حتى إذا نجح المفاوضون في إقناع الرئيس علي عبدالله صالح بالتخلي عن الحكم، فإنه لا مفر في ما يبدو من إنزلاق اليمن إلى الفوضى والحرمان، وهو ما يمثل مخاطر كبيرة على شعبه وجيرانه فضلاً عن السعودية عملاقة النفط.
وانتشرت مظاهرات مناهضة لصالح في اليمن بعد إطاحة الرئيس المصري السابق حسني مبارك في فبراير/شباط، وكان هذا تحولاً جديداً في الأزمات المزمنة التي لا تعد ولا تحصى، والتي أشعلت المخاوف من انهيار مؤسسات الدولة أو نشوب حرب أهلية في أفقر دولة في العالم العربي.
وسعى وسطاء خليجيون وغربيون لإقناع صالح بتوقيع اتفاق مع أحزاب المعارضة يترك بموجبه الحكم مقابل عدم محاكمته، وهو ما يرفضه المحتجون الذين يطالبون بإسقاطه ومحاكمته.
وتراجع صالح عن توقيع الاتفاق ثلاث مرات قبل أن تلحق به إصابات بالغة في محاولة اغتيال في يونيو/حزيران، ولا تصدق إلا قلة من اليمنيين أنه سيتخلى عن السلطة طوعاً.
يقول دبلوماسي غربي في صنعاء طلب عدم نشر اسمه: “دخل اليمن في تدهور شبه دائم سيستغرق الخروج منه سنوات وربما عقود”، وأضاف: “من الصعب تقبل هذا، لكن الخاتمة لن تأتي باتفاق سياسي، أمامنا مشوار طويل لعقود”.
وشجعت الأوضاع السياسية غير المستقرة المتمردين ورجال القبائل والإسلاميين المتشددين على السيطرة على أجزاء من البلاد بعيداً عن سيطرة الحكومة في اليمن التي لم تكن قوية قط.
ويقول المحلل والصحافي اليمني سامي غالب إن السيطرة على الأراضي وراؤها أجندة سياسية اذ تحصل الجماعات الانفصالية على مكاسب.
وتريد قوى غربية وخليجية أن يوقع صالح اتفاقاً لنقل السلطة أملاً بأن يعيد هذا الاستقرار ويسمح للحكومة بإخماد تنظيم القاعدة بجزيرة العرب الذي يتخذ من البلاد مقراً له.
لكن نطاق الاضطرابات اتسع حيث تخوض وحدات الجيش الموالية والمناوئة لصالح، وتدعم كل منها فصائل قبلية مواجهات في العاصمة صنعاء وغيرها، وهو ما يطغى على الحركة السلمية الداعية للديمقراطية التي جعلت من الناشطة اليمنية توكل كرمان واحدة من ثلاث فائزات بجائزة نوبل للسلام هذا العام.
ويشكك بعض المحللين مثل غانم نسيبة مؤسس شركة “كورنرستون جلوبال اسوشيتس” للاستشارات في إخلاص الوسطاء الغربيين والخليجيين، الذي يقول إن لديهم القدرة على التوصل إلى حل، لكنهم يفتقرون إلى الإرادة السياسية، وأضاف أنهم لم يستطعوا إرشاد صالح إلى باب الخروج ليس لأنه قوي بل إنهم فعلوا هذا لأنهم غير قادرين على التفكير في بديل لصالح.
واعتمد مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة قراراً في 21 أكتوبر/تشرين الأول يأسف لاستخدام القوة المفرطة ضد المحتجين، ويحث صالح على توقيع الاتفاق لكن حتى الآن لم يحقق أثراً يذكر.
ولعل أخطر تهديد سيواجه اليمن على المدى الطويل هو كارثة إنسانية متفاقمة في ظل تلاشي موارد النفط والمياه يعقدها الجمود السياسي وما يصاحبه من أعمال عنف.
ويحذر صندوق الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) من أن معدلات سوء التغذية في بعض المناطق الآن تضاهي تلك التي تعاني المجاعة في الصومال، ويعجب الكثير من عمال الإغاثة والدبلوماسيين من كيفية احتفاظ اليمنيين بمظاهر الحياة الطبيعية في ظل هذه الظروف.
وتساءل دبلوماسي غربي: “لماذا لم تصبح الأمور بالسوء الذي توقعناه حتى الآن؟، سقف توقعات الكثير من اليمنيين منخفض لأنهم كانوا يعيشون في فقر بالفعل والأعراف الإسلامية والقبلية تخلق ثقافة من المشاركة.
وانتشرت مظاهرات مناهضة لصالح في اليمن بعد إطاحة الرئيس المصري السابق حسني مبارك في فبراير/شباط، وكان هذا تحولاً جديداً في الأزمات المزمنة التي لا تعد ولا تحصى، والتي أشعلت المخاوف من انهيار مؤسسات الدولة أو نشوب حرب أهلية في أفقر دولة في العالم العربي.
وسعى وسطاء خليجيون وغربيون لإقناع صالح بتوقيع اتفاق مع أحزاب المعارضة يترك بموجبه الحكم مقابل عدم محاكمته، وهو ما يرفضه المحتجون الذين يطالبون بإسقاطه ومحاكمته.
وتراجع صالح عن توقيع الاتفاق ثلاث مرات قبل أن تلحق به إصابات بالغة في محاولة اغتيال في يونيو/حزيران، ولا تصدق إلا قلة من اليمنيين أنه سيتخلى عن السلطة طوعاً.
يقول دبلوماسي غربي في صنعاء طلب عدم نشر اسمه: “دخل اليمن في تدهور شبه دائم سيستغرق الخروج منه سنوات وربما عقود”، وأضاف: “من الصعب تقبل هذا، لكن الخاتمة لن تأتي باتفاق سياسي، أمامنا مشوار طويل لعقود”.
وشجعت الأوضاع السياسية غير المستقرة المتمردين ورجال القبائل والإسلاميين المتشددين على السيطرة على أجزاء من البلاد بعيداً عن سيطرة الحكومة في اليمن التي لم تكن قوية قط.
ويقول المحلل والصحافي اليمني سامي غالب إن السيطرة على الأراضي وراؤها أجندة سياسية اذ تحصل الجماعات الانفصالية على مكاسب.
وتريد قوى غربية وخليجية أن يوقع صالح اتفاقاً لنقل السلطة أملاً بأن يعيد هذا الاستقرار ويسمح للحكومة بإخماد تنظيم القاعدة بجزيرة العرب الذي يتخذ من البلاد مقراً له.
لكن نطاق الاضطرابات اتسع حيث تخوض وحدات الجيش الموالية والمناوئة لصالح، وتدعم كل منها فصائل قبلية مواجهات في العاصمة صنعاء وغيرها، وهو ما يطغى على الحركة السلمية الداعية للديمقراطية التي جعلت من الناشطة اليمنية توكل كرمان واحدة من ثلاث فائزات بجائزة نوبل للسلام هذا العام.
ويشكك بعض المحللين مثل غانم نسيبة مؤسس شركة “كورنرستون جلوبال اسوشيتس” للاستشارات في إخلاص الوسطاء الغربيين والخليجيين، الذي يقول إن لديهم القدرة على التوصل إلى حل، لكنهم يفتقرون إلى الإرادة السياسية، وأضاف أنهم لم يستطعوا إرشاد صالح إلى باب الخروج ليس لأنه قوي بل إنهم فعلوا هذا لأنهم غير قادرين على التفكير في بديل لصالح.
واعتمد مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة قراراً في 21 أكتوبر/تشرين الأول يأسف لاستخدام القوة المفرطة ضد المحتجين، ويحث صالح على توقيع الاتفاق لكن حتى الآن لم يحقق أثراً يذكر.
ولعل أخطر تهديد سيواجه اليمن على المدى الطويل هو كارثة إنسانية متفاقمة في ظل تلاشي موارد النفط والمياه يعقدها الجمود السياسي وما يصاحبه من أعمال عنف.
ويحذر صندوق الأمم المتحدة للطفولة (يونيسيف) من أن معدلات سوء التغذية في بعض المناطق الآن تضاهي تلك التي تعاني المجاعة في الصومال، ويعجب الكثير من عمال الإغاثة والدبلوماسيين من كيفية احتفاظ اليمنيين بمظاهر الحياة الطبيعية في ظل هذه الظروف.
وتساءل دبلوماسي غربي: “لماذا لم تصبح الأمور بالسوء الذي توقعناه حتى الآن؟، سقف توقعات الكثير من اليمنيين منخفض لأنهم كانوا يعيشون في فقر بالفعل والأعراف الإسلامية والقبلية تخلق ثقافة من المشاركة.