مطلبا شعبيا محقا بعد فترة طويلة من ممارسة النظام السوري للغطرسة والاستبداد والقتل المعنون لشعبه.

جمعة الحظر الدولي:
استطاعت تنسيقيات الثورة السورية بتاريخ 28 أكتوبر "تشرين الأول"2011، بالخروج مجددا في سورية بإعداد هائلة بالرغم من محاولة النظام المستمرة للخروج بمظاهرات معاكسة تبدي تأيدها للرئيس المطالب من المحتجين بإسقاط نظامه وإعدامه،فالمسيرات الجديدة خرجت  تحت اسم جمعة الحظر الجوي الدولي"،وهذه المرة الثانية التي تخرج مظاهرات للثورة السورية فالجمعة السابقة كانت تحت اسم الحماية الدولية واليوم الحظر الجوي الدولي ،فالحظر الجوي خطوة هامة من خطوة التنسيقيات الثورية التي تحاول وضع العالم الصامت على جرائم الأسد أمام وأجبتها ،فالحظر يعني تامين فرصة مهمة لإعاقة حركة النظام الجوية التي يقوم بها النظام بجلب تسليحه وعتاده  من روسيا وإيران ،من خلال حركة الملاحة المدنية فالسلاح والأموال الذي يتم تهريبهم عن طريق الطيران المدني ، أما من ناحية ثانية فان الحظر الجوي يمنع النظام باستخدام الطيران الحربي من استخدامها في أي ضرب أهداف عسكرية منشقة أو مناطق مدنية يصعب الدخول عليها من قبل النظام نفسه،فالحظر الجوي سوف يساعد ويعزز الانشقاقات القامة من المؤسسة العسكرية والذي يسمح لهذه الوحدات بتامين مناطق عازلة لها تمنع النظام ووحداته من ضربها. فالفرق كبير جدا بين الحظر الجوي الذي يطالب به المتظاهرين والتدخل العسكري الذي يجمع عليه كل السوريين .

جمعة اليمن وما النصر إلا من عند الله:
لقد اخرج المجلس الانتقالي اليمني بتاريخ 28"أكتوبر"تشرين الأول، مظاهرات كبرى في كافة المحافظات اليمنية ال17 تحت اسم "جمعة وما النصر إلا من عند الله"،  تتحدى الرئيس صالح ونظامه وقواته العسكرية التي تمارس القتل المنظم وخاصة منذ عودة صالح من السعودية ،فالقتل ازداد والعزيمة الثورية كانت له بالمرصد من خلال خروج التظاهرات إلى كافة الشوارع والنواحي اليمنية بالرغم من صدها بالنار والغازات القاتلة،لا ن صالح لا يزال يمارس الثعلبة السياسية والالتفاف على المبادرة الخليجية بالرغم من صدور قرار أممي بالتوقيع على بنود الاتفاقية الخليجية،لكن صالح لا يزال يراهن على جر البلاد إلى حرب أهلية يتفوق بها من خلال قدرات كتائبه الأمنية،بالرغم من السلاح الهائل الذي  يتواجد بين أهل اليمن السعيد ،لكن أهل اليمن يصرون على عدم رفع هذا السلاح والمضي بسلمية الثورة والصمود بوجه صالح ونظامه حتى النهاية.

المبادرة العربية:
فإذا كان صالح حاول الالتفاف على المبادرة الخليجية والمدعوة عربيا ودوليا من خلال قرار أممي بإعطائه فرصة للمعارضة من اجل البدا في الحوار،والا سوف يتخذ خطوات مختلفة وكان المعارضة أضحت هي المشكلة وصالح هو المنقذ .

لكن في سورية حاولت الجامعة العربية الخروج بمخرج مشرف للازمة السورية وإخراج النظام من أزمته من خلال وفد اللجنة الوزارية العربية التي كلفت بزيارة سورية برئاسة وزير الخارجية القطرية والتي وصلت إلى دمشق في 26 أكتوبر "تشرين الأول" 2011 ،بعد السماح السوري لها من اجل عدم قطع الصلة بين الجامعة وسورية كي لا تكون سورية دولة منبوذة  وتقبل بطرح الجامعة لكي تضمن وقت أضافي لقمع الانتفاضة،فالمبادرة تنص على ثلاثة شروط حسب تصريح الأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي :"1- سحب الآليات العسكرية من الشوارع والمدن وعودتها إلى الثكنات.2- وقف العنف المسلح ،3- بدأ الحوار الفعلي بين المعارضة والنظام في القاهرة. لكن الرد السوري أتت بمناورة جديدة للتهرب من تنفيذ أو البدا في مناقشة بند وفد  اللجنة الوزارية من خلال طرح شروط جديد أمام وفد اللجنة لكي  يحرج فيها أعضاء الجامعة العربية وتظهر الجامعة العربية بأنها ترفض مطالب سورية وليس سورية التي رفضت بنود الجامعة ، فالسوري الذي طالب:" بوقف التمويل المالي والحملات الإعلامية ضده ، ورفع الحصار الاقتصادي عنه  ،ومنع تهريب الأسلحة من المنافذ الحدودية إليه ،والإصرار على أن يكون الحوار في دمشق ،فهذه المطالب المعروضة لكي تناقش الجامعة العربية بنود وشروط سورية للقبول في الحوار وليس مناقشة بنود الجامعة التي تلزم سورية بالموافقة لان الوقت ضاق إمامها .فالسورية يحاول مجددا الالتفاف والهروب من أي دعوة فعلية وفعالة للحوار . فالحوار التي تريده سورية هو أفراغ الموضوع"المبادرة العربية" من مضمونه لان المعارضة خارج البلاد وغير مسموح لها بالدخول إلى سورية، وبالتالي سورية لا تراهم ند لها ، وغير مستعدة لتضيع الوقت معهم ،فهي تعترف  فقط بمعارضة الجبهة الوطنية التقدمية الذي أصبح يملكها أهل الأسد وأهل مخلوف ، إذا الحوار ليس للحوار ، وإنما إيجاد مخرج وقتي  للنظام ،وليس لما  يحصل في سورية ،فالمعلم هدد العالم  كله إذا تم الاعتراف بالمعارضة ، فكيف يمكن للنظام السوري الاعتراف بالمجلس الوطني وان يلتقي معه على طاولة واحدة ،من هنا جئت رسالة الأسد للعالم العربي والإسلامي والعالم الخارجي بتاريخ 31 أكتوبر من هذا العام، بأنه سوف يحرق المنطقة وتحويلها إلى أفغانستان جديدة إذا تم المس بسورية الأسد،مما دفع برئيس الوزراء القطري الشيخ حمد بن جاسم رئيس الوفد العربي لسورية بالرد المباشر على الأسد :"بان على القادة العرب عدم اللف والدوران والاحتيال في تنفيذ الإصلاحات والوعود.

فالنظام السوري الذي ظل يمارس العنف من خلال القتل والبطش منذ إعلان المبادرة العربية وقدومها إلى سورية لطرح مبادرتها،بالرغم من خروج المظاهرات الكثيفة من قبل المتظاهرين في الأسبوع الماضي وتم تسميت جمعتهم باسم شهداء المهلة الجامعة العربية وكذلك هذه الجمعة التي تم تسميتها باسم جمعة الحظر الجوي ،فإننا نرى بان الشارع السوري لا يرى بأي منفذ يقوم بإنهاء الأزمة السورية من خلال النظام لان هذا النظام الذي يصرع على إن الأزمة هي بينه وبين المجتمع الدولي وليس مع الشعب الذي يطالب بإسقاطه  من الحل الأمني العسكري  هو المخرج من وجهة نظر النظام السوري،لكن الشعب يرى العكس من خلال خروجها المستمر والقوي الى الشوارع مطالبة بإسقاط الرئيس بالرغم من العدد الهائل للقتلى والجرحى والمعتقلين فان المظاهرات مستمرة بقوة وزخم عالي،فالاستقبال الذي تم استقباله للوفد العربي من خلال الإضراب العام في المدن السورية يدل على حجم المآزق الذي يعاني منه النظام في عدم قدرته على الإمساك بالشارع المحتج ،وبالتالي أي تنازل يقدمه النظام السوري يعني خروجه من السلطة نهائيا وهذه هي مفاهيم الأحزاب الشمولية للاستبداد والسيطرة بالدم والحديد على الحكم والنظام السوري هو جزاء من هذه المنظومة القمعية التي لم يتبقى منها إلا القليل في العالم .       

الصمت العربي في اليمن وسورية :
لكن الملفت للنظر في ثورة اليمن وسورية لا يزال الصمت العربي الرسمي هو المسيطر على تحركات كافة القيادات العربية التي لا تزال تهادن وتعطي الفرص تلوا الفرص لصالح والأسد ،فإذا نظرنا إلى ثورة ليبيا فكان التحرك العربي السريع بأخذ القرار العربي السريع من خلال تجميد عضوية ليبيا في جامعة الدول العربية ،مما ساعد على اتخاذ قرارا أممي سريع بفرض حظر جوي ساعد على انهيار النظام الاستبداد وتفكيك كافة الكتائب الأمنية،فالقتل الذي يسود كل من سورية واليمن ارتفع عشرات المرات بل الألف  ،فالدمار والقتل في سورية لم تشهده أي ثورة من ثورات الربيع العربي ،لان القمع والبطش والاستبداد والوقاحة الذي يستخدمها نظام الأسد لم تعهدها أي ثورة ،فالعرب والعالم صامت بسبب الغزل الذي يقدمه الأسد للعالم بأنه صمم الأمان للنظام الصهيوني من وصول الإرهاب الإسلامي للسلطة،كما عبر الرئيس الأسد في حديثه للجريدة البريطانية بقوله القائم على أن الحرب في سورية اليوم تدور بين الإسلاميين والقومين العرب  ،وهذا يعني بأنه شريك فعلي في بقاء الاحتلال الإسرائيلي في فلسطين.وصالح الذي يهدد العالم بسيطرة القاعدة  على اليمن ودول الجوار ،فصالح والأسد يخوضان حربان خيالية ضد كلمة الله واكبر ،التي تزلزل كيانهما ،لان العدو الخفي لازمتهما ليس الإخفاق السياسي والاقتصادي والأخلاقي لإدارتهما الفاشلة بل أصبح العالم الماورائي هو العدو لهما .

تقيم الثورات بمنظر خاص : من يراقب التصاريح اليومية للعديد من القيادات الروحية والفكرية والسياسية والاجتماعية والإعلامية ،فالجميع يقر بثورة مصر وتونس و"ليبيا "ولكنهم لا يقرون بثورة سورية وبأنها من صنع أمريكي وإسرائيلي ،لان التقييم يا من العين الذين يرون فيها مصالحهم الدينية والسياسية والإيديولوجية والانتقام الشخصي من نظام معين ،لكن المسائلة تختلف جدا ،من خلال تقيمهم الضيق والشخصي للأمور الذي يحاولون إلباسها أثوابا عقائدية ووطنية وقومية  ،فالمسائلة مسائلة استبد وقمع ودكتاتورية لأنظمة عفنة فاشلة وفاشية وفاسدة في تعاملها مع شعبها وهذه حركة حتمية لعملية التغير الطبيعي لصراع الأضداد الذي يعيشه المجتمع لكن هذه الأنظمة أوقفت حركة الصراع من خلال استبدادها ودكتاتوريتها ومخابراتها وتغليفها بأقنعة وطنية وقومية وعربية،فهذا الأسد يهدد بقتل الناس علنا وبحل تدخل العالم سوف يحرق المنطقة كلها ويحولها إلى أفغانستان ،لأنه قومي عربي مع كل جلاديه ومخابراته ونظامه يقاتلون الإسلام المتطرف الممثل بأطفال درعا ونساء حمص وشيوخ الجوامع والمصلين وخطف الجرحى وتعذيبهم وبيع أعضائهم وسرقة المنازل وتدميرها ورش السم القاتل على المزروعات وقتل الحمير ،لأنه قومي عربي،طبعا قومي عربي مفلس كما كان غيره من الذين طالبوا بنجدة الغرب لقتل الشعب المحتج  المتهم بالإرهاب والتطرف ،  فهذه الجعجة التي يمارسها الأسد ونظامه تدل على مدى الإفلاس السياسي الذي يعشه نظامه  وضيق الخناق التي بات يتحكم على صدره كما كان على  زميله وصديقه ألقذافي والذي أضحى الجرذ الأول في العالم  . سورية لا تختلف عن أي دولة عربية تطالب بالحرية وأنهى حقبة دكتاتورية لعائلة حكمة ،لان سورية شعب وارض وتاريخ ،لذا يجب أن يعلم الجميع "السيد حسن ونبيه بري والسيد على  الخامئني  والبشير وأبو تفليقة ومحمد حسنين هيكل"، بان سورية هي كما سائر الدول العربية وسوف يكونها مصيرها الوطني والاجتماعي والمالي أفضل وأجمل من بقاءها أسيرة للبعث والعائلة المالكة.

الجيش السوري قوات مأجورة لقتل الشعوب العربية :
لم يكتفي النظام السوري بان يصبح الجيش الوطني حماة الديار بان يكون حامي الرئيس والعائلة الحاكمة من خلال إشراكه في معركة داخلية ضد الشعب السوري الأعزل وإبعاده عن عقيدته الأساسية الذي يتغنى بها النظام الاسدي بأنه جيش وطني يقاتل العدو الإسرائيلي ،فالجيش السوري لم يعرف النصر أبدا في حربه على إسرائيل بل عرف بجيش الهزائم العربية ،فبقيت الجولان محتلة وبيع لواء اسكندرون لتركية ،أضحت سورية مستعمرة أمنية إيرانية تديراها قوات الحرس الثورة الإيراني،لكن الجيش السوري عرف بشراسته في ضرب الشعب اللبناني الثناء احتلال سورية للبنان بقرار عربي إجباري ،وكذلك بضرب الشعب الفلسطيني ومخيماته في لبنان،ابتدأ من مخيم  تل الزعتر حتى محاصرة المخيمات مرورا بالانشقاقات الفلسطينية إلى إخراج عرفات من طرابلس ،لكن الأشرس من كل هذا هو ضرب الجيش السوري لشعبه الذي يتهمه بالسلفية والإرهاب ،فالجيش السوري أصبح جيشا مأجورا لعائلة تتحكم بسورية والدول المجاورة ،فسورية أرسلت طياريها وخبرائها إلى ليبيا للمقاتلة بجانب ألقذافي وكتائبه الأمنية ،فالطيارين السوريين قصفوا مصراتة وقتلوا الشعب الليبي الأعزل ،وها هم الطيارون السوريين يذهبون لليمن لاستخدام طائرات ال ميغ الروسية لقصف الشعب اليمني بعد ان رفض الطيارون اليمنيين من تنفيذ مهمات ألقت والتي كلف بها الطيارون المرتزقة في سورية ،لكن العملية الانتحارية التي نفذها الطيار اليمني بحق مرتزقة النظاميين السوري واليمني حالت دون تنفيذ المهام والى فضح وطورت النظام السوري بالجرائم البشعة في الدول العربية.

الأسد لن يسلم بأي مبادرة عربية او علمية تناقشه فيها على تقاسم السلطة لان الأسد يعيش في ظل نظام استبدادي ودكتاتور لا يستطيع ان يقر بوجود شريك له في الحكم يتشاور معه في تقرير مصير سورية ومستقبلها السياسي ،وبالتالي الأسد لا يختلف عن باقي الدكتاتوريين الذين أتم الإطاحة بهم بالقوة لان الذي يأخذ بالقوة لا يسترد إلا بالقوة ،لان لغة القوة مع هؤلاء أتبت جدوها فالتحاور معهم هو خسارة للشعب وربح لهم،وبالتالي لا يمكن أن يكون حلال في سورية سوى الإطاحة الفعلية بنظام الأسد كما كان في ليبيا ومصر وتونس وكل الدول التي خاضت معارك من اجل إنهاء حقا بات الاستبداد والأحزاب الشمولية ،والجميع ينتظر قرار الجامعة العربية الذي يجب أن يخرج بتوجه وليس بالضرورة بالإجماع لان القرارات العربية لم تكن يوما بالإجماع ،فتجميد عضوية سورية سوف يحرج روسيا ويمنعها عن التعنت والغطرسة التي تمارسها بدعمها للنظام السوري وبالتالي سوف تكون على مواجه مباشرة مع العالم العربي والإسلامي .

لنرى ما أنتجته الثورات الشعبية في دول سيطر عليها الاستبداد،انتخابات المجلس التأسيسي في تونس  وشفافية العملية  ،انتخاب رئيس حكومة جديد في ليبيا لتامين المرحلة الانتقالية ،الاستعداد لخوض الانتخابات النيابية التأسيسية في مصر ،الانتخابات قيرغيزستان  وتسلم السلطة السلمي في عملية انتخابية أولى في أسيا الوسطى ،فلماذا مصير سوري واليمن  يختلف ويجب أن يبقى في قبضة الأسد  وصالح وعائلتهم الاستبدادية .

طبعا الشعب فرض معادلة جيدة يصعب الالتفاف عليها لتامين مخارج لهؤلاء الحكام ...الطغاة ...فالمصير بات معروف أمامهم ...فعليهم الاختيار مابين بن علي وحسني مبارك ،او ألقذافي ...

*د.خالد ممدوح ألعزي.
كاتب صحافي، وباحث إعلامي مختص بالإعلام السياسي والدعاية.
[email protected]
شارك الخبر