" أمران أحلاهما مر" ، بهذا المثل كشف مصدر خاص لـ صحيفة" الآن " أسباب سماح المملكة العربية بعودة الرئيس اليمني لبلاده بعد رحلة علاجه فيها.
فقد كشفت لـ صحيفة" الآن " مصادر مطلعة حقيقة عودة الرئيس اليمني صالح لبلاده في أواخر سبتمبر الماضي، بعد رحلة علاجه في المملكة العربية السعودية التي استغرقت شهورا، أثر هجوم تعرض له، وأدى لإصابته بجروح وحروق ومقتل عدد من مستشاريه، وهو ما استدعى نقله بصورة مفاجئة للعلاج في الرياض.
ووفق المصادر، فإن السعودية لم تكن تسمح له بالعودة مجددا لبلاده قبل توقيعه على المبادرة الخليجية وإنهاء النزاع وتنحيه عن السلطة بشكل سلمي، وذلك لإبعاد صنعاء عن أتون حرب أهلية بين المتظاهرين بقيادة أحزاب المعارضة وبين مناصري حزب الرئيس اليمني، وإنهاء الأزمة اليمنية وحقن دماء شعبها.
لكن الرئيس اليمني علي عبدالله صالح أصر على العودة بوعود وأغلظ الأيمان بالتوقيع في صنعاء على المبادرة. وبتخوفه من عدم قدرته على العودة لصنعاء، قام بترتيب خطة سرية مع نائبه ومؤيديه في الحزب، وهي أنه في حال امتنعت السعودية عن السماح بمغادرته أراضيها، فيعلن الأخير هو أو من ينوب عنه بصنعاء أنه مختطف، وأنه تحت الإقامة الجبرية في الأراضي السعودية، مما يضع القيادة السياسية في السعودية في موقف حرج أمام الشعب اليمني –معارضة وموالاة- وأمام المجتمع الدولي، فكيف لدولة أن تختطف رئيس دولة أخرى؟ أو كيف لدولة بحجم ومكانة المملكة العربية السعودية أن تجبر ضيوفها على البقاء فيها قسرا؟ وكيف للمملكة أن تعالج إنسانا لأسباب إنسانية ثم تمنعه من مغادرة المشفى؟ وماذا ستقول المعارضة نفسها التي لن تقبل 'باختطاف' رئيسها ولو كان علي عبدالله صالح؟
وبينت المصادر، ان المسئولين في السعودية علموا بهذا المخطط الذي يقوم به الرئيس اليمني، ووجدوا أنفسهم أمام أمرين أحلاهما مر: هل نتركه يعود ونحن نعلم بما يمكن أن تؤول إليه الأمور؟ أم نجبره على البقاء؟ فإن أجبرناه على البقاء، فماذا سيكون موقفنا لو نجحت الثورة بغيابه لأننا منعناه من العودة فسقط نظامه؟ وماذا سيكون موقفنا من النظام القادم إن طالب باسترداده ومحاكمته؟ فإن سلمناه، فقد سجلنا سابقة سوف تطول غيره مستقبلا؟ وإن رفضنا تسليمه، فقد خلقنا لأنفسنا مشكلة مع النظام الذي سيخلفه نحن في غنى عنها؟ خاصة وأن استراتيجيتنا السعودية- والخليجية عموما- هي مساعدة اليمن على النهوض من مصائبه وحمايته من الأخطار الخارجية التي تتهدده!!
وهنا استقر الأمر على السماح له بمغادرة الرياض، فسمحت المملكة له بتلبية طلبه بالمغادرة، وهم ما تم فعلا، وأدخل بلاده في صراع الحرب الأهلية بينه مؤيديه ومعارضيه، حيث تشهد شوارع المدن اليمنية بشكل يومي صراعا دمويا بين قوات صالح، ومنشقين عن الجيش، وآخرين معارضين، ومطالبين برحيله.
وختم المصدر لـ صحيفة" الآن ": لقد وجدت المملكة العربية السعودية نفسها بين نارين: إن أجبرناه على البقاء فقد سجلنا سابقة في تاريخنا لن نقبل بها، وإن تركناه أحرق بلاده، وهو ما يجري الآن للأسف الشديد، لكن الأفراد زائلون واليمن باق وهو الأهم، وهو ما فكرنا به!!
*نقلاً عن صحيفة " الآن " الكويتية
فقد كشفت لـ صحيفة" الآن " مصادر مطلعة حقيقة عودة الرئيس اليمني صالح لبلاده في أواخر سبتمبر الماضي، بعد رحلة علاجه في المملكة العربية السعودية التي استغرقت شهورا، أثر هجوم تعرض له، وأدى لإصابته بجروح وحروق ومقتل عدد من مستشاريه، وهو ما استدعى نقله بصورة مفاجئة للعلاج في الرياض.
ووفق المصادر، فإن السعودية لم تكن تسمح له بالعودة مجددا لبلاده قبل توقيعه على المبادرة الخليجية وإنهاء النزاع وتنحيه عن السلطة بشكل سلمي، وذلك لإبعاد صنعاء عن أتون حرب أهلية بين المتظاهرين بقيادة أحزاب المعارضة وبين مناصري حزب الرئيس اليمني، وإنهاء الأزمة اليمنية وحقن دماء شعبها.
لكن الرئيس اليمني علي عبدالله صالح أصر على العودة بوعود وأغلظ الأيمان بالتوقيع في صنعاء على المبادرة. وبتخوفه من عدم قدرته على العودة لصنعاء، قام بترتيب خطة سرية مع نائبه ومؤيديه في الحزب، وهي أنه في حال امتنعت السعودية عن السماح بمغادرته أراضيها، فيعلن الأخير هو أو من ينوب عنه بصنعاء أنه مختطف، وأنه تحت الإقامة الجبرية في الأراضي السعودية، مما يضع القيادة السياسية في السعودية في موقف حرج أمام الشعب اليمني –معارضة وموالاة- وأمام المجتمع الدولي، فكيف لدولة أن تختطف رئيس دولة أخرى؟ أو كيف لدولة بحجم ومكانة المملكة العربية السعودية أن تجبر ضيوفها على البقاء فيها قسرا؟ وكيف للمملكة أن تعالج إنسانا لأسباب إنسانية ثم تمنعه من مغادرة المشفى؟ وماذا ستقول المعارضة نفسها التي لن تقبل 'باختطاف' رئيسها ولو كان علي عبدالله صالح؟
وبينت المصادر، ان المسئولين في السعودية علموا بهذا المخطط الذي يقوم به الرئيس اليمني، ووجدوا أنفسهم أمام أمرين أحلاهما مر: هل نتركه يعود ونحن نعلم بما يمكن أن تؤول إليه الأمور؟ أم نجبره على البقاء؟ فإن أجبرناه على البقاء، فماذا سيكون موقفنا لو نجحت الثورة بغيابه لأننا منعناه من العودة فسقط نظامه؟ وماذا سيكون موقفنا من النظام القادم إن طالب باسترداده ومحاكمته؟ فإن سلمناه، فقد سجلنا سابقة سوف تطول غيره مستقبلا؟ وإن رفضنا تسليمه، فقد خلقنا لأنفسنا مشكلة مع النظام الذي سيخلفه نحن في غنى عنها؟ خاصة وأن استراتيجيتنا السعودية- والخليجية عموما- هي مساعدة اليمن على النهوض من مصائبه وحمايته من الأخطار الخارجية التي تتهدده!!
وهنا استقر الأمر على السماح له بمغادرة الرياض، فسمحت المملكة له بتلبية طلبه بالمغادرة، وهم ما تم فعلا، وأدخل بلاده في صراع الحرب الأهلية بينه مؤيديه ومعارضيه، حيث تشهد شوارع المدن اليمنية بشكل يومي صراعا دمويا بين قوات صالح، ومنشقين عن الجيش، وآخرين معارضين، ومطالبين برحيله.
وختم المصدر لـ صحيفة" الآن ": لقد وجدت المملكة العربية السعودية نفسها بين نارين: إن أجبرناه على البقاء فقد سجلنا سابقة في تاريخنا لن نقبل بها، وإن تركناه أحرق بلاده، وهو ما يجري الآن للأسف الشديد، لكن الأفراد زائلون واليمن باق وهو الأهم، وهو ما فكرنا به!!
*نقلاً عن صحيفة " الآن " الكويتية